سيد قُطب؛ من العلمانية إلى الحركية الإسلامية

كانت هذه الأفكار هي مدار الجدل بصورة كبيرة في الدوائر التي انتقل إليها قطب في القاهرة بين عشرينيات وأربعينيات القرن العشرين.

كان سيد قد ولِد عام 1906م في إحدى قُرى محافظة أسيوط، وانتقل إلى القاهرة في 1919م لمواصلة دراسته، والتي سيلتحق بعدها بالعمل في وزارة المعارِف بين عامي 1933-1952م. وسيشتهِر في الوقت عينه كشاعرٍ وكاتب مقال وثيق الصلة ببؤر الضوء الأدبية العلمانية المتوهِّجة آنذاك.

ومن 1939م، شرع قُطب في الكتابة عن القرآن من منظورٍ أدبي، وبحلول عام 1948م؛ كان قد شرع بالدعوة إلى مجتمعٍ إسلامي، مدوِّنًا واحدًا من أشهر كتبه، «العدالة الاجتماعية في الإسلام»؛ خلال العام نفسه، والذي سافر فيه كذلك إلى الولايات المتحدة ليمضي عامين، وهي الزيارة التي يبدو أنها أكدت له قناعاته عن الاضمحلال الأخلاقي للغرب.

تلك الرحلة التي سيعود منها لينضم إلى الإخوان المسلمين، ويصير أحد أهم مُنظِّريهم. وقد اعتُقِل عام 1954م بعد حل جمعية الإخوان، وأنفق أكثر المتبقي من عمره في السجن؛ إذ أُطلِق سراحه لفترةٍ قصيرةٍ عام 1964م، وأعيد اعتقاله في 1965م، وأعدِم بتهمة التآمُر على قلب نظام الحكم عام 1966م.

وقد واصل الكتابة في محبسه، وهي الكتابات التي تتميَّز بتكاثُف أيديولوجيته الإسلامية الراديكالية. وربما كان أشد كتبه ضراوة هو: «معالم في الطريق»، والذي نُشِر إبّان فترة حُريته القصيرة؛ واستُخدِم دليلًا ضده خلال محاكمته.

وفي هذا الكتاب، كما في كتاباتٍ أخرى متأخرة؛ نجد قطب شديد العناية بتحرير فكره وفكر قرائه من الافتراضات الغربية المسبقة، ليس في السياسة فحسب؛ بل في مجالات أخرى مثل الفن والأدب والعلوم الاجتماعية والتربية والتعليم، رغم كونه أكثر قبولًا لاقتباس الصياغات الغربية للعلوم الطبيعية (الفيزيقية) والموضوعات التقنية البحتة، والتي يبدو أنه كان يؤمن بتحرُّرها النسبي من الافتراضات الثقافية المسبقة.1

وبالتأكيد كانت خرافة التقدُّم من بين هذه الافتراضات الغربية. وسنحاول فيما يلي تتبُّع ورسم ملامح التغير في سلوك قطب وموقفه تجاه هذه الخرافة، وذلك كما يتجلَّى في كتاباته منذ بواكير الثلاثينيات وحتى وفاته.

وسنستعرِض كيف انتقل من قبولٍ علماني نموذجي إلى حدٍ ما بهذه الخرافة، ونمُرُّ بجهوده لتكييفها وأسلمتها، وننتهي ببلوغه النقطة التي انسلخ فيها بالكلية، أو كاد؛ من هذه الخرافة.


كتابات الحقبة العلمانية

ويُمكن استشفاف موقف سيد قطب إبان مرحلته العلمانية من الاقتباس التالي، وهو مأخوذٌ من سلسلة مقالاتٍ نُشِرَت عام 1939م:

«إن الأخذ بالحضارة الأوروبية ضرورة زمنية لا بُد منها، نتيجة أن أوروبا سبقتنا في مدارِج الرقي، كما أخذت هي بحضارتنا يوم سبقناها في مدارِج الرُقي».2

