في 31 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2005، دخل عِدَّة رجال إلى متجر في منطقة كويتا بباكستان. كانت الساعة في حدود السابعة مساءً في يوم من أيام شهر رمضان، وقد حان وقت الإفطار. عملاء المخابرات الباكستانية يتتبعون هؤلاء الرجال الموجودين في المتجر، ينتظرون فقط المكان المناسب للقبض عليهم، والمعلومات لديهم أن واحدًا بعينه من أولئك الرجال لا بُدّ من أسره حَيًّا، لأن حَيَاتَهُ تستحق كثيرًا، فقد تعهدت الولايات المتحدة بدفع مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال هذا الشخص.

أخيرًا، خرج الرجال من المتجر، وبدأت المداهمة في ثوانٍ. حدث إطلاق وابل من الرصاص. مات البعض، واعتقل الآخرون، من بينهم الرجل المطلوب. ملامحه الجسدية فريدة من نوعها؛ عيونه خضراء، وبشرته فاتحة، وذو شعر ولحية حمراء. اسمه الحقيقي مصطفى ست مريم، واشتهر بأسماء مستعارة عديدة، أشهرها أبو مصعب السوري. حظيت أفكاره باهتمام كبير لكن سيرته لم يكتب عنها سوى القليل، فمن يكون؟

نشأة «السوري»

كان أحمد الرفاعي الجد الأكبر لأبو مصعب من أقطاب الصوفية، ووفقًا لعلماء الأنساب في حلب، فإن الرفاعي ينحدر مباشرة من الإمام القاسم بن الإمام موسى الكاظم، من نسل علي بن أبي طالب، ومع مرور الزمن تبنت عائلة أبو مصعب اسم «الست مريم»، وهي جدته الكبرى من جهة والده، كما عرفت العائلة أيضًا باسم «نصار»، وهو جد أبو مصعب لأمه، ويدعى «الشيخ محمد نصار»، نشأ في مصر، ثم وصل مع أسلافه إلى سوريا خلال الحملة العسكرية لإبراهيم باشا على الشام في منتصف القرن التاسع عشر، ومن ثم استقرت العائلة في مدينة حلب شمال غربي سوريا، وفيها ولد أبو مصعب في تشرين الأول/أكتوبر 1958[1].

نشأ السوري في وسط عائلة محافظة، من طبقة وسطى تعيش في حي قديم من أحياء حلب، تحديدًا في شارع شهير اسمه «أقيول»، ويعني «التلة البيضاء» باللغة التركية. لم يُعرف سوى القليل عن طفولة أبو مصعب لكنه على كل حال أكمل معظم تعليمه في مسقط رأسه، وحصل على الثانوية العامة سنة 1976، ويبدو أنه كان طالبًا متفوقًا، وهو ما أهله للالتحاق بقسم الهندسة الميكانيكية في جامعة حلب. لم يُعرف عن أبو مصعب أنه درس في أي من الكليات الدينية، على الرغم من أن كتاباته ستعج بالآراء والمسائل الدينية.

أثناء دراسته في الجامعة، كانت سوريا تشهد موجة اضطرابات سياسية وأعمال عنف وحراكًا شعبيًا للاحتجاج على نظام البعث، كل ذلك بالتزامن مع صعود «الصحوة الإسلامية» في البلدان العربية، ويبدو أن أبو مصعب تأثر بالمناخ السياسي، فبعد أن مكث في الجامعة أربع سنوات، وكان قد تبقى له سنتان على التخرج، لم ينتظر حتى إنهاء تعليمه، وقرر أن يقطع دراسته في عام 1980 من أجل الانضمام إلى الثورة ضد حافظ الأسد، واللافت للنظر أن أبو مصعب في ذلك الوقت لم يكن ملتزمًا دينيًا، ويحكي عن نفسه أنه بدأ يعيش صحوة دينية، وشعر بضغط داخلي ونفسي إلى العودة للالتزام الفكري بالإسلام.

الدرس الأول والصدمة الأولى

التحق أبو مصعب بتنظيم «الطليعة المقاتلة»، أحد مكونات جماعة الإخوان المسلمين السورية المنقسمة على نفسها آنذاك، وشارك في بعض الأعمال الخدمية البسيطة. لكن بعد فترة قصيرة، كشفت السلطات عن مجموعته، واعتقل الكثير منهم. في هذا الوقت، كانت معظم الأنظمة العربية في حالة مناوئة مع السياسة السورية، فقرر أبو مصعب مع العديد من أعضاء الطليعة الذهاب إلى الأردن، حيث كان لدى جماعة الإخوان السورية معسكرات تدريب عسكرية تحت تصرفها هناك.

