في مقدمة كتابه «تاكسي: حواديت المشاوير» كتب «خالد الخميسي» في الإهداء:

إلى الحياة التي تسكن كلمات البسطاء من الناس، عسى أن تبتلع العدم الذي يسكننا منذ سنوات.

وأنا كذلك أهدي هذا النص إلى «الحياة التي تسكن ميمز البسطاء منّا، عسى أن تبتلع العدم الذي يسكننا منذ سنوات».

هل تعرف كوكسال بابا؟

هل اتجهت عزيزي القارئ في موقف اجتماعي واقعي، لاستعارة تعبير باستخدام «ميم» من حياتك الافتراضية؟

يمكنني سؤالك بشكل آخر: هل استخدمت أي تعبير يصف إحدى صور ميمز افتراضية على وسائل التواصل الاجتماعي، في التعبير وجهًا لوجه؟

هل تعرف كوكسال بابا؟

شهرة كوكسال بابا ليست واسعة بالقدر الذي تقول فيه إن الجميع يعرفه، لكن فرصة أن تتورط في حب الرجل كبيرة للغاية، حيث يكفي أن ينشر أحد أصدقائك صورة له مع أي تعليق ساخر بسيط، لتتورط في أن تصير أحد مريديه، غير القليلين.

في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، ووفقًا لمؤشرات محرك البحث جوجل، كان «كوكسال بابا» ضمن القائمة الأعلى بحثًا، كما أنه كان ضمن الأكثر رواجًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد إعلان خطبته، حيث نشر الرجل عبر صفحته الشخصية بموقع إنستجرام صورة تظهر كامل أناقته مع باقة ورود بدت كبيرة نسبيًا، وأعلن الزواج باستخدام طريقة كوميدية كانت تقليدية قبل أن يستخدمها قائلًا: «عذرًا أيتها الفتيات، سأتزوج».

انتقلت الاحتفالات كالنار في الهشيم، من إنستجرام إلى تويتر وفيسبوك، حيث عبّر الآلاف عن فرحتهم برؤية كوكسال بابا «عريسًا»، لكن شابًا كتب منشورًا مُرفقًا صورة كوكسال بابا الأنيقة، وعبّر قائلًا: «كوكسال بابا خطب، أنا فرحان كأنه أخويا ومن بقية أهلي والله»، وإن كان المئات من المعلقين واجهوا الأمر بسخرية إلا أن 4 آلاف من متابعيه قاموا وجدوا ضالتهم في تعبيره، وأعادوا نشره على صفحاتهم، كما أقدمت صفحات عدة بسرقة المنشور وأعادت نشره، ليلقى حفاوة أكبر وانتشارًا أوسع.

لم يكن هذا المنشور هو الأكثر تعبيرًا عن حب جارف لكوكسال بابا بين نسبة غير ضئيلة من المستخدمين العرب للتواصل الاجتماعي الافتراضي، فقد عبّر عدد كبير من الأشخاص عن رغبتهم القوية في زيارة تركيا من أجل مقابلة الرجل، كما انتشرت مؤخرًا العديد من الصفحات الاجتماعية، التي تعبر في عناوينها عن حب عميق للرجل، حمل بعضها أسماء مثل «رابطة محبي كوكسال بابا»، و«عشاق كوكسال بابا»… وغيرها.

عصر الميمز

جرّب أن تجلس في تجمع من أي عدد كان من الأشخاص، ثم ارفع إصبعك لتشير إلى أي شيء في الغرفة، وابدأ في الضحك واستغرق فيه طويلًا، في البداية سينظرون إليك، وإلى ما أشرت له، سيستغربون ما المُضحِك، سيسألون بغضب، وأنت مستمر في الضحك، بعد وقت أعدك أنه لن يطول من استمرارك في الضحك، سيقعون واحدًا تلو الآخر في الضحك.