وهو في سلسلة المقالات عينها يَصِف عقلية العلماء المسلمين التقليديين بأنها رجعية ومتخلِّفة.3وهو في مقالاته المنشورة مطلع الأربعينيات يُشجِّع على اقتباس وتبني أفكار جديدة في ميدان التعليم من أوروبا، ويُقدِّم بريطانيا العظمى بوصفها نموذجًا واعدًا للاشتراكية الديمقراطية.4

وهو يتتبَّع التقدُّم الاجتماعي والسياسي في مصر إبّان نصف القرن السابق على الأربعينيات، كاشفًا عن تفاؤله بالمستقبل.5ومثله مثل العديدين آنذاك؛ يرقُب ظهور شيء من قبيل «عالمٍ جديدٍ رائع»عَقِب الحرب العالمية الثانية، ليتجلَّى في كتاباته خطاب خرافة التقدُّم واضحًا.

فيتحدَّث على سبيل المثال عن تطورات تُطمئن الشعب أنه يخطو مع بقية العالم نحو الحضارة الإنسانية.6

إلا أن إعجابه بنمط التقدُّم الغربي بعيد البُعد كله عن التصريح. فهو يُلمح في بعض الأحيان إلى أن الغرب قد فقد وِجهَتهُ، وهو معنيٌ بأن تحافظ مصر، والشرق عمومًا؛ على خصائصها الثقافية وتتمسَّك في نفس الوقت بمُعدَّلٍ مقبول للتغيير.7

وهو يؤكِّد كذلك فكرة مادية الغرب وروحانية الشرق.8وبقسوةٍ شديدة يرفُض «التقدُّم»بمقدارِ ما يشتمِلُ على حلحلةٍ للأخلاق الجنسية.9

إلا أن نقده للغرب في هذه المرحلة مُتزِنٌ بكثيرٍ من إيجابيات الأخير، ومصدر هذا النقد وجل عنايته مُنصبة على اهتمامات مثل الثقافة المصرية، أو الحفاظ على شرقٍ روحي في العموم؛ أكثر منه نقدٌ صادر عن الإسلام على وجه التحديد.


كتابات الحقبة الإسلامية؛ أسلمة خرافة التقدُّم

وحين تحوَّل سيد قُطب تحولًا إسلامويًا؛ صار نقده أكثر حدة، وخرج في ألفاظٍ إسلاميةٍ بشكلٍ واضحٍ، وأقيم بُنيان التقدُّم حينها فوق أساس إسلامي. وها هنا تمت أسلمة خرافة التقدم.

وثم تعبيرٌ جيد عن موقفه هذا في مجموعة مقالات منشورة بين عامي 1952-53م تحت عنوان: «نحو مجتمع إسلامي».10فها هنا تُستخدم صورة دورات التقدُّم والتراجُع للتعبير عن الصعود والسقوط التدريجي للأنظمة الاجتماعية.

إذ يبدأ مُقررًا أن زمن حضارة الرجل الأبيض قد ولى، فما عاد لدى هذه الحضارة المزيد من الأفكار لتُقدِّمها مُمهِّدَةً الطريق لمزيد من التقدُّم الإنساني. فآخر إسهامٍ محوري لهذه الحضارة كان هو أفكار الثورة الفرنسية عن الحرية والمساواة والإخاء.

وقد وظَّف الغرب الأوليين كما ينبغي له أن يفعل، لكنه لم يُحقق الثالثة أبدًا. صحيح أنه ما زال يبتكر على المستوى المادي، لكن مَعينهُ قد جف على مستوى الفكر والروح. وما الشيوعية في حقيقة الأمر إلا الطور الأخير من أطوار المادية الغربية، ومن ثم فإن الغرب، بما فيه أمريكا؛ سيتحوَّل آخر الأمر إلى الشيوعية. إلا أنه بمُجرَّد تحقق ذلك، فلن تستمر الشيوعية طويلًا بعدها، إذ ليس لديها هي الأخرى ما تمنحه للإنسان فيما وراء عالم المادة.