ويذكر أبو مصعب أنه ذهب من الأردن إلى العراق ومصر ليتلقى فيهما تدريبات أمنية وعسكرية، وتعلم على يد نخبة من ضباط في الجيش المصري والعراقي، وأشاد السوري للغاية بضباط الجيش المصري، واعتبر أن ما تعلمه على أيديهم كان مهمًا بالنسبة له من حيث التكوين؛ لأن التدريبات كانت من قبل متخصصين في حرب العصابات والأمور الأمنية والأعمال الإرهابية الخارجية، وكان فيها تمارين على قتال المدن، وتمارين حول الأمن والتحقيقات، وكيف تتعامل مع أجهزة الأمن. كانت دورة راقية للغاية، استمرت شهرًا ونصف الشهر، ولم تتم في المعسكرات وإنما كانت في فيلا. ويعتقد أبو مصعب أنه قد رد الجميل لمصر، فهم قد دربوه، وبعد ذلك درب المئات من المصريين في جبال أفغانستان.

ويستذكر السوري بعد 24 سنة على هذا الحدث موقفًا أثّر فيه كثيرًا، ولطالما حكى عنه، فيقول:

أذكر أني أُلحقت بدورة تدريبية لإعداد كوادر الجهاز العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين أيام الجهاد والثورة على نظام حافظ الأسد، وكان لي من العمر 22 عامًا، وكان ذلك في معسكر «الرشيد» التابع للجيش العراقي ببغداد سنة 1980. ولما دخل علينا المدرب، وكان- رحمه الله- رَجُلًا فاضلًا وشيخًا مسنًا من الرعيل الأول، ومن الذين بايعوا الشيخ حسن البنا وصحب سيد قطب، رحمه الله… وكان يدربنا على المواد العسكرية، وأذكر أنه أول ما دخل على الفريق المكون من 30 شابًّا، هم نخبة الجهاز العسكري للإخوان السوريين حينها، كان أول ما قاله لنا بلهجته المصرية: «إنتو إخوان مسلمين؟» فقلنا: نعم. فقال: «متأكدين يا بني»؟ قلنا: متأكدين. فقال مشيرًا إلى عنقه: «يِبَقى حَتِدِّبحُوا كُلُّكُو.. موافئين؟» فقلنا جميعًا والسرور والبهجة تغمرنا: موافقين يابيه. فاستدار إلى السبورة وكتب عليها عنوان أولى المحاضرات: «الإرهاب فريضة والاغتيال سنة» وخط تحتها خط، واستدار لتبدأ الدروس.. ونبدأ المشوار.. فوعينا الدروس وطال المسار وبقيت البشارة.
دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، ص1375

بعد أن انتهى السوري من إنهاء التدريبات المتقدمة التي حصل عليها، استلم التدريب في المادة التي احترفها وأحبها كثيرًا، الهندسة العسكرية للمتفجرات، وكتب أول كتبه في هذا العلم، وأصبح مدربًا عسكريًا في معسكرات الإخوان، وعضوًا في القيادة العسكرية، ترقى بسرعة في صفوفهم، وعُيّن من قبلهم نائبًا لقائد الحملة العسكرية المبتعثة إلى شمال غربي سوريا أثناء معارك حماة سنة 1982.

قام النظام السوري بسحق تمرد الإخوان في حماة بمنتهى الوحشية. قتلت قوات الأسد في أقل التقديرات نحو أربعة آلاف شخص، أغلبهم من المدنيين من أهل حماة، بينما تصل تقديرات إلى أن أربعين ألف شخص في مدينة حماة قضوا نحبهم في تلك الحملة، كما دمرت المدينة.

صدمت الهزيمة أبو مصعب، ولم يكن يتخيل أن يستخدم النظام القصف المدفعي وسلاح الطيران ضد السكان، وعاين فشل جماعة الإخوان السورية علي كافة الأصعدة، وخاض معهم معركة أيديولوجية مريرة سجلها في كتابه «التجربة السورية»، وانفصل عن الإخوان بسبب سوء إدارتهم وخروجهم من الجهاد إلى السياسة على أسس غير شرعية، واعتبرهم مسؤولين عن فشل «الثورة».

ومنذ ذلك الحين، بدأت حياته الفكرية تتغير. كان من نتائج الأحداث أن شعر أنه قوي في العلم العسكري، ضعيف في العلم الشرعي، فقرر الذهاب إلى السعودية لأداء فريضة الحج عام 1982، وليلتحق بالجامعة الإسلامية في المدينة بهدف دراسة علوم الشريعة، لكنه واجه قيودًا من إدارة الجامعة التي كان يهيمن عليها الإخوان المسلمون في ذلك الوقت. وفقًا للسوري، كانت الجامعة تقبل أناسًا وترفض آخرين بناءً على تزكية الإخوان، لذلك منعوا السوري المنشق عنهم من الدخول إلى الجامعة.