قبل أكثر من عقد -في مؤتمر صحفي عقب إحدى مباريات كرة السلة في دوري المحترفين الأمريكي عام 2009- انتشر وجه الشاب الصيني «ياو مينج» لاعب كرة السلة، بشكل واسع على موقع فيسبوك وتويتر، حيث استخدم المئات «الوجه السعيد مُغمِض العين عريض الضحكة المرسومة على وجهه»، كتعبير عن النكات التي يُطلقها مصريون وعرب، وهي تعبر برأيهم عن الحالة العامة التي تمر بها بلادهم، هذا الوجه إذا لم تكن قد تعرّفت عليه فهو النسخة الأصلية من أخرى كارتونية حرّفها المصريون حملت اسم «أصاحبي» ثم لاحقًا «أساحبي».

قد يكون الضحك بديلًا عن البكاء، تقول العديد من الدراسات والأبحاث العلمية، إن الضحك قد لا يكون كله ناجمًا عن سعادة، وفي أحيانٍ كثيرة فإن الضحك يأتي كنتيجة للضغط والقلق والتوتر.

في ديسمبر/كانون الأول عام 2018، نشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC تقريرًا، اعتبر أن الإنترنت هو المكان الذي وجد فيه جيل الألفية عزاءهم جرّاء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تؤثر بشكل مباشر في حياتهم منذ الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008، حيث يُتيح لهم التشارك في الأفكار بسرعة وسهولة، ولا غرابة في أن المعبر الأبرز عنها هو الميمز، حتى أن تلك المواقع سواء الاجتماعية أو التفاعلية أنتجت فرص عمل لهؤلاء الشبان، ولعلك الآن تستطيع ذكر برنامج أو اثنين عبر الإنترنت يعتمدان في محتوييهما على الميمز أو السخرية كجاذب للمشاهدات.

وفي 30 يوليو/تموز عام 2019، وخلال فعالية ما يُسمى بـ «المحاكاة الأولى» بمؤتمر الشباب الذي نُظِّم برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نُظمت فقرة «كوميكس» خاصة بسخرية المصريين من التأثيرات المرتقبة لقرارات الحكومة المصرية برفع الدعم عن المحروقات على حياتهم، وعرضت صورًا من تلك الكوميكس، والتي لاقت ردود أفعال ضاحكة بشدة من الحضور والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. خفتت الضحكات عندما عُرضت صورة مكتوب فيها: «توفيت إلى رحمة الله الطبقة المتوسطة بعد صراع مرير مع البلد».

بعد نهاية تلك الفقرة علّق الرئيس عليها قائلًا:

لما بنقول إن البطل الحقيقي اللي بيسخر من الحالة والظروف، هوا دا اللي استحمل بردو هوا كاتب كدا وساكت ومستحمل، أحيانًا يكون تقدير رد الفعل أحد أهم أسباب عدم الإصلاح وعدم التحرك، ممكن دا يخسرك حتى النتائج اللي عايز توصلها، دي كتل لما تتحرك تعمل مشكلة كبيرة.

خطابات الرؤساء ما بعد الربيع العربي، كانت نقطة تحول في تاريخ «الكوميكس» كما أطُلق عليها في تلك المرحلة، فالخطاب الذي يبذل فريق من المعدين جهدًا كبيرًا في كتابته، ويبذل الرئيس مجهودًا أكبر في إلقائه -والخروج عن نصه- يتحول قبل أن ينتهي الخطاب، ولأيام بعده إلى مجموعة من المنشورات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي. في مرحلة لاحقة على ذلك، يمكنك أن تقول إنها مرحلة ميمز الرموز أو الشخصيات، حيث حدث تحول نوعي في تاريخ الميمز في وسائل التواصل الاجتماعي العربية.

في هذا الوقت وربما حتى اللحظة، استخدم الكثيرون الميمز كفعل ثوري سهل وممتع وغير مُكلِّف لمعارضة السلطة (أحيانًا كان هذا الفعل مُكلفًا لعدد من الشباب)، كل ما على صانع الميمز فعله هو البحث عن زلة أو عبارة غريبة أو مفارقة، ليبدأ رحلته مع صناعة الفعل الساخر.

