كان المفاجأة لكل من حضر وشاهد أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42، ليطل من الصف الأخير أو الأيام الأخيرة في فاعليات المهرجان، مؤكدًا أن ما قدمه من أدوار في السينما المصرية لم يعبر عن كل ما يملك وأنه يحتاج إلى سيناريو يُظهر موهبته الفنية، التي قادته إلى السينما العالمية، وجعلته يتسلم 3 جوائز من مهرجان بلده عن الفيلم البريطاني «Limbo»، إنه أمير المصري.

استلم أمير المصري يوم الخميس الماضي، من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42، جائزة أفضل فيلم، وجائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني، كما فاز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد «فيبريسي»، وهذا بعد أن أثبت أمير المصري خلال الفيلم أنه موهبة ناشئة تحتاج فقط، إلى من يتفهمها ويضعها على الطريق الصحيح.

على هامش كل هذا قمنا في «إضاءات» بإجراء هذا الحوار الخاص مع أمير المصري للتعرف على تفاصيل فيلمه «Limbo»، المتوج بالهرم الذهبي، كما تطرقنا أيضًا لمشواره الفني من «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» إلى السينما العالمية.

ما تعليقك على حصولك على 3 جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

تغمرني حالة كبيرة من السعادة، فلم أكن أتوقع أن يحصد الفيلم كل هذه الجوائز، أنا وصناع الفيلم في حالة كبيرة من الانبهار والامتنان تجاه مهرجان القاهرة لتقديرهم مجهودنا وتجربتنا الفنية التي أعتبرها مميزة.

هل يختلف كون التكريم من بلدك عن غيرها؟

بالطبع يختلف، فأنا مصري، وكنت أود أن أرى رد الفعل الذي شاهدته مع المصريين، إضافة إلى أن التكريم حين يأتي من بلدك الأم له شعور مختلف تمامًا من الفخر والتقدير الذي حظيت به.

كيف جاء اختيارك للمشاركة في فيلم ليمبو؟

جاء اختياري لفيلم «limbo»، من خلال مؤلف ومخرج العمل، البريطاني بن شاروك، وقام مدير أعمالي بعرض الفيلم عليّ، وكنت مترددًا في البداية للموافقة على الفيلم، حتى تعرفت على كافة التفاصيل الخاصة بشخصية «عمر» التي وجدتها لم يتم بها استيلاء الدور الأجنبي على العربي، فعمر شخص قوي وجريء لكنه لا ينسى بلده، فهو لا يحتاج بريطانيا أو يريد البقاء في لندن، لكنه مهموم بالأساس بالعودة لوطنه.

ما الذي جذبك للمشاركة في الفيلم؟

على عكس السائد في الأعمال الأجنبية التي تتحدث عن شخصيات عربية، فيظهر كدور ثانوي أو غير أساسي في الأحداث، فأنا أقدم شخصية عربية مؤثرة في الأحداث، وقصة العمل مميزة جدًا وتقوم برواية حياة اللاجئين ومعاناتهم.

ما أصعب ما واجهك في فيلم ليمبو؟

هذا الفيلم واجهنا به العديد من الصعوبات والتي كان منها، أنه تم التصوير لمدة شهر في إحدى قرى اسكتلندا التي تميزت بمناخ شتوي قارس، كانت تصل إلى تحت الصفر، وكنت أرتدي الجاكيت طوال اليوم ولكني فضلت أن أعيش المعاناة، كما أن المؤلف ساعدني في أن أعيش داخل المود الخاص بالفيلم، حيث طلب مني أن آتي إلى القرية بالسيارة بدلًا من الطائرة، حتى أشعر بهدوء الرحلة الذي تم تجسيده على الشاشة، كما أن القرية التي قمنا في التصوير بها كانت منعزلة بالفعل، ولا يوجد بها حتى شبكة للمحمول.

سمعنا أخبارًا أن الفيلم كان به مساحة من الارتجال في الحوار… ما تعليقك على ذلك؟

بالفعل كان هناك بعض الحوارات الارتجالية ولكنها تمت في الكواليس، ولكن أثناء التصوير كان كل شيء مُحكم وطبق ما هو متفق عليه، بعد ما دار بالكواليس التي أخرجت في بعض الأحيان شيء جيد.

هل تم التصوير أثناء كورونا؟

لا لم يتم التصوير أثناء كورونا، كنا انتهينا من التصوير قبل انتشار الوباء.

 الفيلم يروي قصة اللاجئين ومعاناتهم.. هل واجهت عنصرية شخصية كونك عربيًا؟

لا، لم أتعرض لذلك، لأن الوسط الفني في الغرب يتم التحكم فيه عن طريق الكاستنج وقدرتك على القيام بالدور من عدمه دون النظر إلى جنسية من يقدمه.

كيف أثرت بك زيارتك لعمر الشريف قبل وفاته؟

التقيت الفنان عمر الشريف بباريس، في بداية رغبتي بالدخول لعالم الفن، وطلب مني أن آخذ الكثير من كورسات التمثيل التي تساعدني أن أكون ممثلًا جيدًا، وكانت نصيحته لي، بأنني لن أجد الدعم في هوليوود على عكس مصر، التي أجد بها الدعم فالجمهور المصري يقف إلى جوار نجمه، لكن في أمريكا لن تجد هذا الدعم مطلقًا وستكون وحدك.

ما أعمالك المقبلة؟

أنتظر ردود الأفعال على أحدث أعمالي الدرامية المقبلة، فمن المفترض أن يتم عرض مسلسل «Industry» على منصة «HBO» و«BBC»، إضافة إلى تجسيدي دور بطولة في مسلسل بريطاني يحمل اسم «The One»، ومن المقرر أن يتم عرضه على منصة نتفليكس العالمية، لشخصية درامية تدعى «بن جيمين»،وسيتم ذلك خلال العام المقبل.

ما شعورك أن الجمهور المصري لا يزال يتذكرك بدورك في فيلم رمضان مبروك أبو العلمين حمودة .. في دور الشاب الثري الكوميدي رغم كل الأدوار التي قدمتها بعدها؟

أشعر أن هذا شيء إيجابي أنني أديت دور وترك أثره مع الجمهور كل هذا الوقت، فلم يشعرني هذا بأي ضيق على العكس تمامًا.

موقع IMDB الذي يعتبر أكبر موقع معلوماتي عالمي عن الأفلام يعرفك كممثل بريطاني، كيف تعّرف نفسك؟

أنا بالأساس ممثل مصري وأعمل جاهدًا إلى أن يكون اسمي إلى جانب أسماء كل المصريين الذي وضعوا اسم مصر في الصف الأول أمثال عمر الشريف ومينا مسعود وغيرهما.

الناقد البريطاني الشهير بيتر برادشو أعجب جدًا بفيلم Limbo وأعطاه 5 نجوم مكتملة في مراجعته له على موقع الجارديان، وفي مراجعته ذكر أن مركز الفيلم هو الأداء المبهر لك، كيف تطورت كممثل لتصل لهذه المرحلة؟

قمت بالعمل على تطوير أدائي بشكل مستمر وأخذت الكثير من كورسات التمثيل، وتطوير الأداء حتى وصلت إلى هذا المستوى الذي أرى أنه يجب تطويره بشكل مستمر فأنا ما زلت في مرحلة البداية.

هل من الممكن أن تعود مرة أخرى للمشاركة في أعمال مصرية، أم أنك قد تخطيت هذه المرحلة؟

بالطبع ليس لدي أي مشكلة للمشاركة في أعمال مصرية، أو أي جنسية أخرى فما يحكم الأمر هو جودة الدور ليس إلا.