في الثالث عشر من أكتوبر الجاري، وقبل يوم واحد من بدء فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية اشتعال النيران في جانب من مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة الذي أصبح منذ الدورة الرابعة المنصة الرئيسية للمهرجان والتي تشهد مراسم حفلي الافتتاح والختام إضافة إلى عدد من العروض والفعاليات الخاصة.

كشأنه كل عام، يتحول مهرجان الجونة السينمائي إلى مادة للتندر ومصنع للتريندات على مواقع السوشيال ميديا. لا يسأم الجمهور من ترديد نفس الآراء المثيرة للجدل والنكات اللاذعة والمهينة أحيانًا، بل إن الأمر وصل إلى تناقل العديد من المنشورات الشامتة في حريق مركز الجونة والتي أسف أصحابها لأن الحريق تقدم بضع ساعات عن موعد الافتتاح. وفي المقابل كان رد الأخوين ساويرس مثيرًا لمزيد من الاستقطاب إذ قال المهندس سميح ساويرس: «الكلاب تعوي والقافلة تسير»، وقال المهندس نجيب ساويرس: «موتوا بغيظكم» وهو ما دفع الكثيرين للمغالاة في انتقاد المهرجان واختزاله في مراسم السجادة الحمراء والفساتين المثيرة والحفلات الصاخبة.

وما بين الفريقين عكف البعض على تذكير الجمهور الغاضب بأهمية المهرجان الفنية بما يضم برنامجه من أفلام عالمية ومحلية هامة، وفعاليات يقوم عليها عدد من أهم صناع السينما حول العالم. غير أن هذا الحديث -المكرر أيضًا كل عام- لم يشفع لدى جمهور مواقع التواصل الاجتماعي الذين زادت حدة انتقادهم للمهرجان ومرتاديه.

لم يكد يمر اليوم الثاني من المهرجان حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتريند جديد على خلفية تصريحات الممثل شريف منير عن الفيلم المصري الفائز بجائزة أسبوع النقاد بمهرجان كان الفرنسي، «ريش»، واتهامه بالإساءة إلى سمعة مصر. وبعد أقل من 48 ساعة تم تسريب الفيلم ليصبح بمتناول الجمهور الذي انقلب أغلبه من الدفاع عن الفيلم ضد هذه التهمة الهزلية، إلى الهجوم عليه لأنه «قبيح» أو «غير مفهوم» أو «غير واقعي».

في وسط كل هذه الأجواء المشحونة، يقع النقاد -وأنا منهم- في حيرة شديدة من أمرهم. فكيف لنا أن نتعامل بجدية مع كل هذا العبث المجاني؟ كيف نقنع الجمهور أن مهرجان الجونة على قدر من الأهمية لصناعة السينما؟ وكيف نقنعه أن هناك ما هو أعمق وأكثر جدية من فساتين السجادة الحمراء وأجوائها المثيرة للجدل والتي تمثل الشاغل الأكبر لكل وسائل الإعلام؟ وأخيرًا والأهم: كيف نكتب عن أفلام لن يتسنى للجمهور مشاهدتها؟

شريك الغرفة الموهوب

أسعدني الحظ هذا العام أن يشاركني غرفة الفندق الصديق العزيز والناقد الجميل أحمد عزت عامر. إنني أزعم أن الجيل الحالي من النقاد يمثل نقلة نوعية كبيرة في هذا المجال الذي ظل مهجورًا لسنوات بعد رحيل أغلب رموز الجيل الأكبر والمؤسس للنقد السينمائي في مصر أمثال سمير فريد، ويوسف شريف رزق الله، وسامي السلاموني، وعلي أبو شادي وغيرهم. يأتي أحمد عزت في طليعة هذا الجيل الجديد بما له من اطلاع واسع على أغلب ألوان الفن السابع، وثقافة سينمائية لا تضاهى، ورؤية نافذة لمواطن الجمال في السينما الحديثة، وأخيرًا أسلوب عذب في الكتابة يجمع بين جمال البيان ورصانة الطرح.

قبل ساعات قليلة من بدء حفل الافتتاح، ذهبنا -عزت وأنا- لاستلام بطاقات المهرجان السحرية التي تكفل لنا حضور أربعة من عروض وفعاليات المهرجان بشكل يومي. وهناك صادفنا عددًا من الأصدقاء النقاد ممن حضروا لاستلام بطاقاتهم، دار بيننا حديث قصير عن برنامج العروض وتطبيق الهاتف المحمول الذي يمكننا من حجز التذاكر ويكفينا عناء التزاحم على الشباك. وضع كل منا خطته لملاحقة الأيام الثمانية القادمة للاستزادة بكل جديد وجميل أنتجته السينما العالمية هذا العام، لا سيما وأن أغلب هذه الأفلام لن يكون باستطاعتنا مشاهدتها في قاعة للسينما كما قدر لها أن تشاهَد.