«الكوميديا هي مجرد مأساة تخطاها الزمن» [ترجمة غير دقيقة لمقولة مارك توين]، لذلك تتجه الميمز دائمًا للبحث عن المأساة أصل هذه الكوميديا التي نعيشها.

يفتح شاب ثوري مصري إحدى صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولتكن صورته الشهيرة وهو يحيي الجماهير المحتشدة على جانبي القطار الذي يقله ربما إلى الإسكندرية، وعلى وجه الرئيس ابتسامة عريضة، يملؤها الثقة والفخر والقوة وكاريزما قلما امتلكها زعيم وليس رجلًا عاديًا، ليجد الشاب جملة مُلحة: هذا الرجل زعيم نكسة 1967، ومؤسس الدولة التي لا تزال حية وأعيش بها إلى هذا اليوم؟
مشهد تخيلي… والرأي الوارد به ليس صحيحًا بالضرورة.

ولدت من خلال فكرة محتملة كالتي في المشهد التخيلي، ميمز الرموز، هذا النوع من السخرية اعتبره البعض تحطيمًا للرموز أو الأصنام بتعبير كثيرين، وقد استخدمها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة من مواليد التسعينيات، في التعبير عن حنقه وربما انتقامًا من المتسببين برأيه في واقعه. كثيرون ألصقوا التهمة بالأنظمة الحالية، والبعض عاد لحكومات سابقة، والبعض ألقى باللوم على الثورة الصناعية والمادية الغربية والحداثة. لم تتوقف المميز حتى وصلت إلى أصل البشر آدم وحواء عندما التقطا الطُعم الشيطاني وهبطا من الجنة، وربما طالت في أحيانٍ كثيرة خالقهم.

يقول الروائي والكاتب شادي لويس بطرس، في ختام مقاله «بربرية الشعر ونجاتنا العارضة»:

تعود دعوة أدورنو، بعد كل مذبحة، وفي خضم المذبحة المستمرة. على الحياة ألا تستمر كما هي. والثقافة العالية، بفنونها وآدابها، في صورتها التي ساهمت في إنتاج بربرية اليوم أو على الأقل فشلت في أن تقف في وجهها، عليها أن تقرّ بدنسها وبربريتها، لا بحكم عقدة الناجي وشعور خجول بالذنب، بل بصدمة إدراكنا أن نجاتنا تلك كانت ولا تزال حدثًا عارضًا.

حالة «كوكسال بابا»

تنطلق الميمز إلى كل شيء وكافة مناحي الحياة، كل شيء قابل لأن يكون ميمز، فقط اختر صورة وكلمات عادية.

في فيلم «حرامية في تايلاند»، لاقى مشهد شهرة واسعة بسبب الميمز، حيث دار الحوار بين الممثلين الراحلين «محمد شرف» و«طلعت زكريا»، يتفقان فيها على تسهيل سرقة لوحة فنية من أحد المتاحف، وفي المشهد يستعرضان خريطة مرسومة للمتحف وهي التي من خلالها سيتم تعطيل غرفة الإنذار والوصول لغرفة اللوحة، لكن وبعد أن يتجها إلى عمل «اتنين نسكافيه» يسرق الخريطة «كريم عبد العزيز»، ليعودا إلى المكتب ويدور الحوار التالي:

– ماقولتليش هتأبجني إمتى؟

– هقفش وأقفشك.

– وأنت هتقفش إمتى؟

– بلبل… ما تنبرش في العملية من الأول خليها تعدي بسلام.

– أنبر إيه يا عم… أنبر ايه… طالما أنا في العملية يبقى خلاص!

– ما هي خلاص فعلًا!

يجلس الممثل «طلعت زكريا» على كرسي المكتب ولم يجد الخريطة وأمامه النسكافيه، يمد يديه في تعبير عن لحظة خيبة أمل ممزوجة بتعّجب، وعلى تعبيرات وجهه قلق واضح، هنا وهنا فقط نصل كصنّاع للميمز إلى ما نريده، لا يُهم ما سيقال قبلها، كما أنه بالضرورة لا يهم ما قيل قبلها، وأكاد أجزم أن الميم في أصله هي تلك اللحظة التي نتشارك فيها مع البطل مشاعره وردة فعله الفورية على ما حدث.

