أنا نمبر وان في الطريق اللي اخترته في الغناء، أنا مش بغني رومانسي، أنا بغني لون مبيشبهش حد، وبالتالي أنا نمبر وان في اللون الخاص بيا في الغناء.
محمد رمضان

هذا ما وصف به الفنان محمد رمضان نفسه حين سُئل في آخر لقاء له عن كيف يرى نفسه في عالم الغناء حاليًا بعد ما حققه من نجاحات خلال الفترة الأخيرة.

فبعد أن نجح محمد رمضان في بداية مشواره بأن حقق إيرادات كبيرة في عالم السينما، وتلا ذلك نجاح ومشاهدات في عالم الدراما، قرر أن يتجه إلى عالم الغناء، ومع بداية هذا الطريق أغضب العديد من الجمهور بسبب الكلمات التي قام بأدائها، والتي رأى الكثير أنه يسعى من خلالها إلى إفشاء روح الغرور والتكبر والتعالي بين الناس، بالإضافة إلى أن زملاءه الفنانين اتهموه أيضًا بالتعالي والتكبر عليهم بسبب ما يعرضه من كلمات في أغانيه، ووصفه لنفسه بأنه «نمبر وان».

المغني ناجح أكثر من الممثل

شعبية مايكل جاكسون تفوق شعبية آل باتشينو، وشعبية عبد الحليم حافظ تفوق شعبية أي فنان عربي آخر.

هذا ما قاله محمد رمضان في أحد لقاءاته التليفزيونية، والتي تبرر تركيزه على أن يقدم ما هو مختلف في عالم الغناء الذي خلقه لنفسه سواء على مستوى الكلمات أو الألحان أو الحالة العامة التي يقدمها من خلال أغنياته، والتي يبررها حتى وإن انتقدها البعض، وهي أنه يدعو الشباب إلى الكفاح وتحقيق أحلامهم.

ركز محمد رمضان خلال السنوات القليلة الأخيرة على أن يصبح الأول -من وجهة نظره- فيما يقدم في عالم الغناء وسعى إلى ذلك سواء من خلال الكليبات التي يقوم بتقديمها والتي بها ما أصاب فيه وما أخطأ، ولكنه كان يحاول أن يظهر كالمغنيين الأجانب، سواء عن طريق الظهور عاريًا أو حالة رقص الفتيات حوله.

كما أنه دائمًا ما يتعمد إثارة الجدل من خلال المشاهد والمواد المستخدمة في الكليبات، سواء مع ظهوره بأسلحة نارية أو بإكسسوارات ملفتة للانتباه مثل السلسلة التي تحمل اسم «نمبر وان»، أو الأسود التي يظهر بها أو الرقص في البانيو أو غيرها العديد من الأشياء.

كيف تصنع نجمًا

يتصدر محمد رمضان المركز الثاني ضمن قائمة أعلى 100 قناة يوتيوب مشاهدة في مصر لهذا العام، وحققت قناته أكثر من 13 مليون مشترك، وحققت فيديوهات القناة أكثر من 4 مليارات مشاهدة، ووفقًا للموقع فإن ربحه السنوي من القناة التي تم إنشاؤها عام 2014 قد يصل إلى حوالي 3 مليون دولار في العام.

ولكي يصل محمد رمضان إلى هذا الربح، وهذه الجماهيرية لأغنياته، كان عليه أن يتسم بالذكاء لصناعة التريند الخاص بأغنياته قبل طرح أي منها على القناة الخاصة به، وجاء ذلك من البداية حين قرر أن يستفز الفنانين بأن يطلق على نفسه«نمبر وان»، وأن يستخدم فيديوهات الإشادة به من الراحل عمر الشريف، ومن هنا يبدأ الانتقاد، ليصبح هو التريند وتصبح أغنيته هي الأشهر والأعلى مشاهدة كما فعل في أغنية «مافيا».

ومع اصطياد «رمضان» لطريقة تصدره للتريند، أصبح الأمر بالنسبة له من أسهل ما يكون، فحين يتم افتعال مشكلة وتأتي بعدها أغنية جديدة يقوم بطرحها فبالتأكيد ستُفهم أنها بالتعبير العامي المصري «تلقيح»، فستنجح بالتأكيد، كما ظهر ذلك في آخر الأغنيات التي نجحت بهذه الطريقة «أنا البطل»، والتي كانت ردًا على الفنان أحمد الفيشاوي الذي طرح أغنية «نمبر 2» انتقادًا لمحمد رمضان.

كما أنه استغل الانتقادات الموجهة ضده في صالحه، حيث إنه لم يكن يعلق على ما يتعرض له بشكل مستمر، واعتبر منتقديه يخدمونه من خلال أنهم جعلوه حاضرًا دومًا في الإعلام، فأضحى اسمه يتردد على كل لسان، وكما تقول قواعد الأعمال أن مجرد الدعاية ولو كانت سيئة فهي جيدة بالفعل، لأنها تؤمّن انتشارًا واسعًا لصاحب الدعاية وبذلك حوَّل رمضان المشكلة إلى فرصة.

وفي ذلك قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، في تصريح خاص لـ«إضاءات»، إن محمد رمضان تعلم جيدًا كيف يمكنه أن يُصبح تريند وحديث الجمهور، فدائمًا ما يبحث الناس عن المثير وهو يوفر لهم جو الإثارة بشكل مستمر.

