لن أكون مبالغًا إذا قلت إن الولايات المتحدة الأمريكية هي أعظم دولة شهدها العالم قديمه وحديثه؛ جغرافيا هائلة، وتعداد بشري كبير، ودستور يجمع ألوانًا من البشر لا حصر لها، مع نفوذ عالمي لا مثيل له، وأساطيل تجوب مياه العالم أجمع
تتربع أمريكا على عرش العالم وحدها كقوة عظمى، بلا منازع ولعدة سنوات مضت، فبانهيار الاتحاد السوفييتي الذي لم يكن ندًا للحضارة الأمريكية أصلًا، بدأ عصر القطب الأوحد، ولكن جاء انتخاب دونالد ترامب ليضع علامة فاصلة بين عهدين. فهل ينجح ترامب في تدمير المكانة التي وصلت إليها أمريكا؟تنبع القوة الأمريكية من عدة عوامل مجتمعة، هذه العوامل هي ما أكسبت الدولة والأمة الأمريكية على حد سواء قدرات هائلة. وهي تمثل أساس تشكل (القوة العظمى) الأمريكية ونختصرها في ثلاثة عوامل رئيسية؛ «الجغرافيا – الديموغرافيا – الهيمنة».تمثل كل من الجغرافيا والديموغرافيا قلب القوة الأمريكية، وهما العاملان الأساسيان في نهضتها ووصولها لما يتخطى فكرة القوة العظمى ليشبهها البعض بالحضارة المثالية. فإلى جانب الجغرافيا الواسعة والموارد الكثيفة نرى التنوع الحضاري والثقافي والسياسي والتعددية الحزبية. ثم يأتي ثالثًا في مثلث القوة الأمريكية «الهيمنة» وما تعنيه من حضور أمريكي في كل الساحات الدولية والإقليمية. ولكي نحاول الإجابة على سؤال القوة الأمريكية وإمكانية بقائها علينا أن نسأل أنفسنا أولًا؛ هل يمكن لأي رئيس أمريكي قادم أن يرتكب من الأخطاء ما مجموعه يؤدي إلى تحطم ركن من أركان المثلث؟

الكاليكست: هل تتغير الجغرافيا؟

تتمتع الولايات المتحدة بجغرافيا مميزة، فهي دولة قارية بامتياز. تطل على أهم محيطين بالعالم الهادي والأطلسي، يمنحها ارتفاعها عن سطح البحر مناخًا جميلًا، وتتسع قاعدتها الجغرافية لتضم موارد بترولية ومعدنية وزراعية هائلة. تتمتع الولايات المتحدة أيضًا بنظام نهري يشقها طولًا وعرضًا، الأمر الذي يجعل الحركة والتجارة بطول البلاد وعرضها أمرًا ميسورًا. بالإضافة إلى ذلك تمتلك الولايات المتحدة جارين فقط يمكن أن تقلق بشأنهما.بُني على هذه الجغرافيا 50 ولاية أمريكية، اتحدت لتشكل هذه الدولة وفق دستور يضع حدًا فاصلًا بين سلطات الحكومة الفيدرالية وبين الولايات. كما يوضح الدستور الأمريكي بروتوكولًا يسمح بضم المزيد من الولايات إلى الاتحاد الفيدرالي، لكنه أبدًا لا يوضح طريقة تسمح لمواطني ولاية أمريكية بطلب الانفصال ناهيك عن تحقيقه، وإذا أردنا الحديث عن تغير كبير في ميزان القوة في العالم، فإننا نتحدث إذن عن تغير في قلب هيكل القوة الأمريكية وهي الجغرافيا. فهل يُعتبر هذا ممكنًا؟«واحد من كل خمسة (كاليفورنيين) يحلمون باستقلال ولايتهم عن الاتحاد الفيدرالي»؛ كانت هذه نتيجة استطلاع الرأي الذي أجرته رويترز/إبسوس عام 2014، وتزامن هذا الاستفتاء مع أجواء الاستفتاء الذي شهدته المملكة المتحدة عن استقلال سكوتلاند. أما في أجواء عام 2017، مع انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، أعادت رويترز/إبسوس نفس الاستفتاء مرة أخرى لتخرج بنتيجة صادمة وهي أن «واحد من كل ثلاثة كاليفورنيين يحلم بالاستقلال عن الاتحاد الفيدرالي»، لتصل النسبة إلى 32% وهي أعلى نسبة تضمنها استفتاء على الاستقلال داخل الولايات المتحدة. فهل يمكن حقًا أن تستقل كاليفورنيا عن الاتحاد الفيدرالي؟
هناك الكثير من العداء لترامب، المواطنون يعتقدون أنه من الأفضل لنا أن نغادر بدلًا من القتال

