ظهر في الآونة الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي فيديو لفتاة أثناء عقد قرانها، وكانت تدلي بشروطها على الزوج قبل كتب الكتاب، وأثار هذا الفيديو حالة من الغضب على السوشيال ميديا، وكذلك هناك كثير من الآراء ما بين مؤيد ومعارض لما فعلته العروس، إضافة إلى وجود شائعات عن طلاقهما، لذا سنناقش في هذا المقال تأثير السوشيال ميديا على علاقتنا العاطفية والاجتماعية، وكذلك كيف تدمر وسائل التواصل الاجتماعي علاقتنا الرومانسية والاجتماعية وتضر أطفالنا.

مدى انتشار استخدام السوشيال ميديا

كان استخدام السوشيال ميديا في عام 2005 يمثل نحو 5% فقط، ولكن بحلول عام 2019 وصلت نسبة المستخدمين في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 70% مما يدل على مدى انتشارها وتوغلها، إضافة إلى كثرة منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها المتاحة للجميع في الوقت الحالي.

وجد مركز بيو للأبحاث أن فيسبوك ويوتيوب هما أكثر المنصات المستخدمة بخاصة بين فئة الشباب والبالغين، أما عن المراهقين فيكثر استخدامهم لتيك توك وانستجرام وسناب شات، حيث نجد أن نسبة المراهقين الذين يستخدمون السوشيال ميديا وتتراوح أعمارهم ما بين 13 و 17 عامًا تصل إلى 97%.

لذا نستنتج مما سبق أن استخدامنا للسوشيال ميديا أصبح شيئًا أساسيًا في حياتنا اليومية سواء مراهقين أو بالغين مما أثر علينا سلبًا، حيث يمضي المراهق من عمر 13 إلى 18 عامًا نحو 9 ساعات يوميًا على السوشيال ميديا، أما الطفل من عمر 8 إلى 12 عامًا فيقضي نحو 6 ساعات يوميًا!

تأثير السوشيال ميديا السلبي على العلاقات العاطفية

عروسان في ملابس الزفاف
 

يمكن للسوشيال ميديا أن تكون ذات أثر سلبي على العلاقات العاطفية والاجتماعية فهي تزيد من المقارنات والتوقعات غير المنطقية، فقد يعتقد كثير من الأفراد أنه يجد ملاذًا للترفيه في وسائل التواصل الاجتماعي بعيدًا عن مشكلات الزواج أو العلاقة العاطفية، ولكن الحقيقة عكس ذلك بسبب:

  • وجود عدة منشورات غير حقيقة تخبرنا بأن الزواج أمر جميل وكله مميزات فقط.
  • انتشار صور لأسر سعيدة فيعتقد الآخرون أن حياتهم كلها رغد وسعادة، ويتساءل الفرد لماذا حياتي حزينة مع زوجي أو زوجتي؟
  • رؤيتنا لمنشورات متنوعة تجعلنا نقارن حالنا دائمًا بالغير، وتزيد من سقف توقعاتنا في علاقتنا العاطفية مع الآخر.

توجد عدة تأثيرات سلبية للسوشيال ميديا على العلاقات العاطفية تتمثل في ما يلي:

