النهاية، الفصل الأهم في السينما، وتأتي أهمية النهاية بشكلٍ أخص في أنها الانطباع الأخير الذي يستمر مع المشاهد حتى بعد خروجه من باب السينما، قد تكون أحداث الفيلم مُثيرة للحزن، أو للسعادة، وتأتي النهاية لتُغير كل شيء في لمح البصر، ولا تفعل هذا في مشاعرنا ومسارات الأحداث فقط، بل تقوم بتغيير جوهر الشخصيات أيضًا، تحول الخير إلى شر، والشر إلى خير، قد يكون المُجرم الذي نسير معه طوال الفيلم هو البريء الوحيد، وقد يكون البريء الوحيد الذي نثق به، هو المُجرم الذي استطاع أن يتلاعب بنا، ومع هذا لا نعتبر الأفلام جيدة لأنها تحمل نهاية جيدة فقط، بل لأن صانع الفيلم استطاع أن يجعل جميع فصول الفيلم جيدة خصوصًا النهاية التي تضمن للفيلم مكانة كبيرة في ذاكرة المُشاهد.

ومن هنا تأتي القائمة التي نُرشح بها 10 أفلام تحمل نهاية صادمة وغير متوقعة، وهذا لم يجعلنا نغفل باقي فصول الفيلم، البداية والأحداث، لذلك يمكن اعتبار أن هذه القائمة تحمل 10 من أهم الأفلام السينمائية في العموم، ومن أهم الأفلام التي لها نهايات مُميزة على الخصوص.

1. The Sixth Sense

فيلم الحاسة السادسة من كتابة وإخراج  إم. نايت شيامالان، وقد تم إصداره عام 1999، والفيلم من بطولة هالي جويل أوزمنت وبروس ويليس، ويعتبر الفيلم من أنجح أفلام الرعب النفسي والإثارة. رُشِح الفيلم لـ6 جوائز أوسكار، كما رُشِحَ لــ56 جائزة مُختلفة حول العالم فاز بـ37 جائزة منها، ويعتبر هذا الفيلم واحدًا من أفلام الرُعب الخمسة الذين تم ترشيحهم لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل تصوير، وقد وصل تقيم الفيلم على موقع IMDB إلى 8.2 وذلك بتصويت أكثر من مليون مُشاهد.

تبدأ أحداث الفيلم مع دكتور مالكوم كرو وزوجته آنا، ونرى نيتهم في الاحتفال بمالكوم لأنه حصل على جائزة تقديرية نظرًا لمجهوداته في مجال الطب النفسي للأطفال، لكن وقبل أن يبدأ الاحتفال تلاحظ آنا أن هناك من اقتحم المنزل أثناء غيابهم، وبالفعل يجد الزوجان شابًا عاريًا في حمام المنزل، يخبر الشاب مالكوم أنه مريض قديم لديه، ويخبره أنه لم يساعده ليتخطى هلاوسه ومشاكله النفسية، ثم يخرج الشاب مسدسًا ويطلق على مالكوم ليُنهي الاحتفال قبل أن يبدأ. في المشاهد التالية نرى مالكوم بعد تخطيه لهذا الحادث، ونرى حياته وهي تعود إلى طبيعتها، ويرجع لمرضاه ثانية، ينشغل مالكوم بحالة واحدة على وجه الخصوص، وهي حالة الطفل كول سير، الذي يرى بشرًا أمواتًا ويتعامل معهم، وهنا يُشخص الطبيب الطفل، بأنه مصاب هلوسة بصرية ونوع من الفصام، وتستمر الأحداث بين الطبيب والطفل، ومحاولتهم لمعالجة بعض الأمور في عالمي الأحياء والأموات، حتى يأتي مشهد النهاية وينقلب كل شيء، الفيلم بأكمله سيتغير في لحظة إدراك واحدة من البطل، وصرخة من المُشاهد.