عشرات اللحظات التي تعبر عن مجموعة من تلك المشاعر يمكن إيجادها في عشرات من مشاهد الأفلام، المسلسلات، مباريات الكرة، اللقاءات التلفزيونية، أفلام الكرتون وكليبات الأغاني، ووقتها سنختار التعليق الأنسب، سواء مواقف حياتية عادية، وربما أبيات من الشعر الجاد أو الأغاني الحزينة، أو حتى المشكلات اليومية والروتينية.

لكن يمكن أن نقول إن صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أو الزعيم عادل إمام، ستأخذ حيزًا هو الأوسع في التعبير عن المشاعر الشخصية والفردية للتعامل مع الحياة.

في الفيلم الشهير «آيس كريم في جليم» يجد عمرو دياب اللحظة التي يعبر فيها عمّا يريد أن يفعل في حياته، في مشهد نتج عن أداء أغنيته الأجمل «رصيف نمرة خمسة» في الشارع، والتي لا يفهمها حتى الآن حسب تعبيره، قائلًا للشاب اليساري مؤلف الأغنية، الذي يؤدي دوره أشرف عبد الباقي: «يا غبي أنا مش جبان، ولا كلامك مش عاجبني، بالعكس، أنا كلامك حبيته، بس نفسي أغني عن نفسي، عن حاجات تخصني، يمكن تكون بسيطة، يمكن تكون تافهة، لكن حاسسها، عايز أصدق نفسي، عايز أبقى أنا، أنا بكل اللي جوايا، مش عايز أبقى بطل، عايز أبقى سيف، الواد بتاع الجراج، وأصحابه اللي بيشتغلوا في شارع 9، الواد بتاع الفيديو، اللي بيحب الجينز وبيكره البدلة، اللي بياكل آيس كريم في عز البرد، اللي حبك بشكلك المنيل دا، فاهمني ولا لأ؟».

سيختار صناع الميمز المتفرغون لتلك المهمة، أو حتى مستخدموها العاديون على صفحاتهم الشخصية، صورًا للزعيم عادل إمام في الميمز الخاصة بهم، وللمفارقة فإنهم سيختارون تلك الصور التي اجُتزئت من أفلام ومسلسلات أو حتى لقاءات إعلامية ومؤتمرات، وهو قد جاوز الستين، لدى عادل إمام بالتحديد كاريزما نادرة، الرجل بتعبيرات وجهه ودون أن ينطق بكلمة، وبتعبيرات جسد عادية، كأن يضع كفه على صدره مبتسمًا لرد التحية، أو الجلوس مرتديًا نظارة سوداء هادئًا ورزينًا، أو حتى أن يُقلِّب وجهه كله لأسفل مستنكرًا؛ يمكن أن يعبر عن أي شيء؛ استياء، ثقة بالنفس، حزن، لا مبالاة، أي شيء وفي عمق عمقه تستشعر سخرية من نوع خاص، لا ننكر أنه تبنّاها صغيرًا، لكن يمكن الزعم أنه أتقنها تمامًا عندما جاوز الستين.

مؤخرًا يصل إلى الشباب العربي والمصري بالأخص، مقاطع فيديو يظهر فيها رجل أربعيني، يبدو أن حجمه ضئيل، تعبيرات وجهه جادة لكنها طفولية وبريئة، يقوم بحركات عادية جدًا، يرتدي ملابس عادية بعضها يظهر وكأنه غارق فيها ومرة فانلة حاملات بسيطة واسعة الانتشار بين الرجال المصريين، كلامه نادر، ومن خلال معاملات يومية مع محيطه الذي يبدو أمامه صغيرًا جدًا، تحدث مفارقات كوميدية، تعبر عن أفكار صنّاع الفيديو وتوجهاتهم والأشياء المحببة لهم، سواء كانت عادية أو حتى غريبة أو مثيرة للخجل.