في اليوم الأول للعروض شاهدنا الفيلم الفنلندي «الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك The Blind Man Who Did Not Want to See Titanic». كما يبدو من عنوان الفيلم فإن بطله الذي يعاني من إعاقة بصرية، لم يرغب أبدًا في مشاهدة فيلم «تيتانيك» الشهير، وفي الفيلم نفسه نعرف أن البطل الذي يعاني أيضًا من إعاقة حركية تلزمه كرسيًا متحركًا، قرر أن يخوض مغامرة خطرة بالسفر إلى مدينة أخرى لزيارة حبيبته التي تلقت لتوها أخبارًا غير سارة.

يقدم المخرج تيمو نيكي الفيلم من منظور بطله الأعمى، فلا نكاد نتبين من الشاشة إلا ياكو (الرجل الأعمى)، فيما تغيب باقي التفاصيل من حوله خارج تركيز العدسة، وهو ما يمنح المشاهد تجربة فريدة من نوعها ويجعله أكثر قربًا من الشخصية الرئيسية وأكثر قدرة على اختبار معاناتها مع الإعاقة المزدوجة.

خرجنا من الفيلم مبهورين بتجربة سينمائية مختلفة، وأقررنا أنه بالتأكيد أحد أفضل أفلام العام، وتوقعنا أن يكون له نصيب من جوائز الجونة. وقد صدق توقعنا إذ فاز الفيلم بجائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل، كما فاز بطله الممثل الفنلندي بيتري بويكولاينن بجائزة أفضل ممثل، وقد ذُهلنا لدى علمنا بأن الممثل نفسه يعاني من تلك الإعاقة المزدوجة في الحقيقة.

في اليوم الثاني كنا على موعد مع فيلم رائع آخر هو الفيلم الروسي «هروب الرقيب فولكونوجوف Captain Volkonogov Escaped» الذي تدور أحداثه في الاتحاد السوفييتي قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، ويتمحور حول شخصية فيدور فولكونوجوف المطارد من قبل السلطات لتمرده وهروبه بعد أن طواه شعور عميق بالذنب إزاء كل الأبرياء الذين قام بتعذيبهم قبل أن يحكم عليهم بالإعدام لأسباب تافهة. ينطلق فولكونوجوف في رحلة للبحث عن عوائل هؤلاء الأبرياء ليطلب منهم الغفران في محاولة أخيرة بائسة للتطهر، قبل أن يدرك في النهاية أنه ليس أهلاً للمغفرة، وأن الجنة لن تكون أبدًا مكانه.

تجربة بصرية مدهشة وأداء تمثيلي رائع من بطل الفيلم الممثل يوري بوريسوف الذي سيكون لنا معه موعد آخر في اليوم التالي وفيلمه «مقصورة رقم 6 – Compartment Number 6» الذي يشارك كذلك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة السينمائي.

في اليوم الثالث ذهبنا للاستماع إلى محاضرة المخرج الأمريكي الشهير دارين أرنوفسكي صاحب علامات سينمائية مميزة مثل Requiem for a Dream (2000) وBlack Swan (2010) والذي رشح عنه لجائزة الأوسكار أفضل مخرج. كان من المقرر أن تقام محاضرة أرنوفسكي بقاعة أوديماكس بجامعة برلين، ولكن نظرًا للإقبال الكبير قرر المهرجان نقل المحاضرة إلى مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة (بلازا المهرجان) والتي تتسع لعدد أكبر. تحدث أرنوفسكي عن رؤيته للعملية الإبداعية في صناعة السينما واستمع إلى تعليقات وأسئلة الحضور التي جاء أغلبها عن فيلمه الغامض Mother! (2017).

خرجنا من محاضرة أرنوفسكي وذهبنا لمشاهدة فيلم «مقصورة رقم 6» لمخرج فنلندي آخر هو يوهو كوشمانين والمقتبس عن رواية بالاسم نفسه للكاتبة الفنلندية روزا ليكسوم. تدور أحداث الفيلم داخل قطار تستقله بطلة الفيلم لورا، وهي فتاة فنلندية تذهب في رحلة إلى مدينة مورمانسك لمشاهدة نقوش أثرية بإحدى المناطق الثلجية النائية. أثناء رحلتها تتعرف لورا على رجل روسي يشاركها مقصورة القطار ورحلتها الطويلة إلى مورمانسك. مرة أخرى نلتقي بالممثل الروسي الموهوب يوري بوريسوف في شخصية مغايرة تمامًا عن تلك التي لعبها في «هروب الرقيب فولكونوجوف»، ومرة أخرى يدهشنا بأدائه المتقن والهادئ لشخصية صاخبة ومتمردة.