في أوروبا

لجأ السوري بعد ذلك إلي أوروبا، وتنقل فيها بين بلدان عديدة. استقر لبعض الوقت في فرنسا (1983 – 1985) والتحق بكلية الهندسة عازمًا على إتمام دراسته في هندسة الميكانيكا، وتابع أيضًا تدريبه على رياضة الجودو حتى حصل على الحزام الأسود، وكان لديه اهتمام كبير بالتاريخ، لذا قرر أن يلتحق بالمراسلة بجامعة بيروت، وحصل على درجة الليسانس في التاريخ عام 1989. مع ذلك، فقد اعتبر أن دراسته الأساسية هي في حصيلة المطالعات والقراءات التي واظب عليها، ويقول مُعَبِّرًا عن نفسه:

بفضل الله كنت مولعًا بالقراءة في مختلف المجالات، وحصلت على شيء من التربية عندما كنت مع الإخوان المسلمين… أما عن الشيوخ الأساسيين الذين استفدت منهم؛ فأنا أعتبر شيخي الأساسي هو الكتاب.

ظلت فكرة إحياء الجهاد في سوريا تشغل أبو مصعب، وحاول تجميع المقاتلين، وإعادة بناء شبكات داخل سوريا، لكن كل المحاولات باءت بالفشل. وخلال التسعينيات، كانت إسبانيا بمثابة البوابة التقليدية لأوروبا، ونقطة عبور للجهاديين، نظرًا لضوابط إسبانيا المحدودة في ذلك الوقت، وتركيز قوات الأمن على مكافحة الإرهاب العرقي القومي لـ«منظمة إيتا»، فانتقل أبو مصعب إلى إسبانيا بدعوة من المعارف، واتخذها مكان إقامة له، لكنه عانى فيها ماديًّا حتى تمكن من تأسيس شركته الخاصة، حيث استأجر فيلا في مدينة غرناطة، واشترى ماكينات لخياطة الملابس العربية، ووضعها في الطابق السفلي، وبالأسفل كان متجرًا لعرض الملابس.

تزوج السوري في عام 1988 من امرأة إسبانية اعتنقت الدين الإسلامي، هي «إيلينا مورينو»، ومن ثم أصبح السوري مواطنًا إسبانيًا وحصل على الجنسية. الملفت أن أبو مصعب وقع في حب هذه المرأة مذ قابلها في مدرسة مدريد للغات. كانت إيلينا مورينو شابة مجتهدة تقوم بتدريس اللغة الإنجليزية والألمانية، وتعمل مساعدة لطبيب أسنان، ومذ تعرفت على السوري تغيرت حياتها بالكامل، وواجهت مشاكل مع عائلتها التي لم تقبل بأبو مصعب، لدرجة أن والديها لم يحضرا حفل زفافها، ولطالما دارت مناقشات ساخنة بينهما. يحكي السوري أنه قال ذات مرة لوالدها: «ابنتك كانت تدرس الإسلام بالفعل قبل أن ألتقي بها»، فرد عليه: «هذا كذب، ابنتي كانت محايدة ويسارية، لقد جعلتها تدخل في هذا». وبحسب المقربين من الأسرة، تحولت شخصية إيلينا من كونها امرأة عصرية وجريئة إلى قبول الدور الخاضع والاحترام لعادات زوجها.

المثير للانتباه أن السوري قد أخبر زوجته قبل أن يتزوجها بمساره، وبما سيلاقيه من مشاكل، فقبلت به، وكانت ترتحل معه في رحلاته إلى أفغانستان وباكستان، ومن ثم يعودان إلى منزلهما في غرناطة.

أثناء رحلات السوري إلى وسط آسيا مع بدء انطلاق المجاهدين العرب إلى أفغانستان، تعرف السوري على الشيخ عبد الله عزام الذي لعب دورًا كبيرًا في تأسيس التيار الجهادي، وتعاون معه بهدف إحياء الجهاد في سوريا، لكن الأخير أخبره أن الجهاد في سوريا أخذ فرصته والناس غير مقتنعة به الآن، وبدلاً من ذلك، أقنعه بضرورة العمل أولًا في الجهاد العربي في أفغانستان، وبعد ذلك يدرس إمكانية إعادة الجهاد في سوريا.

من هنا، بدأت فكرة عالمية الجهاد وعالمية قضايا المسلمين والبعد عن التصور القطري تتشعب في رأس السوري. كان عبد الله عزام هو أهم شخص أثر في مسيرة أبو مصعب، وظل السوري يتحدث عن عزام بكل إجلال، ويستشهد به في كتاباته ويُحيل عليه كثيرًا، وقد رأى فيه النموذج والقدوة للقيادة الصحيحة والمخلصة التي افتقدها في الإخوان المسلمين.