عند إجراء عملية بحث سريعة، ستعرف بعض المعلومات عن الرجل، مثلًا عمره 46 عامًا، مُصاب بمرض وراثي نادر، جعل نموه متوقفًا عند 135 سم، وصوته طفولي، يُقال إن غالبية المصابين به لا يعيشون طويلًا، لعب الملاكمة منذ الصغر، وحصل على ألقاب محلية في تلك اللعبة، عانى خلال حياته ليس من المرض فقط ولكن من فقدان الوالدين، حتى أن من ربّاه صديق والده.

بدأ رحلة الكوميديا عام 2015، تسيطر على غالبية فيديوهاته التي ينشرها بنفسه، مشاهد عادية يظهر فيها متجهمًا يحاول أن يظهر قوة شخصية وثقة بالنفس، كما يظهر هادئًا في بعضها، وفي البعض الآخر يعبر عن عصبية كبيرة وغضب، يصل إلى حد استخدام العنف ضد من حوله بلكمات يستخدم فيها كل قوته لكنها غير مؤذية بحال.

كثير من الميمز على مواقع التواصل الاجتماعي تأخذ جوانب يمكن وصفها بالحساسية الشديدة، العنوسة أو الفشل أو الشعور بالوحدة والإحساس بالعزلة والرفض الاجتماعي، السمنة وحجم الأنف ولون الوجه، شكل جسد الفتاة، وأيضًا أفعال مشينة يكسر خجل نفسه منها، مثل الأفلام الإباحية والمفارقات الكوميدية الموجودة على تلك المواقع، وغيرها، جزء كبير من تلك الموضوعات تمس الآخر ويمكن وصفها بالتنمر، لكن المختلف هنا (في حالة كوسكال بابا) أن هذه الميمز من النوع التي تخص الذات والذات فقط.

يمكن القول إن السخرية بتلك الطريقة وإن كانت من الذات، فإنها بالضرورة لا تلقي باللوم عليها، لكنها تُحمِّل المسئولية بشكل مباشر أو ضمنيًا، على الظرف الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وهو ما يعني تخفيفًا للتوتر والضغط النفسي، وربما يشعر البعض بالسعادة بسبب تفاعل الأصدقاء معها. ففي نهاية عام 2019 نُشرت دراسة أمريكية، تقول إن السخرية من الذات تعد حائطًا دفاعيًا أمام التوتر والضغط العصبي والقلق.

في بعض الأحيان قد تضبط نفسك قرّرت ألا تضحك على أحد الميمز تراه حزينًا أكثر من اللازم، وعلى الأرجح يعبر الناشر عن سخرية من مرض أو مأساة حقيقية لا تزال قائمة، لن تُفتِّش غالبًا عن النوايا، ستتعاطف مع صاحب الميمز وتكتب كلمات داعمة، أو ربما تشعر بالافتعال وتتجاهل ما كتبه، وتبحث عن ميمز أخرى ترفع عنك الضغط النفسي والتوتر والألم.

أغلب الميمز المصنوعة من صور الرجل، تبدأ بكلمة «لما…» ثم تسترسل في مواقف حياتية عادية تحدث بشكل عادي، يحاولون من خلالها استخدام صور الرجل كتعبير عن النفس، يُظهِر استصغارًا لها أمام العالم، مثلما جسد الرجل ضئيل بالمقارنة بكل من هم حوله، تعبر عن حالة سخرية من الذات وتعبير عنها وعن مشاعرها وأفكارها الآنية في ذات الوقت مع الاعتداد بها.

في صور مجتزأة من أحد فيديوهات الرجل، التي يستخدمها الشباب في صناعة الميمز، يجلس كوكسال بابا على كرسي ضخم، يُظهِر مدى حجمه الصغير، يُعلِّقون عليها بجمل مثل: «لما تصحى الصبح تواجه مسئولياتك».

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.