لم تخلُ الساحة المصرية من تنظيمات حركية تقوم بعمليات مسلحة ضد النظام الحاكم منذ الستينات وحتى كتابة هذه السطور، تخفت موجاتها أحيانًا وتتصاعد أحيانًا أخرى، ومع اختلاف وتعدد أفكار وأهداف تلك التنظيمات، إلا أن الأمر كظاهرة اجتماعية سياسية يجب الوقوف عليه وتناوله بشكل أكثر تفصيلاً وإمعانًا.

فقد باتت تلك التنظيمات الحركية جزءًا فاعلاً من مكونات الثورة المصرية سواء نختلف أو نتفق مع منهجيتهم وممارستهم، ولكن لا يستطيع أحد أن ينكر أن تلك التنظيمات تنسب نفسها للثورة، وتتبنى أهدافها وتستهدف خصومها.

ولهذا وجب على المنظرين للثورة المصرية ومفكريها أن يلقوا الضوء على تلك المساحات لفهم أعمق وإدراك أشمل.


فتيل الاشتعال وأجيال التجربة الجهادية

«نشأت أولى المجموعات الجهادية في مصر عام 1966، ثأرًا للشهيد سيد قطب، وتشكلت تلك المجموعة من طلبة للثانوية العامة من أبرزهم رفاعي سرور ومحمد إسماعيل المقدم، وكانوا متأثرين بمنهج أنصار السنة المتمثل في الاهتمام بالتوحيد والعقيدة»[1]

وقد «شهدت مصر، منذ بداية السبعينيات وحتى اليوم، نحو ثلاثة أجيال من تنظيمات العنف. أولها جيل (المجموعات الجهادية) ويقصد به تلك المجموعات غير المنظمة بشكل مركزي، ولكنها تنجح في إنجاز بعض العمليات ضد النظام. ثانيها جيل (التنظيمات المركزية الكبري)، ويقصد بها على وجه التحديد الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد، واللذين انتهت تجربتهما بإعلان مبادرة وقف العنف، ووثيقة ترشيد العمل الجهادي، والمراجعات الفكرية، ثم الانخراط في العمل السياسي بعد ثورة يناير»[2][3]

«أما الجيل الثالث، من التنظيمات الجهادية، فيقصد به جيل (عولمة الجهاد)، وهو الذي تم الإعلان عنه رسميًا في فبراير 1998 من خلال تشكيل (الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين)[4] التي تزعمها أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وشارك في تأسيسها مجموعة من التنظيمات على مستوى العالم الإسلامي، أبرزها تنظيم الجهاد المصري»[5]

والسؤال الآن، هل نحن بصدد جيل جديد من تلك التنظيمات؟ حيث إننا فى سياق سياسي مختلف عن جميع السياقات السياسية للأجيال السابقة، وترتكز معظم التجارب الجهادية ونشأة التنظيمات المسلحة الآن جميعها على خلفية الثأر من النظام وعلى أرضية الانتصار للثورة المسلوبة.

وهذا وحده يعطي بُعدًا جديدًا وسمة تليق بأن نسمي تلك التنظيمات «جيلا جديدا» للتجربة الجهادية في مصر، وإن وافقت منهجياتها وتكتيكاتها مع بعض من تلك التنظيمات بالأجيال الثلاثة الأخرى. وحتى نرى الأمور أكثر وضوحًا، يجب علينا أن نستعرض ابتداء خريطة التنظيمات المسلحة المصرية منذ نشأتها.


مختصر خريطة التنظيمات المسلحة بمصر

1. المجموعة الجهادية الأولى: مجموعة إسماعيل طنطاوي

النشأة والرموز: نشأت المجموعة ثأراً للشهيد سيد قطب وتأثرًا بكتاباته وتأثرها بمنهج جماعة أنصار السنة المحمدية، وتشكلت كما ذكرنا من طلبة ثانوي أبرزهم رفاعي سرور، ومحمد إسماعيل المقدم، وأيمن الظواهري، وسميت بمجموعة إسماعيل طنطاوي بصفته قائدها.