كان السوري يعمل في هذه الفترة مدربًا عسكريًا في العديد من معسكرات التدريب العربية الأفغانية، ويحكي عن نفسه: «كنت أدرب- بفضل الله تعالى- دورات التكتيك وقتال المدن؛ وهي خلاصة البرنامج الذي تلقيته في مصر، فأنا نقلته بحذافيره إلى هنا». وهناك، التقى السوري مختلف الشخصيات والحركات الجهادية، ومن ثم تعرف على أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وكذلك الجزائري قاري سعيد الذي أسس لاحقًا الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر في أوائل التسعينيات، وأصبح السوري مقربًا من سيد إمام (دكتور فضل)، مفتي تنظيم الجهاد المصري، وأخذ عنه كتابه «العمدة»، وأجازه إمام فيه (أبدى أبو مصعب السوري لاحقًا في كتابه الدعوة اعتراضه على آراء إمام المغالية في التكفير في هذا الكتاب).

لكن الملاحظ أن السوري في هذه الفترة كتب أول دراسة له تحت عنوان: «التجربة السورية- آلام وآمال»، وهو كتاب كبير من جزأين، كتبها تحت الاسم المستعار «عمر عبد الحكيم»، وعمل عليها أكثر من عامين، وفيها يحلل فشل الثورة السورية ويستخلص الدروس للمستقبل، ولم يتردد في انتقاد بعض الحركات الإسلامية بشدة. نُشرت الدراسة ووزعت على نطاق واسع بين الجماعات الجهادية المختلفة، وحقق السوري من خلالها بعض الشهرة.

حين حدث الاقتتال الداخلي بين الأفغان بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي، غادر أبو مصعب الساحة وعاد إلى منزله في إسبانيا، وبعدها قام بإغلاق شركته الخاصة حيث لم يستسغ أن يكون رجل أعمال، ثم غادر إسبانيا وسافر إلى بريطانيا بهدف المشاركة مع الخلية الإعلامية الداعمة للجهاد الجزائري، وليتابع دراسته في الماجستير والدكتوراه بالعلوم السياسية، وأسس في لندن مركز «دراسات صراعات العالم الإسلامي» عام 1996، وامتهن لنفسه العمل كصحفي ومحرر، وسرعان ما أصبح لاعبًا أساسيًا في النشاط الإسلامي في لندن (أطلق على لندن وقتها سخرية: «لندنستان» بسبب النشاط المفرط للإسلاميين فيها)، وأتيح له العمل مع وكالات الأنباء العالمية.

كان لأبي مصعب اهتِمَام كبير بالإعلام، وبالفعل أنجز عددًا من المشاريع الإعلامية، وعمل كوسيط بين وسائل الإعلام الغربية وأسامة بن لادن. كانت شبكة CNN قد تعاملت مع السوري، وكانوا يعتبرونه المرشد السياحي لشبكة CNN إلى أفغانستان، وقد اصطحب أبو مصعب بيتر بيرغن، خبير التطرف والأعمال الإرهابية في CNN، إلى لقاء أسامة بن لادن في أفغانستان. يتذكر بيرغن أبو مصعب قائلاً عنه:

لقد بدا أنه رجل ذكي للغاية، ومثقف حقيقي، مُلِمًّا للغاية بالتاريخ، ولديه جدية شديدة في الهدف، لقد أثار إعجابي بالتأكيد أكثر من بن لادن.

وفيما بعد تعرض السوري لتحقيقات ومتاعب من الأمن في بريطانيا بسبب مشاريعه الإعلامية، كما كانت السلطات البريطانية تلاحقه كمشتبه به في تفجيرات مترو باريس عام 1995، وبناءً عليه اتخَذَ قرارًا بالهجرة نهائيًّا إلى أفغانستان بعد أن درس الواقع فيها، واستطلع وضع الطالبان.

في عام 1997، عاد أبو مصعب إلى أفغانستان مع أسرته ليستقر فيها بشكل دائم بعد أن غادر أوروبا، لكنه هذه المرة بايع الملا عمر وأصبح قريبًا منه. في هذا الوقت، كانت الخلافات بين الطالبان والجهاديين العرب مستمرة، فحاول أبو مصعب تقريب وجهات النظر بين الفريقين، لكنه كان يضع نفسه في مكان أقرب إلى طالبان منه إلى المجاهدين العرب، ما أكسبه مكانة وشهرة بين الأفغان.