وأضافت، أنه يستغل الجو الذي يخلقه بشكل دائم والمظلومية التي يوضع بها بسبب انتقاد أبناء الوسط الفني له وبعض الجمهور في صالحه وفي صالح أن يحقق أكبر نسب مشاهدة وخاصة في الأغاني التي يعيش فيها دور البطل، الذي يسعى أي شخص إلى أن يكون مثله، وبالتالي كان هذا سببًا من أسباب نجاح محمد رمضان فيما يقدمه من أغنيات سواء كانت إيجابية أو سلبية، فاللعب على احتياجات الناس ورغباتها هو ما جعله يحقق ما وصل إليه.

محمد رمضان والعالمية وما بعدها

لم يتوقف طموح محمد رمضان عند الأغنيات المحلية والتربح من وراء المصريين والعرب فقط، بل إنه قال في أحد اللقاءات:«سأصل إلى العالمية»، وهذا ما حاول فعله حقًا، حيث إنه قدم العديد من الديوهات مع مطربين أجانب لهم جماهيريتهم وشعبيتهم الكبيرة في بلادهم، فقدم إعلانًا لإحدى شركات الاتصالات في بدايته مع فاندام، و«انساي» مع سعد لمجرد وهو له شعبية كبيرة في بلاد المغرب العربي وفرنسا، وبعدها «يا حبيبي» مع ميتري جيمس، والذي يتمتع بشعبية كبيرة في أوروبا وتصل مشاهداته إلى المليارات.

وفي إمكانية محمد رمضان الوصول للعالمية غنائيًا، ذلك ما قاله الناقد الموسيقي محمد شميس، «من الممكن أن يصل للعالمية إذا استمر على ذات الخط الذي يسير عليه حاليًا، والديوهات التي قدمها خير دليل على ذلك، فميتري جيمس هو من أشهر مطربي فرنسا وأوروبا، وهو كان المفتاح الذي دخل به محمد رمضان لأوروبا، وسعد لمجرد وغيرهما، فهو يعرف ما يريد أن يصل إليه ويسعى إليه بخطوات ثابتة، واختياره للديوهات يتم بعناية وذكاء منه».

وأضاف شميس في تصريح خاص لموقع «إضاءات»، أنه لا يمكن القول إن محمد رمضان مطرب، لأن ما يقدمه لا يتماشى مع مفهوم الطرب، بل هو مغنٍّ، وأرقام مشاهداته على موقع اليوتيوب تؤكد ذلك، كما أنه كان مُصممًا على أن يدخل عالم الغناء منذ بداياته.

فهو منذ أفلامه «الألماني» و«عبده موته» وغيرهما كان يستعين بشباب المهرجانات وشحته كاريكا وغيرهم، فهو لمس نجاح تلك النوعية من الأغاني وانتشارها في المناطق الجماهيرية الأكثر كثافة، فبدأ بتقليدهم ولكن بشكل أفضل، لأنه أصبح لديه قدرات مادية أعلى من هؤلاء المطربين.

وعن تطوير محمد رمضان لأدائه الغنائي قال: «محمد رمضان يستعين بعادل حقي لعمل هندسة صوتية لأغنياته، ويأتي بالمدفعجية لكتابة الكلمات والألحان له، وهو حقق معهم نجاحًا منذ بدايته في الغناء، مثل مافيا، وحاليًا التالي يأتي بنجوم المهرجانات ليقدموا معه كلماتٍ وألحانًا ناجحة، كما أنه يستعين بمخرجين للكليبات يظهر من خلالها بشكل به إثارة وحركة، بالشكل المتماشي مع ثقافة المراهقين العالمية».

وعن تحقيق محمد رمضان لنجاح مستمر في عالم الأغاني، أوضح «شميس» أن نجاح محمد رمضان في هذه الأغنيات لأنه يعبر عن الناس بشكل واضح، وأن الناس مرت بهذه التجربة، وهو لا يغني عن نفسه في النهاية فكما قال هو في أحد اللقاءات التليفزيونية «فايزة أحمد غنت عن الأم هل كانت تغني لأمها فعلًا»، فهو يغني للجمهور وما يحبه الجمهور.

دعم نجيب ساويرس له

برغم ما يتعرض له محمد رمضان من انتقادات، فإنه وجد دعمًا من رجل لم يكن يتوقعه على الإطلاق وهو رجل الأعمال نجيب ساويرس، الذي اعتبره «مايكل جاكسون مصر» على حد تعبيره، فمنذ عامين وبعد هجوم محمد رمضان على مهرجان الجونة السينمائي الدولي، استقبله في 2019 نجيب ساويرس في الجونة للمرة الأولى، منذ هذه اللحظة بدأ الدعم.

كان دعم «ساويرس» في البداية من خلال الإشادة بأغنية أو مسلسل، أو الوقوف إلى جانب نجمه المفضل في موقف، ثم تحول إلى دعم مادي من خلال استدعائه لإحياء حفل في «زيد بارك» التي يمتلكها، والإشادة به أمام الجميع واعتراف «نمبر وان» بفضل الآخر عليه ودعمه له.

ولكي يستكمل هذا الدعم، قرر نجيب ساويرس أن يكون محمد رمضان هو الوجه الغنائي لمهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته الخامسة هذا العام، وطبقًا لسياسة الأخير في أن يصنع التريند، قام في طريقه إلى الجونة بنشر فيديو للمضيفات الجويات وهن يرقصن على أغيناته، لكي يصبح هو حديث الجمهور حتى الانتهاء من تقديمه للحفل وهو ما حدث بالفعل.