  1. تقلل نسبة رضا الأفراد عن علاقاتهم الرومانسية: وجد أن الأزواج الأصدقاء على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي يكونون أقل رضا عن علاقتهم، وقد يسهم مشاركتهم لإيجابيات العلاقة على السوشيال ميديا دورًا في زيادة تأثير عدم الشعور بالرضا.
  2. تزيد من الخلافات الزوجية: وجود حياة مثالية على السوشيال ميديا يدفع الأفراد إلى المقارنات غير المنطقية وغير العادلة، على الرغم من أن ما يرونه غير حقيقي مما يؤدي إلى استياء كل طرف من الطرف الآخر؛ بسبب عدم تنفيذه لأفعال محددة مثل: شراء سيارة، أو مجوهرات، أو الخروج في نزهة لطيفة، أو عشاء رومانسي، أو تقديم سفرة شهية متنوعة كالتي أجرتها صديقة على السوشيال ميديا، وغيرها من المقارنات.
  3. تخلق توقعات غير منطقية: ما نراه ليس حقيقيًا 100% فمعظم المنشورات والصور معدلة ومنقحة، ولا يظهر منها إلا الجانب المشرق من العلاقة، فقد ترى زوجين في قمة السعادة في مكان جميل خارج المنزل، وقبل التقاط الصورة بعدة دقائق قد يكونان على خلاف وشجار حاد.
  4. تجعل الأفراد أكثر غيرة: وجد أن السوشيال ميديا تزيد من غيرة الفرد بخاصة إذا كان بطبيعته غيورًا، فإنه سيكون أشد تأثرًا ومراقبة لشريك حياته وتصرفاته، كإبداء تعليق أو إعجاب على منشورات الأصدقاء، وثبت أن استخدام فيسبوك يزيد من مشاعر الغيرة، والشك في العلاقات العاطفية، وعدم الثقة.
  5. قد تقلل من قضاء وقت ممتع مع شريك حياتك: إن قضاء وقت ممتع وهادئ مع شريك الحياة أمر ضروري، ولكن تأثير استخدام السوشيال ميديا على هذا الأمر لا يقتصر على عدم وجود وقت كاف فحسب، بل بسبب تأثير اندفاع الدوبامين عند استخدامنا للسوشيال ميديا بسبب إدماننا لها، الأمر الذي يجعلنا أقل استمتاعًا بالأمور الأخرى الهادئة البسيطة كقضاء وقت مع شريك الحياة.
  6. يوفر وسيلة للخيانة الزوجية: تهدف السوشيال ميديا إلى تكوين صداقات، الأمر الذي يجعل البعض يصادق أفرادًا آخرين من الجنس الآخر، وذلك قد يدفعهم إلى عدم الرضا عن علاقتهم العاطفية أو الزوجية، وأحيانًا قد يتطور الأمر ويصل إلى الخيانة الزوجية سواء على أرض الواقع أو على الإنترنت، مما يسبب الطلاق، أو الانفصال، وهدم الأسر.
  7. يمكن أن تجعل الفرد أكثر نرجسية: وجد أن جزءًا من استخدام السوشيال ميديا في بعض الحالات قد يعكس الحاجة إلى تعزيز الذات ومحاولة تحسين احترام الذات وهذه صفات نرجسية، وقد يعزز نشر صور شخصية تدل على العظمة والحصول على الإعجاب عليها من الصفات النرجسية للفرد، حتى لو لم يكن مصابًا باضطراب في الشخصية؛ مما يسبب صدامات زوجية في ما بعد عند اكتشاف تحول شخصية شريك حياته.

اقرأ أيضا: 6 نقاشات يجب خوضها قبل الزواج

لماذا منصات التواصل الاجتماعي مضرة؟

فيسبوك وواتساب
 

لا حصر لسلبيات السوشيال ميديا سواء على المستوى الشخصي من الحالة النفسية أو الجسدية للفرد، أو على المستوى الاجتماعي والعلاقات الشخصية، فمن أضرار السوشيال ميديا على المجتمع ما يلي:

  1. اختراق المعلومات الشخصية والأمان، فإن منصات التواصل الاجتماعي ليست آمنة 100% فقد تعرضت عدة حسابات في تويتر وفيسبوك لعمليات اختراق ونشرت معلوماتهم الشخصية سابقًا. 
  2. تلوث سمعة الشخص، حيث يمكن لأي فرد كتابة قصة كاذبة وتلفيقها لأي فرد يريد إيذاءه، أو لغرض التنمر، أو السخرية، وأحيانًا لا يهمه التشهير بالفرد بقدر ما يهمه أن يكون «ترندًا» على السوشيال ميديا.
  3. التعرض للابتزاز الإلكتروني، فكثير من مستخدمي السوشيال يعرضون صورًا لهم قد تستخدم ضدهم فيما بعد بتعديلها باستخدام برامج فوتوشوب، أو يتعرض الفرد للابتزاز؛ بسبب كثرة المعلومات التي يشاركها عن نفسه وعن عائلته، حتى وإن كان يستخدم إعدادات أمنية مشددة فقد تسرق بياناته وتستخدم ضده.
  4. كثرة استخدامك للسوشيال ميديا يسلبك أهم ثروة لديك وهي الوقت، وكذلك يصيب الفرد بأمراض نفسية مثل: الاكتئاب، والقلق، إضافة إلى التعرض لمحتوى غير ملائم لفئات عمرية كالأطفال والمراهقين.
  5. الإصابة بمتلازمة فومو وهي الخوف من ضياع المعلومات والأخبار، فقد أصبح أمرًا شائعًا لدى كثير من مستخدمي السوشيال ميديا أن يتفقدوا الهاتف دقيقة تلو الأخرى حتى من دون وجود إشعارات؛ خوفًا من فوات أمر مهم أو معلومة كزواج أحد الأفراد، أو خبر الوفاة، أو حتى وجود كوميك جديد منتشر في الآونة الأخيرة، وفكرة أنك قد يفوتك أمر ما قد يؤثر على صحتك العقلية.

التأثير السلبي للسوشيال ميديا على الأطفال والمراهقين

مراهقون يتصفحون هواتفهم الذكية
 

لا يتوقف التأثير الضار للسوشيال ميديا على الكبار والعلاقات الاجتماعية والعاطفية فحسب، وإنما يصل إلى الأطفال والمراهقين وهم في مراحل البناء الأساسية وتشكل الأفكار والمعتقدات، إضافة إلى تكوين حالتهم النفسية والشخصية والتي تتأثر بصورة سلبية جراء استخدام منصات التواصل الاجتماعي.

