رواية «مثل إيكاروس» للأديب الدكتور أحمد خالد توفيق والصادرة مؤخرا عن دار الشروق.. مثلت بالنسبة لي (كمحب ومتابع لـ د. أحمد وكتاباته) خيبة أمل لا مثيل لها! وسأقوم في السطور القادمة بعرض سريع لأحداث الرواية، ثم سأبين بالتفصيل أسباب ذلك الاحباط الذي أصابني.

الرواية التي تقع في 333 صفحة من القطع المتوسط، ويمكن اعتبارها مزيجا من التراجيديا والخيال العلمي، تتحدث عن «محمود» الشاب غريب الأطوار الذي يستطيع الاتصال بما يسمى «السجلات الأكاشية»، وهي عبارة عن مكتبة خفية مزعومة تحتوي ملفات تسجل كل شئ حدث أو سيحدث في الكون.. يمكن لمحمود بقدرات ذهنية خارقة أن يخترق الحواجز الميتافيزيقية التي تفصلنا نحن البشر العاديين عن الوصول لمثل هذه المكتبة والتجول فيها والإطلاع على تفاصيل أي شئ قد مضى أو تفاصيل أي شئ في طريقه للحدوث في المستقبل.

محمود الذي قضى طفولة انطوائية ومعذبة ينغلق على نفسه شرنقة لا يفعل سوى أن يلتهم مئات الكتب ويتعلم اللغة الإنجليزية، ويلتهم مئات الكتب الأخرى المكتوبة بالإنجليزية.. يتخرج من كلية الحقوق.. ويتزوج تحت ضغط الأهل من «سلوى» المحامية الجميلة الناجحة.. ومع استمرار غرابة أطوار محمود وصمته الطويل وانغلاقه في عالم الكتب، وبناء المزيد من الجدران بينه وبين الخارج، لا يمكننا تخيل شكل العلاقة التي تجمعه مع زوجته ولا كيفية التواصل بينهما. كل ما نعرفه أن سلوى تفاجأ بأن محمود يتنبأ بأشياء، وأن تلك الأشياء تحدث بالفعل. وتبدأ تغيرات تظهر على ملامحه. يغزو اللون الأبيض شعره، وتبدأ خيوط مخاطية غريبة تنغزل حول تلافيف وجهه، وكأنه يدخل شرنقة -أو يخرج منها- وكأنه يتحول من طور إلى آخر.. ثم تصدم بأنه يحاول الانتحار مرة بعد أخرى.

يتم إيداع محمود مصحة نفسية ويشرف عليه أحد الأطباء. وتستمر النبوئات في الانهمار من «السجلات الأكاشية» عبر محمود. تتقاطع مسارات عدة قصص أخرى مع مسار قصة محمود المسكين.. فبداية من أجهزة الدولة الأمنية -التي يحكمها ديكتاتور عسكري، في زمن الرواية التي تقع أحداثها في العام 2020- والتي تبحث عن محمود ليستطيع التنبؤ بأي محاولات محتملة لاغتيال للقائد المفدى. ومرورا بأجهزة حكومية أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية المهتمة بوضع تخيل لسيناريوهات مستقبلية كارثية قد تواجه أمريكا –مثل سيناريو 11 سبتمبر- وتريد أيضا الاستعانة بمحمود. وانتهاء بعالم أمريكي أخرى مهتم بنظرية التطور، ويحاول استشراف كيف سيبدو البشر بعد عدة ملايين من السنين؟ وما الطفرات التي ستحدث لهم!

وعبر تلك التقاطعات.. نجد محمود وقد اعتقلته الأجهزة الأمنية وقامت بتعذيبه من أجل إمدادها بالمزيد من النبوءات. ونجده يفر من الجحيم المصري إلى الولايات المتحدة ويلجأ لجبل منعزل في ولاية كاليفورنيا، ويذيع صيته وسط المعذبين وأصحاب الأسئلة وسماسرة البورصة ولكل من له حاجة في استقراء المستقبل، ويصبح كهفه قبلة لكل أولئك.. يزداد شعره شيبا، وتزداد الخيوط العنكبوتية ظهورا حول ثنايا وجهه..

