في السادس والعشرين من فبراير 2023 أسدل الستار على الدورة رقم 73 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، أو كما يسميه أهله برلينالي، هذه الدورة للمهرجان الأكبر عالمياً على مستوى عدد الأفلام وعدد الحضور الجماهيري، قد شكلت لحظة خاصة كونها عادت إلى الشكل الطبيعي للمهرجان بعد سنتين من المعاناة مع وباء كورونا، قاعات ممتئلة عن آخرها بالحضور، أكثر من 320 ألف تذكرة مباعة، وأكثر من 20 ألف ضيف من صناع السينما والصحفيين.

على المستوى الشخصي مثل المهرجان لحظة خاصة لي ولـ«إضاءات»، وذلك من خلال اختياري كأحد أعضاء لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما «فيبريسي» المشاركة في المهرجان. الاختيار جاء بعد ترشيح من جمعية نقاد السينما المصريين، وهو الكيان الذي يحاول، مؤخراً، بشكل ملحوظ زيادة المشاركة النقدية المصرية عالمياً.

زحام الأفلام، مناقشات ما بين العروض، لقاءات الأصدقاء المصريين والعرب، ومناظرات النقاد والصحفيين الألمان، واجتماعات لجنة تجكيم الفيبريسي، كل هذا قد تركني بخمس ملاحظات و10 أفلام كذكريات من برلينالي 73، ربما قد تكون مفيدة لمن يبحث عن التأريخ أو ينتظر الجيد من أفلام هذا العام.

5 ملاحظات

السياسة والحرب

السياسة حاضرة بشكل دائم في برلينالي، هذا مهرجان لا يدعي أنه يفصل بين السياسة والسينما، المهرجان قد تم افتتاحه هذا العام بكلمة من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، الكلمة ركز فيها زيلينسكي بشكل رئيسي على الربط بين تاريخ برلينالي كمنصة للدفاع عن الحريات، كمهرجان يقع مقره تمامًا في المكان الذي فصل فيه سور بين غرب وشرق برلين ومعسكرين سياسيين، بحسب زيلينسكي فإن روسيا تحاول الآن إعادة زمن ما قبل سقوط سور برلين. السياسة استمرت حاضرة في المهرجان بحضور للحديث عن ثورة نساء إيران، عضوة لجنة التحكيم كلشيفته فراهاني بدأت بكلمة مؤثرة أثناء حفل الافتتاح، تلاها حضور لتظاهرة صغيرة أثناء المهرجان على السجادة الحمراء للدفاع عن حريات نساء إيران وحياتهم. في الختام وإن كانت لفتة إنسانية أكثر من كونها سياسية فحفل الختام بدأ بكلمة عن التعاطف مع ضحايا الزلازل في تركيا وسوريا، الفاجعة الكبرى التي للأسف لم تحظ بالاهتمام الكافي عالميًا.

صالات مكتملة ولو ترى التذاكر

المهرجان هو الأضخم عالميًا في عدد الأفلام، هو حتى أكبر من عدد أفلام مهرجاني كان وڤينيسيا مجتمعين، العجيب أن 95% تقريبًا من العروض مكتملة عن آخرها، والـ5% المتبقية كانت شبه مكتملة أيضًا. الحجز يفتح للجمهور كل يوم في العاشرة صباحًا، العاشرة ودقيقة لن تجد بنسبة كبيرة أي تذكرة متاحة للجمهور أونلاين. في مدينة يعيش فيها 3.6 مليون إنسان، ينظر الكثيرون حسدًا لمن ينجح في الحصول على تذكرة.

لجنة التحكيم

المشاركة في لجنة تحكيم الفيبريسي فرصة مهمة للتعرف أولًا على ما يفكر فيه الصحفيون والنقاد والبشر في مختلف دول العالم، زميلنا البرازيلي كان يحكي حكايات مصرية أكثر من حكاياتي. إحدى الزميلات تستطيع التحدث وكتابة النقد بخمس لغات. مشاهدة الأفلام في قسم الفورم الذي كنت مسئولًا عن تحكيم أفلامه سمح لي بالتعرف على أفلام ومخرجين في بداية مسيرتهم، سأتذكر منهم بالتأكيد المخرجة الرواندية مريم بيرارا، التي حاز فيلمها الأول The Bride على تنويه خاص من لجنة تحكيم العمل الأول في المهرجان، كذلك سأذكر المخرج الأرجنتيني مراتن شانلي صاحب فيلم About 30، لكن اللحظة الأفضل لي في المهرجان كانت بلا شك هي التصويت لصالح فيلم «بين ثورات – Between Revolutions» للمخرج الروماني «فلاد بيتري»، سأكتب مقالًا منفصلًا عنه. وأتمنى أن يعرض الفيلم في مهرجاناتنا المصرية والعربية.