وفي الحقيقة، فقد بلغت «دورة»المادية ذروة تمدُّدها،11 وصارت الإنسانية بحاجة لحلم جديد إذا كانت لتحظى بمستقبلٍ من النمو والتقدُّم المستمرين، والفكرة الإسلامية وحدها هي التي بمقدورها تزويدهم بهذا.

ربما كان بمقدور أوروبا الإفادة من الإسلام قبل ذلك إذا لم تكن قد أغلقت الباب في وجه أولى «دوراته» (في القرون المبكرة من الدعوة)، وقد قبسته حقيقة الأمر لنهضتها.

ربما كان عليها أن تتعلم أولًا من تجربتها مع المادية. إن قيادة البشرية ستؤول إلى الإسلام. ولئن لم يكن الإسلام موجودًا، فقد كان سيتعين على الإنسانية أن تبتكر نظامًا مثله.

إن العالم الإسلامي من ثم مُلزمٌ بعرض الإسلام، ولكنه ليفعل ذلك يتعيَّن أن ينعكِس إيمانه في مجتمعه.

وحينما تُهيمن الشيوعية على الولايات المتحدة، بحلول نهاية القرن العشرين؛ سيحتدِم الصراع بين القيم الإنسانية المتجسِّدة في الإسلام وبين الأيديولوجية المادية مُجسَّدة في الشيوعية. وساعتها سينتصر الإسلام، «بحكم أنه فكرة تسمح للحياة بالنمو الدائم في ظلها».12

إن التقدُّم في حالة الإسلام لن يعني تغيُّر مبادئه وأهدافه الأساسية، إذ إنها ثابتة وغير قابلةٍ للتغيير؛ بل تغير في التقدُّم اليومي للإنسانية باتجاه هذه المبادئ والأهداف، بما سيجعل كل الأنظمة الموصوفة بـ«التقدُّمية»والحداثة تبدو رجعية بالمقارنة بالإسلام.13

لقد تمدَّدت الدورة الأولى للإسلام لحوالي ثمانية قرون، ثم تراجعت ليس لأنها استنفدت إمكاناتها، بل لأن الإنسانية لم تكن مؤهلة لها بعد. فحقيقة الأمر أنها عرضت وطبقت مُثُلها في الحرية والعدالة والإخاء والمساواة بنجاحٍ كبيرٍ جعل منها مُثُلًا للإنسانية جمعاء.

وقد قَبِلتهم أوروبا في الثورة الفرنسية، لكنها عجزت عن تطبيقهم كما فعل الإسلام في بواكير دعوته. إلا أن تجربة أوروبا اليوم قد جعلتها أكثر قابلية للإفادة مما يتعيَّن على الإسلام أن يطرحه من أي وقتٍ مضى.

ومن المثير للتأمُّل أن هذا التقرير غربي التوجُّه. فهو يعتبِر أن ما وقع في الغرب إبّان القرون الأخيرة «تقدُّمًا»، ويتعامَل معه بوصفه مُسلَّمة؛ ليبدو الإسلام هنا كما لو كان مُصممًا بدرجةٍ كبيرةٍ ليوافِق احتياجات العالم الغربي، أو على الأقل تلك الاحتياجات التي وَلَّدها أثر الصدمة الغربية.

الأكثر من ذلك أن ثمة افتراضًا على الأقل بأن «التجارب الروحية»و«التقدُّم العقلي»و«الفتوحات العلمية»الغربية قد تلعب دورًا إيجابيًا في القدر الذي قدَّرهُ الله.14


الطريق إلى جحد الخرافة

ومع تزايُد التحول الإسلامي الجذري في كتاباته، يتواصل قبول سيد قطب للواقع وللقيم الدافِعة للتقدُّم المادي، لكن فكرة التقدُّم الاجتماعي والأخلاقي تصير إشكاليةً بصورة مُتزايدة.

وفي مقدِّمة كتابه «الإسلام ومشكلات الحضارة»، الذي نشر للمرة الأولى عام 1960م؛15 ينهج نهجًا مماثلًا لما فعله في كتاب «نحو مجتمع إسلامي»، لكن يصير العرض أكثر حدَّة وأكثر قسوة، وثم عددًا أقل من الخواص التي يبغي استعادتها في الوضع الحالي.