يرى محمود كل شئ تقريبا.. يعرف من قتل كينيدي ومن اغتال السادات، وما هي تفاصيل عملية 9/11.. ويعرف كيف ستتحرك أسهم شركة ما على البورصة.. وإذا ما كان على زوجين أن ينفصلا أم يظلا معا.. يعرف كيف سيتطور الإنسان؟ وما هي الكائنات البدائية التي ستحكم العالم بعد ملايين السنين والتي ستتخذ من الإنسان فريسة لها!

ومثل إيكاروس في الميثولوجيا اليونانية الذي ينتشي بقدرته على الطيران عبر جناحي الريش الملتصقان إلى جسده بالشمع، ولا يلقي بالا لتحذيرات أبيه، ولا يستطع مقاومة إغراء الارتقاء والارتفاع ناحية الشمس، حتى تذيب الشمس الشمع فيهوي من حالق.. «مثل إيكاروس» يقترب محمود من الحقيقة أكثر من اللازم فلا يحتمل.. يذوب جناحاه، ويحترق!

قسوة الحقيقة وفشله في التعامل مع فكرة الانتحار يجعلانه يقرر القيام بأكثر الأمور قسوة. يقوم بقطع لسانه حتى لا يتحدث أكثر من ذلك، ويهشم يديه حتى لا يضطره أحدا للكتابة. يضع محمود مصيره بنفسه لكن الفصل الأخير لم يكتب بعد.

يهرب محمود من قبضة الأجهزة الأمنية الأمريكية ويعود إلى مصر بطريقة غامضة. ثم تجمعه لقاءات بطبيبه النفسي السابق. وبالوقت يستطيع محمود أن يستخدم قدميه في الكتابة. ويجد الطبيب نفسه أمام سيل عارم من نبوءات المستقبل. يُصدم الطبيب عندما يخبره محمود بمستقبله التعيس ويتمنى لو لم يكن قد أزيح عنه الغطاء ورآه. فقط ذلك الطبيب النفسي يدرك أن معرفة المستقبل هو أمر بالغ البشاعة، يقتل في الناس الأمل ولهفة انتظار الغد.. يجعلهم يفقدون الإيمان بقدرتهم على الاختيار بعدما يكتشفون أنهم مجبرون على السير لمصائر محتومة سلفا.. ماذا سيفعل العلماء عندما يدركون أن الصراصير هي التي ستحكمنا في المستقبل.. وماذا سيفعل البشر عندما يدركون أنهم سينهون حضارتهم بقنابل متطورة شديدة الدمار! يقرر الطبيب أن يقتل محمود ويسكت نبواءته للأبد.. هكذا استكمل محمود احتراقه مثل إيكاروس.

القصة مكتوبة بنفس الطريقة النمطية المتبعة في معظم قصص الدكتور أحمد خالد توفيق.. لا وجود لدراما حقيقة.. وخط طويل متصل من الصراع.. قصص مبتسرة هنا وهناك تحاول تقديم فكرة فلسفية معينة (في حالتنا فكرة مواجهة الإنسان لمصيره البائس والتساؤل حول طبيعة هذا المصير).. البطل دائما هو الفكرة، أما باقي الشخصيات فلا يبذل فيهم د. أحمد الجهد الكافي لينحت لهم أشكالا مميزة.. تجد معظمهم يتكلم بنفس الطريقة المتفلسفة.. معظمهم واسعي الإطلاع يستعرضون معلوماتهم الغزيرة طوال الوقت بسبب وبدون.. ويقومون بالاستشهاد بكتاب وروائيين وأفلام أجنبية وكلمات من أغاني.. وكأنهم نفس الشخص ولكن بأسماء مختلفة.

