1. لا تضرب.

بدلا من أن تكون ملاذا نفسيا للطفل، يلجأ لك أوقات الهشاشة، ستكون عدوه الذي يعتدي عليه، و ستنفصلا نفسيا عن بعضكما في القريب العاجل، ولن يظهر ذلك الآن أثناء طفولته المبكرة فهو ما زال يعتمد عليك كلية في جميع احتياجاته.. في المستقبل القريب، حينما يلاقي حاجته بعيدًا عنك، ستكون أنت ذاك المتطفل المُمل الذي يريد التدخل في كل شيء والتحكم في كل شيء.. ويشتكي السواد الأعظم من الآباء من ذلك، فمن الذكاء ألا تفعل ما ستشتكي منه بعد فترة.

2. تحدث إلى طفلك، فما لا يُدرك بالعقل؛ يُدرك بالقلب.

تحدث إليه تفصيليا بكل ما تُحب، احكي له ما تفعل في أشيائه الخاصة دائما، ما لن يُدركه باللغة، سيدركه بالمشاعر وسيفهم من إيماءات وجهك ونبرات صوتك وتعابير وجهك.

3. لا تمسكه.

أثناء ما يركض ويلعب، حينما تمسك زراع الطفل عمدًا لاستيقافه ونقل ملاحظة ما، الطفل توقف عن استقبال أي من التوجيهات أو المُدخلات، طالما ذراعه ممسوك، قل ما تشاء هو ليس معك، هو يفكر الآن في حل ذراعه منك وفك قيده وفي اللحظة التي ستتركه فيها فقط.

هل يمكن أن تطعم طائرًا طواعية أثناء ما تمسك به؟ مستحيل. كذلك هو طفلك بالضبط، فالطفل لا يُلمس إلا لغرض المَحَبَّة.

4. لا تنتزع الأشياء منه.

استخدام قوتك البدنية في نزع الأشياء من يد طفلك، ينقل له حقه في استخدام قوته في نزع الأشياء من يد الآخرين! وإن لم يستطع سيقفز ويصرخ لأنه يريد (كذا) الذي في يد أمه.

أضف أن طفلا ينتزع الأشياء من أيادي الأطفال أصدقائه هو مُسبب كبير للفوضى وكاسر للقواعد وصعب التحكم.

5. الطفل واعٍ.

هو قادر على اكتساب الخبرة والمعلومات من المحيط حوله أكثر منك، لو أرسلناك لليابان لتبقى عامان، ربما تستطيع التحدث باليابانية بشكل متوسط – هذا إن استطعت! بينما لو أخذنا طفلك وأرسلناه إلى اليابان عامين، سيتحدث اليابانية مثل أهلها وكأنه لم يعرف لغة غيرها.

لذا هذا الصغير الذي تستهن به، مخه أنبَّه وأكثر تطورًا منك، وكذلك أكثر منطقية منك،كذا الأبحاث تقول لا نحن. فلا تظنه أحمقَ سيخرم عينه بأول أداة طولية يمسكها، هذا ليس صحيحا، لذلك عليك إتاحة الفرصة له لاكتساب خبراته بنفسه.. فشكرًا لك، لا تتدخل كثيرًا.

6. لا تُقبِّله عنوة ولا تحتضنه دون إذنه.

تدريب الطفل على احترام حدوده الجسدية يقيه من احتمالات التحرش؛ فالطفل الواعي بحقوقه وحدوده الجسدية وأنه لا شخص مسموح له بانتهاكها سواء في الجد أو الهزل أو الحُب، سيمثل مشكلة للمتحرش حتمًا.

كذلك الطفل ذو الشخصية الجيدة الرزينة، لا يتأتى بحدود مُنتهكة وجسد مشاع لكل من يرغب في تقبيله، على الطفل أن يُحترم أولا، قبل أن يُطلب منه أن يكون مُحترمًا في المقابل، كذلك عدم لمس الطفل إلا بإذنه يصون حدوده ويسهل نقل مفاهيم الاحترام المتبادل لحدود الآخرين، فتصبح مفاهيم مثل (عدم ضربه طفل آخر أو عدم قبوله الضرب من الأطفال الآخرين) عملية تلقائية لا تحتاج إعداد، فطفل تُحتَرم حدوده، هو طفل يحترم حدود الآخرين، ويدرك أن كل من حوله عليهم احترامه.. التربية أسهل هكذا.