2. Psycho

تم إصدار الفيلم عام 1960، والفيلم من إخراج ألفريد هيتشكوك، ومن كتابة جوزيف ستيفانو الذي استند على رواية كاتب الرعب والجريمة الأمريكي روبرت إلبرت بلوتش، ومن بطولة أنتوني بركنز، وجانيت لي. يندرج هذا الفيلم أيضًا لأفلام الرعب النفسي، ويعتبر من أنجح أفلام الرعب والإثارة على مر التاريخ، وقد استطاع أن يحافظ على نجاحه هذا غير مُباليًا بعقارب الساعات، رُشح الفيلم لأربع جوائز أوسكار، ووصل تقييمه على موقع IMDB إلى 8.5.

يبدأ الفيلم مع ماريون وحبيبها سام، علاقة حُب مُتأججة يقف المال فيها دون الزواج، نفق مُظلم ترى ماريون النور فيه، حينما يأتي زبون إلى مكتب العقارات الذي تعمل فيه، ويقوم بدفع ثمن العقار الذي يُريده 40 ألف دولار نقدًا، بعد هذه الصفقة يطلب صاحب المكتب من ماريون أن تذهب لإيداع المال في المصرف، وهذا ما تعقد ماريون نيتها عليه، لكن همسات الشيطان كانت أقوى، وفجأةً تستلم ماريون للإغرءات والشهوة في رأسها، وتقرر سرقة المال والسفر لحبيبها سام حتى تعيش معه حياة سعيدة، وبالفعل تنطلق صوب منزل حبيبها. تشتد الأمطار في المساء وتُجبر ماريون على النزول في فندق على الطريق حتى يصبح الجو أفضل وتستطيع إكمال طريقها، في الفندق تتشابك الأحداث بين ماريون ومالك الفندق وأمه العجوز، وفي الوقت ذاته بعيدًا في المكان، ينتشر الشك في رأس صاحب المكتب، ويبدأ مُحقق بتتبع خطوات ماريون، مع تدخل حبيبها وأختها في الأحداث، كُل شي يبدو مفهومًا وطبيعيًا في الأحداث، حتى يأتي مشهد النهاية الذي يوقف الدم في الشرايين.

3. The Salesman

تم إصدار الفيلم عام 2016، والفيلم من إخراج وكتابة المُخرج الإيراني أصغر فرهادي، ومن بطولة ترانة عليدوستي وشهاب حسيني، وبابك كريمي، الفيلم مستوحى من مسرحية «موت البائع المتجول» للكاتب الإنجليزي آرثر ميلر، رُشح الفيلم لـ27 جائزة حول العالم، وقد فاز بــ14 جائزة، منها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وقد وصل تقييم الفيلم على موقع IMDB إلى 7.7.

من يعرفون الفيلم سيتفاجئون من وضعه في هذه القائمة، فالنهايات الصادمة يُقصد بها أشياء عديدة غير موجودة في الفيلم، ولكن لنهايته على وجه الخصوص ولكيفية تصاعد إيقاع الفيلم تم إدراجه في هذه القائمة، تدور أحداث الفيلم حول الزوجين عماد ورنا اللذين ينتقلان إلى منزل جديد في طهران، وهناك تتعرض الزوجة للاعتداء، وعليه يبدأ الزوج رحلته للوصول للرجل الذي اعتدى وهاجم زوجته، خلال هذه الرحلة البوليسية نكتشف الكثير من جوانب الحياة الاجتماعية واليومية في إيران، كما يعرض أصغر فرهادي بعض مشاكل المجتمع بوضعها بين أسطر السيناريو، تسلم أحداث الفيلم بعضها البعض حتى تنحل العقد ونصل للمجرم، وحينما يحدث هذا تحدث الصدمة التي ننتظرها من نهاية الأفلام، ولكن هذه المرة لا تأتي الصدمة من درامية الأحداث ولا باستفحال الشر داخل شخصية المُجرم، بل من العادي الذي يظهر فجأة على الشاشة، كيف يُمكن لمسألة كبيرة أن تكون عادية للغاية، وأن يكون للإنسان أكثر من جانب مهمة حاولنا أن نضعه في ثنائيات تُسهل تعريفه.

4. The Usual Suspects

تم إصدار الفيلم عام 1995، والفيلم من كتابة كريستوفر ماك كويري، ومن إخراج براين سينجر، وبطولة كيفين سبيسي، وجابريل بيرن ، وبينيشو ديل تورو، وغيرهم. فاز الفيلم بحوالي 40 جائزة من مهرجانات مُختلفة حول العالم، كما فاز بجائزتي أوسكار، واحدة عن فئة أفضل سيناريو أصلي، والأخرى عن فئة أفضل ممثل مساعد، وتلك الأخيرة فاز بها كيفين سبيسي، وقد وصل تقيم الفيلم على موقع IMDB إلى 8.2 وذلك بتصويت أكثر من مليون مُشاهد.