ستيف مافيجلو – المستشار السياسي للحزب الديمقراطي

أعطى انتخاب ترامب دفعة كبيرة لحملة (نعم كاليفورنيا)، وهي حملة شعبية تهدف لجمع التوقيعات المطالبة باستقلال كاليفورنيا عن الاتحاد الفيدرالي، وفي ضوء التطورات السياسية الأخيرة المتعلقة بقرار ترامب إلغاء إقامة المهاجرين من عدة دول إسلامية، تزايد الصخب المحيط بهذه الحملة.ومساء الجمعة 27 يناير/كانون الثاني، قال سكرتير ولاية كاليفورنيا، أليكس باديلا، إنه أعطى حملة (كاليكست) الترخيص للبدء بجمع التوقيعات اللازمة وعددها 600 ألف تقريبًا، لكي يتم إدراج هذا المطلب بشكل رسمي على التصويت العام خلال الانتخابات المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2018. وتحديدًا، يجب أن تجمع الحملة، بحلول 25 يوليو/تموز القادم، ما مجموعه 585 ألفًا و407 توقيعات، أي 8% من إجمالي عدد الناخبين المسجلين على قوائم الولاية في هذه الولاية الشاسعة والغنية، الواقعة غرب الولايات المتحدة، والتي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة. و بتعدادها السكاني الضخم الذي يزيد على سكان بولندا واقتصادها الذي يعد السادس على العالم متفوقا على اقتصاد فرنسا، لكن في واقع الأمر يُعد الانفصال أمرًا غير واقعي، فدستور الولايات المتحدة لا يتضمن أي نص عن استقلال الولايات بعد انضمامها للاتحاد، بل ينص على أن هذا الاتحاد غير قابل لإعادة التقسيم أو التفكيك بأي صورة من الصور.وإذا نجحت كاليفورنيا في الوصول إلى مراحل متقدمة في قضية الاستقلال عن الاتحاد فإنها لن تواجه فقط عقبات قانونية أو دستورية، لكنها تواجه أيضًا مخاطر بعمل عسكري. فلا ننسى أن الحرب الأهلية الأمريكية كانت أصلًا ضد استقلال الجنوب، وفي آخر انتفاضة خرجت من الجنوب عام 1864 قوبلت بحسم عسكري دمر البنية التحتية والعسكرية والمدنية للثوار.في النهاية؛ وفي ضوء السنوات الأربع لترامب في السلطة، فإن أي تغير في الجغرافيا الأمريكية يبدو أمرًا بعيد المنال، ومن غير المتوقع نجاح أي من الحركات الانفصالية أو الثورية، مثل كاليكست أو تلك التي في تكساس، في الوصول لأهدافها.

