رحل مساء أمس الأديب الكبير الأستاذ الدكتور «أحمد خالد توفيق» عن عمر يناهز 55 عامًا، كان مشهد الوداع على منصات مواقع التواصل الاجتماعي غريبًا بالنسبة للكثيرين، فهذا الرجل الذي تعتبره أجيالٌ من الشباب أبًا روحيًا لهم، لم يسمع عنه آخرون للأسف. اليوم نذكر أهم محطات حياته، عقب جنازة مهيبة أخرى شهدناها اليوم في مسقط رأسه في مدينة طنطا، عسى أن نقدم لمن يفتقدونه عزاءنا، ولمن لا يعرفونه قليلاً من سيرته الأدبية والإنسانية التي تجعلنا نضعه ودون شك وسط أهم كتاب مصر وأنبل بشرها.


رائد أدب الرعب العربي: رفعت إسماعيل مر من هنا

في بدايات عام 1993 قرر د.أحمد خالد توفيق أنه سيواجه جمهور الأدب، ولن يكتفي بعمله في مجال طب المناطق الحارة بكلية الطب جامعة طنطا. يروي أديبنا الراحل أنه كان يكتب منذ سنين ولكن كتاباته كانت متأثرة بشدة بكتابات الأديب الروسي مكسيم جورجي، بحيث يمكن تصنفيها كقصص واقعية اشتراكية. أراد أخيرًا أن يغير من نوعية كتاباته وأن يتوجه لجمهور الشباب بشكل خاص.

كان لسلاسل القصص البوليسية جمهور شبابي كبير في هذه الفترة، كسلسلة رجل المستحيل للكاتب المصري نبيل فاروق، ولذا وجد د.أحمد خالد أن أدب الرعب ربما سيكون هو الإطار المناسب الذي يمكن أن يبدأ من خلاله النشر. اتجه للمؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر وقدم لهم قصته الأولى بعنوان «مصاص الدماء» من سلسلة «ما وراء الطبيعة».

يروي الراحل أنه تلقى ردًا سلبيًا في البداية، أخبروه أنها تفتقد لحبكة واضحة وأن عليه الاتجاه للقصص البوليسية، كانت واحدة من أشد لحظات حياته حزنًا، ولكنه تلقى عقب ذلك ردًا مغايرًا تمامًا من المؤسسة، بحيث تم تقييم الحبكة بأنها واعدة ومشوقة، ويُقال إن لنبيل فاروق دورًا كبيرًا في هذا الرد المغاير.

بدأت السلسلة واستمر نجاحها لسنين طويلة، بالتحديد 81 عددًا، بالإضافة لبعض الأعداد الخاصة، واستمر ارتباط الجمهور ببطل السلسة د.رفعت إسماعيل، حتى قرر د.أحمد خالد أن يكتب نهايته في الجزء الثاني من قصة بعنوان «أسطورة الأساطير» في أواخر عام 2014، وكان وداعه مهيبًا أيضًا.

«رفعت إسماعيل» بطل مغاير للغاية لكافة الأبطال الخارقين الذين عرفناهم، لم يكن ذا قدرات بدنية خاصة كأدهم صبري، لم يكن مشغولاً بقتال جسدي عنيف أمام أجهزة مخابرات أجنبية، ولم يكن بالطبع مهتمًا بإثبات أنه الأكثر وسامة والأكثر شجاعة بين كل الرجال. كان طبيبًا عجوزًا للغاية، ضعيفًا للغاية، لم يكن يملك سوى عقله، خجولاً مثل غالبيتنا، متشككًا، يميل للعزلة، وببساطة يشبه قراءه.

ربما تشارك رفعت إسماعيل في الكثير من الصفات مع من أبدعه، حتى أنهما تشاركا في نهاية مفاجئة أيضًا. سأله كثيرون عن سبب كتابته لنهاية رفعت إسماعيل، لماذا لم تستمر الحكاية لسنين أخرى؟ فأخبرهم أنه أحبه وفضل له رحيلاً مبكرًا يزيد من اشتياق الناس إليه بدلاً من حياة طويلة يملون منه فيها، ويبدو أن القدر اختار له رحيلاً مبكرًا أيضًا رغم أننا لم نكن سنمل من حضوره مهما طال الزمان.