كان أبو مصعب العربي الوحيد الذي شغل مناصب في وزارة الدفاع والإعلام معًا لدى طالبان، بجانب تأسيسه «مركز الغرباء للدراسات»، وعمله بشكل مستقل، وكانت أنشطة المركز موجهة لتلبية احتياجات الحركة الجهادية، ولقد أحب أن يتم تقديمه على أنه متخصص في الفكر العسكري والتنظير الاستراتيجي، وأحد الكتاب والدعاة الأيديولوجيين في خط الجهاد والمقاومة قولًا وعملًا، كما ظل مع ذلك مستقلًا إلى حد ما، ولم يرد أن يُحصر نفسه في أي جماعة، كي لا يكون أسير منهجها وقيادتها، فيتقيد في العطاء، لذلك قال عن نفسه:

أعتبر نفسي شخصية عامة، ولست معدودًا على جماعة بعينها، وأرى أن هذا أريح لي وأفضل لي، وهكذا أكون صاحبًا للجميع وأخًا للجميع، وأعطي ما عندي وآخذ منهم وأساعدهم وأشارك.
بيان صوتي لأبي مصعب السوري عام 2005 قبيل القبض عليه

وفي نهاية يوليو/تموز 2000، أجرى أبو مصعب مقابلة مع قناة الجزيرة، وذكر فيها أنه ليس عضوًا في تنظيم أسامة بن لادن، وأشار إلى أن علاقته بتنظيم القاعدة هي علاقة «الأخوة والصداقة والمشاركة في المناسبات السعيدة والحزينة»، وأنه لا يتمتع بأي صفة حزبية أو تنظيمية.

سبورة «السوري»

يعد أبو مصعب نقيض الصورة النمطية للجهاديين، فعلى عكس أغلب الجهاديين، كان السوري له فكره وأسلوبه الخاص ويتمتع بكاريزما تنافس بن لادن نفسه، إضافة إلى أن أبو مصعب كان مُنفَتِحًا بشكل كبير على المصادر الغربية، فكان مثلًا كتاب «حرب العصابات» لروبرت تابر المصدر الأساسي لمحاضراته، واللافت للنظر أيضًا معرفة أبو مصعب بالأدب الغربي والموسيقى الكلاسيكية، لذا فقد وصف نفسه بأنه واحد من الجهاديين القلائل الذين يفهمون الثقافة والعقلية الغربية، وذلك بسبب أنه عاش في الغرب لمدة 15 عامًا، وطوّر صداقات وعلاقات في تلك المجتمعات.

ولما استقر في أفغانستان، بدأ يتصور مستقبل الجهاد، وكان يرسم رؤيته الخاصة لحركة جهادية ناجحة، مرتديًا زيًا إسلاميًا أبيض، واقفًا أمام طاولة عليها أوراقه وكتبه التي يستشهد بها في المحاضرة، وخلفه مكتبة وسبورة كبيرة، وبجانبها خريطة العالم معلق على طرفها الكلاشينكوف، وبدا كأنه حقًا «بروفيسور»، كما أطلق عليه في الأوساط الجهادية، يحاضر في جامعة أكسفورد. لكن ما يلفت الانتباه هو أسلوب وطريقة أبو مصعب، وكيف يقوم بتقديم حججه بوضوح وذكاء، وطريقة مناقشته مع طلابه وخفة ظله معهم، مما يوحي بأنه تلقى فعلًا تعليمًا عاليًا.

على عكس معظم الشخصيات الجهادية، يتسم أسلوب السوري بالنقد الذاتي العقلاني، له طريقة معينة في تحليله، يذكر أولًا الجانب التاريخي، مع إضفاء لمسة تحليلية عليه، ثم يذهب إلى أصل الموضوع، ويفصل فيه من وجوهه المختلفة. لطالما أكد أهمية دراسة المسألة من الوجه الشرعي والسياسي والواقعي، وميزة السوري هي جمعه ما بين هذه الجوانب بشكل مرتب، وقدرته على التبرير الشرعي والتنظير الحركي، وقد حكى عن نفسه:

لقد ألفَّت في الفكر والمنهج، والعلوم السياسية والعسكرية والحركية والدراسات الشرعية آلاف الصفحات، وسجلت مئات أشرطة الكاسيت والفيديو عبر 25 سنة ولله وحده الفضل والمنة.
بيان صادر من مكتب أبو مصعب السوري ردا على بيان للخارجية الأمريكية، ص8

ويبدو أن السوري استفاد كثيرًا من دراسته للهندسة، ففي دورة له امتدت لأكثر من عشرين في أفغانستان في عام 1999-2000 حملت اسم: «الجهاد هو الحل: لماذا وكيف؟»، تظهر محاولة السوري تطبيق مبادئ التفكير المنطقي مع التحليل التاريخي، ويقيّم الأخطاء السابقة على السبورة ويحللها بشكل عقلاني من أجل التعلم منها، ويرسم مُخططات هندسية على سبورته لشرح أفكاره النظرية.