كايزر سوزي شيطان لا تعرف الشرطة المعلومات الكافية التي توصلها إليه، ولا يعرف المُجرمون الذين ينفذون له عملياته أي تفاصيل عنه، رجل شديد الخطورة يعمل في الخفاء، وكأنه خيط دخان، قد يكون حقيقيةً أو وهمًا، تحاول الشرطة الوصول لهذا الرجل من خلال روجر فيربل، الرجل الذي نجا من مجزرة وحريق بشع حدث على متن قارب في ميناء لوس أنجلوس، هذه المجزرة التي قُتِلَ فيها 15 شخصًا، يُعتقد أن كايزر سوزي هو سبب قتلهم، من خلال فيربل وأربعة آخرين من رجال العصابات المُجرمين، نخوض غمار قصة تجمعهم بكايزر الذي يُريد أن يقوموا من أجله بمهمة خطرة. خلال أحداث الفيلم نرى قصة هذه العصابة الصغيرة والكارثة التي ستحدث بسبب تعاملهم مع كايزر، وحينما تنتهي القصة ويوشك الفيلم على الانتهاء ستجد أن الكارثة الحقيقية هي ما سيحدث قبل تتر النهاية.

5. Shutter Island

تم إصدار الفيلم عام 2010، والفيلم من إخراج مارتن سكورسيزي، والسيناريو والحوار من كتابة ليتا كالوجريديس، وذلك استنادًا على رواية الكاتب الأمريكي دينيس ليهان والتي تحمل نفس عنوان الفيلم، الفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو و مارك رافالو، رُشِحَ الفيلم لـ 66 جائزة مختلفة حول العالم، كما حصل على تقييم  8.2 على موقع IMDB، وذلك بتصويت مليون ونصف مشاهد.

يبدأ الفيلم مع اثنين من الضباط الفيدراليين، وهما تيدي دانيالز وتشاك أولي، نراهما متجهين إلى جزيرة شاتر، وذلك لزيارة المصحة النفسية الضخمة عليها، والبحث عن المريضة رايتشل سولاندو التي قتلت أولادها الثلاثة وتم نقلها للجزيرة، تبدأ رحلة تيدي وتشاك في البداية بشكل طبيعي، ولكن مع مرور المشاهد تتعقد الأحداث، ونبدأ بالسقوط نحن أيضًا بين الواقع والخيال، تختلط الحقيقة بالحلم، والحلم بالحقيقة، وعلى الرغم من أن لدينا بداية واضحة للقصة، فإن شعور عدم الراحة يُبث بداخلنا بالتدريج وكلما تقدم الفيلم استفحل الشعور الغامض بأن هناك شيئًا غامضًا، بين رموز الماء والنار، وبين الموت والحروب، وخسارة العائلة، تأتي نهاية الفيلم، فجأة ترتبط كل الأحداث ببعضها البعض، ويصبح كل شيء منطقيًا ومفهومًا، وليته لم يكن.

6. ملاكي إسكندرية

تم إصدار الفيلم عام 2005، والفيلم من تأليف وائل عبدالله، سيناريو وحوار محمد حفظي، وبطولة أحمد عز، وغادة عادل،  ونور اللبنانية، وخالد صالح، يُعد الفيلم واحدًا من أهم الأفلام المصرية في عالم الجريمة والغموض، كما يعتبر الانطلاقة الحقيقة للممثل أحمد عز.