من الرعب إلى الخيال: فانتازيا وسفاري

ابتدع الرجل سلسلة قصصية أخرى هي «فانتازيا» وبطلتها شابة مصرية تُسمى «عبير»، أراد من خلالها أن يقتحم عالم القصص والروايات بشكل خيالي، بحيث تتجول عبير داخل هذه القصص من خلال حبكة تنتمي لعالم الخيال العلمي، ويروي الراحل أنه فكر في شخصية عبير من خلال فتاة حقيقية كانت تجلس بشكل مستمر في مكتبة قريبة من منزله بمدينة طنطا، يبدو أنها لم تكن تهتم بهذا العالم قدر اهتمامها بعالم الخيال، استمرت سلسلة فانتازيا منذ أواخر التسعينات، وصدر منها ما يزيد عن ستين عددًا حتى نهاية عام 2017.

تلا ذلك سلسلة بعنوان «سفاري»، بدأت أولى أعدادها في عام 2000 وصدر منها ما يزيد عن الخمسين عددًا حتى عام 2018، وبطل هذه السلسلة هو طبيب مصري أيضًا اسمه «علاء عبد العظيم»، ترك وطنه لأسباب عدة وقرر الارتحال إلى أفريقيا، وتدور السلسلة في إطار من المغامرات الطبية التي تحوي معلومات حقيقية ليست بالقليلة.

يبدو علاء شبيهًا برفعت إسماعيل، ولكن في مرحلة سنية أصغر، وبقوات جسدية أكبر. يروي الراحل أنه تأثر في هذه الحكايات بقصص كثير من أصدقائه الأطباء الذين هجروا مصر لما يلقاه الأطباء فيها من بؤس واتجهوا للعمل في القارة السمراء بكل من فيها من أسرار وحكايات.

كان من المبهر كيف امتلك د.أحمد خالد توفيق القدرة على التطور واستحداث التيمات المناسبة لسلاسل الخيال، فاتجه عقب ذلك وفي منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة لكتابة سلسة أخرى أطلق عليها «WWW»، وهي سلسلة تدور في خبايا عالم الإنترنت، بطلها وللمرة الأولى فيروس إلكتروني يروي حكاياته مع البشر، صدر من هذه السلسة خمسة أعداد بين عامي 2006 و 2012.


مدخلٌ لعالم يزداد اتساعًا ومحتوى لعقول لا زالت تتساءل

أحيانًا يساعدنا الآخرون بأن يكونوا في حياتنا فحسب.

تبدو هذه الجملة معبرة تمامًا عن علاقتنا بأحمد خالد توفيق، تواجُد هذا الرجل كان بمثابة مساعدة هائلة لأجيال متلاحقة من الشباب. نذكر مثلاً «روايات عالمية للجيب»، وهي سلسلة أخرى شهيرة جدًا تناقلها الشباب في أواخر التسعينات وأوائل الألفية الثانية، قدم فيها دكتور أحمد خالد توفيق ترجمة وتلخيصًا لعدد كبير من الروايات الغربية الشهيرة، منها على سبيل المثال «رحلة إلى مركز الأرض» للكاتب الفرنسي جون فيرن، «لقاءات من النوع الثالث» عن سيناريو لفيلم المخرج الأمريكي الشهير ستيفن سبيلبيرج، والشيطانة لكاتب الرعب الأمريكي الأشهر ستيفن كينج.

كان الرجل دؤوبًا للغاية وكاتبًا محترفًا بحق، فلم يتوقف طوال كل هذه السنين عن الكتابة، ولذا وبجانب كل هذه السلاسل ستجد له مجموعات قصصية وكتبًا تجمع قصاصاته وحكاياته وخواطره وأشعاره في بعض الأحيان، نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر، مجموعة قصصية بعنوان «الآن نفتح الصندوق»، «زغازيغ»، «لست وحدك».