كسر الحائط الرابع

ماذا يفعل الناقد حينما يتم كسر الحائط الرابع يوميًا في فعاليات مثل البرلينالي، وخصوصًا إذا وجد في إحدى لجان التحكيم، تشاهد الأفلام يوميًا ثم تلتقي بصناعها في نقاشات قصيرة أو حفلات ممتدة ونقاشات طويلة، تراهم كبشر، وليس فقط كصناع سينما، تتعاطف معهم شخصيًا، وتفهم أكثر عن صعوبة صناعة فيلم والوصول به لبرلينالي، كيف يمكنك بعد ذلك الفصل بين كل ما عرفته ورأيك المجرد عن الفيلم نفسه؟

لحظة تأمل خاصة كانت حينما سلمنا جائزة الفيبريسي في المسابقة الرسمية للمخرج الكبير «رولف دي هير» عن فيلمه بقاء اللطف، الرجل وهو متأثر للغاية أخبرنا أنه انتظر هذه الجائزة 30 عامًا، فقد فاز بها عام 1993 في مهرجان ڤينيسيا لكن شاركه فيها المخرج الأمريكي الكبير «روبرت ألتمان» صاحب الأوسكار الشرفي و6 ترشيحات أوسكار أخرى وقائمة طويلة من جوائز الجولدن جلوب وغيرها، في 93 احتفظ ألتمان بالجائزة «الدبلومة» وظل رولف دي هير ينتظر 30 عامًا للحصول عليها مرة أخرى ليحصل على نسخته الخاصة، التي سلمناها له أخيرًا وهو في عمر الـ71.

عجيب أيضًا ما يمكن أن تؤثر به من خلال وجودك في لجنة تحكيم مثل لجنة فيبريس، أنت لا تعطي جائزة مالية، لكن القيمة الأدبية لا يمكن تقديرها، أحد الفائزين بالجائزة التقى بي بعد تسلمه الجائزة بيوم واحد، ليخبرني أن الفيلم حصل مباشرة على 5 دعوات من 5 مهرجانات سينمائية أوروبية ذات سمعة جيدة فقط لأنهم سمعوا عن فوزه بجائزة فيبريسي.

أفلام جيدة… جدًا

مهرجان برلين يعاني في جلب أسماء كبرى في عالم السينما بسبب توقيته في بداية العام ومباشرة قبل حفل الأوسكار، لكن الاختيارات للمسابقة الرسمية هذا العام كانت قوية، وفي رأي البعض أفضل حتى من اختيارات كان في دورته الأخيرة. اختارنا هنا التحدث عن 10 أفلام، مع التركيز بشكل أكبر على المسابقة الرسمية، لكن هناك أفلامًا يجب التنويه عنها مثل 20,000 Species of Bees صاحب الموضوع الشائك، الذي فازت بطلته ابنة الـ9 سنوات بالدب الفضي لأفضل أداء رئيسي. كذلك الفيلم الألماني الرقيق والبديع Someday We’ll Tell Each Other Everything للمخرجة الألمانية الإيرانية إيلمي عاطف. لنبدأ مع أفلام 10 مهمة من برلينالي 2023.

1. Sur l’Adamant

فيلم الدب الذهبي، من كان يتوقع ذلك، لا أحد، لا أحد على الإطلاق، فيلم المخرج الفرنسي نيكولا فليبير تدور أحداثه في شكل تسجيلي عن مركز علاج نفسي يرتكز بشكل رئيسي على العلاج بالفن، بالرسم، بالموسيقى، ومشاهدة الأفلام.