الديموغرافيا: عُقدة الهجرة وتقبل الآخر

تحتل الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الثالثة من بين دول العالم من حيث عدد السكان «307 ملايين نسمة». تتميز بأنها واحدة من أكثر دول العالم تنوعًا من حيث العرق والثقافة. تشكل الليبرالية والحرية الفردية إلى جانب قبول التعددية والاختلاف أساسًا من أسس الهوية الأمريكية، وأيضًا شرطا رئيسيًا من شروط بقائها.هناك 45.5 مليون شخص من أصل هسباني (مكسيكي-لاتيني) يعيشون في الولايات المتحدة، وهو عدد يمثل 15 في المائة من عدد سكان الولايات المتحدة. ويشكل السود ثاني أكبر أقلية، حيث يصل عددهم إلى 40.7 مليون نسمة (13.5 في المائة)، تليهم الأقلية الآسيوية التي تضم 15.2 مليون نسمة. ومع بداية الألفية الجديدة، كان البيض يمثلون الأغلبية في جميع الولايات عدا هاواي.أما الآن فالبيض يمثلون نسبة 66 في المائة من عدد السكان. ويوجد اليوم في هاواي وثلاث ولايات أخرى هي:- نيو مكسيكو وكاليفورنيا وتكساس – نسبة أكثر من 50 في المائة من السكان تتألف من أشخاص من أصل هسباني من غير البيض.
16558417_10154314802237503_620464744_n
16558417_10154314802237503_620464744_n
رسم توضيحي للتنوع العرقي داخل الولايات المتحدة في عام 2014 و المتوقع عام 2060

