أهلًا ومرحبًا بكم. أنتم الآن في أحد أكثر الأماكن زيارة بالنسبة لمهووسي الأموال والراغبي في اقتناص طائر الحظ من عشه الذي لا يُرى بالعين المُجردة. عن ذلك المكان، وتلك الآلة بالتحديد التي أقف أمامها، أُجريت العديد من الأبحاث والدراسات، كلها تدور بفلك واحد لا سواه: كيف يمكن أن تفوز في تلك اللعبة الملعونة؟

كل شيء هنا مخطط وموضوع بعناية، من الأرض والأسقف وكل الحوائط، كل العوامل التي تجعلك تشعر بالراحة لتنفق كل ما تملك بهدوء، طبعًا لا داعي للتذكير أن كل العوامل مجهزة مسبقًا عدا عامل واحد فقط لا قدرة لنا عليه؛ ألا وهو الحظ.

إذا كنت تتمعن في التفاصيل قليلًا، ستُدرك أن سياسة نوادي القمار وألعاب الحظ باتت تسيطر على العالم أجمع. مع الوقت وزيادة التقدم، أدرك الجميع أن الأموال هي الطريق الأوضح للسعادة في هذا الوجود. للمال طرق عدة، أفضلهم هي تلك التي تُتّبع هنا، فأصبح الجميع يحاوط زبائنه على طريقتنا من أجل الوصول إلى أقصى درجات الربح.

في كرة القدم على سبيل المثال، والتي نسعى لدمجها إلى عالمنا الخاص الليلة، قد بدأت في خطتها منذ سنوات. من ألعاب الفانتازي والإعلانات الدعائية والظهور السياسي والاجتماعي وغيرهم، محاولات تظهر أنهم يسعون لخلق نادٍ كبير خاص بهم يقوم على المقامرة أيضًا، أو على استنساخ فكرتنا بطريقتهم.

الآن سنحاول نحن أن نقوم بالعكس، أن ننسخ فكرتهم في عالمنا، وإليكم الطريقة:

في ليالي الأعياد والاحتفالات بالسنة الجديدة، استضفنا في أحد نوادي الروليت مجموعة من ممثلي الفرق الأوروبية وكذلك بعض اللاعبين الذين يسعون للمقامرة بحظوظهم في 2019 على روليت الأحلام. ستدخل كل الفرق رهانات للعام الجديد. على كل طاولة رهان جديد ولاعبون يسعون لربح خاص بالطاولة نفسها، وسيكون متاحًا لكل شخص على أي طاولة أن يشارك على غيرها طالما يملك القدرة المادية على الرهان في الطاولات الأخرى.

المزيد من الشرح سيتضح مع كل لعبة.


الطاولة الإنجليزية: حماس منقطع النظير

لن نعاني تسويق هذه الطاولة إعلاميًا، كل المشاركين هنا يملكون صيتًا يجعل المنافسة على روليت بطل الدوري الإنجليزي هو الأكثر متابعة عند الجميع. نملك على هذه الطاولة 6 لاعبين، يملك كل منهم عددًا معينًا من العملات يساوي مجموع نقاطه في البطولة حتى الشهر الأخير من عام 2018.

ليفربول، مانشستر سيتي وتوتنهام هم الأكثر حيازة لهذا العام، من بعدهم يأتي الصراع اللندني بين أرسنال وتشيلسي ومن بعيد مانشستر يونايتد. كل فريق سيقامر الآن بعدد نقاطه موزعًا على مجموعة من الأرقام من 0 حتى 36 وهي أرقام تخص الصراع على اللقب نفسه، بجانب خانتين أُخريين هم الأقل مخاطرة: مركز مؤهل لإحدى البطولات الأوروبية وهي خانة الأرقام الحمراء، أو المراهنة على ضمان مركز في الأربعة الأوائل وهي خانة الألوان الزرقاء.

والطبيعة تجزم أنه طالما كنت تملك عددًا أكبر من العملات أو بالأحرى النقاط سيكون لديك فرصة للمراهنة على أرقام أكثر وبالتالي حظ أوفر في الربح بواسطة حجر الروليت. مواطنو السيتي راهنوا على أرقام 7، 21، 25 بالألوان الزرقاء، و10 باللون الأحمر. في حين وضع ليفربول كل ما يملك في أرقام 1 و11 بالأزرق، و4 بالأحمر واكتفى. في حين راهن توتنهام على 0، حيث لا يميز الفريق أحد لاعبيه على الآخر ويضع الجماعية فوق كل شيء.

أرسنال وضع كل ما يملك لهذه الطاولة على الألوان الزرقاء فقط، بينما قرر تشيلسي أن يقسم رهانه بين خانة الألوان الزرقاء وخانة رقم 3. اليونايتد اكتفى بوضع القليل الذي يملك على نصفين في الأحمر والأزرق فقط، دون اتخاذ مخاطرة نحو المراكز المتقدمة من الجدول.

يدور الروليت .. يعطي 25 باللون الأزرق، فيهلل جوارديولا ورفاقه.


روليت الأبطال: لا مجال للأمان

ننتقل الآن نحو طاولة الأبطال، حيث لا موضع لخانات الأمان، إما أن تربح كل شيء أو تخسر كل شيء. يمكن تشبيهه بالروليت الروسي الذي يُلعب بالطلقات الحية.