تجربة شاعرية أخرى خرجنا منها بانفعالات ومشاعر متنوعة غلب عليها الاستمتاع والرغبة الشديدة في الاشتباك مع هذه الحالة الإبداعية الجميلة بمحاولات موازية للخلق والإبداع، وبالأحرى محاولات مترددة للكتابة.

سيدي الرئيس.. ماذا أقول؟

مع كل فيلم جديد نخرج من قاعة السينما متلهفين لاستعادة أحداثه في مناقشات لا تتوقف مع عدد من الأصدقاء والنقاد من بينهم علياء طلعت وآية طنطاوي وفاطمة راجح، وأندرو محسن، ثم نعود إلى فندقنا -أحمد عزت وأنا- لمواصلة الحديث والانتقال من السينما إلى الموسيقى والاستماع إلى أم كلثوم ومحمد رشدي وكارم محمود، ثم نأوي إلى النوم على أمل في الكتابة بالغد. ويأتي الغد وتأتي معه المزيد من العروض، وتتراجع الرغبة في الكتابة أو القدرة عليها في ظل هذه الأجواء المشحونة، إذ كانت تصريحات شريف منير الغاضبة قد أعلنت بدء الهجوم على فيلم «ريش».

في ظهيرة اليوم التالي ذهبنا لمشاهدة العرض الثاني والأخير لفيلم «ريش»، في قاعة ممتلئة عن آخرها عجت بالضحك أثناء الفيلم، والتصقيف بعد انتهائه. أعجبنا الفيلم كثيرًا، وقررت أنا الكتابة عنه بينما فضل عزت تأجيل الكتابة.

شاهدنا فيلمًا آخر لم نتوقف عنده كثيرًا هو الكوستاريكي «كلارا سولا Clara Sola» ثم عدنا لتناول الغداء قبل الخروج مرة أخرى لمشاهدة فيلم ثالث. بعد الغداء بدأت الكتابة عن فيلم «ريش»، ثم توقفت بعد 700 كلمة، فقلت لعزت ساخرًا ومرددًا مقولة عادل إمام في فيلم «الأفوكاتو»: «سيدي الرئيس.. ماذا أقول؟»، والتي تحولت فيما بعد لنكتة ضمنية تعبيرًا عن عدم القدرة على الكتابة.

في مساء ذلك اليوم كنا على موعد مع أحد أجمل أفلام العام قادمًا هذه المرة من الشرق الأقصى وهو الفيلم الصيني «ثانية واحدة One Second». يدور الفيلم حول رجل يهرب من أحد السجون لملاحقة شريط سينمائي تظهر فيه ابنته، التي أجبر على الابتعاد عنها، في الجريدة السينمائية التي تسبق الفيلم وتضم عددًا من الأخبار المحلية. خلال رحلته يلتقي بمراهقة يتيمة تعول أخاها الصغير تسعى لسرقة شريط الفيلم. مغامرة مثيرة تطوقها الحميمية عبر علاقة أبوية رمزية تنشأ بين السجين الهارب والفتاة اليتيمة، وتحية رقيقة للسينما وسحرها الذي خلب عقول الجماهير في أحد أقسى الفترات من تاريخ الصين.

في صباح اليوم التالي استعدت شهية الكتابة وأتممت مقالي الذي عنونته «فيلم ريش بين البحث عن الفن والبحث مع الشرطة»، ثم انطلقنا لمشاهدة فيلم مصري آخر هو فيلم «أميرة» للمخرج محمد دياب والذي تدور أحداثه بالكامل في فلسطين المحتلة حول أحد السجناء الفلسطينيين الذي يقوم بتهريب نطفة منوية إلى زوجته التي لم يكتب له أن يعاشرها، لتكتشف الأسرة مفاجأة ستزلزل كيانها. خرجنا من الفيلم بمشاعر متضاربة غلب عليها الإحباط، فعلى ما يبدو أن الحسابات السياسية التي يفرضها موضوع الفيلم الشائك قد أضرت به وأحدثت الكثير من الفجوات الدرامية التي لم تشفع للأداء التمثيلي المتميز من صبا مبارك وعلي سليمان.

في المساء شاهدنا الفيلم النرويجي «أسوأ شخص في العالم The Worst Person in the World» الذي رشح للسعفة الذهبية بمهرجان كان الفرنسي هذا العام، وفازت بطلته الممثلة النرويجية ريناته رينسفي بجائزة أفضل ممثلة من المهرجان ذاته.