هكذا لم تكن كتابات د.أحمد خالد توفيق فقط للتسلية، ولكنها كانت نوعًا حقيقيًا من الأدب، مدخلاً لقراءات غزيرة ومتنوعة، فلا شك أن قراءه وجدوا في سلاسله إشارات متعددة لأدباء بحجم تولستوي وتشيخوف، وفنانين بحجم فان جوخ ومونييه، وموسيقيين بحجم موتزارت وبيتهوفن.

أسلوبه الساخر كان علامة مميزة أيضًا، وربما يمكننا اعتبار قالب السلاسل كحجة اتخذها ليصل إلى جذب اهتمام أجيال متلاحقة من الشباب، ليقدم من هذا القالب محتوى أدبيًا عميقًا ومؤثرًا وذا قيمة، محتوى لا يعتمد على الوعظ قدر اعتماده على طرح الأسئلة، محتوى لا يدعي المعرفة ببواطن الأمور ولكنه يسخر من الذين يدعون ذلك.

هذا رجل مبدع ومتواضع للغاية لدرجة يبدو معها غير مقدر لتأثيره علينا بما يستحقه، يحب الشباب ويرجوهم في كل مرة ألا تتوقف قراءاتهم عنده، ويرشدنا في كل صفحة لعالم جديد أكثر اتساعًا مما يقدم لنا هنا في مصر. يقول بنبرته الهادئة المعتادة في ختام فيلم وثائقي تم عرضه في نهاية عام 2010: «رسالة أقولها دائمًا للشباب وأصر عليها: أنا (مش آخر حاجة)، أحب أن تصل هذه الرسالة، تشعرني أن لي فائدة ما، غير كده هزعل أوي لو وقفوا عندي».


روائي ومتنبئ بالديستوبيا: من يوتوبيا إلى شآبيب

حينما وجد أديبنا الراحل أن إطار سلاسل أدب الرعب لا يناسب تيمات أخرى يريد الكتابة عنها انتقل برشاقة بالغة إلى نوع أدبي جديد هو الرواية، فعل ذلك في نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة، وبالتحديد في عام 2008 حينما أصدر روايته الأولى بعنوان «يوتوبيا».

كان جليًا منذ البداية أن أسلوبه الروائي يحوي حريةً أكبر في نقاش الأفكار السياسية، كما يخضع لقيود أقل على مستوى اللغة والحديث عن الأفكار اللاهوتية والجنس. ولهذا كله اتجه منذ البداية لنوع روائي يناسب كل هذا «الديستوبيا»، وهو نوع أدبي وروائي يجمع بين الخيال والواقع في جو قاتم وكارثي يليق بالعوالم المدمرة.

كان ناجحًا للغاية مذ البداية، فقد تلقت يوتوبيا مراجعات نقدية جيدة وقابلها الجمهور بحماس ازداد بالطبع عقب تحقق نبوءتها جزئيًا حينما قامت ثورة الـ25 من يناير/ كانون الثاني 2011. في يوتوبيا تحدث د.أحمد خالد توفيق عن مصر في المستقبل، يزداد الأغنياء غنى ويزداد الفقراء فقرًا، يصبح لكل منهما دولته، يبدو الرجل جريئًا للغاية في طرحه ولغته فيقول:

قامت الثورة، هبت الجماهير، ثم ظهرت عشوائيتها، وبدا من بعيد أن الشر القديم لازال مرابضًا، فكتب د.أحمد خالد توفيق روايته الثانية بعنوان «السنجة»، دارت أحداثها في جو أقل قتامةً من يوتوبيا ولكنه أكثر قربًا من حارات وعشوائيات مصر، ربما لم تحظَ بنفس النجاح، ولكنه احتفظ فيها بأسلوبه الروائي اللاذع والصادق في تعبيره عن المأساة المصرية فيقول: «من الغريب أنك تكافح في مصر للحصول على ما هو حق لكل برص يجد شقًا في الجدار يبيت فيه. وفي هذا الشق تحاول الحصول على حق يمارسه أي قط في زقاق؛ الزواج».