7- لا تصرخ.

التربية عملية تراكمية، كل حجر يوضع في البناء اليوم، ستقوم بالرفع فوقه غدًا ، لذا وصولك اليوم لمستوى (الصراخ) لنهي الطفل عن شيء، سيتطلب منك رفع سقف تصرفك غدًا كي ينتبه لك الطفل هذه المرة، فالطفل قريبا جدًا سيكتسب مناعة نفسية ضد صراخك ويبات لا يبالي، فيلزمك (التعلية) فوق ما سبق. ففي رأيك ما هي التعلية المناسبة؟ الصراخ الأشد؟ ثم؟ الضرب؟ ثم الضرب أشد؟

أنت الآن لا تقوم بالتربية، أن تقوم بتسيير حمار بالعصى، كلما أراد زيادة سرعته ضربه أشد قسوة مما سبق، ولا أحد منا يريد أن يبات طفله حمارًا!

8. لا تقارن.

هذه هي الخطيئة الأولى التي نفعلها ظنًا أننا نحسن صنعًا ونحن نهدم الحجر الأول في بناء الطفل: (التفرُّد). فلكل طفل مسار نموه المتفرد عن الآخرين.

9. اللغة ليست مقياس التطور الوحيد.

يمكنك الذهاب لهذا المقال لمعرفة مسارات تطور الطفل وأن اللغة مسار داخل مسار وليست مسارًا أساسيًا في التقييم، تأخرها -طالما في حد آمن- لا يعني أي شيء طالما طفلك متطور في المسارات الأخرى.

اقرأ تفصيليًا في هذا المقال:3 مسارات تحدد تأخر طفلك: لا تصدر حكمك قبل معرفتها

10. ليست هناك فلسفة كاملة.

لا المنتسوري ولا والدروف ولا غيرهما منهج مُنزل، لا يحمل أخطاء، لذا عندما تقرأ لأحدهم وهو يتحدث عن عيوب الفلسفة التي تمارسها لا تكن بهذا العنف والانغلاقية، ففي كل الفلاسف أخطاء على المربي الناصح أن يتجنبها، ويأخذ الجيد منها فقط، محاولة البعض تنبيهك لها يستدعي الشكر، لا التحيز الأعمى.

11. لا تصدق كل ما تقرأه، وليس كل ما كُتب بالإنجليزية صوابًا.

التربية مثل كل العلوم، شائع فيها كثير من الخرافات، عليك بالتدقيق أو اللجوء لأحد المصادر الموثوقة لاستثقاء ما تريد منها، ولا تعتبر كل ما يكتب بالإنجليزية صوابًا، فالتربية علم.. وللعلم ضوابط، لا تتبعها معظم المواقع.

12. لا تكن من آباء العناية الفائقة.

هل سمعت عن طفل مصاب بالحساسية في الريف وسط الزرائب واللعب الطين؟ لا.. لذا أطفال التعامل المباشر،أقل عرضة بأضعاف من أطفال العناية الفائقة، فلا تحيط طفلك بالمطهرات الصناعية ولا تغسل لعبته كلما وقعت في الأرض. اترك له مساحة لتقوية مناعته، فالعناية الفائقة تخلق طفلا ضعيفا كما تقول الأبحاث.

13. النوتي كورنر إيذاء جسدي، فلا تفعله.

إشاعة هذا النمط من التأديب تحت مسمى إتاحة وقت مستقطع لتفكير الطفل، خطأ كارثي تحدث عنه عشرات المربين، لكن ما زال البعض يصر، وبعض المواقع تنشر بعض المقالات، التي تجيز هذا الأسلوب وذلك خطأ.

14. علم نفس الطفل هو الأصل.

البناء الذي شُيّد عليه كل الفلسفات والمناهج الناجحة. اقرأ في علم نفس الطفل فهو ينقل لك الفطرة السليمة في التربية.

15. امتلك حيوانًا أليفًا.

ذكر فوائد امتلاك حيوان أليف يحتاج لمقال كامل منفصل، يتعلم الطفل المسئولية ويمتلك صديقا ويعرف طرق التواصل الصامتة وتزداد قوة مناعته و… و…، لذا عليك بامتلاك حيوان آليف بالطبع، ففوائده على الأطفال لا تُعدد.

