تعد القهوة من المشروبات الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم، فهي تعزز الإنتاجية وتحسن صحتك، لكن مثل كل شيء الكثير منها مضر، وقد تضطر للإقلاع عنها لسبب طبي أو للصيام. فالاستهلاك الزائد من الكافيين يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم،، بجانب ازدياد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

لكن الإقلاع ليس سهلًا، فمعظم الأشخاص تعتمد أجسامهم على الجرعة اليومية، ويعاني نحو 50% من أعراض انسحاب غير السارة.


الصداع أبرز الأعراض

وأول هذه الأعراض هو الصداع، بجانب الإحساس بالإعياء، والقلق وسرعة الانفعال، وتعكر المزاج وصعوبة التركيز، والنعاس والإمساك، والغثيان والقيء، وآلام في العضلات وتشنجها، والأرق والاكتئاب واضطراب ضربات القلب. تبدأ الأعراض في الظهور خلال 12 إلى 24 ساعة بعد التوقف عن تناول الكافيين وتبلغ ذروتها خلال اليومين الأولين، ويمكن أن تستمر حتى اليوم التاسع. وقد تستمر حتى شهرين للأشخاص الذين يستهلكون أكثر من 1000 مجم يوميًا.

يبدأ الصداع عادة من خلف العينين ثم يمتد إلى الأمام مرورًا بالجبهة، قبل أن يمضي ليحتل باقي الدماغ، ويمكن أن يسبب صداعًا نصفيًا، ويعتمد الصداع في شدته على السبب. ويحدث صداع الكافيين عندما لا تحصل على قهوتك في وقتها المعتاد أو تشرب كمية أقل مما تتناوله عادة، فانخفاض الكمية بشكل طفيف (30-100ملغ) يمكن أن يؤدي إلى صداع.

يحدث الصداع لأن الكافيين يعمل على تضييق الأوعية الدموية داخل الدماغ، وعند عدم تناوله تتسع هذه الأوعية، ويمكن أن تؤدي الزيادة الناتجة في تدفق الدم إلى حدوث صداع أو غيره من أعراض الانسحاب.

وتنصح المؤسسات الصحية بالإقلاع عن القهوة إذا كنت ممن يعانون من صداع الكافيين يومياً، وتجنب شرب المشروبات والمأكولات المحتوية على الكافيين، مثل الشاي ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية ومشروب الكاكاو، والأطعمة المحتوية على الشوكولاتة بجانب الأدوية. كذلك إذا لاحظت أن كمية الكافيين المعتادة لم تعد تعطي نفس التأثير، أو تستهلك كميات كبيرة زائدة على الحد، (استهلاك أقل من 400 مجم من الكافيين وتعادل أربعة أكواب من القهوة يوميًا يعد آمنًا)، أو بدأ استهلاك الكافيين يؤدي إلى مشكلات صحية فيجب أن تفكر جديًا في الإقلاع عن الكافيين.

وقد يحتاج بعض الأشخاص، مثل النساء الحوامل أو الأشخاص الذين يصابون بنوبات هلع أو قلق أو الذين يعانون عدم انتظام معدل ضربات القلب إلى الحد من استهلاك الكافيين أو الإقلاع عنه تمامًا.


التقليل التدريجي أفضل حل

يمكنك تجنب أعراض الانسحاب عن طريق تقليل الجرعة اليومية تدريجيًا، فإذا كنت تشرب عادة 4 أكواب قللها لثلاثة وهكذا. وقلل محتوى الكافيين تدريجيًا مثل شرب القهوة قليلة الكافيين أو منزوعة الكافيين أو الشاي قبل أن تهم بالإقلاع تمامًا. وكذلك الحال بالنسبة للمشروبات الغازية، والشاي. والقاعدة الذهبية هي تقليل استهلاكك بمعدل 25% كل أسبوع.

خطوات للتخفيف من حدة الصداع

كافيين، قهوة، إدمان القهوة
1. المسكنات: للكافيين
خصائص علاجية فهو يساعد في امتصاص الدواء ويزيد من فاعليته بنحو 40%، لذا تحتوي بعض مسكنات الألم مثل الإكسدرين على الكافيين، فإن كنت لا تريد الإقلاع عن الكافيين لكن يزعجك الصداع الذي يسببه، من الممكن أن تأخذ بعضًا من هذه الأدوية.أما إن كنت تريد الإقلاع عنه أو التقليل من معدل استهلاكك فيمكنك أن تأخذ مسكنات الألم التي لا تحتوي على الكافيين، مثل الأيبوبروفين (تستخدم وفقًا للتوجيهات الطبية) وتعتمد الجرعة على نوع وقوة مسكن الألم.

2. شاي الأعشاب: يساهم في تهدئة الأعراض، ومواجهة الجفاف الذي قد يؤدي لتفاقم آلام الصداع وأعراض الانسحاب.3. الماء: اشرب الكثير من الماء في الفترة ما بين الإفطار والسحور(8 أكواب على الأقل)، فالكافيين مدر للبول؛ مما يعني أنك تفقد كثيرًا من الماء. وعند فقدان الماء أو الجفاف يتقلص المخ في الحجم أي يبتعد عن الجمجمة، ويؤدي ذلك إلى انطلاق مستقبلات الألم في الغشاء الواقي المحيط بالدماغ، مما قد يحدث الصداع.

4. العلاج بالروائح العطرية Aromatherapy:تساعد زيوت الزنجبيل واللافندر على التخفيف من ألم الرأس. كما يمكنك وضع قطرتين أو ثلاث من زيت النعناع على جبهتك أو صدغيك للتخفيف من حدة الصداع، وكذلك شرب شاي النعناع. حيث تفيد بعض الدراسات أن المنتول وهو العنصر النشط في النعناع قد يساعد في تقليل ألم الصداع عن طريق الحد من الالتهاب وإرخاء العضلات المشدودة. وتشير دراسات أخرى أن فاعلية زيت النعناع تماثل فاعلية مسكن الأسيتامينوفين في تخفيف حدة الصداع.5. الثلج: وفقًا لدراسة علمية، يمكن أن يساعد وضع قطعة من الثلج على الجزء الخلفي من رقبتك في تخفيف آلام الصداع.6. تحفيز نقاط الضغط: ترتبط نقاط الضغط أو الوخز في الجسم بالصحة، فيمكن للضغط على نقاط معينة أن يقلل الصداع عن طريق تخفيف توتر العضلات. توجد نقطة عند نهاية إصبع السبابة والإبهام، حاول الضغط بشدة على هذه النقطة لمدة خمس دقائق ثم التكرار على اليد الأخرى. وفي دراسة علمية وجد أن العلاج بوخز الإبر لمدة شهر يخفف من الصداع المزمن على نحو أفضل من الأدوية باسطة العضلات.7. النوم: عادة ما يختفي صداع الكافيين من تلقاء نفسه بعد مضي يومين لكن غفوة بسيطة قد تساعدك في التخلص من الألم والتغلب على التعب والدوار.8. الرياضة: قم بالركض صباحًا، أو مارس تمرينات سريعة؛ لزيادة طاقتك طبيعيًا دون الحاجة للكافيين من خلال إطلاق الدوبامين.

وأخيرًا، يمكن لمعظم الناس التخلص من الاعتماد على الكافيين دون تدخل طبي، لكن إن لاحظت أن صداعك يترافق مع أعراض أخرى، مثل الغثيان والحمى وازدواج الرؤية والارتباك؛ فيجب عليك مراجعة طبيبك خاصة إذا كانت الأعراض متكررة أو تزداد في شدتها.