انتقد السوري بشدة نموذج التنظيمات الهرمية، واعتبر أنها فشلت على كل المستويات، وأنها لم تعد صالحة في ظل المتغيرات الدولية. وبدلًا منها، اقترح على طلابه إنشاء خلايا لا تتعدى 10 أشخاص، ولا يجب زيادة عدد أفرادها حتى لا يقبض عليهم، ويجب أن تقوم هذه الخلايا على المرونة في الحركة من خلال عدم تمركزها في مكان معين ليصعب تتبعها، والأهم أن تكون غير مرتبطة بأي قيادة مركزية وتعمل ذاتيًا بشكل مستقل، دون أي قواعد ثابتة أو روابط تنظيمية يمكن تصنيفها وتتبعها. الشيء الوحيد الذي يجمع الخلايا هو وجود برنامج عقائدي وتعليمي مشترك. برأي السوري يجب تطبيق هدف مقاومة الاحتلال من خلال «ضربه في كل مكان» وليس فقط ضمن حدود، واستبدال الإرهاب الهرمي بالإرهاب الفردي، والهدف من ذلك «نشر سرطان جهادي لمواجهة السرطان السيئ للنظام العالمي» (الدعوة، ص1367).

على سبورته في التسعينيات، رسم السوري النموذج الذي سيتشكل وفقًا له النشاط الجهادي على مدى العقود التالية، على الرغم من أنه في وقته لم يجد من يستجيب له، «خلايا محلية لا مركزية في كل بلد، ليس لديها اتصال مباشر مع التنظيم الأم، مرتبطة فقط بالأيديولوجية والنصرة، وتقاتل من أجل قضية مشتركة وتحت راية مشتركة».

الجهادي غير النمطي

إن قدرة السوري على النقد والتحليل ومراجعة أفكاره باستمرار، إضافة للتنوع المعرفي لديه، وكذلك جرأته، أدت إلى انتقادات ضده من داخل الجماعات الجهادية نفسها. لقد كان يُنظر إليه على أنه زعيم مجموعة من الانفصاليين، وناقد داخل تيار يتوقع منه الطاعة. وكان أبو مصعب يعتبر نفسه وُلِدَ ناقدًا، وكان يوجه خطابه للمجاهدين بقوله: «نحن درسنا الإخوان ونقدناهم، درسنا السلفية ونقدناهم، درسنا كل الناس ونقدناهم، فآن لنا أن ندرس أنفسنا» وله دراسة ومحاضرة حملت عنوان «أخطاء ومفاهيم يجب أن تصحح في التيار الجهادي».

لقد كان البعض يستهزئ به ويقول له: «نحن أخذنا العلم عن الشيخ فلان والشيخ فلان، وأنت أخذت العلم عن شيوخك جيفارا، وكاسترو، وماو تسي تونغ». وكثيرًا ما تعرض للسخرية من قبل رفاقه على أن أفكاره، هي «أفكار جيمس بوند» (كتاب «مختصر شهادتي على الجهاد في الجزائر»، ص58). لقد شعر بالضيق جراء ما تعرض له من الحصار والقطيعة ومحاولات إفشاله وتشويه سمعته، لذلك لم يكن أبو مصعب واعظًا جهاديًا بالمعنى التقليدي، ولم يظهر أبدًا بهذا المظهر، وكثيرًا ما تكلم عن عدم طموحه في أن يكون عالم دين (كتاب «أفغانستان وطالبان ومعركة الإسلام اليوم»، ص73).

لقد كان يكره الحركات السلفية والجهادية التقليدية، وكثيرًا ما اتهمها بأنها تعيش فقط على الماضي، وبأن أفكارهم متصلبة وضيقة الأفق، كان ينتقدهم بشكل لاذع، من ذلك هجومه على أبو قتادة الفلسطيني، وهو من أبرز المرجعيات المعتمدة لدى الحركات الجهادية، حيث اتهمه السوري بالإرهاب الفكري، وبأنه يقوم بتبرير القتل غير المشروع في الجزائر، وبأن فهمه للإسلام متشدد (شهادتي على الجزائر، ص60).

كذلك كان السوري من أوائل من انتقد حركة طالبان نقدًا منهجيًا، على الرغم من أنه كان مبايعًا للملا عمر وقريبًا منه. وعلى الرغم من عضويته كـ«استشاري» في مجلس القاعدة الداخلي، لم يمنعه ذلك من انتقاد «أسامة بن لادن» واتهامه بأنه يعرض نظام طالبان للخطر بسبب هجماته على أهداف أمريكية، وكتب إليه بذلك، لكن بن لادن لم يستجب، مما أثار استياءه، فقام بإرسال رسالة إلى أيمن الظواهري بتاريخ 19 يوليو/تموز 1999 يسخر فيها من بن لادن قائلًا:

أخونا [بن لادن] سيساعد أعداءنا في الوصول إلى أهدافهم دون مقابل.. وأغرب ما سمعته حتى الآن هو قول أبو عبد الله [بن لادن] إنه لن يستمع إلى أمير المؤمنين عندما طلب منه التوقف عن إجراء المقابلات الإعلامية… أعتقد أن أخانا [بن لادن] قد أصيب بمرض الشاشات.

