القراءة إحدى أهم نوافذ الإنسان على العالم، هذا حق، من يقرأ يتعلم ويفهم وتتوسع مداركه ويعش أكثر من حياة، القراءة تربي وتهذب، القراءة مهمة وقيمة وعظيمة، كل هذا جميل جداً، لكن هناك نوعًا معينًا من القراءة لا يفعل أيًا من ذلك، ويظل مهمًا جداً نوع من الأدب يمكننا أن نطلق عليه الأدب التجاري، حيث تدور الرواية حول حبكة معقدة ويظل القارئ يحاول فك لغزها طوال قراءته، رواية تجذبك لأنها تشغل عقلك بأحداثها ولكنها لا تضعك في أي معضلات أخلاقية ولا تستعرض عليك فلسفات تختار منها ما يناسب قناعاتك ولا تعرضك لأي أسئلة وجودية، روايات تجارية ذات حبكة متقنة وفقط.

 القراءة من أجل التسلية، التسلية غاية عظيمة في حد ذاتها، لا يجب أن تمنحك القراءة فلسفة جديدة لحياتك أو تفتح لك آفاقاً أرحب دائماً، لا مانع من أن تستخدمها أيضاً لقتل الوقت، في هذا التقرير – وبالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب – نقترح عليك خمسة عناوين سوف تمنحك ساعات من التسلية دون أي أبعاد وجودية، ولكنها تظل جيدة، وتستحق القراءة.

1. امرأة في النافذة

رواية امرأة في النافذة آ. ج. فين
رواية «امرأة في النافذة» – آ. ج. فين

رواية للكاتب الأمريكي آ.ج. فين، تدور حول شخصية آنا فوكس التي تعاني من رهاب الأماكن المفتوحة وتقبع في بيتها وحيدة ليل نهار لا تخرج منه أبداً، تشهد آنا فوكس جريمة قتل عبر الشارع في المنزل المقابل لمنزلها، وبعد أن كانت طبيبة نفسية ناجحة تعمل مع الأطفال المضطربين تجد نفسها عاجزة حتى عن إقناع من حولها بصدق شهادتها.

الرواية ذات حبكة جيدة جداً، يجعلنا فيها الكاتب نرى حياة آنا فوكس من منظورها الشخصي، هي الراوي الأوحد الذي نشاهد حياته الرتيبة التي تتمحور حول شرب النبيذ والتحدث مع ابنتها وزوجها عبر الهاتف والدردشة على الإنترنت، وتتوالى الأحداث حتى تنكشف لنا الحقائق، حقيقة جريمة القتل وحقيقة ماهية آنا فوكس، وحقيقة ظروف حياتها.

2. مطلوب فتاة تهوى الموسيقى، تهوى الرقص

رواية مطلوب فتاة تهوى الموسيقى تهوى الرقص ماري هيغينز كلارك
رواية «مطلوب فتاة تهوى الموسيقى، تهوى الرقص» – ماري هيغينز كلارك

رواية للكاتبة الأمريكية ماري هيجينز كلارك، تدور حول جرائم قتل يرتكبها مهووس يحب مراقصة ضحاياه قبل القضاء عليهم، يصطاد الفتيات عبر الإعلانات الشخصية على مواقع المواعدة، تقع أيرين الفتاة العصامية الناجحة ضحية له، وبمقتلها تبدأ صديقتها دارسي في محاولة حل لغز مقتل أيرين، في نفس الوقت الذي تكون فيه دارسي على لائحة القاتل لتكون ضحيته القادمة.

الرواية مسلية تنقل لك شكل الحياة في مدينة نيويورك الصاخبة، وكيف يمكن أن يحدث فيها أي شيء بسبب إيقاع الحياة السريع فيها، حبكة الرواية مناسبة لعصر الإنترنت الذي يكتسح كل شيء، وتستعرض جانباً خفياً ومخيفاً لتطبيقات المواعدة ومواقع التواصل الاجتماعي.

3. الزوجة التي بيننا

رواية الزوجة التي بيننا جرير هندريكس وسارة بيكانن
رواية «الزوجة التي بيننا» – جرير هندريكس وسارة بيكانن

رواية من تأليف كاتبتان هما جرير هندريكس وسارة بيكانن، تحكي عن امرأة مطلقة تحكي قصتها المنتهية بالتوازي مع قصة زوجها مع امرأة أخرى أصغر سناً منها وأكثر شباباً وحيوية وجمالًا، تقدم الكاتبتان روايتهما من وجهة نظر الرواية التي تحكي لنا ما عاشته وما تتذكره، وما تراه يحدث مع المرأة الأخرى.