منهجية الحركة: «تبنت المجموعة مبدأ الانقلاب العسكري كوسيلة للتغيير، فدفعت عناصرها للالتحاق بالجيش ونجحت في ضم ضابط بالجيش عصام القمري الذي قام بتجنيد ضباط آخرين أبرزهم عبد العزيز الجمل وسيد موسى».[6]

الفكر: «الفكر السلفي المتأثر بكتابات سيد قطب والمهتم كذلك بمنهج جماعة أنصار السنة المحمدية، وكان منهجهم للدراسات الشرعية يتمثل (في ظلال القرآن) و(معالم فى الطريق) وحضور دروس المقر العام لجماعة أنصار السنة»[7]

نهاية التنظيم: «مع اتساع التنظيم حدثت عدة انشقاقات، أبرزها انشقاق رفاعي سرور وبعض رفاقه عقب مظاهرات الطلبة 1968 لتبنيهم مشروعًا تغييريًا ذا طابع جماهيري من خلال ثورة شعبية كبديل عن الانقلاب العسكري»[8]، «وانشقت مجموعة مصطفى يسري تجنبًا للمشاكل الداخلية للتنظيم، وابتعد محمد المقدم مؤمنًا أن العلم الشرعي مبتدأ التغيير الإسلامي ومنتهاه، بينما اختار أغلب التنظيم المواجهة بصورة عملية دون خطة أو تصور محدد».[9]

2. الجماعة الإسلامية

النشأة والرموز: مع نزعة الناس نحو التدين والانفتاح الذي شهده عصر السادات، نشأت الجماعة الإسلامية كحركة اجتماعية في الوسط الطلابي، ومع خروج قيادات الإخوان من السجون، عام 1974، نجحوا في استمالة قيادات الجماعة الإسلامية إلى صفوفهم، وانفصل إثر ذلك مجموعة من طلبة الإسكندرية مؤسسي الدعوة السلفية، واستمرت مجموعة الصعيد فى العمل تحت اسم الجماعة الإسلامية الذين رفضوا العمل مع الإخوان، وكان من أبرز رموزهم: كرم زهدي، وصلاح هاشم، ورفاعي طه، وناجح إبراهيم، وعاصم عبد الماجد، وعصام دربالة.

منهجية الحركة: بعدما التقى كرم زهدي عام 1980 بمحمد عبد السلام فرج (10)، واقتنع بفكره ومشروعه في القيام بانقلاب عسكري مصحوبًا بثورة شعبية، اعتمدوا العمل الدعوي العلني في المساجد والجامعات وتقديم الخدمات الاجتماعية في المناطق الشعبية، ومولت أنشطتها من عمليات السطو على محلات الذهب المملوكة لمسيحيين [11]، واستهدفت السياح [12] والأقباط [13] للضغط على النظام، واستهدفت أيضًا رموز النظام السياسية [14] والثقافية [15]، اغتالت الجماعة السادات.

وكان من المفترض وفق خطتهم السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون ومناداة الشعب بالتحرك لتأييد الثورة الوليدة، وحاولت الجماعة السيطرة على محافظة أسيوط والزحف منها إلى القاهرة ولكن حالت المواجهة الشديدة مع قوات الأمن دون ذلك، ولم ينجح من الخطة سوى اغتيال السادات.[16]

الفكر: أصدروا عام 1984 «ميثاق العمل الإسلامى» مؤكدين على سلفية المعتقد وتبنيهم لثلاثية «الدعوة لتغيير المفاهيم، والحسبة لتغيير المجتمع، والجهاد عندما لا تكفي الدعوة والحسبة».

نهاية الجماعة: أدت عمليات الجماعة إلى البطش الأمني الشديد، مما أدى إلى حالة تقهقر انتهت إلى إعلان القادة التاريخيين للجماعة مبادرة وقف العنف من طرف واحد عام 1997، ثم أسست الجماعة عقب الثورة حزب العدالة والتنمية وانخرطت في العمل السياسي.

3. جماعة الجهاد

النشأة: تأسست جماعة الجهاد عام 1988 فى بيشاور بعد دمج بقايا مجموعة إسماعيل طنطاوي مع مجموعة عبود الزمر17، وأبرز قياداتهم أيمن الظواهري وعبود الزمر وسيد إمام.

منهجية الحركة: اعتمد التنظيم استراتيجية الانقلاب العسكري مدعومًا بمجموعات مدنية، ورفضت اعتماد أسلوب حرب العصابات [18]

نهاية الجماعة: تلقت الجماعة ضربة أمنية أدت الى سقوط المجموعات المدنية التابعة لها [19]، وأدى ذلك إلى القبض على أغلب عناصرها بالداخل، وسقوط منفذى عمليات استهداف الألفي وزير الداخلية وعاطف صدقي رئيس الوزراء، أدى ذلك إلى إعلان الظواهري عام 1995 قرارًا بوقف العمليات داخل مصر [20]، ثم صاروا في ضيافة حركة طالبان في أفغانستان لتتحالف مع القاعدة بعد رحيلهم من السودان واليمن، وغابت فعالية الجماعة تمامًا إثر ذلك.