يمكننا تأمل كل هذا التغير، بين أسلوبه في سلاسل الجيب الموجهة للصغار وبين الروايات الموجهة لشرائح عمرية أكبر، للرد عن من يصفونه جهلاً أو ادعاءً بأنه كان محدودًا في لغته، أو محافظًا في تيماته.

انتقل الرجل عقب هذا في روايته الثالثة بعنوان «مثل إيكاروس» في عام 2015 لتيمة تجمع بين الخيال والديستوبيا، وقد كان الأفق السياسي مغلقًا ومؤممًا بشدة عقب وصول وزير الدفاع السابق والرئيس الحالي إلى سدة الحكم. لم يتوقف د.أحمد خالد توفيق عن قتامة أجوائه الروائية، بل ظهر أكثر حزنًا وتشاؤمًا في هذه الرواية التي تدور أحداثها في المستقبل القريب في مصر، ويبدو بطلها محتجزًا في إحدى مصحات العلاج النفسي وتبدو كلماته شديدة الصلة بالواقع حينما يقول: «من مكان ما ظهر رجل عسكري، كان يقبع في صفوف الجيش، وسرعان ما تعالى التهليل ووجد من يبايعه. هذا عهد جديد يبدأ ولا شيء ينبئ أنه سيكون أفضل مما سبقه. لا أحمل آمالًا كبرى لهذا البلد التعس.. أعتقد أنه يحمل جينات انتحار أو فشل في خلاياه، ولا أحد يستطيع الاستقلال عن جيناته، لا أحد يفر من القدر المدون في خلاياه.

لا أطلب من هذا البلد سوى ألا يعتقلني، وأن أظل حيًا وآكل وأتنفس وأقبض راتبي وأستمتع بالفنون عشرين عامًا أخرى».

اختتم د.أحمد خالد توفيق أعماله الروائية بروايته الصادرة في 2018 بعنوان شآبيب، وفيها انتقلت تيمة الديستوبيا من مصر إلى الوطن العربي كله، حيث نرى شعوبًا عربية بلا أرض في المستقبل، مشتتين في كل بقاع الدنيا، لا يجمعهم سوى حلم قديم بأرض يحيى عليها الجميع دون عنصرية أو كراهية، كما يجمعهم درس قديم تعلموه من سنين الفساد والاستبداد في بلادهم. يبدو الرجل متأثرًا للغاية بما تشهده الشعوب العربية الآن، فيعبر عن واقع شعوبها قائلاً: «لم يعد هناك أفق سياسي في هذا البلد .. لا أحد يأمل سوى في الوجبة التالية. لقد نجحت الحكومة في أن تستخرج الصرصور الكامن في نفس كل مواطن، وهو الصرصور الذي يهلل فرحًا لأن هناك الكثير من الطعام في صفيحة القمامة».


قلم واضح الانحياز وسيرة ستبقى حية

ها أنتم أولاء يا كلاب قد انحدر بكم الحال حتى صرتم تأكلون الكلاب، لقد أنذرتكم ألف مرة. حكيت لكم نظريات مالتوس وجمال حمدان ونبوءات أورويل وويلز، لكنكم في كل مرة تنتشون بالحشيش والخمر الرخيصة وتنامون. إن غضبتي عليكم كغضبة أنبياء العهد القديم على قومهم.. ألعنكم. لكن ما أثار رعبي أنهم لا يبالون على الإطلاق. إنهم يبحثون عن المرأة التالية ولفافة التبغ التالية والوجبة التالية، ولا يشعرون بما وصلوا إليه.