الرواية ذات حبكة جيدة وخيوط متشابكة معقدة وسرد جيد، تجذبك أحداثها لتعرف ماذا يحدث بالضبط، خاصة أنها تحكي وقائع قصة زواج بدا ناجحاً في بداياته، بل بدا حلماً يود الكثيرون لو امتلكوه، استطاعت الكاتبتان أن تجعلا القارئ يرى الأحداث من وجهة نظر الزوجة ويفكر كما تفكر ويتبنى وجهة نظرها من الحكاية، لتفاجأ بالنهاية غير المتوقعة.

4. فتاة الرحلة 5403

رواية فتاة الرحلة 5403 ميشيل بوسي
رواية «فتاة الرحلة 5403» – ميشيل بوسي

رواية للكاتب الفرنسي ميشيل بوسي، تحكي عن رضيعة ناجية من حادث تحطم طائرة مأساوي لم ينجُ منه أي شخص كان على متن الطائرة المحترقة، ثم عائلتان كل منهما تظن أن الطفلة تنتمي لها، عائلة فاحشة الثراء وعائلة فقيرة، الجد والجدة في كلتا العائلتين لم يريا الرضيعة من قبل، ومع ذلك فكل عائلة منهما ترغب في أن تحصل على الطفلة عن قناعة تامة أن الطفلة طفلتهما.

هل الرضيعة الناجية ليز روز أم إيميلي؟ وكيف يمكن أن نتأكد من ذلك على الرغم أن كل شيء آخر احترق في الحادث المروع؟ يحكي لنا المحقق الخاص الذي ظل يبحث في القضية لمدة ثمانية عشر عاماً نظريته واستنتاجاته والتي سوف تؤدي في النهاية لنتيجة غير متوقعة بالمرة عن ماهية الطفلة الناجية.

5. غيوم ميسو

رواية فتاة من ورق غيوم ميسو
رواية «فتاة من ورق» – غيوم ميسو

غيوم ميسو ليس اسم رواية، ولكنه اسم الكاتب الفرنسي ذائع الصيت، الذي تتميز كتاباته بأنها أدب تجاري يقوم على الحبكة والإثارة والتشويق، مع أحداث متلاحقة وخطوط سرد متوازية، ولكنها في الوقت نفسه تتميز بإتقانها الشديد وجودتها، غيوم ميسو مثال حي على أدب التسلية الذي لا ضرر منه، بل بالعكس يمنح القارئ ساعات من التسلية والانشغال والتفكير في أحداث رواياته، حيث إنها في معظمها تدور حول حبكة غامضة أحداث متشابكة لاهثة، ويستطيع انطلاقاً من هذه الحبكات الغامضة نسخ قصة متقنة وجديدة وجذابة للقارئ الذي يبحث عن رواية تشغل وقته وعقله، دون تعقيدات فلسفية وأسئلة وجودية.

يمكننا أن ندرج تحت عنوان غيوم ميسو الكثير من عناوين رواياته التي تقفز كلها فور صدورها لقائمة الأعلى مبيعاً وتترجم للكثير من اللغات، وهو كاتب غزير الإنتاج، يكتب بمعدل رواية كل عام، بعد أن أصدر أول رواياته والتي لم تلاقِ النجاح المطلوب والتي أصدرها عام 2001، ولكنه عاد ونشر روايته الثانية عام 2004 والتي حققت نجاحاً ساحقاً وكانت بعنوان «وبعد» والتي من بعدها انطلق غيوم ميسو نحو النجاح والعالمية وأصبح يكتب رواية في كل عام من 2004 وإلى الآن.

يمكنك أن تقرأ لغيوم ميسو رواية فتاة من ورق، والتي تحكي عن فتاة تخرج من بين دفتي كتاب ولا تعرف هي ولا يعرف أحد من أين جاءت، أو رواية سنترال بارك التي تحكي عن شرطيين يجدان أنفسهما مكبلين مع بعضهما وسط حديقة سنترال بارك لينطلقا لاكتشاف جريمة وفك لغزها، أو رواية بعد سبع سنوات التي تحكي عن زوجين يتجدد كابوسهما بعد سنوات من فقد طفلهما وكيف يواجهان اللغز الجديد، كل رواياته مثيرة وذات حبكة مشوقة ومعقدة، وبإمكانها أن تمنحك تسلية حقيقية.