لقد كان السوري يتعامل ويتحدث بشكل أوسع. وعلى عكس معظم الجهاديين، أقر بالنتائج السلبية التي سببتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر – حتى الآن لا يوجد دليل ملموس يربطه بأحداث سبتمبر – ولام تنظيم القاعدة على جرّه المسلمين إلى معركة غير متكافئة، وقدر لاحقًا أن القاعدة فقدت نحو 80% من قوتها البشرية (الدعوة، ص1361)، ورأى أن الخسارة الكبرى هي في سقوط حركة طالبان التي اعتبرها الحكومة الإسلامية الوحيدة في العالم الحديث، فبسقوطها لم يعد هناك مكان للتدريب والدعوة، وذكر السوري أن الحرب على أفغانستان أعقبتها سنوات هزيلة قضيناها متهربين من شبكة الصيد الدولية من خلال التنقل بين المخابئ، وأن «التيار الجهادي دخل محنة الأخدود المعاصر» (الدعوة، ص729).

من المفارقات أن السوري أعطى بن لادن دعمه الكامل فيما بعد، على الرغم من تحفظاته حول هجمات سبتمبر، ويبدو أنه أدرك أهمية ورمزية بن لادن في الجهاد، وقد كتب في آخر بيان له: «الشيخ أسامة هو اليوم رمز جهادنا». وهنا لا بد من توضيح أن تحفظات السوري على أحداث سبتمبر تحفظات استراتيجية فقط لا مبدئية. لقد أدرك أن الثمن كان باهظًا للغاية، والهجوم لم يشل الولايات المتحدة، في حين أنه هو وغيره خسروا كل شيء.

لحظات الهروب والهزيمة

مع سقوط كابول أواخر عام 2001، أُجبر السوري على أن يعيش معظم وقته هاربًا، ولا شك أنه تأثر بالوضع الأمني الذي عايشه، ولم يفعل شيئًا سوى الدراسة والكتابة لإكمال بحثه، وتقديم تصور جديد لمستقبل الجهاد. وفي عام 2004، وضعت الولايات المتحدة مكافأة على رأسه قدرها 5 ملايين دولار، ويبدو أنه شعر باقتراب القبض عليه، لذلك قرر الإسراع بإصدار كتابه الأهم «دعوة المقاومة الإسلامية العالمية» قبل أن يقوم بإجراء المراجعات والتصحيحات النهائية له، ويقول السوري:

كنت قد اتخذت قرارًا بالدخول في عزلة تامة، وقطع علاقتي بالعالم الخارجي والانصراف لمتابعة الأحداث ودراستها عبر وسائل الإعلام، والانشغال بالقراءة والكتابة… ولم أقم خلال هذه المدة التي تنقلت فيها في مناطق متعددة بأي نشاط آخر غير الدراسة والكتابة، ولكن إعلان الحكومة الأمريكية عني، والمتطلبات الأمنية الجديدة التي فرضتها علينا، اتخذت قرار إنهاء فترة عزلتي، ونشر ما كتبته حتى الآن… وأتمنى من الله أن تندم أمريكا بمرارة لأنها استفزتني أنا والآخرين لمحاربتها بالقلم والسيف.
بيان مكتب أبو مصعب السوري، ص2

وقبل شهر من القبض عليه وإزالة صورته من برنامج المكافآت الأمريكي، نشر بيانًا صوتيًا له على الإنترنت، قال فيه:

أقسم بالله أن في داخلي فرحة وسرور أشد من فرحة المزارع الذي يرى حصاد ثماره بعد طول حرث وجهد وصبر طيلة عقود من البناء.

دليلك إلى «الفكر الجهادي» من دون معلم

في لحظات الهزيمة، كتب أبو مصعب أبرز أعماله، كتاب «دعوة المقاومة الإسلامية العالمية»، وهو مؤلف ضخم يقع في 1600 صفحة، ويحمل تأصيلًا فكريًا ومنهجيًا للمشروع الجهادي. حمل الكتاب في طياته كثيرًا من الأفكار والتحليلات، لكن فكرة الكتاب الأساسية تقوم على «الجهاد الفردي»، الجهاد بلا قيادة: أي شخص يؤمن بمفهوم الجهاد يستطيع أن يجاهد من مكانه وينفذ العمليات دون تلقي الأوامر من أي أحد.

أراد السوري أن تقوم مقاومة إسلامية عالمية ضد الغرب تعتمد على المجموعات اللامركزية وغير الهرمية، وتهدف إلى: «إحداث أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية والمادية لأمريكا وحلفائها» من أجل إنهاك العدو وتمهيد الطريق لشن الحرب على الجبهات المفتوحة، وهو الهدف الاستراتيجي للمقاومة، لذلك جعل السوري شعار المرحلة: «المقاومة معركة الأمة وليست صراع النخبة» (الدعوة، ص194)، وهذا نقيض واضح لتفكير الحركات الجهادية السابقة التي أعطت الأولوية للاستيلاء على السلطة.