وسيصير التحوّل إلى الإسلام تحوّلًا في اللحظة الأخيرة، ويبدو بصورةٍ أقل تأرجُحًا جدليًا طبيعيًا، وبصورةٍ أكبر بوصفه مسألة إرشادٍ إلهي مباشر.

وبعض الأفكار التي تم التعبير عنها في «نحو مجتمع إسلامي»، خصوصًا صورة دورات التقدُّم والتراجُع؛ يُسهِب فيها بدرجةٍ أكبر وأكثر إثارة للانتباه في كتاب آخر هو: «هذا الدين»، والذي نُشِر عام 1962م، أو قبلها بقليل.16

كانت «الدورة»الأولى من الإسلام، التي أرادها الله وتحقَّقت بالجهد البشري؛ قصيرة نسبيًا لكنها خلفت منارًا يُمكن للإنسانية أن ترنو إليه من بعدها.

إضافةً إلى ذلك، فقد خلفت آثارًا ومؤثرات في هذا العالم، ممثلين في عالم الأفكار على وجه الخصوص؛ مثل أفكار وحدة الجنس البشري وكرامة بني الإنسان، وبناء المجتمعات على أساس من المعتقد لا العرق ولا القبيلة، فضلًا عن المواثيق والمعاهدات الدولية، التي تم الاعتراف بها على الأقل، إن لم يحسن تطبيقها.

وحينما جاء الإسلام أول مرة، لم يكن بين يديه شيء ليبني عليه سوى الفطرة، لكنه اﻵن يملك كذلك هذه اﻵثار من الدورة الأولى. وبالتالي قد تكون الإنسانية الآن أقدر على إدراك الإسلام والاستجابة له في دورته الثانية، بأكثر مما كانت مؤهلة لذلك في الدورة الأولى؛17 وهي إشارة تكرَّرت مرارًا في الكتاب.

إلا أن هذا التقييم المتفائل قد وزِنَ باعتبار سيد العصر الحاضر جاهلية، وأنها جاهلية أشد خبثًا وأكثر تعقيدًا من الجاهلية القديمة،18 بما أنها بُنيت على علومٍ طبيعية تجحد الألوهية.

وهكذا، ففي حين تبدو الإنسانية اليوم بصورةٍ ما في وضعٍ أفضلٍ أو مؤهلة بصورة أكبر لاستيعاب الإسلام؛ فإن الإنسانية تعاني اليوم في حقيقة الأمر من ابتعادها عمومًا عن الله.19وعلى الدعاة أن يعقدوا آمالهم على الوعد الإلهي، وليس على أي عناصِر دعم بشرية أو أي اتجاهاتٍ تاريخية تقدُّمية.

وعلى عكس الكتابات الأخرى التي سبق الإحالة عليها؛ فإن هذا الكتاب لا يتوقَّع تحول العالم الغربي إلى الشيوعية.20

وحتى في القسم الأكثر تفاؤلًا من التقييم في هذا الكتاب؛ فإن خرافة التقدُّم غائبة بالكامل. واللغة المرتبطة بخرافة التقدُّم تظهر نادرًا فحسب، وليس ثم إشارة إلى أن الدورة الثانية للإسلام ستبلُغ درجة أعلى مما بلغته الدورة الأولى.

لكن ما زالت فكرة تزايُد قدرة الإنسانية بجملتها على الاستجابة للإسلام تُمثِّل إلى درجة كبيرة نوعًا ما من التقدُّم. وثم بعض الاعتراف بالقانون الدولي الغربي، وبالأيديولوجيات الغربية بصورة تهكُّمية بعض الشيء؛ إذ تُمثِّل هي الأخرى تقدُّمًا ما يُمكن للإنسانية تسلُّق أكتافه للسمو إلى مستوى نداء الإسلام في دورته التالية.21

إلا أن الإسهام الرئيس للفكر الغربي يبدو كما لو كان محصورًا في الخبرة السلبية لانحرافهم عن الإسلام (هذا التوكيد أوضح هنا منه في كتاب «نحو مجتمع إسلامي»).

