تصاحب معظم المناسبات المؤرخة سواء الدينية أو الاجتماعية بعض الطقوس والعادات الاحتفالية، عالميًا أو محليًا، وفي عصور انتشار السينما كفن تجاري أصبحت معظم الطقوس ترتبط بأفلام معينة، سواء تسويقيًا أي باهتمام المنتجين والموزعين بإصدار أفلامهم في فترات المناسبات والأعياد مثل موسم عيد الفطر ورمضان في مصر، أو موسم عيد الميلاد في أمريكا، أو عن طريق الاتفاقات الضمنية غير الرسمية بمشاهدة نوع معين أو مجموعة معينة من الأفلام تبث شعورًا يتلاءم مع المناسبة بشكل جمعي، ويرتبط ذلك الاتفاق الجمعي بالمناسبات الدينية غير الخلافية، لكن توجد بعض الأعياد الأقل أهمية وأكثر خلافية فهي ليست ذات أساس ديني أو عقائدي مثل عيد الحب الذي يصبغ شهر فبراير كله بطاقة محددة من مناقشة العلاقات وطبيعة الحب كشعور سواء بالمزاح أو الجدية حسب حالتك الاجتماعية والعاطفية في ذلك الوقت، تسوق بعض الأفلام لنفسها باعتبارها أفلامًا لعيد الحب انتشر ذلك في منتصف الألفينيات وخفت قليلًا، لكن كون الحب بشكله المجرد شعورًا أقدم من التأريخ والمناسبات فهو موضوع عديد من الأفلام منذ بداية فن السينما ويتم تناوله بآلاف الأساليب بعيدًا عن الأفلام ذات النهايات المضمونة وقصص الحب المتوقعة.

شهر فبراير وعيد الحب يأتي محملًا عادة بثقل للذين لا يحتفلون به لأي سبب، ويمكن استغلاله لاستكشاف تناولات مختلفة لارتباط الحب بالوحدة والتوسع لاستكشاف مفاهيم أخرى للحب غير المفاهيم السائدة مجتمعيًا وسينمائيًا من خلال قائمة مشاهدات بديلة بعضها ينتمي لنوع الرومانسي الكوميدي وبعضها يصعب تصنيفه نوعيًا، تستكشف ذلك الشعور المجرد الذي لا تحدده مناسبات أو حالات اجتماعية، شعور يتبدى في كل لحظة حية وكل لفتة صغيرة، يمتد من كونه شعورًا يخفف الوحدة بين شخصين إلى كونه قوة تحرك الكون، هذا لا يعني أن على الوحيدين في عيد الحب مشاهدة أفلام عن العلاقات المأساوية أو أفلام الخلافات الزوجية والانفصالات، لكن توفر القائمة بدائل أكثر شمولية من الأفلام الرومانسية الشهيرة وتدع مجالًا لاختبار مشاعر غير مؤكدة ونهايات غير محسومة وتعامل الحب كشعور أكثر اتساعًا من العلاقات ذات القيمة التسويقية.

1. The Apartment

أحد أكثر الأفلام الرومانسية الكوميدية خلودًا وصمودًا في اختبار الزمن صدر فيلم الشقة The Apartment لبيلي وايلدر عام 1960 وعلى الرغم من بساطته الظاهرة فإنه يمثل تأملًا دافئًا وخفيف الظل في بعض أكثر المواضيع تعقيدًا، تأمل في طبيعة الحب والوحدة، الرأسمالية والعلاقات الجندرية والميل القهري لقبول الحب في أسوأ حالاته عندما يقع المرء في تراتبية اجتماعية ونوعية معقدة، يتبع الفيلم باكستر (جاك ليمون) الذي يعمل في شركة تأمين ضخمة في منتصف نيويورك بالكاد يستطيع دفع إيجار شقته المتزايد فيلجأ لتأجيرها في مقابل جمائل يدين له بها رؤوس الأقسام والرجال الأكثر أهمية في الشركة، يستخدم هؤلاء الرجال الشقة لاستدراج لفتيات بخاصة اللاتي يعملن في وظائف أقل في السلم الوظيفي.