أثارت تصريحات دونالد ترامب العدائية تجاه الأقليات والمهاجرين حفيظة الأقليات الأمريكية على اختلاف أطيافها، ولاحقًا وبعد تنصيبه أكد دونالد ترامب عزمه إتمام مشروع جداره الفاصل مع المكسيك، حتى أنهى دونالد ترامب سريعًا جميع التوقعات بشأن فترة رئاسته ليضعنا أمام الحقيقة المُرة. ألا وهي أنه ينوي أن يسير في الطريق الذي وعد به أثناء حملته الانتخابية.بهذه الكلمات أنهى دونالد ترامب زيارة الرئيس المكسيكي قبل أن تبدأ. يرتبط اقتصاد المكسيك بشدة باقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية وتعتمد أمريكا عليها في استيراد كمية كبيرة من البترول، ومع ذلك لم يمنع هذا ترامب من تعقيد العلاقات بين البلدين لغرض بناء جداره العازل.قال ترامب الكثير عن المهاجرين، حتى تعهد بترحيل ما يزيد على 11 مليون مهاجر غير شرعي داخل البلاد. ولم ينتظر ترامب الكثير هذه المرة، لكنه لم يبدأ بالمهاجرين غير الشرعيين، و أصدر قرارًا بحظر سفر مواطني سبع دول إلى الولايات المتحدة. أثار هذا القرار استياءً كبيرًا في الداخل الأمريكي وذلك لأنه يعارض أساسًا من أسس الدستور وهو عدم التفريق بسبب الجنس أو الدين أو اللون. ولكن استطاع ترامب فرض القرار التنفيذي وعطل دخول حاملي بطاقات الجرين كارد ومزدوجي الجنسية.ما يهمنا هو ليس فقط قرار ترامب بحظر السفر، ولكن في رد فعل الشارع الأمريكي المعارض بشدة للقرار، حيث خرجت مظاهرات في كل المطارات الأمريكية معارضة لتنفيذ القرار، كما نظم سائقو التاكسي إضرابًا عن العمل داخل مطار (جون-إف-كينيدي)، هذا بالإضافة إلى قرار القاضية الأمريكية بوقف تنفيذ قرار الرئيس.أظهر رد الفعل الشعبي الأمريكي وعيًا كبيرًا بأهمية التنوع العرقي داخل البلاد كما لم يتخلف وادي السليكون أيضًا عن إدانة القرار، حيث قال تيم كوك – المدير التنفيذي لشركة أبل – في رسالة إلكترونية للعاملين بالشركة: «لن توجد أبل بدون الهجرة، فما بالكم بأن ننجح أو نبتكر، أشارككم مخاوفكم. نحن لا ندعم هذه السياسة»، كما صرح أيضًا لـ «وال ستريت جورنال» مساء الثلاثاء، أن شركة أبل تفكر في اتخاذ إجراء قانوني ضد قرار ترامب بحظر السفر.يبدو إذن أن رؤية ترامب الخاصة بالهجرة والتنوع تضرب صميم الحلم الأمريكي. نغلق حدودنا ونرحل اللاجئين والمهاجرين في مقابل الكلمات المنقوشة على قاعدة تمثال الحرية «أعطوني متعبكم وفقيركم وجموعكم التواقة إلى تنفس الحرية، والبائسين الذين رفضتهم الشواطئ. أرسلوا مشرديكم الذين ضربتهم العواصف. أرفع مشعلى بجانب الباب الذهبي».دفعت موجات الصعود اليميني في أمريكا والعالم إلى تزايد العداء ضد المهاجرين، وخاصة المسلمين منهم، شهدت كندا هجومًا على مسجد ومركز إسلامي أثناء الصلاة من قبل شاب كندي غير معروف عنه ميوله للعنف، لكن ما استوقفنا في تقرير الـ«بي بي سي» عن الشاب هو ما قاله أحد زملائه «إن الملف الشخصي لـ بيسونيت (منفذ الهجوم) على الإنترنت وصداقاته المدرسية، لا تكشف الكثير عن معتقداته المتطرفة، لكنها أصبحت مؤخرا أكثر وضوحًا، وبدا ذلك الأمر واضحًا خلال زيارة مارين لوبان لمدينة كيبيك، ما شجع بيسونيت على التعبير عن آراء أكثر تطرفًا على الإنترنت تأييدًا لها”.كان مجرد حضور مارين لوبان الزعيمة اليمينية المتطرفة إلى كندا أمرًا كافيًا للشاب للتعبير عن المزيد من رؤاه المتعصبة. فكيف نتخيل أثر قدوم ترامب إلى كرسي السلطة في أمريكا على المتطرفين في العالم؟شهدت أمريكا أيضًا حوادث عنف متزايدة بحق اللاجئين والملونين ومثليي الجنس مؤخرًا، تزايدت مع وصول ترامب إلى السلطة، ومع أن هذه الحوادث لا تزال في إطار فردي فإنها تبشر أنه باستمرار دونالد ترامب في نهجه فإنه يهدد حالة السلم المجتمعي والتنوع العرقي التي تمثل أساس حضارة الولايات المتحدة. وأن أي عنف محتمل قد يشعل سلسلة من الحوادث لا تنتهي في ظل القلق المجتمعي من اضطهاد الأقليات.ما يثير الخوف حقيقة هو أن الرئيس الأمريكي بإمكانه أن يفعل ما يريد على المستوى التنفيذي، ولكن ما يعول عليه هو المؤسسات الأمريكية ومنظمات المجتمع المدني في أن تشكل حاجزًا بين خطة ترامب وبين تطبيقها على أرض الواقع. وبدون ذلك فإننا سنشهد ترنحًا للحلم الأمريكي نفسه.


فقدان الهيمنة: ونهاية «العالم أحادي القطب»

إذا كانت المكسيك غير عازمة على الدفع لبناء الجدار، فسوف يكون من الأفضل إذن أن نلغي اللقاء القادم

