بجانب كل فيلم يُنتج في هوليوود، عدد أكبر لا يرى النور وينتهي به الأمر في ظلمات أدراج منتجي السينما، بعض تلك الأفلام تحف فنية في ذاتها، ولها تأثير كبير على ما جاء بعدها بدون حتى أن يبدأ التصوير فيها، مثل “نابليون” ستانلي كيوبريك أو “كثبان” أليخاندرو يودوروفيسكي، وبعضها كاد يغير السينما أو يسلط بعض الضوء على عبقرية وإمكانيات صانعيه، يتناول المقال عددًا من الأعمال الشعبية المشهورة، وكيف كادت تتغير تمامًا عما عرفنا، ولكن لم تُكتَب لها الحياة لأسباب مختلفة.

1. Superman lives

بعد النجاح الكبير لفيلم Batman (1989) وإعادة إحياء أفلام الرجل الوطواط، بفضل المخرج تيم بيرتون ورؤيته المختلفة لعالم الأبطال الخارقين، وجَّه أنظاره إلى بطل آخر ربما أكثر شعبية، سوبر مان، في محاولة لأسر مخيلة الجماهير من جديد.

 لن يتناول الفيلم قصة معتادة من بطولة سوبرمان أو عدو تقليدي في عرض أكشن عادي، لكنه قائم على عدد (موت سوبرمان) من القصص المصورة، وفيه يظهر عدو يدعى Brainiac، ويقوم بحجب الشمس عن الأرض، التي هي بدورها مصدر قوة سوبرمان الخارقة، وبالتالي يسلبه أي فرصة للتصدي إلى قوى الشر، بينما يقوم شرير آخر Doomsday بتدمير العالم ونشر الفوضى.

وفي سعي أخير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يسقط سوبرمان في المعركة متأثرًا بجروحه، وفي وقت يبدو فيه انقطاع الأمل واقعًا، يتم إعادة إحياء سوبرمان باستخدام مادة تدعى K، وبها يكتسب قوة أعظم ويتمكن من القضاء على أعدائه وإنقاذ كوكب الأرض.

كان من المفترض أن يقوم (نيكولاس كايج) بدور سوبرمان، في حين سيشارك كل من النجمين (كيفن سبايسي) بدور ليكس لوثر و(كريستوفر والكين) بدور برانياك، ويقال إن (مايكل كيتون) وافق على الظهور مرة أخرى كباتمان من أجل عيون توم بيرتون.

لكن للأسف لم يجد الفيلم من يمده بالقوة ويعيد إحياء آماله، فبسبب التكلفة العالية والاختلافات الإبداعية عن القصة، والأهم الفشل النقدي والتجاري لآخر أفلام باتمان Batman and Robin، تخلت شركة وارنر بروز عن أي خطط جديدة لأفلام أبطال خارقين، وانتهت مغامرة الفيلم.

2. Gladiator 2

صدر فيلم Gladiator في عام 2000، وفرض سيطرته على موسم الجوائز وشباك التذاكر، وكذلك مشاعر الجمهور من مختلف الجنسيات والأشكال والألوان، وأعاد للصورة الأفلام التاريخية التي واجهت خطر الانقراض لعقود، فكان من الطبيعي وجود الرغبة في إنتاج جزء آخر سريعًا لاستكمال النجاح الأسطوري.

قاد راسل كرو حملة الفيلم الثاني، وأسند مهمة كتابة السيناريو للكاتب والمغني الأسترالي نيك كايف، والذي كان قد أصدر لتوه فيلم The Proposition، وقد عكف على عودة ماكسيموس بأي شكل ممكن.

بعد سقوط ماكسيموس بسبب جروحه بعد المواجهة مع الإمبراطور كومودوس، يستيقظ في العالم الآخر لكن ليس في الجنة مع عائلته، بل ملقى على الأرض في مكان قاحل مظلم، وجماعة من اللصوص يحاولون سرقة درعه، ثم يظهر شخص غريب ويبعد اللصوص، ويصطحب ماكسيموس لمعبد قريب لمقابلة في غاية الأهمية.