وفي كتابه «خصائص التصور الإسلامي»، الذي ربما يعود نشره هو اﻵخر إلى مطلع الستينيات؛22 فإن المقولة الأساسية التي تتكرَّر بصورةٍ ثابتة ذات علاقة بموضوعنا هي «الحركة داخل إطار ثابت حول محور ثابت».23

والإطار والمحور الثابتان يُزوِّدنا بهما «تصور رباني صادرٌ من الله»، والذي يُصرّ قطب بحسمٍ لا هوادة فيه أنه تصور لا يتغيَّر ولا يتطوَّر.24

وبالفعل تبدو اللفظة المفتاحية، «الحركة»؛ مُنتقاة بعناية لتجنُّب أي إشارة ولو ضمنية للتقدُّم أو بعض تجلياته، فمثلها مثل حركة الكواكِب في مداراتها،25 والتي لا تُوحي بتقدُّمٍ من أي نوع.

وصحيح أن هذه «الحركة»توصَف أحيانًا بأنها «تطوّر»أو «ترقية»أو «حركة إلى الإمام»؛ لكن هذا مقصور بالأساس على مجالات العلوم الفيزيقية (الطبيعية) والتقنية. وهو يرفض بشدة ما يعتبره تطورًا حتميًا،26 وتحديدًا الديالكتيك الماركسي؛ الذي تتغيَّر فيه الأفكار الفلسفية الجوهرية والقيم الأساسية.

وهو يحذِّر المسلمين الذين يحتذون الغربيين في التمرُّد على الدين باسم الحداثة والإصلاح والتطور، أو باسم الفرار من ميراث العصور الوسطى؛27 بأنهم يُخاطرون بحرمان الإنسانية من المصدر الوحيد الحقيقي للهداية الإلهية.

وهو راغب في استخدام خطاب التقدُّم لينتصر على مجادليه، ليؤكِّد -مُستخدمًا الاصطلاح الغربي- أنهم في حقيقة أمرهم «رجعيون»وليسوا «تقدّميون»كما يدَّعون، بما أن الفكر الديني والمعادي للماركسية قد صار سمتًا عامًا في الغرب.


[1] William Shepard, Sayyid Qutb and Islamic Activism, pp. 300-20.

[2]سيد قُطب، نقد كتاب مُستقبل الثقافة في مصر، جدة، الدار السعودية للنشر والتوزيع، 1389هـ/1969م، ص 28. وقد نُشِر المقال بالأصل عام 1939م في صحيفة دار العلوم.

[3] المصدر السابق، ص 53، 74.

[4]راجع على سبيل المثال مقاليه: «الكتب المدرسية»، مجلة الشؤون الاجتماعية، العام الأول، العدد الثامن (1359هـ/1940م). و«عالم جديد في طيات هذا الجحيم»، نفس المصدر، العام الثاني، العدد الثامن (1360هـ/1941م).

[5] «ميزانيتنا القومية تدعو إلى الأمل والتفاؤل»، المصدر السابق، العام الثاني، العدد الثاني عشر. و«هل نحن مُتحضِّرون؟»، المصدر نفسه، العام الثالث، العدد الرابع. وأخيرًا مقاله: «في المستقبل أمل وفُرص مهيأة للاستغلال»، نفس المصدر، العام الرابع، العدد الثاني (1943م).

[6] «في مفرق الطريق بين القومية والعالمية»، المصدر السابق، العام الرابع، العدد الحادي عشر. و«حلقة مفقودة في نهضتنا العقلية الحديثة»، نفس المصدر، العام الرابع، العدد الثاني، ص 27. و«عالم المستقبل وبرامج الشباب»، المصدر نفسه، العام السادس، العدد السابع.

[7] «العالم يجري»، مجلة الرسالة، 10 ديسمبر 1933م، ص 12-13. و«ضريبة التطور»، مجلة الشؤون الاجتماعية، القاهرة، العام الأول، العدد السادس. نقد كتاب مستقبل الثقافة، ص 30-1.