ورفضت بعض قيادات الجماعة الاندماج مع القاعدة وأصروا على استراتيجيتهم القديمة في مواجهة النظام المصري، ولكنهم لم يتمكنوا من القيام بأي أنشطة في مصر، واتجهت القيادات لإصدار المراجعات والرد عليها من قبل الفريقين.[21]

4. تنظيم التوحيد والجهاد

النشأة: تأسس التنظيم عام 2001 على يد طبيب الأسنان خالد مساعد وسمي التنظيم باسم «التوحيد والجهاد» تيمنًا باسم التنظيم الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوي بالعراق.

منهجية الحركة: استهدفت السياح الإسرائيليين في سيناء وقوات حفظ السلام.

الفكر: انتهج التنظيم فكر السلفية الجهادية دون تكفير المجتمعات.

نهاية التنظيم: شن الأمن حملات أمنية عشوائية واسعة النطاق أدت في النهاية إلى اعتقال العديد من أفراد التنظيم، وقتل العديد منهم في المطاردات وعلى رأسهم قائد التنظيم خالد مساعد، وفي السجون أيد الشيخ أسعد البك الأب الروحي للتنظيم، مبادرات وقف العنف، لتطوى صفحة التنظيم تمامًا.

5. جماعة أنصار بيت المقدس (ولاية سيناء حاليًا)

النشأة: أسس توفيق فريج أحد عناصر جماعة التوحيد والجهاد بعد الإفراج عنه 2009 جماعة أنصار بيت المقدس، وعقب الثورة عمل على تكوين خلايا التنظيم بتأن واتساع في الوقت نفسه.

منهجية الحركة: اعتمد التنظيم استراتيجية استهداف المصالح الإسرائيلية والإعداد لمواجهة مع النظام في حال عودته للممارسات القمعية.(22) وبعد الانقلاب استهدف التنظيم مقرات الجيش والشرطة وعناصرهما مع استهداف المسيحيين في بعض عملياته (23)، إلى أن بايع تنظيم الدولة الإسلامية في نوفمبر 2014 وتفككك التنظيم خارج سيناء.

6. تنظيم كتائب الفرقان

النشأة: أسس محمد نصر الأستاذ الجامعي بعد استشعاره وقوع انقلاب على الثورة ومكتسباتها، فعمل على تأسيس تنظيم استهدف به بعض أهداف النظام الحيوية، ولم يلبث حتى اندمج مع تنظيم أنصار بيت المقدس.

منهجية الحركة: استهدف التنظيم أهداف الجيش والشرطة وقناة السويس، وبعد الاندماج مع بيت المقدس نفذ عمليتي تفجير مبنى المخابرات الحربية ومعسكر الأمن المركزي بالإسماعيلية. واعتمد في تمويله على الاستيلاء على سيارات نقل الأموال والسطو المسلح على سيارات المسيحيين لاستخدامها في تنفيذ العمليات.

نهاية التنظيم: نجحت قوات الأمن في فك خيوط التنظيم؛ مما أدى إلى الوصول إلى مؤسس التنظيم وقتله مع ثمانية من أفراد التنظيم وذلك فى سبتمبر 2015.

7. تنظيم أنصار الشريعة في أرض الكنانة

النشأة: أسس سيد عطا نواة سميت بأنصار الشريعة يناير 2014، ولم يملك المشروع أي رؤية للتغيير، ولكنه صاحب مشروع ثأر وانتقام من الشرطة والجيش، واقتصرت عملياته على تنفيذ اغتيالات عشوائية.

نهاية التنظيم: استطاعت قوات الأمن القضاء على التنظيم بعد معرفة هوية المحرك الرئيسي له أحمد عبد الرحمن وتصفيته وذلك فى مايو 2014.

8. تنظيم أجناد مصر

النشأة: أسس همام عطية الذي عمل كمتخصص في تطوير المتفجرات بتنظيم أنصار بيت المقدس، تنظيم أجناد مصر بعد الانقلاب، ونجح في استقطاب العديد من الشباب، وقام التنظيم بعمل زهاء 40 عملية ضد النظام المصري.

استراتيجية الحركة: كان للتنظيم رؤية ومنهج جاءت فى كلمة مصورة لقائد التنظيم(25) مما يجعل التنظيم مختلفًا عن بقية التنظيمات الأخرى، واستهدف التنظيم الأجهزة الأمنية بشكل أساسي.