يظهر تأثير السوشيال ميديا السلبي على الأطفال والمراهقين في التعليم في ما يلي:

  1. تسهم في تبديد الوقت، فهي تجذب الأطفال والمراهقين بشدة وتجعلهم يقضون ساعات طويلة عليها من دون وعي بالوقت، مما يضيع وقتهم الثمين بعيدًا عن التعلم وبناء مهارات ضرورية لنموهم العقلي والجسدي، ويجعلهم غير قادرين على أداء مهامهم المدرسية؛ بسبب كثرة التشتت واستخدام السوشيال ميديا.
  2. تقلل من التواصل البشري الحقيقي؛ لأن المراهق يقضي فترات طويلة على الإنترنت مما يقلل من فترات وجوده وتواصله البشري مع الآخرين وجهًا لوجه، مما ينشئ جيلًا يفتقر إلى مهارات التواصل الاجتماعي، وتعاني الشركات حاليًا بسبب افتقار الشباب الصغار لأساسيات التعامل ومهارات التواصل.
  3. تسهم في تقليل القدرة على التعلم والبحث؛ لأنهم يعتمدون بصفة أساسية على المعلومات المتاحة أمامهم بسهولة.
  4. تقلل من درجات الطلبة في المدرسة؛ بسبب غياب البيانات المطلوبة وقدراتهم على المشاركة والإبداع والنقد، حيث وجد أن من يشاهد التلفاز لساعات طويلة تكون درجاته أقل، مما جعل دراسة أخرى تثبت أن استخدام وسائل الإعلام المختلفة تسبب انخفاض تحصيل الطالب الدراسي، ووسائل الإعلام في وقتنا الحالي أشد وأقوى متمثلة في السوشيال ميديا.
  5. تخفض من الحصيلة اللغوية للطالب وتجعله غير قادر على استخدام لغته بطريقة وبكتابة صحيحة؛ فبسبب السوشيال ميديا أصبح الأطفال يستخدمون الكلمات المختصرة والتعبيرات العامة، ومن ثم يعتمد الطفل تدريجيًا على الكلمات المقترحة من الهاتف أو جهاز الكمبيوتر ويتكرر استخدامها، وينسى لغته الصحيحة.

أما عن التأثير السلبي للسوشيال ميديا على الأطفال والمراهقين من الناحية النفسية والاجتماعية فتظهر في صورة ما يلي:

  1. ظهور فكر خطأ عن صورة الجسم المثالي الخالي من العيوب؛ بسبب زيادة استخدام فلاتر الصور ورؤيتهم لصور معدلة مخفية العيوب، مما يسبب أمراضًا نفسية كالاكتئاب والقلق، وكذلك الإصابة باضطرابات الطعام كفقدان الشهية أو اضطراب النهم.
  2. التعرض للمضايقات الإلكترونية، حيث يوجد الآن نسبة كبيرة من ضحايا التنمر؛ بسبب سهولة إنشاء حساب شخصي زائف ثم إهانة أي شخص وإرسال الرسائل المهددة لنفسيته، وأحيانًا لحياته، حيث يتعرض طفل كل 7 دقائق للتنمر، وتدخل البالغين لحل هذه المشكلة يقتصر على نسبة 4% فقط.
  3. الإصابة بالإدمان، وتعريف الإدمان لا يقتصر على تناول المواد المخدرة فحسب، ولكن يمتد إلى مفهوم شامل أكثر وهو الاعتماد على شيء ما ولا يمكن للشخص التخلص منه بإرادته، وهذا يحدث للمراهقين على السوشيال ميديا، فقد أصبحوا مدمنين لها.
  4. التعرض لسلوكيات جنسية عديدة لا تتناسب مع أعمارهم ولا مع العادات الاجتماعية والدينية، فطبيعة مرحلة المراهقة هي الانجذاب إلى كل ما هو جنسي، ومن المؤسف أن الإعلام بمختلف صورة بخاصة المواقع والسوشيال ميديا يوجد به نسبة عالية من المحتوى الجنسي، مما قد يدفع المراهق إلى أداء سلوكيات جنسية ونشأة حالات حمل غير مرغوب بها.
  5. التعرض للاحتيال والخداع، حيث إن الاحتيال الإلكتروني واحتيال شخصيات مزيفة أصبح سهلًا ومنتشرًا بكثرة ويمكن أن ينخدع بها الكبار قبل الصغار.

اقرأ أيضا: لماذا عليك أن تلغي حساباتك على مواقع التواصل فورا؟