هناك يقابل مجلسًا من 6 من آلهة الرومان، ويقدمون له عرضًا بوقت محدود، أن يساعدهم في مطاردة وقتل أحد الآلهة المتمردة، والذي أخذ على عاتقه الدعوة للتوحيد وإله جديد، على أن يجتمع شمله مع زوجته وابنه بعد الانتهاء من المهمة.

وبالفعل وافق ماكسيموس على العرض، وعاد إلى الحياة بعد مرور ما يقارب من 20 عامًا من وفاته، ونجح في مهمته لكن في نفس الوقت عثر على ابنه، واكتشف أنه ما زال على قيد الحياة، ويقود الدعوة للمسيحية في مواجهة اضطهاد الإمبراطور لوشيوس، الطفل ابن شقيقة كومودوس في الفيلم الأصلي.

حينها يأخذ على عاتقه قيادة التمرد وجيوش المسيحيين، في معركة ضد قوات الإمبراطور، وبعد الانتصار يدخل في دوامة زمنية، فيجد ماكسيموس نفسه في ساحات حرب مختلفة عبر الزمن، من الحملات الصليبية إلى الحرب العالمية الثانية ثم فيتنام، وفي النهاية في البنتاجون على مكتب وزير الدفاع الأمريكي!

بالطبع واجه السيناريو سخرية الجميع، بسبب غرابته وجنون أحداثه، وفشل في نيل إعجاب راسل كرو، حتى المؤلف نيك كايف نفسه كان متأكدًا من استحالة تحويل السيناريو إلى فيلم، وكتبه فقط من أجل المتعة.

3. Batman Unchained

من الصعب تخيل فيلم واحد يجمع بين أهم أعداء باتمان معًا، وكاست يضم جاك نيكسلون، جيم كاري، جورج كلوني، تومي لي جونز، نيكولاس كايج، ميشيل فايفر، وداني ديفيتو معًا، بقصة مختلفة تمامًا عما سمعنا عنه من قبل، لكن هذا ما كاد يحدث بالضبط في Batman: Unchained.

أراد المخرج جويل شوماخر تغيير صورة باتمان من الأفلام الأخيرة التي قدمها، والدخول في عالم أكثر سوداوية مليء بالعنف، وغير موجه فقط للأطفال والمراهقين.

على أن يدور الفيلم عن هارلي كوين كابنة للجوكر، وهي تسعى للانتقام من باتمان بعد ما عاناه والدها في الفيلم الأول في 1989، وتعتمد على مساعدة المسخ Scarecrow الذي يقوم به نيكولاس كايج، وبدوره يطلق سمومه على باتمان، فيدخل في حالة من الهلاوس تشهد عودة كل أشرار السلسلة، من الجوكر وهارفي دينت صاحب الوجهين وRiddler والبطريق.

لكن الاستقبال السيئ لآخر أفلام باتمان Batman and Robin وضع حدًّا لاستمرار عالم الرجل الوطواط وأجهض هذه المحاولة كما فعل مع سوبرمان من قبل، وظل حبيس القصص المصورة وأفلام الأنيميشن، حتى عاد مع كريستوفر نولان في 2005.

4. Tarantino’s James Bond

في 2004 وبينما كان مصير شخصية جيمس بوند غير مؤكد، وبعد تخلي بيرس بروسنان عنها، ظهر كوينتن تارانتينو من العدم ليعلن عن رغبته في تقديم فيلم لجيمس بوند يكسر صورته المعروفة للأبد.

كانت لتارانتينو رؤية خارج عالم بوند المعهود، وبعيدًا عن كل صفات الشخصية التي اشتهرت بها من يوم خرجت للجمهور، ومنها التخلي عن موسيقى البداية الشهيرة، ولوجو بوند وهو يطلق النار قبل بداية التتر، أو أنه زير نساء، وحتى أراد تصوير الفيلم بالأبيض والأسود، على أن يدور في فترة الحرب الباردة خاصة الخمسينيات أو الستينيات، وأقرب لأفلام الـ noir عن كونه فيلم حركة، وقائم على رواية Casino Royale، مع راوٍ للأحداث يوفر معلومات قدر الإمكان من الرواية نفسها داخل الفيلم.