نهاية التنظيم: فى أبريل 2016 أعلنت الداخلية عن تصفية قائد التنظيم همام عطية وآخرين إثر ثغرة أمنية لدى التنظيم بإحدى عملياته24.

9. جماعة المرابطين

النشأة: لم يرض هشام عشماوي بيعة أنصار بيت المقدس لتنظيم الدولة، فأصدر تسجيلاً صوتيًا في يوليو 2015 يعلن فيه نفسه أميرًا لجماعة جديدة سماها «المرابطين»، مع إهلال الإصدار بكلمة لأيمن الظواهري إشارة منه لولائه لتنظيم للقاعدة26

استراتيجية الحركة: اعتمد التنظيم الاعتدال فى خطاباته الإعلامية، ولم يقم التنظيم حتى الآن بأي عمليات على أراض مصرية، ويتمركز قادة التنظيم بليبيا.

10. حركات العمل الثوري المسلح

النشأة: نشأت حركات باسم المقاومة الشعبية والعقاب الثوري وحسم ولواء الثورة، على إثر الانقلاب العسكري على خلفية الثأر من عناصر القمع والبطش، وتركزت معظم عمليات تلك الحركات على القيادات الوسيطة والصغرى بالأجهزة الأمنية ومؤسسة القضاء، مع وجود بعض العمليات المؤثرة التي استهدفت قيادات عليا كعملية النائب العام.

الترتيبة الأولى من هذه الحركات وهي التي تشكلت في عام 2014 لم تكن تتميز بالحس الأمني، مما أدى إلى سقوطها سريعًا، وقد تطور الأداء الأمني في الترتيبة الثانية من تلك الحركات في عام 2015 و2016 لتكون أكثر حرفية عن سابقتها.

الفكر: كان فكر تلك الحركات يستند إلى الفكر الإسلامي غير السلفي مع وجود بعض مظاهر التدعشن في إصداراتهم الفنية والمتماهية معه، ولكنها تبقى امتدادًا للتيار الإسلامي المعتدل إثر مراجعات فكرية شديدة ألمت به بعد الانقلاب وفض الميادين بالقوة.

استراتيجية الحركة: ركزت تلك الحركات على العمليات الأمنية التي تستهدف القيادات الصغرى والوسيطة للنظام وخاصة الأمنية منه، ويظهر في معظم عملياتهم قلة أعدادهم وضعف تمويلهم.


بعض السمات والخصائص الجامعة لكافة التنظيمات المسلحة

– تفتقد تلك التنظيمات إلى التعريف المتماسك للهدف السياسي لعملياتهم، وتستند إلى أهداف نخبوية غير بنائية مثل «الثأر» و«دفع الصائل»، مما جعلها تفتقد إلى رؤية حقيقية تُعرِّف به النجاح والفشل.

– تفتقد تلك التنظيمات إلى التصور البنائي للدولة التى يسعون لها، وبعضهم يرفع شعارات التي تنادي بعودة الشريعة دون الإتيان بأي إسقاط أو تنزيل لهذا على واقع الحياة، وذك لعدم اهتمامهم إلا بالجانب العملياتي فقط وذلك على حساب الجوانب الأخرى وفي مقدمتها الجانب الفكري والتنظيري.

– تفتقر تلك التنظيمات إلى وجود خطة متكاملة يكون الجزء العملياتي المسلح جزءًا منها، مما يؤدي إلى عدم فعالية تحركاتهم وتحويلها إلى مُراد خصمهم وما يسعى إليه.

– النزعة العسكرية التى يتحلى بها معظم مؤسسي تلك التنظيمات جعلتهم أقل اهتمامًا بتبسيط فكرتهم وتمريرها إلى مساحات شعبية أوسع.

– لم تنجح أي من تلك التنظيمات في أن تقدم مشروعًا جماهيريًا غير نخبوي يزج معهم قطاعات شعبية في معركتهم، أو ينقل فكرته من معركة نخبوية يقوم بها تنظيم معين إلى فكرة جذابة عادلة تستطيع أن تحشد الشعوب والجماهير.

– معظم هذه التنظيمات آلت إلى الشقاق والتنازع بسبب الاهتمام بالمصطلحات والتعريفات الشرعية والفكرية أكثر من مضامين ومحتوى القضية وخطوطها العريضة.