يراقب الفيلم الطبيعة الاستغلالية في تلك العلاقات المعتلة مقاييس القوى نوعيًا ووظيفيًا ومن خلال ذلك يركز على فران (شيرلي ماكلين) عاملة المصعد ذات الروح الخفيفة والمرحة التي يستحيل تصور أنها تملك حياة شخصية معقدة، يتضح لباكستر أنها على علاقة برئيسهما وأنها تقضي وقتًا في شقته كذلك يقع كل من باكستر وفران على نفس السلم، فكلاهما يستغل السلطة التي تستغلهما ويشتركان في الوحدة ذاتها، يؤطر الفيلم وحدة كليهما وإمكانية بزوغ علاقة حب متكافئة غير استغلالية أو وظيفية، لكن الشقة لا تعطينا الإجابات كاملة، تعطينا لمحة عما يعنيه دخول شعاع يكسر الوحدة، عن الرقة والرعاية المتبادلة وحتى آخر مشهد به لا يعطينا الذروة الرومانسية باعترافات حب متبادلة بل يتركنا في احتمالية معلقة بالحدوث أو عدمه.

2. A Short Film About Love

يتواصل ذلك الفيلم من خلال عنوانه بشكل مباشر فهو فيلم مدته قصيرة لا يكاد يتجاوز الساعة ونصف الساعة وهو عن الحب، نوع محدد جدًا من الحب الهوسي، ذلك الحب الفتي الذي يعتمد على النظر والمراقبة هذا لا يعني أن عناصر الفيلم مهووسة فقط بالجمال بل يوجد طبقة واضحة من خلق التعاطف من خلال المراقبة المطولة وتخيل حياة الآخرين، طور كريستوف كيشلوفسكي الفيلم من خلال إحدى حلقات سلسلة الوصايا العشر، لكن وعلى الرغم من التشابه بين الفيلم والحلقة فإنه أضاف بعض التعديلات التي جعلت الفيلم أكثر تعاطفًا، يتبع الفيلم توميك الشاب ذا التسعة عشر عامًا الذي يعيش شبه وحيد مع والدة صديقه الذي غادر، يطور توميك هوس بمراقبة جارته ماجدا التي تكبره سنًا عطفًا على تصرفات صديقه الذي كان يراقبها عن شهوة تتطور اللعبة حتى تتحول إلى افتتان ثم حب يستشعر توميك وحدة جارته على الرغم من رفقائها المتعددين، يتصور بسذاجة أنه يعرفها وأن بمقدوره التخفيف عنها لا يتعامل الفيلم مع الأمر كقصة حب بل تأمل في معناه، وعلاقته بفعل النظر وما يتطلبه حقًا.

عندما يحدث اللقاء المحتوم بينهما تكتشف ماجدا أن توميك لا يريد منها شيئًا، ليس له نوايا جنسية منحرفة أو رغبة في خوض علاقة عابرة، لا يفكر حتى في ما أبعد من حبه لها، التغيير الرئيسي الذي حاد به كيشلوفسكي عن حلقته الأصلية يقع في النهاية التي تصبح أكثر تعاطفًا ورقة في نسخة الفيلم فعوضًا عن الدرس المتعلم في الحلقة وهو شفاء توميك من هوسه وتوقفه عن المراقبة فإن الفيلم يقلب وجهة النظر إلى ماجدا، يضعها هي في وضع المراقبة تتخيل الرفق الذي يمكن أن يقدمه لها شخص يحبها دون انتظار للمقابل لا يتمم الفيلم أي قصة رومانسية ولا يعطي إجابات لنهاية الحب ولا الوحدة لكنه يراقب من بعيد مثلما يفعل أبطاله.

3. MCcabe And Mrs. Miller

يصنف فيلم مكيب والسيدة ميلر لروبرت ألتمان كفيلم ويسترن مراجع أي يفكك سمات النوع ويعيد قلبها وترتيبها، يتبع الفيلم خطوات فيلم الغرب وينزع عنه البطولة والعنف، يركز على الإمكانيات الضائعة، على إمكانية اختبار الحب في أزمنة قاسية، يصور الفيلم بطله مكيب (وارن بيتي) كغريب قادم إلى مدينة على غرار كل أفلام الويسترن، رجل قوي تحيط به شائعات العنف، يبدأ مكيب في بناء ماخور ومحل للتسلية في تلك المدينة للتكسب ويستخدم فتيات الليل المحليات والعاملون المحليون وعندها يقابل السيدة ميلر (جولي كريستي) وهي سيدة قوية وعملية مثله تحيط بها هالة من السيطرة، تعمل كفتاة ليل ورائدة أعمال تدير الفتيات بحرص واحترافية تهتم بالنظافة والصحة لكنها لا تختبر الرفق أو الحب.