كما تصور أوما ثورمان في البطولة النسائية، بدلًا من إيفا جرين التي قامت بالدور بعدها، مع عودة النجم بيرس بروسنان للدور من جديد، وبالفعل عرض عليه تارانتينو ووافق، وغيَّر من موقفه بعد أن رأى الأمل في تارانتينو لتغيير واقع الأفلام الساذجة، رغم نجاحها الكبير، وهو ما جعل هيو جاكمان يرفض تولي الشخصية بعد بروسنان، وبذلك يكون فيلم تارانتينو جزءًا ثانيًا لفيلم On Her Majesty’s Service (1969)، يكمل الأحداث من بعده.

في النهاية لم يكتب للمشروع أن يرى النور لأسباب مختلفة، منها المقابل المادي الكبير الذي طلبه بروسنان للعودة، وخوف المنتجين من طبيعة أفلام تارانتينو الدموية والعنيفة، ما سيؤدي لخروج الفيلم من تقييمات المراهقين والعائلات، وطبعًا رفضهم تغيير الشخصية أو طريقة عرضها على الشاشة منذ عقود طويلة تحقق مكاسب كبيرة مضمونة، ويُقال إن رفض تارانتينو الانضمام لنقابة الكتاب أو Writer’s Guild وخلافاته معهم، قضت على فرصه في كتابة أفلام بوند تحت مظلة النقابة!

5. Kurt Sutter’s Punisher

كيرت سوتر هو صانع ومؤلف المسلسل الشهير Sons of Anarchy، كما كتب سيناريو فيلم Southpaw، ولكن عمله الأفضل ربما كان سيناريو مقترح لشخصية The Punisher أو المعاقب في 2008، وكاد يغير شكل ومضمون الشخصية بالكامل، لولا تعنت ورفض مارفل وتمسكها بفكرتها الرئيسية.

يعد معاقب سوتر نموذجًا مختلفًا عن أعمال الأبطال المعروفة، وعكس نسخ 2004 و 2008 التي صدرت كأفلام أكشن عادية، تستهدف نوعًا محددًا من الجمهور لتحقيق أكبر ربح ممكن، وتحاول خلال ذلك تجنب العنف المباشر بمشاهد قتالية ساذجة لتناسب جمهور الأطفال والمراهقين، لكن كيرت سوتر أراد التحرك في اتجاه آخر، وتولية اهتمام أكثر برحلة داخل المعاقب نفسه، في محاولة لإعطاء الشخصية نظرة أكثر إنسانية، والوضع من وجهة نظره كفرد عادي، لا مجرد غاضب يطارد حلمًا مستحيلًا باستعادة عائلته أو الانتقام لها، في رحلة أقرب لأن تكون فلسفية بدون أن يخجل من التعرض للعنف والقتل كجانب رئيسي للشخصية ومكون مهم لها.

بالطبع أفكاره كانت غريبة حينها ورفضت مارفل، وتمسكت بنسختها من الشخصية والأفلام، وقام بتغييرات في السيناريو بما يناسب توقعاتهم مع كاتب آخر، وخرج فيلم Punisher: War Zone (2008) وانتهى التعاون بينهم بطلب سوتر رفع اسمه عن أي شيء له علاقة بالفيلم، والتخلي عن شغله في السيناريو.

6. Steven Spielberg’s Oldboy

في 2008، خرج المخرج الأسطوري ستيفن سبيلبيرج من أنجح أفلام سلسلة إنديانا جونز Indiana Jones and the Kingdom of the Crystal Skull، وفي نيته التغيير وإلقاء نفسه في تجربة جديدة فريدة من نوعها، عما اعتاد تقديمه للعالم، فوجد في طريقه الرائعة الكورية Oldboy.

صدم Oldboy العالم في 2003 بنقلة مرعبة في أفلام الإثارة والتشويق، عن رجل يبحث عن معنى لاحتجازه في غرفة لـ 15 عامًا، بدون أي مقدمات أو تفسيرات، وعند خروجه ينطلق في رحلة لكشف أسرار حياته والبحث عن ساجنيه، يتقاطع فيها الماضي مع الحاضر في مزيج مشبع بالعنف والدماء.