[8]نقد كتاب مستقبل الثقافة، ص 32-3. ومقال «عالم جديد»، مصدر سابق، ومقال «في المستقبل أمل»، مصدر سابق.

[9]راجع مقالاته في مجلة الرسالة القاهرية: 3 يوليو 1945م، ص 1309-10. و6 أغسطس 1946م، ص 856-8.

[10]نُشِرَت هذه المقالات بالأصل مُسلسلةً تحت نفس العنوان الجامِع في مجلة «المسلمون»، التي كان يُصدرها سعيد رمضان؛ ثم نُشرت في صورة كتاب بنفس العنوان بعد وفاة المؤلف. والنسخة التي أحيل عليها هي الطبعة السادسة لدار الشروق، المؤرخة في 1983م/1403هـ. (المرجح أن الكتاب نشر في حياة المؤلف، فقد دارت حول عنوانه مساجلة بين سيد وبن نبي. إذ كان سيد قد عزم إضافة لفظة «متحضر»إلى العنوان؛ ثم تراجع مبينًا أن وصف «الإسلامي»يطوي بالضرورة وصف التحضُّر، وهو ما اعتبره مالك توتُرًا فكريًا لا مسوِّغ له! – المعرِّب).

[11]من المثير أن هذه الرؤية تبدو وكأنها تطوي مؤثرات من الديالكتيك الماركسي. ففي نقده للماركسية يبدو وكأنه يقبل بنسقٍ مشابِهٍ لرؤيتها الجدلية للتاريخ، عدا أن المجتمع الماركسي بطبيعة الحاللن يكون هو نهاية مساره الجدلي. راجع:

خصائص التصور الإسلامي، الطبعة الثامنة، دار الشروق، 1403هـ/1983م.

وهو يتحدَّث عن بلوغ دورة الشيوعية نهايتها في: نحو مجتمع إسلامي، ص 31-32.

[12]نحو مجتمع إسلامي، ص 40.

[13]نحو مجتمع إسلامي، ص 75، ص 67-8، 40-1.

[14] «…فالبشرية ما كانت قد تهيأت كلها لاستقبال هذا النور والانتفاع به في أول فيض، ولم يكن لها بد من تجارب طويلة، ومن رد فعل عنيف للتزمُّت الأول والجهالة الأولى؛ يقذِف بها في عالم المادة بعُنف، لتُبدِع في هذا العالم ما شاء الله أن تُبدِع، وتتهيأ بتجاربها الروحية وبتقدُّمها العقلي، وبفتوحاتها العلمية؛ لاستقبال ذلك النور في دورةٍ أخرى من دوراته». نحو مجتمع إسلامي، ص 33.

[15] الطبعة التي أحيل عليها من هذا الكتاب هي طبعة دار الشروق، المؤرَّخة في 1403هـ/1983م.

[16] النسخ التي بين يدي من هذا الكتاب هي: هذا الدين، بيروت، الاتحاد الإسلامي العالمي، 1978م. والترجمة الإنكليزية التالية:

– The Religion of Islam, Kuwait, International Islamic Federation of Student Organizations, 1982.

[17]هذا الدين، ص 84-9.

[18]تُستخدم لفظة الجاهلية للدلالة على كل من المجتمعات العربية قبل مبعَث محمد (صلى الله عليه وسلم)، إضافة إلى الدلالة على مجتمعات معاصرة يعتبرها كُتّاب مثل قُطب غير إسلامية.

[19]هذا الدين، ص 92-6، ص90.

[20]قارن ذلك مع تخليه الكامل عن هذه الفكرة في الطبعة الأخيرة من كتابه: «العدالة الاجتماعية في الإسلام».

[21]هذا الدين، ص 86-91.

[22]بين يدي الطبعة الثامنة لدار الشروق، والتي نُشِرت في القاهرة وبيروت عام 1403هـ/1983م.

[23]المصدر السابق، خصوصًا ص 72-90.

[24]المصدر السابق، ص 78، 84-85، 87.

[25]المصدر السابق، ص 73.

[26]المصدر السابق، ص 83، 87.

[27]المصدر السابق، ص 90.