ربما لأن د. أحمد حديث التجربة مع الرواية الطويلة (له تجربتين فقط، يوتوبيا الصادرة عن دار ميريت في 2008، والسنجة الصادرة عن مؤسسة قطر للنشر في 2012) ومعظم كتاباته القصصية داخل مجال سلاسل الجيب.. مشكلة سلسلة الجيب أنها تعتمد على شخصية رئيسية، تنحت معالمها ببطء عبر أعداد طويلة من السلسلة، بينما تمر باقي الشخصيات حوله بشكل عابر وتختلف من عدد لآخر، فلا يكون هناك مجال -عبر صفحات العدد المحدودة, متوسط العدد 50 صفحة فقط (الصفحة القياسية 250 كلمة)- في التعمق في رسم الشخصيات ومزاجها وطريقة حديثها وتفاعلها مع البطل وباقي الأحداث. كما أن شخصيات سلاسل د. أحمد الثانوية معروفة سلفا، فهم أبطال روايات عالمية أخرى (كما في حالة فانتازيا)، أو من أبطال أساطير وحكايات رعب معروفة (كما في حالة ما وراء الطبيعة).. وهكذا! (ولذلك طالما أعجبت بمقالات د. أحمد السياسية لأنه يجد نفسه مجبرا للتفاعل مع أحداث وشخصيات حقيقية ليس عليه تخيلها، وبالتالي تنهمر من مخيلته الأفكار والرؤى والحكمة البالغة بسهولة أكبر.. وياللسخرية حين يصير الواقع مثيرا للإبداع أكثر من الخيال!)

فكرة الرواية في حد ذاتها شيقة وتثير العشرات من الأسئلة التي يمكن للرواية والشخصيات أن تتناولها بعمق أكبر.. صحيح أن فكرة مصدر المعرفة الأزلي الذي يحاول البطل التواصل معه لمعرفة مصيره قد تم تناولها في أعمال أدبية وسينمائية مختلفة (قد يكون آخرها فيلم Interstellar والذي يمتلك فيه البطل القدرة على الاطلاع على أي حدث في الماضي أو المستقبل عبر آلة مستقبلية عجيبة أشبه فعلا بحجرات مكتبة يستطيع التنقل فيها ليتنقل في المكان والزمان).

وحتى في تناول الكتب السماوية المقدسة التي يحاول تيار من العلماء استنباط أحداث المستقبل عبر أكواد خفية يزعمون أنها موجودة بداخلها؛ إلا أن ذلك لا ينفي أنه كانت لدى د. أحمد الفرصة ليغوص أكبر في ماهية تلك السجلات الغريبة.. كيف بدأت ونشأت؟ ومن الذي جعلها تظهر للوجود؟ وما هي أسباب وجودها أصلا؟ وكيف يتماشي وجودها مع فكرة الاختيار لدى البشر؟ هل نحن مسيرون لمصائر مكتوبة سلفا بالفعل؟ وكيف يتماشى ذلك مع فكرة وجود إله ووجود رسالات واختبار بعد الموت.. إلخ؟ كيف أمكن لمحمود الاتصال بتلك السجلات؟ هل هناك من اتصل بها قبله؟ وماذا فعل بها؟ وكيف كانت ردة الفعل من المجتمعات المحيطة بأولئك؟ كيف ستكون الصدمة على المجتمعات الواسعة إذا ما أدركت وجود مثل تلك السجلات وما بداخلها من وصف تفصيلي لمصائر البشرية المحتومة في المستقبل؟

لا يتناول د. أحمد أيا من ذلك بالعمق الكافي ويدور في فلك فكرة «السجلات» الغامضة التي أسرت كيانه. وبالمناسبة قمت بالبحث على الإنترنت حول الـ Akashic Records ووجدت أن مفهوما غامضا يتحدث فيه أشخاص من أنصاف المتكلمين ومدعي العلم وأشباه المشعوذين، وأنه لا يمت للعلم التجريبي أو النظري ولا للفلسلفة الجادة بصلة.. بالضبط مثل مفهوم «قانون الجذب» والذي أثار موجة واسعة من ردود الفعل بعد صدور كتاب وفيلم The Secret ، والذي لا أراه إلا محاولة سخيفة واستهلاكية لتفسير أمر علمي جاد لا مكان للتعامل معه إلا في مختبرات الجامعات ومراكز الأبحاث المحترمة.

يستخدم د. أحمد نفس التقنيات التي اعتدنا عليها في السلاسل.. تكرار جملة محورية كل بضعة صفحات.. في «مثل إيكاروس» استخدم جملة مثل «يبحث بين الأرفف عن المزيد.. أكاشا.. أكاشا..» والتي تكررت كثيرا في الرواية بدون فائدة فنية واضحة في معظم مواضع تكرارها.. مما يبعث كثيرا على الملل.