وقع اختيار سبيلبيرج على ويل سميث الذي خرج لتوه من عام دسم، قدَّم فيه اثنين من أفضل وأشهر أعماله Seven Pounds و Hancock، ليتولى دور البطولة، على أن يكون السيناريو أكثر اعتمادًا على القصص المصورة، التي ألهمت الفيلم الكوري.

لكن في نهاية الأمر سقط الفيلم في دوامة من الاختلافات بين المنتجين، وانتهى بمغادرة سبيلبيرج وكذلك ويل سميث، وانتهت علاقتهم بإعادة إنتاج نسخة ناطقة بالإنجليزية للفيلم في 2013 من بطولة جوش برولين وإخراج سبايك لي، واجهت انتقادات لاذعة ولم تحقق النجاح الكافي.

8. Ridley Scott’s I Am Legend

تعد رواية I am Legend للكاتب الأمريكي «ريتشارد ماثيسون» من أهم وأشهر الأعمال الأدبية في العالم، وأكثرها تأثيرًا في مجال رعب نهاية العالم، وكانت قد تُرجمت إلى الشاشة مرتين في 1964 بفيلم The Last Man on Earth بطولة أسطورة الرعب «فينسنت برايس»، وفي 1971  The Omega Man بطولة النجم الكبير «تشارلتون هيستون»، وحققت نجاحًا كبيرًا وشعبية هائلة في كلا الفيلمين، فجاء الدور على مرة ثالثة في التسعينيات.

كان «أرنولد شورازنيجر» الخيار الأكثر منطقية حينها، فهو أهم وأنجح نجوم الأكشن، وصورته على أفيش أي فيلم تكفي لتحقيق نجاح مضمون، وبإمكانه إضافة ثوب جديد للبطل روبرت نيفيل في صراعه كآخر رجل على وجه الأرض، ومواجهته لملايين البشر في مدينته الذين تحولوا لكائنات ليلية تتغذى على الدماء، وتحاول اصطياده من مخبئه المتين.

مع وجود شوارزينجر، تولى دفة الإخراج السير ريدلي سكوت، أحد أهم مخرجي المرحلة وصاحب أفلام Alien, Blade Runner وغيرها من التحف الفنية التالية، وبدا أن كل شيء في طريقه للنجاح، وبدأ العمل على شكل الوحوش وتصميم وجوه مرعبة بشكل صادم، مهدت لعمل عظيم قادم في الطريق.

لكن كما هي عادة المشاريع الطموحة، ارتفعت ميزانية الفيلم إلى ما يقارب 100 مليون دولار قابلة للزيادة، ومعها بدأ التردد من طرف المنتجين، حتى قرروا في النهاية وقف الفيلم تمامًا، وظل حبيس أدراج وارنر بروز حتى عاد به ويل سميث في 2007، وحقق نجاحًا هائلًا، رغم أنه لم يكن بأي حال قريبًا من رعب نسخة أرنولد شوارزينجر.

9. Stanley Kubrick’s The Lord of the Rings

مثَّل صدور روايات سيد الخواتم The Lord of The Rings في 1950 حدثًا ثوريًّا في تاريخ الأدب العالمي، لاختلافها عن أي تصنيف معروف للكتب، والتأسيس الفعلي لنوعية أو فئة جديدة من أدب الفانتازيا، تقلد المؤلف الإنجليزي جون تولكين أو المعروف بـ J. R. R Tolkien سيدًا على عالم الخيال ومعشوقًا في قلوب أجيال من محبي فرودو وجاندالف وأراجورن.

وسريعًا وصلت شهرة سيد الخواتم لأمريكا، ووجد في حركة التحرر وثقافة الهيبي الناشئة جمهورًا جديدًا، وسارعت استوديوهات هوليوود لمطاردة حقوق القصة بهدف تحويلها لفيلم سينمائي، لكن فرقة البيتلز The Beatles الشهيرة كانت في مقدمة الراغبين في رحلة فردود وخاتم الشر، بمساعدة المخرج الأسطوري ستانلي كيوبريك.