كان مثلاً ونموذجًا شح وجوده في هذا الزمان، وفي زمن الخذلان ظل بجانبنا. هذا ما سيخبرك به جيلنا في مصر، هذا الرجل ترك قصصه ورواياته وعمله كأستاذ بكلية الطب وتفرغ ليدافع عنا وعن قيم الحرية والمساواة والعدل طوال سنين ثورة مصر، سبق هذا بمقالات معارضة لنظام مبارك في المنابر الصحفية القليلة التي كانت تطرق ناقوس الخطر في نهاية عهده.

أذكر له هنا مقالاً بعنوان «شباب عايز الحرق» تم إعادة نشره في كتاب جمع فيه مقالاته بعنوان «دماغي كده» وفيه خاطب جيله بأقسى صورة ممكنة، حذرهم فيها من الاستمرار في تسفيه الشباب ومهاجمتهم، أخبرهم أنهم جيل من الملاحين الذين فشلوا في قيادة السفينة، وعليهم ببساطة أن يرحلوا ويتركوا الدفة لهؤلاء الشباب، هؤلاء الشباب الذين لا عيب عليهم إن لم يعرفوا اسم محافظ أو رئيس لم يختاروا أيًا منهم.

لم يسكت حينما تناسى الجميع كل ما نعرفه عن الرحمة ونبذ العنف وحرمة الدم، كما أنه لم يشارك في قرابين الولاء الملطخة بالدماء، ونذكر له جميعًا باختلاف توجهاتنا السياسية موقفه حينما اعتذر عن نشر مقاله بموقع اليوم الجديد في ذكرى فض رابعة تذكيرًا بمئات القتلى من المصريين الذين تجاوز عددهم 800 طبقًا لأرقام وزارة الصحة المصرية ولم يتم فتح التحقيق مع من قتلهم حتى الآن.

لم يُخفِ انحيازه أيضًا يوم أحد الشعانين الدامي، ذلك اليوم الكئيب الذي عاشته مصر حينما راح العشرات من المصريين المسيحيين ضحايا لتفجير وقع بداخل كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا، حيث كان يعيش ويعمل، لم يدفن الرجل رأسه في التراب وصارح الجميع بأن ما حدث كان نتاجًا لسنين من الكراهية، اعتذر الرجل ولم يخجل، اعتذر رغم أنه كان وبشهادة الجميع واحدًا من أنبل رجال هذه المدينة وأكثرها محبةً من الجميع.

اختتم الرجل حياته ككاتب دائم هنا في إضاءات، هذا الموقع، بين مجموعة من الشباب الذين تربوا على كتاباته، كرر هذه التجربة أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، لم يكن يومًا راغبًا في الظهور على شاشات تحكمها رؤوس الأموال وترضى عنها السلطة، لم يغادر مدينته إلى صخب القاهرة، لم يطلب رضاها وشهرتها، كرهها بشدة، كان يخبرنا دائمًا أن الكائنات القاهرية تضيع 90% من حياتها في الزحام.

إذا كنت من طلاب الجامعة فلقد قابلته، ستتذكره بوجهه البشوش ومبادرته الدائمة للمساعدة وكلماته الساخرة والذكية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وإذا كنت طبيبًا فعلى الأغلب أنك تعتبره ممثلك وكاتبك والمتحدث باسمك، وإن كنت من جيل أواخر الثمانينات والتسعينات فهو بالتأكيد من المشاهير لديك، إن كنت محظوظًا بالتعرف على كتبه فأنت تحب سلاسل الجيب وتحتفظ بأعدادها القديمة، ترى في رفعت إسماعيل بطلك الخاص، وتحفظ كلماته عن ظهر قلب، وإن كنت من جيل الكتاب الشباب فأسلوبك الساخر دائمًا متأثر به، يبدو وصف «العراب» مناسبًا تمامًا حينما تذكره. وإذا تعرفت عليه مؤخرًا من خلال مقالاته ومواقفه فأنت بالتأكيد تحترمه لشجاعته وانحيازه الإنساني الدائم.

هذا رجل يبدو من المنطقي أن يكون بلا أعداء، من يمكنه ألا يحب أحمد خالد توفيق؟