الآن لدينا 16 متنافسًا على طاولة واحدة لكن ليسوا جميعًا سينافسون بقوة للربح على لف الروليت هذه المرة، فقط نملك: ريال مدريد، يوفنتوس، برشلونة، مانشستر سيتي ويونايتد، باريس سان جيرمان، ليفربول، بايرن ميونخ، أتلتيكو مدريد ودورتموند.

الأرقام هي موضع الجدل بالكامل: من 0 حتى 36 ولا سواهم. الـ«ميرينجي» وضع الرهان على رقم 14، برشلونة على رقم 10، فلا يوجد أفضل من «ليو» للاستبشار به كرهان في مواجهة الحظ، في حين كرر الـ«ريدز» رهانه على رقم 11، ميونخ على رقم 6، اليوفي جرب هذه المرة الرقم 7 عله يكون شافعًا، وذهب الـ«سيتيزنس» مع الرقم 1، بينما اختار اليونايتد 4.

في حين كانت أرقام 12، 30 و0 لفرق دورتموند، بي إس جي وأتلتيكو مدريد، على الترتيب.

تتأرجح الكرة هذه المرة حتى تستقر على الرقم 7 . كريستيانو ينزع قميصه ويحتفل، أما أليجري يبتسم بهدوء كالمعتاد.


الحذاء الذهبي: طاولة «ميسي» المفضلة

على الجانب الآخر من صالة اللعب، اجتمع مجموعة من اللاعبين فوق طاولة الحذاء الذهبي. على رأسهم كان: «هاري كين»، «محمد صلاح»، «كريستوف بياتيك»، «نيمار» «أوباميانج» و«مبابي». لكن يعرف الجميع أن للأرجنتيني ونظيره البرتغالي أفضلية فوق هذه الأرض، لذا فإن الجميع ينافس ولكن باستحياء طالما تواجد أحدهما، حتى ولو بنصف قوته، على ذلك الرهان.

في العام الماضي، نجح ليونيل في حسم الحذاء الخامس له في التاريخ ليتساوى مع رونالدو، بينما في هذه السنة يبدو أن الدون سيبتعد قليلًا في استراحة محارب ربما تنتهي سريعًا وربما تكون حسن الختام. في حين أن البرغوث ما زال يلدغ بلا رحمة، وهو الآن يجلس على الطاولة بأفضلية عن كل منافسيه.

اختار كل منهم رقمه المفضل، وكان لا يشك لحظة في أنها ليست ساعة حظه وقد كان. الرقم 10 كان المفضل للكرة من جديد. ميسي الخجول لا يحتفل ويكتفي بالإيماء برأسه.


للصغار فقط: حظك لهذا العام

لو زرت أحد نوادي القمار ذات مرة، أو صادفت إحدى صورهم على الإنترنت، ستكتشف أنها تشبه المتاهة. في كل موضع لعبة مختلفة تجذبك للتواجد عليه، لا يوجد أي نقطة بالمكان لا تسحب منك أموالًا. حركة بسيطة بعيدًا عن طاولة الحذاء الذهبي سنجد خلفنا طاولة للشباب دون الـ21، وبالرغم من كثرتهم على هذه الطاولة لكن أحدهم يبدو أنه يفهم اللعبة أفضل من البقية.

مرة تلو الأخرى، تشير كرة الروليت إلى الرقم 8، إنه الرقم المفضل للجزائري الأصل: «حسام عوار». من الواضح أن 2019 هو عام حظ الفرنسي الشاب نجم ليون المنتظر. بين وصفه بالرائع من قبل «بيب جوارديولا» وبين صراع الكبار عليه للحصول على خدماته في الفترات التعاقدية القادمة سواء شتوية أو صيفية.

ترى، هل يصدق الروليت ويكون 2019 عام انفجار ابن الـ20 عامًا؟


أينشتاين يجيب

يتملك السعي وراء تفسير الحظ العديد ممن يعتقدون في أن له نقطة ضعف علمية دائمًا. فبالرغم من أنه لم يترك بابًا إلا وطرقه، لكن في داخل الكثير منا جزء من عدم الإيمان الكامل بتلك الأسطورة القديمة التي يظن القلة القليلة الأخرى أنه -الحظ- يملك العالم.

اقرأ أيضًا: كم تتوقع نسبة الحظ في نتائج مباريات كرة القدم؟

الروليت مليء بألعاب الذهن والمقامرة، لكنه كغيره في العموم، وككرة القدم بالأخص، يتحكم به الحظ أكثر بكثير مما يُدرك الجميع. شيء آخر يجب أن تنتبه إليه أندية العالم المشاركة في هذه اللعبة، وهي أن أحد الجوانب المظلمة في الروليت هي السرقة. أحيانًا تكون اللعبة مُعدة مسبقًا للفائز مهما بذلت من مجهود، كما يؤمن ألبرت أينشتاين.

لا يمكن أن يفوز أحد بالروليت ما لم يسرق النقود من الطاولة بينما لا يشاهده العاملين.
رأي عالم الرياضيات «ألبرت أينشتاين» في لعبة الروليت