استشراف التنظيمات المسلحة بمصر

مع هشاشة الدولة المصرية، وعدم قدرتها على إقناع مواطنيها، وفقدان هيبتها المعنوية، وتصحير العملية السياسية الوطنية، والمعالجات المدمرة للاقتصاد والتنمية للدولة، وبسط مزيد من القمع والظلم على شريحة الشباب التى تمثل قوام المجتمع المصري، فإن كل ذلك جعل الشباب في حالة انسداد وإحباط اجتماعي وسياسي غير مسبوق، مما يجعل البيئة خصبة لميلاد الكثير من تلك التنظيمات التي لن تخلو منها الساحة السياسية المصرية في الفترة المقبلة.

وإذا قدمت تلك التنظيمات مشروعًا سياسيًا رصينًا يستهوي الشعوب وتكون عملياته المسلحة في إطار العدالة والمشروعية، فإنه بلا شك سيحصل على حاضنة شعبية تزيد من فعاليته وحجم تأثير عملياته.

فإنه وبالرغم من كل ما عانت منه تلك التنظيمات من ضعف في التمويل وقلة في التدريب وخبرة في الأداء، إلا أنها سببت ألمًا شديدًا في جسد خصومها على مدار عقود، ولكن تكمن المعضلة دائمًا فى عقلية تلك التنظيمات أنها تقوم بتهميش شعوبها والجماهير على الأقل عمليًا، إن لم يبالغ بعضهم فى تكفيرهم وتضليلهم، وهذا فإنه يودي بنهاية حتمية لهذا التنظيم مهما كبر أو استقوى بالعدة والعتاد، وهي الفناء والزوال.

ووفق المؤشرات التى ذكرناها فإن الكثير من تلك التنظيمات ستخرج للنور قريبًا، فإنها إن لم تتحد على مشروع سياسي جامع يضمن للشعب دولة جديدة تحقق له طموحاته، وكذلك أن تجتمع تلك التنظيمات على خطة شاملة للصراع الثوري، فإنه لن ينتهي بهم الحال إلا لحالة من الفصائيلة التي تعاني منها الثورة السورية أيما معاناة.


[1] عبد المنعم منيب – دليل الحركات الإسلامية المصرية – مكتبة مدبولي.[2] مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بيان وقف الأعمال القتالية، 5 يوليو 1997.[3] خريطة الجيل الثالث من تنظيمات العنف في مصر – محمد إسماعيل – السياسة الدولية.[4] محمد أبو رمان، تنظيم «القاعدة» والإنترنت.. تدشين «الجيل الثالث» من الجهاديين، ص 2، السياسة الدولية، أبريل 2010.[5] خريطة الجيل الثالث من تنظيمات العنف في مصر – محمد إسماعيل – السياسة الدولية.[6] عبد المنعم منيب – دليل الحركات الإسلامية المصرية – مكتبة مدبولي.[7] المصدر السابق.[7] المصدر السابق.[8] رفاعي سرور – التصور السياسي للحركة الإسلامية.[9] تأثر بفكر عبود الزمر أن الانقلاب العسكري يجب أن يكون مصحوبًا بتأييد مدني شعبي.[10] عملية قتل أعضاء الجماعة 6 من تجار الذهب المسيحيين في قنا واستولوا على الذهب الموجود بمحلاتهم.[11] مقتل 58 سائحًا في هجوم على معبد حتشبسوت 1997 وغيرها.[12] قتل 14 قبطيًا في قرية صنبو بأسيوط 1992.[13] محاولة اغتيال حسني مبارك بأديس أبابا 1995 ومحاولة اغتيال صفوت الشريف 1993.[14] محاولة اغتيال نجيب محفوظ 1994 واغتيال فرج فودة 1992.[15] عبد المنعم منيب – دليل الحركات الإسلامية – مكتبة مدبولي.[16] المصدر السابق.[17] أيمن الظواهري – فرسان تحت راية النبي.[18] القضية المعروفة بطلائع الفتح.[19] أيمن الظواهري – فرسان تحت راية النبي.[20] أصدر سيد إمام وثيقة «ترشيد العمل الجهادى» ورد عليه الظواهري بكتاب سماه «التبرئة»[21] انظر اعترافات القيادي محمد بكري هارون أمام نيابة أمن الدولة، ونشرتها أخبار اليوم بتاريخ 19/ 2/ 2015.[22] استهداف كنيسة العذراء والملاك ميخائيل مما أسفر عن مقتل 5 أفراد.[23] البوابة نيوز 15 نوفبمر 2015.[24] رابط الفيديو[25] رابط الفيديو

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.