يتعامل الفيلم مع الثنائيات الجندرية ويقلبها ويجعل من بطل الغرب وهمًا، واجهة زجاجية لرجل يتمنى لو لم تكن حياته ما هي عليه، يسعى لاختبار الحب والاهتمام في عالم وحيد وهو ما يحدث مع السيدة ميلر التي تسقط واجهتها التي اكتسبتها من عوالم العمل التي أكسبتها صفات رجولية خشنة لفرض السيطرة، معًا كلاهما يصبح غضًا وعرضه للانفتاح على الآخر، لكن لا شيء مثل ذلك يكتمل في عالم مشبع بالخطط الانتقامية واكتساب القسوة لتحمل الحياة، ينتهي الفيلم بشكل مأساوي وصوت لينارد كوين الخافت يشدو في الخلفية «أنا مجرد محطة في الطريق أعلم أني لست حبيبك».

4. Punch Drunk Love

عند مشاهدة أي فيلم لبول توماس اندرسون يتضح على الفور نمط متكرر وهو العلاقات غير المعتادة، أشخاص يعتمدون على بعضهم بأغرب الطرق، يتقبلون العيوب الشخصية، ويتغيرون إلى الأفضل لكن ذلك الأفضل ليس موضوعيًا هو الأفضل لهما بشكل خاص، لكن أحد أكثر أفلامه وضوحًا نوعيًا وبساطة هو Punch Drunk Love ، يمكن تصنيفه ككوميدي رومانسي لكنه غرائبي، يهبط بيانو صغير أمام مكتب باري (آدم ساندلر) الموظف الوحيد الذي يعاني مشاكل في الغضب، لا يشعر إلا بالاحراج والوحدة ، كل محاولاته في كسر ذلك تفشل نظرًا لوعيه الشديد بذاته وخجله منها، تمثل مصادفة البيانو الأولى مفتاح لقراءة الفيلم.
مثل البيانو ستهبط لينا (اميلي واتسون) على حياة باري، دون تساؤلات أو محاولات لفهمه ستقدم له الحب والتفهم، بعدها تتلون الوحدة، وتهدأ نوبات الغضب، ثنائيات اندرسون ليسوا الأبطال المعتادين لذلك النوع من القصص، آدم ساندلر الذي يشتهر بالكوميديا الجسدية ونادرًا ما يرى في دور جدي هنا يصبح بطلًا رومانسيًا من نوع خاص، يصارع وحدة داخلية وخارجية، يضيء عالمه حرفيًا حينما يتعرض للرفق، يختتم الفيلم بجملة غير حاسمة، فإذا كانت قصص الحب تنتهي بسعادة فتلك ما زالت في بدايتها، لا يعلم أحد أين ستذهب.

5. Wings Of Desire

يصور أجنحة الرغبة وحدة من نوع آخر، وحدة ميتافيزيقية لا حل لها، وهي التوق للعيش على الأرض، لاختبار ما يختبره البشر، يرغب الملاك دامييل (برونو جانز) أن يصبح بشريًا، أن يحظى بحب فتاة أرضية فتنته، أن يكون فعالًا في حياته وليس مجرد مراقب، أن تراه فعلًا كما يراها، في واحد من أكثر أفلام فيم فيندرز حساسية يمثل أجنحة الرغبة قصة حب كونية تصور وحدة من هم على الأرض ومن هم في السماء، يرفق فيندرز بالأرضيين ويرسل إليهم ملائكة يحرسون في هدوء، في دليل على أنه مهما تصور المرء أنه وحيد فإنه ليس كذلك.