أبرم البيتلز عقدًا مع استوديو United Artists لعمل 3 أفلام من بطولة أعضاء الفرقة الأربعة، وبالفعل صدر فيلم A Hard Day’s Night في 1964، ثم Help! في العام التالي، لكن جون لينون أشهر رجال البيتلز أراد شيئًا مختلفًا وتقديم عمل يعكس الفرقة ويبرز إمكانياتهم على الشاشة، واعتمد فكرة طرحها شريكهم “دينيس أوديل” وهي سيد الخواتم، والذي كان United Artists في طريقهم للحصول على حقوقها، فقد بدا كل شيء في المسار الصحيح.

كانت الرؤية العامة أن يقوم الأربعة بدور الهوبيت الأربعة في القصة، لكن البيتلز أرادوا أدوارًا بنفس الأهمية والقيمة في الفيلم، فاختار جون لينون شخصية جولم، بول مكارتي فرودو، رينجو ستار سام، وجورج هاريسون جاندالف، تحت راية ستانلي كيوبرك الذي قدم للستينيات اثنين من أهم أيقوناتها Spartacus, Dr Strangelove كخيار أساسي ثم السير دافيد لين مخرج Lawrence of Arabia, The Bridge on The River Kwai والمخرج الإيطالي الكبير مايكل-أنجلو أنتونيني.

لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، حتى لو كان البيتلز، فرفض ديفيد لين الفيلم، وبعد مقابلة مع كيوبريك واهتمام سريع قرر ضد الاستمرار، واعتقد أن القصة لا يمكن تحويلها لفيلم بأي حال من الأحوال، وفضل عدم تضييع وقته والتركيز على مشاريعه الخاصة مثل ملحمة نابليون التي لم يكتب لها الحياة و A Clockwork Orange.

مع ابتعاد كيوبريك تضاءل اهتمام البيتلز بالفيلم، وجاء المسمار الأخير في نعي العمل عندما رفض المؤلف تولكين البيتلز كأبطال لقصته، فهو لم يكن معجبًا بهم من الأساس، وضد ثقافة الهيبي الأمريكية ويرى عمله أرقى من ذلك، وبذلك انتهى المشروع من الوجود، وظل سيد الخواتم “لا يمكن تحويله لفيلم” حتى 2001 مع إعجاز السير بيتر جاكسون والثلاثية التاريخية.

10. David fincher Spiderman

في بداية الألفية الثانية كان ديفيد فينشر من أبرز المرشحين لإخراج سلسلة سبايدرمان، لكن شركة سوني المالكة لحقوق الشخصية تراجعت ورفضت رؤيته، وفضلت الاعتماد على مخرج آمن مثل سام رايمي يقدم فيلمًا خفيفًا يتناسب مع احتياجات السوق، ويستمتع به كل أنواع المشاهدين بدون تغيير جذري في القصة المطروحة.

فينشر كان ضد الاهتمام بأصل سبايدرمان أو كيفية تحوله، والعنكبوت الذي قام بلدغ مراهق، والمشاهد المكررة والمعروفة في كل السلسلة تقريبًا، لأن الجمهور يحفظها بالفعل ولا داعي للتركيز عليها.

أما بيت القصيد فكان على بيتر باركر بعدما أصبح بالفعل الرجل العنكبوت وتعايش مع الأمر ونضج، ورحلة داخل نفسيته وحياته، لا مجرد فيلم خيالي عن بطل خارق بقصة ساذجة، ومغامرات مراهق حياته تنقلب بين يوم وليلة، وحتى قال فينشر: I’m not interested in doing a superhero movie.

بداية الفيلم عبارة عن 10 دقائق، يتم خلالها باختصار عرض ما أصبح الفيلم الأول Spiderman (2002)، اللدغ وموت العم بين وخسارة ماري جاين، ثم يقابل جوين ستايسي ويدخل في القصة مع الشرير Green Goblin وموت جوين.

لكن سوني ربما أدركوا قيمة رأي فينشر متأخرًا، وفي 2010، عرضوا عليه من جديد تولي زمام The Amazing Spiderman، فكان رده بالرفض وعدم الانخراط في عمل لا يكون له الكلمة الأولى والأخيرة فيه.