واستخدام مصطلحات غريبة غامضة مثل «أكاشا» و«الليموري» دون أن يوازي هذا الاستخدام المحدود والسهل، غموض حقيقي في مسار القصة وأحداثها. يحرق د. أحمد نهاية القصة والعديد من أحداثها منذ الصفحة الأولى، فنعلم أن البطل سيصل لذروة معرفة الحقيقة، ثم سيموت، وبذلك فقدت القصة نصف تشويقها.. وبقى النصف الآخر المتمثل في «كيف سيعرف الحقيقة؟ وكيف سيموت؟». وحتى ذلك الجزء، تم تناوله بالكثير من النمطية والاختزال!

أيضا.. الاستعانة بترجمة طويلة لأغنية أمريكية كلاسيكية ما. تتكرر من حين لآخر أيضا لإحداث تأثير حميمي ما! تقنية يستخدمها د. أحمد كثيرا في قصصه، ولا أجد داعيا لاستخدامها مرة أخرى في «مثل إيكاروس»!

أيضا.. نفس قصص الحب نصف المستحيلة، ونصف المعذبة، ونصف المكتملة.. التي نجدها بين د. رفعت إسماعيل وماجي.. وبين د. علاء عبد العظيم وبرنادت.. وبين عبير وشريف.. إلخ.. نجدها هنا بين الطبيب النفسي وبين زوجة محمود.. وبين أستاذ جامعي وطالبة فاتنة.. إلخ! هناك لعنة غير واعية تطاردنا جميعا بسبب عدم الارتواء العاطفي والجنسي الذي يعاني منه أغلبنا –وهي خاصية طبيعية لمجتمعنا المحافظ، اعترفنا أم لم نعترف- لكنها تظهر في كتابات د. أحمد بشكل مستفز!

لغة العمل تقليدية للغاية ليس فيها أي محاولة للتجديد.. لا تقارن بلغة علاء الأسواني السينمائية الرشيقة، ولا لغة يوسف زيدان التراثية الراسخة، ولا بلغة المخزنجي الرهيفة المليئة بالتجريب، ولا لغة المنسي قنديل الموسيقية الجياشة، ولا لغة ربيع الجابر أو أنعام كجه جي العصرية البليغة، ولا حتى لغة أحمد مراد الطازجة. (وأغلب هؤلاء بدأوا كتابة الأدب أصلا بعد د. أحمد).

الحقيقة أنا حائر للغاية.. هذا رجل يمتلك موهبة أدبية فذة -كلنا شعرنا بها منذ أن قرأنا أول حرف كتبه- لكنه يخشى أن يستخرجها كاملة من أعماقه ويكتب بها عملا روائيا فريدا.. لماذا؟؟ لا أعرف..

لكني أظن أن هذا الرجل قرر أن يسجن نفسه في محيط بالغ الإنغلاق، ربما كان هذا ما ساهم في تقييد موهبته. نفى نفسه اختياريا في طنطا (بعيدا عن رحابة وحرية التجوال والتجربة.. د. المخزنجي قال لي يوما أن «نجيب محفوظ» قد «عربد» يسارا ويمينا حتى يصل لمثل هذا العمق في تجربته).. وفي مهنته (التي لا يزال يمارسها إلى الآن مقتطعة من وقته وصفاء ذهنه واهتمامه).. وفي شكل اجتماعي محافظ (تظهر طبيعة د. أحمد المحافظة للغاية في أعماله وأسلوب حديثه في الندوات على الرغم من أن لسانه يخونه في بعض الأحيان بما يجيش في عقله وقلبه.. اقرأ على سبيل المثال ما اعترف به لسوزان شاندا في كتابها «أدب التمرد» بأنه «لا أدري» Agnostic- ص 178-!!*.. وأشك أنه قادر على الاعتراف بنفس الشيء لقرائه بهذه السهولة، وأعتقد أنه لم يكن ليتوقع أن يتم ترجمة كتاب شاندا من الألمانية للعربية أصلا!).. وتحت سيطرة هيام مبالغ فيه بالثقافة الأمريكية (راقب هوسه بالاقتطاف من أفلام أمريكية، وروايات أمريكية، وأغنيات أمريكية، ونمط الحياة الأمريكية.. إلخ)!

