وهذا الدليل الذي بين أيدينا، هو لبنة أولى لكل مريد، وميزته أن شابًا فتيًا مثل معاذ هو من يضع هذه اللبنة لا كاتبا مجرِّبًا أو شيخًا منتهيًا إليه العلم، فهؤلاء لا يدركون في غالب الأحيان إلا آخر الأمر وذروته، وتكون البدايات مع التقدم مشوشة بشكل ما، أما الشباب فالبدايات ما زالت طازجة في روحه وأول الطلب ما زال قريب العهد منه، وكذا فإنهم أكثر دراية بواقع الحال الذي يتغير عامًا بعد عام لا عقدًا بعد عقد كما كان على زمن آبائنا ولا قرنًا بعد قرن كما كان على زمان أجدادنا.

وليست هذه ميزة معاذ فحسب، ولكن تجاربه العديدة واهتمامه بفكرة الكتابة عن الكتابة في آن هو ما يجعله – دون غيره – قادرًا على صوغ الكلام عنها، فالكثير قد يكون منشغلًا بالكتابة نفسها ولا يستطيع أن يرشد غيره إلى طريقها، والكثير ممن ينشغل بالطريق إلى الكتابة قد لا تكون له تجارب مأخوذة بعين الاعتبار في التجريب والكتابة نفسها، ولكن معاذ قد جمع بين الإثنين وأشهد له بهذا، وقد قصد أن يكون الدليل دليلًا بالفعل، مرشدًا وكشافًا لما بعده، وما بعده كثير، فجمع فيه كل ما يصلح لكي يكون لبنة أولى، وأحال على غيره كل ما يمكن أن يكون خطوة ثانية في أي لون من ألوان الكتابة، فهو بهذا قد أدى بشكل دقيق ما وضع له، وما نأمل في أن يكون خطوة لطارق هذا السبيل المخيف الجميل.
أحمد أبو خليل

كانت هذه كلمات صديقي أحمد أبو خليل أستاذي الذي عملت معه، وكان سببًا في انطلاقتي الحقيقية رفقة موقع إضاءات، وتشرفت بأنّه خط بقلمه مقدمة كتابي الثاني في عالم النشر «دليل الكتابة». أهدف من خلاله أن أصحبك إلى رحلة في عالم الكتابة، سنتحدث سويًا عن الكتابة بشكل عام، وعن بعض أشكالها كالمقال والقصة والقصة القصيرة، مع ترشيحات لكتب وفيديوهات وأدوات لتضع قدمك على الطريق.

كما أنني أعدك أن تخوض بين صفحاته تجربة حقيقية وعملية مع الكتابة، مع أكثر من 70 تمرينًا متنوعًا، تساعدك على الاستمتاع بالرحلة، وتمنحك الفرصة لممارسة الكتابة بأشكال مختلفة حسب رغبتك.

ولمّا كان هدفي من البداية هو أن يكون هذا الدليل مرافقًا لمن يرغب في ولوج عالم الكتابة، فقد رأيت أنّ أفضل ما أفعله في هذا الوقت هو عرضي للكتاب بصيغته الإلكترونية المفتوحة (PDF)، فالكتابة هي الحياة كما أؤمن، ولا شيء أفضل من الكتابة لتكون ونيسًا لنا في هذه الأيام.

لتحميل كتاب «دليل الكتابة»…