رواد هذا المركز العلاجي العائم، الذي يتخذ من إحدى السفن العائمة على نهر السين وسط العاصمة الفرنسية باريس مقرًا له، يجتمعون صباح كل يوم مع العاملين به، ويقررون معًا ماذا سيفعلون، الجميع هنا بشكل طوعي، نيكولا فليبير يتتبع كل هذا، الكاميرا توجد، لكنها تترك مساحة للبشر بالحركة، بالتفكير، وتعطي لهم مساحة للحديث معًا، أو لها بشكل مباشر. نقترب منهم ونراهم بشكل مختلف عن الصورة النمطية التي يملكها المجتمع عمن يعانون من المرض النفسي.

كريستين سيتوارت، رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، التي تبدو في مزاج ثوري، قرأت خطابًا يتحدث عن «ما هي السينما؟»، السؤال الذي شغلهم كلجنة تحكيم طوال أيام البرلينالي، ولكنهم قرروا في النهاية أن يمنحوا الدب الذهبي لفيلم فليبير التسجيلي المميز، «نرى أن هذه هي السينما»، هكذا قدمته ستيوارت، فليبير بدوره صعد للمسرح في ذهول تام، ثم سأل ستيوارت ولجنة التحكيم «هل أنتم مجانين؟».

2. Totem

حفلة عائلية تختمر على مهل، العالم بأعين ابنة تشتاق لوالدها، وأب يريد أن يظهر بشكل لائق في ذكريات ابنته. بالنسبة لي ولكثيرين هذا هو الفيلم الأجمل في برلينالي 2023.

فيلم Totem هو الفيلم الثاني لمخرجته المكسيكية ليلا أفيليز. الفيلم حصد جائزة لجنة تحكيم الإيكومينكال Ecumenical خلال فعاليات المهرجان. وتدور أحداثه عن أسرة مكسيكية، نرى دواخلها في معظم فترات الفيلم من وجهة نظر الطفلة سول ابنة الـ7 أعوام، التي تحضر رفقة الجميع في منزل الجد لحفلة مفاجئة لوالدها. كثير من المشاعر، والمفاجآت، والحب الذي يتم التعبير عنه دون كلمات. إدارة ممثلين في هذه المرحلة السنية أمر صعب للغاية، والحصول على أداء بهذه الأصالة أمر مبهر. كيف تصنع فيلمًا يظل في ذاكرة الجمهور من دون أن تضطر لتفجير 10 سيارات أو الإتيان بأبطال خارقين، هذا الفيلم هو الإجابة.

3. Suzume

قبل 21 عامًا بالتمام والكمال فاز ميازاكي بدب برلين الذهبي، قبل أن يحصد كل شيء في هذا العام تقريبًا، نهاية بالتتويج بالأوسكار، ليتم الإتفاق ضمنيًا أن تحفته Spirited Away هو أفضل فيلم أنيمي عبر التاريخ، برلينالي 2023 قرر أن يحاول تكرار التجربة مع فيلم صانع الأنيمي المبدع ماكوتو شينكاي، الرجل الذي صنع Your Name في 2016 ليضع آمالًا مرتفعة للغاية لمستقبله السينمائي، ولينتظر جمهوره فيه ميازاكي جديدًا.

الفيلم يأتي على قدر التوقعات، عالم مليء بالإحالات، قصة يمكن قراءتها على أكثر من مستوى، يمكن الاستمتاع بها بشكل طفولي، كما يمكن مناقشتها بشكل فلسفي، رحلة بين عوالم مختلفة، زلازل، إشارات لعالم ميازاكي نفسه، ورحلة غير متوقعة لكرسي وقطة، لجنة كريستين ستيوارت لم تكن في مزاج للأنيمي ربما. هذا الفيلم سيكون منافسًا على أوسكار هذا العام، العام الذي يشهد عودة ميازاكي نفسه.

4. Afire

منذ 3 أعوام بدأ المخرج الألماني كريستيان بيتزولد ثلاثية العناصر الرئيسية، في Undine اختبرنا عالم الماء، هنا نختبر النار. الفيلم يبدأ بصديقين يتركان برلين في اتجاه عطلة صيفية، ليتعرفا على سيدة لطيفة وغامضة تقوم بدورها باولا بير، الأحداث التي تبدأ في إطار كوميدي على مهل، تنتقل بشكل مفاجئ في الثلث الأخير من الفيلم لخانة التراجيديا.