يستدعي الفيلم أيقنوغرافيا دينية وأسطورية فالملائكة حاضرين في الأديان الإبراهيمية وفي الأساطير القديمة، يجعل من برلين مكان حيوي نابض بالمعاناة والسعادة في آن، فبجانب صخب المدينة على الأرض فإن السماء عامرة بالشخصيات والأحداث كذلك، وفي دفقة رومانسية يستطيع الحب أن يحول الملاك إلى بشري، تتبدل ألوان الشاشة من درجات الأبيض والأسود الخافتة إلى ألوان مشبعة بالأحمر والأخضر يصبح العالم أكثر حقيقية وقابل للمس، يمكن عند مشاهدة الفيلم التغاضي عن قصة الحب وتأمل التصورات التي تجعل ثقل الحياة أقل وطأة على البشر وغيرهم.

6. Buffalo 66

فيلم بافالو 66 هو فيلم ذو تصنيف إشكالي فإذا اعتبرناه رومانسيًا فإننا نلمح إلى أن فعل الخطف هو فعل حب، لكن في عالم الفيلم الغرائبي هو كذلك، يخرج بيلي (فينسنت جالو) الذي يقوم بإخراج وبطولة الفيلم بعد قضاء خمس سنوات في السجن، يختطف لايلا (كريستينا ريتشي) وهي راقصة جميلة وحيدة ويجبرها على الادعاء بأنها زوجته فقط لكي يرضي أسرته، ويشعرهم أنه شخص ذو مسار حياتي سوي، لا تعترض لايلا على التعرض لكل ذلك بل تعامل بيلي برفق لم يختبره طيلة حياته الوحيدة. تعطيه حبًا لم يطلبه حتى، حتى يكتشف كم كان وحيدًا من قبل، ويستبدل تجهمه وعنفه برقة لا يسببها أي شيء غير التعرض للحب، وفي العطاء تصبح لايلا أقل وحدة كذلك. يعد فيلم بافالو 66 أحد أفلام الحب على الطريق التي عادة ما تتضمن مجرمين هاربين على شاكلة بوني وكلايد، فيضع مشاهديه في إطار ربما لن يختبروه في حياتهم ولا يعطي إجابات محددة في ما يتعلق بمدى أخلاقية علاقة أبطاله، فيكفي أن نعرف أنهما أقل وحدة الآن كونهما وجدا بعضهما البعض.

7. Ali: Fear Eats The Soul

فيلم علي: الخوف يأكل الروح هو تناول ألماني لميلودراما دوجلاس سيرك الشهيرة كل ما تسمح به الجنة All That Heaven Allows، الفيلم الأصلي تعامل مع علاقة حب مرفوضة اجتماعيًا، ومع حقيقة أنه لا أحد يختار من يحب، في الفيلم الأمريكي اختير ثنائي من طبقات اجتماعية مختلفة، لتأطير زيف الحرية الأمريكية وسيولتها، عندما تناول راينر فيرنر فاسبندر المخرج الألماني الشهير الفكرة ذاتها عمد إلى تعقيد الأمور أكثر، واختار محبيه حسب طبيعة مجتمعه في السبعينيات، في عقد ضائع بين نسيان العنصريات القديمة واستمرارها اللاواعي في قلوب المواطنين في التعاملات اليومية.

صنع فاسبندر علاقة حب غير تقليدية بين سيدة مسنة ألمانية وشاب فتي من المغرب يعيش في ألمانيا، تتداخل كل الاختلافات لكي تصعب علاقتهما لأبعد حد، هي وحيدة في منزلها وهو وحيد في غربته، معًا تتوحد وحدتهما، لكن ليس دون تدخلات وأحكام من كل من يقابلهم، يصور فاسبندر علاقة معقدة يتداخل بها العرق والسن والقومية، ينتج عنها قصة رقيقة وحزينة عن الوحدة والحب والاطمئنان المؤقت عندما يلتقي محبان متفاهمان أيًا كانت خلفيتهما المسبقة فهما أحبا بعضهما هنا والآن، لا يهم إن اكتملت علاقتهم أم لا.