تدور أحداث الفيلم حول مقتل رجل أعمال في فيلته في الإسكندرية، جريمة قتل يسهل تتبع خطوطها، لم يكن مع المقتول وقتها غير زوجته، كما أن التحريات الجنائية أثبتت أن الفتحة الموجودة في الباب التي قام بها القاتل حتى يدخل المنزل، تمت من داخل المنزل لا من خارجه، تدفع اتهامات أسرة رجل الأعمال الزوجة للجوء إلى مُحامٍ كبير، حتى يُدافع عنها، ويقوم بإثبات أنها بعيدة كل البُعد عن هذه الاتهامات، لكن لا يُساعد المُحامي كثيرًا في هذا الأمر، وبدلًا من ذلك يتدخل مُحامٍ صغير في السن في القضية ويعقد نيته على مُساعدة المُتهمة الأولى في القضية، ومن هنا تبدأ أبواب جديدة بالتفتح، فنرى أصابع الاتهام وهي تُشير إلى ابن رجل الأعمال تارة، وإلى السكرتيرة التي تعمل معه تارة أخرى، تتوالى الأحداث، وتتكشف تفاصيل جديدة في القضية، حتى تُصبح كل الأمور واضحة وجلية، ويُغلق ملف القضية، وبعد مرور سنوات يحدث حادث بعيد عن مسار الفيلم، لكنه يمكننا من ترتيب الأوراق بشكل مختلف، وهنا ينقلب الفيلم بأكمله رأسًا على عقب.

7. Oldboy

تم إصدار الفيلم عام 2003، الفيلم من إخراج وكتابة بارك تشان ووك، وبطولة تشوي مين سيك، وكانج هاي جونج، يُعد الفيلم من أشهر الأفلام الكورية، ومن أنجح الأفلام في السينما العالمية، وفي السينما الكورية على وجه الخصوص. قصة الفيلم مبنية على مانجا يابانية مصورة تحمل العنوان نفسه كتبها غارون تسوتشيا، وهذا الفيلم هو ثاني أفلام ثلاثية الانتقام لتشان ووك، وعلى الرغم من أن قصص الأفلام الثلاثة غير مترابطة، فإن النُقاد وبسبب تشابه الموضوع الأساس للأفلام الثلاثة سموهم «ثلاثية الانتقام»، والفيلم الذي نتحدث عنه هو أفضل فيلم في هذه السلسلة، وقد فاز الفيلم بأكثر من 40 جائزة في مهرجانات مُختلفة في العالم.

تدور أحداث الفيلم حول داي سو آوه، رجل يتم حبسه في غرفة فندق لمدة 15 سنة، لا يعرف السبب وراء حبسه ولا يعرف من يقف خلف الأمر، في غرفة الفندق التي لا يعرف عنها شيئًا يجد شريطًا لفيديو مُسجل، يعرف من خلاله أن زوجته قد قُتلت وأن من وضعه في هذه الغرفة قد لفق التُهمة لتناسبه تمامًا، خلال هذا الوقت يحاول داي سو معرفة من يمكن أن يفعل به هذه الفعلة، كما بدا بالتدرب على القتال ليُهيئ نفسه للانتقام عند خروجه، وبالفعل بعد 15 سنة، يرى داي سو الشمس مرة أخرى، ويبدأ في رحلة طويلة للانتقام من الشخص الذي فعل هذا به مدفوعًا بالانتقام الذي يشحذ الشرر في عينيه، هذا الانتقام الذي ننتظره جميعًا، أن يقترب من حياة الشخص الذي خطفه وسجنه حتى يُشعلها ويُحيلها رمادًا يتحول فجأة إلى شعور آخر وأفكار أخرى، وذلك بعدما يتكشف فصل آخر في القصة لم يكن يتخيل أحد وجوده.

8. The Machinist

تم إصدار الفيلم عام 2004، والفيلم من إخراج براد أندرسون، ومن كتابة سكوت كوسار، ومن بطولة كريستيان بيل، وتدور أحداث الفيلم حول تريفور رزنيك، ميكانيكي يعمل في مصنع يساعده في استمرار حياته البسيطة، نرى من البداية جسد تريفور الهزيل، والتعب الواضح على ملامحه، نعرف من الأحداث أن تريفور لم ينم منذ عام، ربما بضع ساعات فقط، مع مرور الوقت وتدهور حالة تريفور يتملك الأرق منه أكثر، ويبدأ بالغرق في الهلاوس، على ثلاجته يرى ملحوظات تُوضع له باستمرار ولا يعرف من يضعها له، لكن يقتنع تريفور بأن هناك شخصًا ما يُراقب حياته ويُريد تدميرها، وستنتشر هذه الفكرة في رأسه حتى تُفسد حياته أكثر وأكثر، خلال هذه الرحلة الرمادية المظلمة ننطلق مع تريفور محاولين فهم ما يحدث له، والتفريق بين الحقيقة والخيال لنعرف هل ما يحدث معه حقيقة أم لا، حتى تأتي النهاية الصادمة التي تكشف لتريفور الحقيقة بالكامل.