بيتزولد قد يكون المخرج الألماني الأكثر نجاحًا في هذا التوقيت، ونار أو سماء حمراء، كما يبدو العنوان الأصلي بالألمانية إضافة ممتعة لثلاثيته، إضافة تكتشف وجه تمثيلي يظهر للمرة الأولى في دور سينمائي كبير، «لانجستون أوبل» الذي يصنع الارتباط بحسه الساخر وعفويته أثرًا سرديًا لا يمكنك أن تدركه إلا مع نهاية الفيلم. الفيلم قد توج عن جدارة بجائزة لجنة التحكيم الكبرى.

5. Disco Boy

الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجه الإيطالي جياكومو أبوروزي كان إحدى مفاجآت برلين السارة، الفيلم من بطولة فرانز روجوفسكي، أو واكين فينيكس الألماني كما يصفه صديقنا الناقد البرازيلي مارسيلو جانو. وفي حقيقة الأمر وبغض النظر عن التشابه على مستوى الملامح بين فرانز وواكين، فإن الألماني لا يقل موهبة عن الأمريكي، حتى لو كان أقل شهرة منه عالميًا.

روجوفسكي يقدم بورتريهًا عن رجل يأتي من شرق أوروبا ليبيع روحه لكتيبة الأجانب في الجيش الفرنسي، الكتيبة الحقيقية التي تستخدمها الجمهورية الفرنسية حتى اليوم للقيام بأعمال خطرة ومظلمة في عديد من الأحيان خصوصًا في الدول التي لا تزال تستنزفها فرنسا داخل أفريقيا.

حالة أشبه بالحلم، موسيقى ورقصات تقوم بدور مهم على مستوى السرد، وأداء على قدر التوقعات من روجوفسكي، وتتويجًا لهذا حصدت مديرة التصوير الفرنسية إيلين لوفار جائزة الإبداع الفني عن سينماتوغرافي ديسكو بوي في حفل الختام.

6. Le Grand Chariot

يقولون إنه من الصعب توقع فيلم جيد من مخرج في عمر الخامسة والسبعين، الفرنسي المخضرم فيليب جاريل يقدم رغم ذلك فيلمًا غاية في اللطف هنا، قصة عن أسرة فنية، تدير مسرحًا للعرائس، وتعيد تقديم مسرحيات كتبتها الجدة والأب، الفيلم يجمع عائلة جاريل، والابن الشهير لوي جاريل يقوم بدور الابن الأكبر.

في العربة الكبرى يتم التعبير عن المشاعر الكبيرة بمشاهد قصيرة، إيماءات وعلامات، دون كثير من التفاصيل والحكي، روح فيليب جاريل تبدو شابة، لم يفقد حسه الساخر، ولم يفقد قدرته في التعبير بكاميرته دون إقحام أو مط.

في حفل الختام توج الفيلم بجائزة أفضل مخرج، تتويج قدر ارتباطه بهذا الفيلم، قدر ما يمكننا اعتباره تتويجًا لمسيرة ملهمة، فيليب تسلم الجائزة من الإيرانية الفرنسية كلشيفته فراهاني، عبر أولاً عن دعمه ثورة النساء الإيرانيات، ثم أهدى الجائزة لصديقه ومعلمه جان لوك جودار.

7. About Thirty

لنخرج بعيدًا عن المسابقة الرسمية، وبعيداً عن محاولة الحياد النقدي، هذا الفيلم ضمن قسم Forum هو المفضل لي شخصيًا في برلينالي2023، كوميديا أرجنتينية بطلها شاب في بوينس أيريس يصل لعمر الثلاثين ويمر بأزمة وجودية، ليتجول في ذكريات صداقاته وعلاقاته.

الفيلم هو الثاني للمخرج الأرجنتيني مارتن شانلي، وهو من كتابته أيضًا، وفيه يتجول بحرية كاملة بين طرق السرد، من خلال راوٍ يصاحبنا طوال الحكاية، فلاش باك، قفزات في الزمن للأمام، كوميديا موقف تلعب على حركة الكاميرا وحدها في بعض الأحيان، وعلى عنصر المفاجأة من خارج الكادر في أحيان أخرى.

من أحبوا The Worst Person in The World ليواخيم ترير، أو أني هول لوودي آلن، سيحبون هذا الفيلم بالتأكيد، ولا أعني هنا أن ما يقدمه مارتن شانلي غير أصيل، العكس تمامًا، شانلي يقدم هنا أزمة وجودية مرتبطة تمامًا بهوية شاب في الثلاثين في هذا العصر، وهو بانغماسه التام في مشاكله وهموم جيله، وحتى أفكار طبقته الاجتماعية، ينجح في الوصول لمن يشاركه نفس الهموم في كل مكان في العالم. الكوميديا غير مقدرة نقديًا، ولهذا كنت أتمنى بشكل شخصي أن يتم تقدير هذا العام.