دائمًا ما كان ترامب غامضًا بشأن كل شيء يخص سياسته الخارجية إلا شيئين مهمين؛ أمريكا أولًا، والحماية الاقتصادية لأمريكا. وليس هذا بالأمر البسيط. فنظرية الحماية الاقتصادية هي تهديد للنفوذ الذي يشكله الاقتصاد الأمريكي حول العالم، حيث نجحت أفكار مثل العولمة وحرية التجارة في بسط نفوذ الدولار الأمريكي حول العالم، وأدت بمختلف الدول إلى تبني اتفاقيات مثل الجات والتجارة عبر الأطلسي وغيرها. وبدا أن النموذج المثالي حول العالم هو النموذج الأمريكي. فكيف سيكون شكل العالم حين تنكمش الإمبراطورية الأمريكية على نفسها؟إن الأمر الذي يُبقي دولا مثل الصين أو اليابان أو ألمانيا في وضع جيو-إستراتيجي ضعيف في إقليمها هو علمها أن الأساطيل الأمريكية والمارينز على بعد خطوات منها ومع فارق التسليح والتجهيز الكبير، تدور هذه الدول داخل دائرة الأمن القومي الأمريكي ولا تتخطى حدودها الحمراء. ولكن مع ترامب فإن أمريكا تتجه نحو نظرة جيو-إستراتيجية مختلفة للعالم، يسيطر عليها المفهوم الاقتصادي بدلًا من السياسي.لا يرى ترامب في القواعد المنتشرة حول العالم عائدًا مباشرًا على الخزانة الأمريكية، ولذا سيفكر في غلقها إلا إذا شاركت الدول التي بها القواعد في جزء من التكاليف. عندها يمكن أن يتحقق وعد دونالد ترامب (المال مقابل الحماية)، وستضطر دول مثل الخليج إلى ضخ المزيد من الأموال في الخزانة الأمريكية لضمان بقاء القواعد والأساطيل.وفي نفس الوقت سوف تسعى تلك الدول بالتوازي إلى خلق إما توازن عسكري أو دبلوماسي مع العدو، يتمثل هذا فيما نراه من اتجاه اليابان لإعادة بناء أسطولها، والتوجه السعودي نحو الهيمنة العسكرية على محيطها الإقليمي عن طريق الفواعل العابرة للحدود أو التدخل المباشر مثل ما حدث في حرب اليمن. وهو ما يعني أنه في اللحظة التي ستغلق فيها أمريكا الباب على نفسها، سيولد نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب. فمع تخلي أمريكا عن دور شرطي العالم سوف نشهد تزايدًا في الطموح الإقليمي لبعض الدول، فألمانيا أو تركيا أو اليابان والتي كانت يومًا ما دولًا عُظمى ستحاول البحث عن مكان أفضل لها في ذلك العالم. كل هذا وغيره يهدد السلام العالمي بشدة. أما الصين أو روسيا فإن أيًا منهما لا يمتلك الإمكانيات الحضارية أو الاقتصادية أو العسكرية لترث تلك الامبراطورية.اقرأ أيضًا: توماس فريدمان: ما أكثر ما يخيفكم من رئاسة ترامب؟ لذا وللإجابة على سؤالنا المبدئي: هل يمكن أن يتسبب ترامب في تدمير الولايات المتحدة الأمريكية؟فإننا نقول إن هذا يبدو أمرًا بعيد المنال. فمن الصعب على ترامب في فترته الرئاسية تلك حتى عام 2020 أن يؤدي إلى هز أعمدة الإمبراطورية الأمريكية، ألا وهي (الجغرافيا-والديموغرافيا)؛ فمن المستبعد أن تتغير خريطة الولايات المتحدة، كما من المستبعد أن يصنع ترامب بسياساته الحمائية والمضادة للهجرة تغييرًا كبيرًا في البنية الديموغرافية في البلاد. ورغم ذلك؛ فإنه من المتوقع أن تؤدي سياساته إلى الكثير من الاضطراب في بنية المجتمع الأمريكي، الأمر الذي يضع المجتمع والمؤسسات الأمريكية أمام تحدٍ حقيقي يمس هوية البلاد.أما على جانب النفوذ والهيمنة فمن المتوقع أن يؤدي ترامب بأخطائه السياسية إلى تراجع الدور الأمريكي حول العالم، ومع ضعف الفواعل العالمية الأخرى فمن المستبعد أن نجد قوة تستطيع ملء الفراغ الأمريكي. لذا ومع انتهاء فترة ترامب فسوف يكون من السهل على أمريكا أن تسترد مكانها الطبيعي طالما بقيت مواطن قوتها متماسكة.