9. The Best Offer

تم إصدار الفيلم عام 2013، والفيلم من تأليف وإخراج المُخرج الإيطالي جيوزبي تورنتوري، وبطولة جيوفري راش وسيلفيا هويكس، في العادة أنصح من أُرشح لهم هذا الفيلم، أن يذهبوا مُباشرة للمشاهدة، وألا يحاولوا أن يشاهدوا صورًا تخصه، أو الإعلان التشويقي أو أي شيء، وذلك لأن هناك صورة واحدة رؤيتها سُتفسد الفيلم بأكمله، ولكن دعونا نأخذ نبذة بسيطة عن الفيلم على حذر.

تدور أحداث الفيلم حول فيرجيل رجل كبير في السن، يعمل في مجال اللوحات والمُقتنيات الفنية الأصلية والنادرة، فيرجيل رجل غني، يهتم كثيرًا بتجميع اللوحات، لم يتزوج خلال حياته، ونراه وحيدًا دائمًا خلال أحداث الفيلم، بل يبدأ الفيلم وهو يحتفل وحيدًا بعيد ميلاده، في عيد ميلاد فيرجيل يقوم هو بالرد على هاتفه بنفسه دون الاستعانة بمساعده الشخصي، يرن هاتفه في هذا اليوم، الاتصال من فتاة لا تُقدم الكثير من المعلومات عن نفسها، ولكنها تطلب من فيرجيل أن يأتي إلى منزلها، ليقيّم التُحف التي تملكها، ويحدد سعرها، وبالفعل يذهب فيرجيل إلى منزلها، ليكتشف بعد ذلك أن الفتاة لا تظهر أمام الناس، وأنها مُختبئة بشكل دائم في غرفة في منزلها إلا حينما يكون خاليًا، مع تطور الأحداث يقع فيرجيل في حب الفتاة التي لا يعرف شكلها، ثم تبدأ خطوط الفيلم بالتشابك، الوحدة، والحب، والفن، والإنجاز الملموس الذي صرفنا من أجله حياتنا بأكملها، فجأة نملك كل شيء، وفجأة نجلس في قعر الجحيم.

10. Incendies

تم إصدار الفيلم عام 2010، والفيلم من إخراج المُخرج الكندي دينيس فيلنوف، ومن بطولة لبنى عزبال، وميليسا ديسورمو بولين، ومكسيم جوديت، وقد استوحى دينيس فيلنوف فكرة الفيلم من مسرحية الكاتب اللبناني الكندي وجدي معوض، ويعتبر الفيلم واحدًا من أفضل الأفلام التي تحمل نهايات صادمة، لكن الحقيقة أن الفيلم لا تُميزه فقط نهايته، بل الرحلة التي نعيشها معه من المشهد الأول.

نوال مروان، سيدة تموت في الغرب، في دولة متقدمة، وتترك لابنها وابنتها وصية بألا يكتبوا اسمها على قبرها إلا بعد أن يصلوا إلى الحقيقة، وتترك لهم رسالتين، واحدة لأخيهما الثالث الذي لا يعرفون عنه شيئًا، وواحدة عن أبيهما الذي مازال على قيد الحياة، تدفع هذه الوصية الأبناء للتفتيش في ماضي الأم وحياتها القديمة، في الشرق، وفي البلد العربية بيروت، وسط الدمار والحروب والسجون، من الشوارع الهادئة النظيفة في فرنسا إلى خضم الصراعات الأهلية في لبنان، الفيلم مليء بالصراعات الإنسانية، حديث عن البشر ونفوسهم ولغتهم وعوالمهم، وذلك حيث يعرض الفيلم أكثر من عالم، وأكثر من طريقة للتصوير، وأكثر من لغة، لكنه يحمل حقيقة واحدة صادمة، تلك التي تقودنا إليها خيوط الفيلم.