هذا رجل مأزوم ويحتاج لأن يتحرر..

يحطم كل الحواجز.. ويخرج للهواء النقى.. ويراجع تجربته الذاتية من جديد..

لن أكرر كلاما محفوظا حول فضل د. أحمد خالد توفيق ود. نبيل فاروق على قطاع واسع من أبناء جيلنا.. هما من علمانا القراءة.. وهما من علمانا الكتابة.. ومعظمنا بدأ الكتابة بأسلوب أحدهما قبل أن ينضج له أسلوبه الخاص..

لكن..

بعد ثلاثين أو أربعين سنة من الآن لن يتذكر أحد د. أحمد خالد توفيق بسلاسل قصصه القصيرة.. لن تجد جيلنا -والذي سيكون قد هرم ساعتها- يضع صفوف تلك القصص في مكتبته، ويسعى لأن يورثها لأحفاده..

لن تتذكر الأجيال القادمة د. أحمد إلا بروايات عبقرية خالدة عليه أن يشرع في كتابتها إن أراد يترك بصمة حقيقية في عالم الأدب فعلا..

«مثل إيكاروس» ليست إحداها بكل تأكيد.. الرواية مكتوبة بشكل أشبه بـ «سلق البيض», لكي تلحق بـ «معرض الكتاب».. أو بشيء من هذا القبيل! وأرى أنها تمثل إهانة كبيرة لجمهور د. أحمد!

الغريب أن د. أحمد يشكر في مقدمته ثلاثة أشخاص (أحمد مراد، د. أيمن الجندي، د. رائف وصفي) لجهدهم في مراجعة العمل وتقديم النصح.. ولا أعلم أي مراجعة أو نصح قاموا بتقديمه!! وإلا فإن المعنى الوحيد أن المخطوطة الأولية كانت أشد سوءا من الكتاب المنشور!

لم يجذبني في الرواية سوى اسمها الأنيق للغاية (و د. أحمد بارع ومبدع في اختيار أسماء أعماله) والرسم العبقري على الغلاف للفنانة التشكيلية الجميلة/شيماء عزيز. والذي لم يرق للفنان/ وليد طاهر (مصمم الغلاف) أن يضع الرسم مكتملا، وقرر أن يقوم بقصه دون رحمة من أعلى وأسفل (بدون سبب فني واضح). وأن يضع عنوان الرواية بخط (فونط) تقليدي للغاية دون أن يكلف نفسه بكتابة العنوان بريشته الجميلة مثلما أمتعنا من قبل بصريا عبر أغلفة عبقرية لأعمال مثل «ألم خفيف كريشة طائر تنتقل بهدوء من مكان لآخر» و «حبة هوا» و «سبع أرواح» و «أثر النبي»!

يدرك د. أحمد أنه لم يصل بعد للمستوى الذي يطمح إليه -وذلك شئ جيد في حد ذاته-. ودائما ما يتحفظ على صفة «العراب» التي يطلقها عليه محبوه -راجع لقاءه مع القراء في مكتبة الشروق في الزمالك بتاريخ 17/12- ويقول أنه ليس بمتواضع وليس بمبالغ وأنه يعلم قدر نفسه بالضبط..

إذن, يا د. أحمد.. ماذا تنتظر لتنتقل بعبقريتك إلى المستوى الذي تستحقه؟

إن كنت ترضى أن ترتكب في حق نفسك خطئا كبيرا.. فنحن لا نرضى لك ذلك.


* بعد نشر هذا المقال بساعات قليلة (نشر يوم الأربعاء 11 فبراير 2015) نفى الفنان الشاب أحمد صبري غباشي (المقرب من الدكتور أحمد) صفة اللاأدرية التي نسبتها الكاتبة سوزان شاندا للدكتور، وأكد بعد تواصله معه أن الأمر يرجع إلى سوء الترجمة.

** المصدر:كتبنا