خرجت الفنانة بشرى أمس بأغنية فيديو كليب «كوبرا»٬ الأغنية موجهة بالأساس لمحمد رمضان تحمل نفس لحن أغنيته «نمبر وان» تقريباً٬ وبتنويعات على كلمات نفس الأغنية فتقول بشرى «هوبا هولا هوبا ملك الغابة لدغته كوبرا .. هولا هوبا أسدك يابا هبشته قطة»٬ بثقة تحسد عليها كونها تعتبر نفسها الكوبرا التي لدغت «نمبر وان».

ليس دفاعاً عن محمد رمضان بالطبع٬ ولكنه المنطق يفرض نفسه٬ لماذا تعتبر بشرى نفسها نداً لمحمد رمضان؟ بل نداً متفوقاً عليه لدرجة أنها لدغته وهبشته٬ كما يظهر الأسد الجريح المغطى بالضمادات في الكليب؟


الفنانة بشرى

بشرى٬ الفنانة الشاملة٬ التي لا يصفها أحد بالممثلة رغم أنها مثلت أفلاماً ومسلسلات٬ ولا يصفها أحد بالمطربة رغم أنها أصدرت ألبومات غنائية٬ ولا يصفها أحد بالإعلامية رغم أنها قامت بتقديم البرامج الشبابية في بداياتها٬ ورغم أنها صاحبة فكرة مهرجان الجونة السينمائي الذي أقيمت دورته الأولى قبل عامين في 2017، حتى أنها عندما شاركت في مسلسل «لأعلى سعر» في رمضان 2017 مع نيللي كريم كضيفة شرف٬ كتب اسمها على التتر «المتميزة بشرى».

بدأت بشرى حياتها كمقدمة برامج شبابية ومغنية٬ ثم شاركت في العديد من المسلسلات بداية من سيت كوم «شباب أونلاين»٬ مروراً بـ«العمة نور»، و«لقاء على الهوا»، و«لحظات حرجة»٬ انتهاء بـ«العملية ميسي» مع أحمد حلمي في رمضان 2014. كانت أدوارها متنوعو ولكنها لم تلفت الأنظار بشكل خاص٬ فهي لم تحصل على جائزة مثلاً أو تتلق تكريماً لقاء أي من أدوارها الدرامية.

لبشرى أيضاً أدوار سينمائية٬ بل بطولات٬ فقد بدأت بداية قوية مع يوسف شاهين في فيلم «إسكندرية – نيويورك» في 2005، ثم توالت أدوارها في «ويجا»، ثم «فتح عينيك»٬ ثم شاركت محمد هنيدي بطولة فيلم «وش إجرام»٬ ثم شاركت في العديد من الأفلام الأخرى منها «عن العشق والهوى»، و«أنا مش معاهم»، وفيلم «678»، ثم مشاركتها شادي سرور في بطولة فيلم البارودي «تيتانيك النسخة العربية» الذي عرض فقط عبر يوتيوب٬ مرة أخرى لا تلفت بشرى الأنظار بشكل خاص سوى في فيلم «678» عندما حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي.

حتى عندما ظهرت بشرى كصاحبة فكرة مهرجان الجونة السينمائي٬ طفت على السطح خلافات وقضايا بينها وبين خضر محمد خضر الذي أعلن أنه صاحب الفكرة الأساسي٬ وأنها ببعض التحايل بعد أن دخلت معه في شراكة لتنفيذ المهرجان أخرجته من هذه الشراكة واستأثرت بالفكرة والمهرجان والنجاح٬ وبالطبع الأموال لها وحدها.


نمبر وان

تتردد الأقاويل، مؤخرا أن محمد رمضان يتحدث عن مهرجان الجونة السينمائي أنه مليء بالخمور٬ وأنه غير عابيء بعدم دعوته إلى أي من دورتيه٬ ثم تصريحاته بعدها أنه يجب دعم مهرجانات الدولة بدلاً من دعم مهرجانات رجال الأعمال. هذا -في الغالب- ما دفع بشرى لتصوير أغنيتها الجديدة٬ حيث إنه من غير المنطقي أن تكون الأغنية رداً على أغنيته نمبر وان٬ وإلا فإنه رد متأخر جداً ولا يأتي في موضعه من الأساس.

اقرأ أيضا: أغنية «نمبر وان»: الحالة الغريبة لـ«محمد رمضان»

أما عن كونه «ملك الغابة»، و«نمبر وان»٬ فهو وإن كان يقدم فناً لا يوافق عليه النخبة المثقفة ولا يلقى استحساناً لديهم٬ إلا أنه لدى الجمهور شيء مختلف٬ وما يؤكد على ذلك أنه ورغم خروجه من عباءة الشاب العشوائي إلا أن نسب مشاهدات مسلسله الأخير «نسر الصعيد» ما زالت تنافس على المقدمة.

وكان محمد رمضان قد رد على أغنية بشرى بعد ساعات كاتباً على فيس بوك «الباشا اللي سرح القطة جمهوري بيقولك التاج على راسي يلا يا بروطة»٬ كانت بشرى قد صرحت أنها تنتظر رده على أغنيتها غالباً بأغنية مماثلة، وبالفعل ما لبث محمد رمضان أن نشر على صفحته الرسمية منشورًا آخر يؤكد فيه على رده بأغنية في خلال أيام، قائلًا: «انتظروا كليب #أنا_مافيا خلال يومين على قناتي الرسمية على اليوتيوب».


Diss Track

Diss Track نوع من أنواع الهيب هوب٬ وهي بتبسيط مخل تشبه قصائد الهجاء٬ فهي أغنيات يؤلفها ويؤديها مغنيو الهيب هوب بغرض النيل من أحد المنافسين٬ والحط من شأنه٬ وإثبات أنه أقل قدراً.

عندما أطلقت بشرى أغنيتها انقلبت السوشيال ميديا والمواقع المهتمة بالفن٬ واعتبره الكثيرون «ردحا»٬ كما اعتبروا أغنية محمد رمضان من قبل شيئاً مستهجناً وغريباً٬ ورغم أن الأغنيتين بالفعل ينطبق عليهم هذه الأوصاف٬ فإن هذا النوع من غناء الهيب هوب في الخارج معتاد وقد فعله مشاهير كثيرون٬ إمينيم وماريا كاري٬ بل وحتى بوب مارلي٬ كلهم قاموا بتأدية الـDiss Track مرة أو أكثر.

اللافت للنظر في أغنية بشرى ليس أنها فتح جديد في عالم الغناء٬ حيث إنه كما أوضحنا معتاد لدى مؤديو الهيب هوب٬ ولكن اللافت فعلاً هو المبدأ الذي بنت عليه بشرى هجومها، وهي التي لم تحقق أي نجاح لافت في أي شيء رغم أنها تؤدي في كل مجالات الفن٬ على محمد رمضان الذي يؤكد في كل عمل فني أنه ناجح وموجود على الساحة بقوة بل ومتصدر.

على الأقل كانت الأغنية ستكون أقل إثارة للسخرية إذا هاجمت محمد رمضان دون التطرق لأنها تمكنت من التفوق عليه٬ أو لم تتطرق إلى التذكير بالنهاية التي لن تتخطى «متر في متر قماش» خاصة أن مشاكلها مع خضر محمد خضر واتهامها بسرقة مجهوده ما زال طازجاً وحاضراً في الأذهان بقوة.