8. The Age of Innocence

مثل الخوف يأكل الروح فإن عصر البراءة يناقش الزيف في العلاقات الممنوعة والعلاقات المقبولة مجتمعيًا، مقتبس من رواية بالاسم نفسه لإديث وارتون صنع مارتن سكورسيزي فيلمه الأقل عنفًا في الإطار الجسدي لكن بحسب كلامه هو أعنف أفلامه شعوريًا، فبالنسبة له إمكانية الحب الضائع لا تفرق كثيرًا عن التعرض للعنف الجسدي، في مجتمعات نيويورك الراقية يتزوج نيولاند أرشر (دانييل داي لويس) من ماي (وينونا رايدر) في إطار اجتماعي مقبول، كلاهما مناسبان لبعضهما دون مشاعر حقيقية تجمعها، يتغير استقرارهما حينما تدخل حياتهما إلين (ميشيل فايفر) السيدة المطلقة التي تلقب بسوء السمعة نظرًا لتحررها النسبي عن المجتمع المنغلق، يتعامل عصر البراءة مع علاقة حب خارج إطار الزواج يمكن وصفها بالخيانة، لكنها محاولة للخروج من وحدة مشتركة، وتأطير لتناقض الرغبة في الرضوخ للأنظمة المجتمعية التراتبية في مقابل الانجراف وراء المشاعر المتهورة والطبيعية غير المعدة مسبقًا، لا تكتمل قصة الحب الممنوعة تلك، يعيش كل من طرفيها في وحدة تستمر سنوات لكنها على الأقل تبعد أسماءهما عن الشبهات.

9. The Tree Of Life

فيلم شجرة الحياة لتيرانس ماليك هو أحد أكثر الأفلام خلافية في العشرين سنة الماضية، يعتبره البعض تحفة فنية، والبعض يعتبره كومة من الادعاء الفني والديني، لكنه يكتسب سمعة أفضل مع الوقت، في تلك القائمة هو ليس فيلمًا رومانسيًا لكنه فيلم عن الحب، بأكثر أشكاله كونية، حب أمومي وعاطفي وأخوي، حب للطبيعة والسماوات والكواكب، يصور الفيلم أشخاصه كنقاط لا ترى في الكون المتناغم، وعلى الرغم من نزعته الكاثوليكية فإن شخصياته تختبر السخط والغضب على الإله نفسه، فالفقد لا يبرر والحب لا يستبدل، يسرد الفيلم قصة أسرة أمريكية في الخمسينيات من وجهة نظر أحد الأبناء الذي يستدعي أمه المحبة الأشبه بالعذراء مريم وأبيه العملي الصارم، تتداخل السرديات الكبرى مع الصغرى، من الانفجار الكبير حتى خلق الإنسان، يجعل الفيلم مشكلات الحياة اليومية جزءًا من ملحمة كبيرة وفي النهاية يدعو مشاهديه لحب كل شيء، كل ورقة شجر وكل شعاع ضوء، فإذا لم تحب سوف تمضي حياتك وكأنها لم تكن.

10. In The Mood For Love

في كل أفلام المخرج الهونج كونجي وونج كار واي لمحة من الوحدة، كل الأبطال يصطدمون بأناس في الحياة بعضهم يصبحون محبين وبعضهم تتطور بينهم المشاعر المستحيلة التي لا يمكن إكمالها، لا يوجد ما يؤطر ثنائية الحب والوحدة مثل فيلمه الأشهر في مزاج للحب، تقع أحداثه في ستينيات هونج كونج حول ساكن وساكنة جدد في مبنى يعيشان متقابلان، كلاهما متزوج من شريك غائب مكانيًا وعاطفيًا، مع الوقت يكتشفان أن شركاءهما متورطان في علاقة واحدة، يتقابلان لمحاولة استكشاف كيف بدأت العلاقة حتى يفهما تمامًا أن ما حدث هو ما يحدث بينهما الآن، كلاهما وحيد في معاناته لكنهما يشتركان في التجربة نفسها، ويمنعهما النبل من استكمال علاقة حب لن يختبر كلاهما مثلها في حياته اللاحقة، يصنع وونج كار واي فيلمًا غنيًا وهادئًا، عابقًا بالألوان الدافئة وموسيقى الوالتز الشجية، صانعًا إطارات لا تنسى، تملأ القلب بالحب ووحدة غامضة يبثها ذلك الجمال غير المكتمل.