16. دع طفلك يشاهد الشاشة بالرقابة اللازمة

طالما كان أكبر من عام ونصف، والمحتوى مُختار بعنايه، فليس فقط مسموح للطفل بمشاهدة التلفاز نصف ساعة أو ساعة يوميا فقط وفقا للتوصيات العالمية، بل يُنصح أصلا بالمشاهدة فترة صغيرة يوميا أو كل فترة، فلا يمكن الاستغناء عن الشاشة في العملية التعليمية، سواء لتنمية المشاعر أو غيرها.. الاستسلام لذلك دون رقابه أو وقت مُحدد هو الخطأ الذي لا يجب أن يحدث، لكن منع تقنية الشاشة أصلاً، أمر غير جيد.

يمكنك الاطلاع على هذا الموضوع التفصيلي والفرق بين الشاشة والتلفاز هنا:أشهر أكاذيب التربية.

17. هز الطفل في الشهور الأولى

هز الطفل في الـ 3 أشهر الأولى مُرحب به لتأهيله للانتقال من مرحلة الجنين لمرحلة المولود، ومساعدته في تلافي صدمة الولادة بتهيئة البيئة تدريجيا له، فالطفل في بطن أمه يهتز دائمًا، وتحيطه الماء فلا يشعر بوزنه كما يحدث خارج الرحم، نزعه من هذه البيئة للأرض الثابتة والوزن الأثقل يصدمه طبعًا، لذا طمأنته كل حين باحتضانه وسماع دقات قلبك مثلما يحدث في الرحم، وهزّه، وحمله، يخفف آثار الانتقال، وبعد أشهر بسيطة، حينما تبتعد ذكريات الرحم عنه، يبات استغناء الطفل عن الهز والحمل دون صراخ وبكاء مُمكنا، فقلل الهز تدريجيا حينها. لذا هز طفلك.. هذا أفضل له.

18. كل ما تصل له يد الطفل مسموح له.

لا تضع في متناوله عشرة أشياء وتنهيه عن 8 منها! هذا يخلق طفلا مضطربا كثير البكاء والصراخ غير محاط بقواعد واضحة. الصحيح أن تتيح له 100 شيء، وتنهيه عن أداة واحدة، حينها سيتبعك الطفل ولن يهتم بالممنوع الواحد وسط الـ99 المسموح.

19. لا تستخدم لغة الأطفال.

حادث الطفل بلغة صحيحة واضحة، لكن بسيطة ومباشرة وذات عدد كلمات قليل، لا تحادثه (بالإمبووه) و(اليح) والـ(كخ) ، من أين سيتعلم الكلمات الصحيحة طالما تستخدم تلك، ولماذا تحرمه من امتلاك المفردات الأولية التي تتيح له متابعة الحوارات الجارية من حوله واستنباط ما لا يعرفه باستخدام ما يعرف؟ تعلم اللغة عملية عقلية عُليا تقوم على الاستنباط والتوقع، أنت تشوهها باستخدام كلمات غير حقيقية مُضللة، تحرم الطفل أدواته في استنتاج اللغة من حوله.

هذا المقال يفصل تلك النقطة:أخطاء يومية تؤخر طفلك لغويًا: المشكلة والحل ووسائل التطوير.

20. انشئه ذا شخصية.

أشد ما يقهر الطفل، القواعد المطبقة عليه دون أن يفهمها، «سنخرج اليوم – لا لن نخرج»، هكذا دون تفسيرات، «لا أحب ذلك وهو غير مقبول»، لماذا هو غير مقبول؟ ناقشه في كل ما يتعلق بأمره وأشركه في اختيار كل شيء، هذه شخصيته وحياته هو وليست حياتك، أنت فقط تعده للمرور في حياته بأنسب شكل يحقق له سعادته وراحته، أنت تؤهله لما عليه فعله في المستقبل، وهذا لا يتأتى بالقواعد غير المفهومة أو المتفق عليها من كلاكما.


في النهاية هذه القواعد والمقالات المتشعبة منها، تضع يدك على قواعد التربية الأشهر، يمكنك الانطلاق بأمان من هذه النقطة لاستكمال مشوارك في تربية طفلك.