ويعتبر أبو مصعب الجهادي الأبرز الذي لكتاباته صدى واسع في عالم الإنترنت اليوم، وأصبحت مؤلفاته عنصرًا أساسيًا في المناهج الجهادية، وموضع اهتمام الأوساط الأكاديمية والاستخباراتية، كتابه الأخير لا يعد مجرد سرد تاريخي ونقدي، ولكنه دستور وإطار شَامِل للجهاد، ويعتبر بمثابة نسخة ورقية من المحاضرات التي كان أبو مصعب يرسمها على سبورته في أفغانستان.

جهالة مصير السوري

اتُّهِم أبو مصعب بتورطه في عدد من الهجمات في أوروبا، منها تفجيرات مدريد 2004 ولندن 2005، على الرغم من أن هذه الاتهامات لم تثبت عليه حتى الآن، وقد نفى أي صلة له بهذه الهجمات، لكن يبدو أن ما أزعج الأمريكيين والأوروبيين هو دور أبو مصعب كمفكر استراتيجي للجهاد العالمي، وتأثير توجيهاته وما كتبه على منفذي الهجمات، ولهذا أصبح السوري محط أنظار وتتبع للقبض عليه. وقد توقع أن يتم اعتقاله عقب إعلان الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار على رأسه.

وفي أواخر أكتوبر 2005، في حدود الساعة 7:00 مساءً، اعتقل أبو مصعب في مدينة كويتا بمقاطعة بلوشستان الباكستانية، قرب الحدود الجنوبية الأفغانية؛ بينما كان يشتري وجبة الإفطار – حيث كان في شهر رمضان- مع رفيقه الشيخ علي محمد السالم، والذي قتل في عملية القبض على السوري. بعدها سلمت المخابرات الباكستانية أبو مصعب إلى المخابرات الأمريكية، والتي بدورها رحلته ضمن «برنامج الترحيل السري». ومنذ ذلك الحين اختفى السوري تمامًا، ولا يُعرف على وجه اليقين ما إذا كان محتجزًا في سجن سري لوكالة المخابرات الأمريكية، أو عما إذا تم تسليمه إلى دولة ما.

وفي خلال السنوات التالية من اعتقاله، ظهرت بعض التحقيقات الصحفية الاستقصائية، والتي أشارت إلى أن أبو مصعب قد تم ترحيله إلى جزيرة «دييغو غارسيا»، وأخبر العديد من عملاء CIA السابقين القاضي الإسباني Garzón بأن أبو مصعب قد نُقل إلى سجن في جزيرة دييغو غارسيا الواقعة في المحيط الهندي. حيث هناك واحدة من أكبر القواعد البحرية والجوية الأمريكية خارج حدودها. 

فيما أكدت منظمة «Reprieve» إلي أنه بعد أن تم استجواب أبو مصعب من قبل الأمريكان، تم ترحيله إلى سوريا، وأنه تعرض للتعذيب فيها. وذكرت الحكومة الإسبانية أن المعلومة الوحيدة لديها بخصوص أبو مصعب؛ هي أنه محتجز في سوريا. وأضافت السفارة الإسبانية في دمشق أنها حاولت خلال السنوات الماضية اتخاذ بعض الخطوات مع السلطات السورية لتحديد مكان احتجاز المواطن الإسباني أبو مصعب، لكنها لم تتلق أي رد من سلطات دمشق حتى الآن.

ومع ظهور الشائعات المكثفة عن إطلاق سراح أبو مصعب من أحد السجون في سوريا عقب اندلاع الثورة ضد نظام الأسد عام 2011، دعت بعض المنظمات الحقوقية الولايات المتحدة لتوضيح وضع ومكان أبو مصعب، لكن الولايات المتحدة ترفض الإدلاء بأي معلومات عن مكان أبو مصعب رغم جهود زوجته، وأسئلتها المتكررة عن مكانه، وقد كتبت إلى الملك خوان كارلوس تطلب مساعدته بشأن أبو مصعب، كما قامت بعمل توكيل للمحامي الإسباني مانويل تويرو من أجل العثور على مكان زوجها.

وتعتقد زوجة السوري أنه قد اقتيد أولًا إلى سجن «دييغو غارسيا»، ومنه نُقل إلى سجن سري في البلد الذي فر منه في الثمانينيات عندما كان عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين.

المراجع
  1. يعد المصدر الأكثر شمولاً للمعلومات إن لم يكن الوحيد عن حياة أبو مصعب هو سلسلة من عشر حلقات صوتية، كل منها يصل إلى ما يقرب من خمس وأربعين دقيقة، وسجلت معه في مقابلة مع صحيفة الرأي العام الكويتية في كابول بتاريخ 18 مارس/ آذار 1999، وقد أجراها معه الصحفي ماجد العلي، ونُشرت على موقع أبو مصعب على الإنترنت قبل إغلاقه، وتتوفر عبر الرابط الآتي: https://bit.ly/38O2n2E.