8. Between Revolutions

في كل مهرجان سينمائي هناك جواهر مدفونة، وفي برلينالي يصعب العثور عليهم وسط مئات العروض. «بين ثورات – Intre Revolutii» هو التحفة السينمائية التي لم يكتشفها سوى من ذهب لمشاهدة عروض قسم الفورم في برلينالي 73.

الفيلم المتوج بجائزة الفيبريسي لأفضل فيلم في هذا القسم، يتتبع مراسلات امرأتين بين إيران ورومانيا، في عصر يتغير فيه البشر وتهب ثورات وتنطفئ، الحدود الفاصلة بين الواقع والخيال تبدو غير واضحة، لكن الإنجاز الفني للمخرج الروماني «فلاد بيتري» يبدو جليًا، هذا فيلم سيبقى في ذكرياتك وأحلامك- حتى بشكل غير واع- طويلاً.

9. Past Lives

الفيلم الأول للمخرجة سيلين سونج خرج خالي الوفاض من حفل جوائز المهرجان، لكنه حصد التقييم الأعلى وسط أفلام المسابقة الرسمية طبقًا للجنة مجلة Screen Daily، اللجنة أعطت الفيلم 3,6 نجمة، على مقياسها الشهير صاحب الخمس نجوم، الجدير بالذكر أن أعلى أفلام مهرجان كان 2022 تقييما Decision to Leave لبارك شان ووك كان 3,2 نجمة. الفيلم قد حقق حتى الآن على موقع Metascore تقييم مرتفع للغاية وهو 95% بعد 15 مراجعة نقدية.

كل هذه الأرقام تخبرنا كم أحب النقاد الفيلم، وكم ظلم بخروجه بلا جوائز، هذا هو الفيلم الذي يتوقع كثيرون أن يكون أشهر أفلام برلينالي 2023 في نهاية العام. في هذا المقال يمكنك متابعة مراجعة الناقدة المصرية مها فجال للفيلم، عن لعبة الحب والقدر.

10. Manodrome

في كل مهرجان هناك فيلم يضم طاقمًا من النجوم، ثم ينتهي بكونه أقل من التوقعات، هنا يتحول الأمر لجدل وسط أجواء نقاد برلينالي 2023، في أجواء سيطرت عليها التقييمات شديدة القسوة وشديدة السلبية لهذا الفيلم.

الفيلم الذي جمع في طاقمه التمثيلي أدريان برودي وجيسي أيزنبيرج، من إخراج الجنوب أفريقي جون ترينجوف، تدور أحداثه عن طائفة من الرجال، Cult لها قواعدها الخاصة، تجتذب شابًا يعاني مع حاضر الرجولة السامة، ثم تحاول إيهامه بأمر خطير للغاية، وهو أنه يملك القوة. تعتمد سردية الفيلم في الأساس على جعلنا مشاركين لهذا الشاب في ما يراه حوله في العالم، نرى أوهامه وهلاوسه، ونوبات غضبة، وظاهره العنيف ومحاولته المستمرة لإخفاء ضعفه.

جيسي أيزنبيرج الذي يعاني منذ The Social Network للخروج من شخصية مارك زوكربيرج يجد في بعض لحظات هذا الفيلم متنفسًا للانفجار بشكل مختلف، أدريان برودي يستمر في هوايته لتقديم نسخ مختلفة من عراب مارلون براندو، البعض سأل إذا كان ديفيد فينشر قد صنع تحفته نادي القتال في نهاية التسعينيات، لماذ نجلس لمشاهدة نسخة قد تكون باهتة الآن؟ لكننا يمكن رؤية الأمر بشكل مختلف، الذكورة الهشة قد اختلفت منذ عصر نادي القتال إلى الآن، مر 24 عامًا بين الفيملين. الأمر هنا أشبه بنادي قتال بقيادة أندرو تيت، ربما مع مزجه مع شخصية توم كروز من Magnolia بول توماس أندرسون. خليط عجيب؟ نعم هذا هو الفيلم.