بعد الفيلم بدا أن الجميع في حالة نشوة شديدة سيما أحمد عزت الذي تحمس كثيرًا للكتابة عنه، أما أنا فخرجت بالكثير من التحفظات ولكني قررت تأجيل مناقشتها لحين انتهاء عزت من كتابة مقاله. لقد وجدت الفيلم مترنحًا بين نوع الفيلم الرومانسي وبين الفيلم المتمحور حول الشخصية، وفي النهاية فشل في الوفاء بأي منهما إذ قدم قصة رومانسية شديدة التقليدية وفي الوقت نفسه لم يتمكن من إحكام رسم شخصيته الرئيسية وصراعاتها الداخلية والخارجية، وانتقل من موضوع لآخر في شبه عشوائية لا يربطها رابط. وإن كنت رغم ذلك أقر بتجربة الفيلم الجذابة بصريًا، والأداء الرائع من بطلته، وبعض مواطن الكوميديا الطازجة.

فيلمان آخران وخاتمة

في مساء اليوم قبل الأخير كانت لنا تجربة محبطة مع الفيلم الفرنسي «واقعة Happening» والذي للمفارقة فاز بجائزة الأسد الذهبي (الجائزة الكبرى) من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي. يدور الفيلم في فرنسا في الستينيات في زمن كان فيه الإجهاض جريمة يعاقب عليها القانون، ويتتبع الفيلم معاناة طالبة جامعية ومحاولاتها لإجهاض جنينها سرًا حتى لا تتعرض للمساءلة القانونية. تستعيض المخرجة الفرنسية من أصل لبناني، أودري ديوان، عن أزمة البطلة ذات الأبعاد الاجتماعية والثقافية والسياسية بتصوير -أو قل المبالغة في تصوير- محاولاتها القاسية للإجهاض، في مشاهد طويلة أتت على قسط كبير من زمن الفيلم.

أما ختام المهرجان فقد كان مسكًا خالصًا إذ شاهدنا أحدث أفلام المخرج الأمريكي الشهير ويس أندرسون، «ديسباتش الفرنسية The French Dispatch»، وبوصفه مخرجي المفضل فإنني أزعم أن هذا الفيلم هو أفضل أعماله حتى الآن.

يواصل أندرسون تقديم أسلوبه السردي والبصري المميز للغاية والذي أضحى نوعًا فيلميًا مستقلاً بذاته كما يذهب عدد من النقاد والمتخصصين، إذ يخلق عوالمه المميزة بأبعاد سيميترية وخطوط مستقيمة وألوان ناطقة. يدور الفيلم في مدينة إينوي الفرنسية الخيالية حول مجموعة من المحررين الصحفيين بإحدى المجلات الأمريكية الصادرة من فرنسا، ويترجم قصصهم الصحفية سينمائيًا. يضم الفيلم عددًا كبيرًا من نجوم السينما العالميين، وينتقل بسلاسة بين قصصه المختلفة، وبتعبيرية بين الأبيض والأسود والألوان، على خلفية موسيقى تصويرية جميلة للفرنسي ألكسندر ديسبليه في وجبة سينمائية دسمة سأفرغ لها مقالاً خاصًا في وقت لاحق.

على مدار الأيام الثلاثة الماضية منذ اختتام فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، ترددت كثيرًا بشأن كتابة هذا المقال. من ناحية شعرت بضرورة وأهمية الكتابة بغرض التوثيق، ومن ناحية أخرى توقفت أمام عبثية المشهد وموقعنا منه نحن النقاد.

بعد تسريب فيلم «ريش» عاد إلى السطح مرة أخرى مصطلح قديم هو «فيلم مهرجانات» في إشارة إلى الأفلام الفنية التي لا يُقبل عليها سوى الجمهور النخبوي، وهو مصطلح آخر لا يقل غموضًا والتباسًا ولا يمكن بأي حال أن نصف به جمهور مهرجان الجونة على قلته، كما أن عددًا كبيرًا من الفنانين المصريين قد تنصلوا منه بانتقادهم لفيلم ريش «المعقد» و«غير المفهوم» و«البطيء». وإذا كنا نحن معشر النقاد قد عدمنا التواصل مع الغالبية العظمى من الجمهور خارج الجونة، ولا سبيل لنا في التواصل مع أهل هذا الفن «غير النخبويين»، فلمن إذن نكتب؟

ولكني في النهاية عكفت على الكتابة، عسى أن يتسنى لشريحة أوسع من الجمهور مشاهدة هذه الأفلام أو بعض منها ضمن فعاليات بانوراما الفيلم الأوروبي التي تقيمها سينما زاوية، أو أن يجد بعض منهم سبيلاً إلكترونيًا إليها بعد حين. وإلى أن يأتي ذلك الحين أقول: «سيدي الرئيس.. ماذا أقول؟»