بعد انتظار 12 عامًا منذ انطلاق مسلسل «عايزة أتجوز»، الذي قامت ببطولته هند صبري وسوسن بدر وأحمد فؤاد سليم ورجاء حسين وكارولين عزمي، ومن إخراج رامي إمام، ومن تأليف غادة عبد العال، والتي يطلق عليها البعض السيناريست المثيرة للجدل، انطلق منذ عدة أيام مسلسل «البحث عن علا»، الذي يعد الجزء الثاني من مسلسل «عايزة أتجوز»، ولكن تم عرضه هذه المرة على المنصة العالمية نتفليكس، ليحقق الأعلى مشاهدة منذ بداية عرضه وحتى الآن.

تعرضت المؤلفة والسيناريست غادة عبد العال، لعدد من الانتقادات منذ طرحها للكتاب الذي تحول بعد ذلك إلى مسلسل «عايزة أتجوز»، ثم مسلسل «إمبراطورية مين»، وأخيرًا «البحث عن علا»، هذا بالإضافة إلى عدد من الانتقادات التي تتعرض لها طبقًا لآرائها الشخصية في الحياة الاجتماعية في مصر وغيرها، أجرينا في «إضاءات»، هذا الحوار الخاص مع السيناريست غادة عبد العال للتعرف على تفاصيل المسلسل الأخيرة وعن الجدل المثار دائمًا حولها.

لماذا تأخر إصدار الجزء الثاني كل هذه السنوات؟

كان دائمًا ما يتم تداول فكرة إعداد جزء ثانٍ من مسلسل «عايزة أتجوز»، ولكني لم أكن أود أن أقدم الفكرة ككجزء ثانٍ فقط، فبعد عامين من الجزء الأول بدأت الفكرة في العرض عليّ، ولكني لم أرغب في استنزافها بأن يتقدم لعلا عدد من الخطاب، وندور في ذات الإطار.

ولكن بعد وجود فاصل زمني كافٍ أن نقدم مرحلة جديدة من حياة علا وأن نقدم مشكلات جديدة، قمنا بفعل ذلك من خلال «البحث عن علا».

تميز العمل بحوار متميز جدًا وهذا بإشادة الجميع، ما الذي ساعدكِ على ذلك؟

لقد قمنا بالعمل على الحوار كثيرًا حتى يكون مختصرًا ومعبرًا عما يريد أن نوصل للجمهور دون أن يكون به إطالة لا فائدة منها، وخاصة أن عدد الحلقات قليل، وبالتالي فكان علينا أن يكون الحوار مكثفًا وأن نصل إلى ما نسعى إليه بأقل عدد من الكلمات، على عكس الحلقات التليفزيونية الـ30 حلقة والتي يكون بها الحوار طويلاً.

كما أننا حرصنا على أن يكون الحوار مناسبًا لكل شخصية نظرًا لوجود أكثر من جيل في العمل، فلدينا الآباء «هند صبري وهاني عادل»، والأجداد «سوسن بدر»، والأطفال أبناء هند صبري وهاني عادل، كما أن هناك خلفيات اجتماعية مختلفة في مسلسل «البحث عن علا»، كان لا بد من التدقيق بها وأخذها في الاعتبار، فشخصية علا محافظة إلى حد ما، ونسرين صديقتها متحررة، ومنتصر «محمود الليثي» يأتي من بيئة ريفية، فكان لا بد أن يكون كل حوار مناسبًا لكل شخصية وخلفيتها.

ما هي الأشياء التي توقعتِ أن تتعرضي للانتقاد بسببها ولم يحدث ذلك؟

كل الجمهور انتقد الأشياء التي توقعت أن يتم انتقادها، مثل تغير الطبقة الاجتماعية لعلا عبد الصبور، لأن الجمهور كان يريدها علا -في الجزء الأول- وهذا لم يكن منطقيًا على الإطلاق، والانتقاد أيضًا تجاه أنها قررت أن تعيش حياتها وألا تكرس حياتها لأبنائها فقط بعد الانفصال، كنظرة المجتمع تجاه أي سيدة مُطلقة.

ولكن ما لم أتوقعه أن يوجه لي اللوم بأن الرجل بعد الطلاق كان «محترمًا»، أو قام بإعطائها حقوقها، ولكننا نحتاج إلى هذه النماذج في الدراما لكي تكون مرجعًا يعود إليه الرجال بأنه لمَ لا نكون مثل «هشام»، ونقوم بإعطاء السيدات حقوقها، وكان هنا الهجوم من السيدات بأنه لا يوجد رجال مثل شخصية هشام، ولكن ردي على هذا الانتقاد، أن هذا النمط متواجد، ويجب أن نسلط عليه الضوء.

ما هي أهم الحلقات من وجهة نظرك؟

أحب جدًا حلقة الكامب، التي يوجد بها مصارحة بين الأم والأبناء، وأيضًا الحلقة التي تحاول أن تحقق من خلالها أحلامها القديمة، بالرغم من أنها ابتعدت من خلالها قليلًا عن الأبناء ووضعت من خلالها في ضغط، ولكنها كانت تُعلي من فكرة إمكانية تحقيق الحلم حتى وإن رأينا أن الوقت قد مر، من الممكن أن يحدث ما كنا نطمح إليه يومًا.

هل عرض المسلسل على منصة رقمية أعطاكِ مساحة أكبر من حرية العرض على التليفزيون؟

الفكرة أنه أصبح هناك حرية بشكل عام، ففي النهاية لا أحد ينتج لقنوات حكومية، فإن لم يتم الإنتاج لمنصات رقمية فالأعمال موجهة إلى قنوات فضائية، وبالتالي أصبح هناك مساحة حرية بشكل عام، من الممكن أن يكون الأمر على المنصة بصريًا أفضل، لكن على مستوى الكتابة لم يؤثر عليّ بأي شكل.

 لام البعض على تغيير الطبقة الاجتماعية لعلا عبد الصبور.. ما تعليقكِ على ذلك؟

الجميع يتغير مع مرور السنوات، فأنا شخصيًا تغيرت، فغادة عبد العال التي قامت بكتابة علا عبد الصبور عام 2010، تغيرت عن التي كتبت عنها في 2020، عشر سنوات قادرة على تغيير أي شخص، فهي تزوجت طبيبًا ناجحًا ولديه أموال، فشخصية هشام لم نتعرف عليها في الجزء الأول بشكل كافٍ، البعض أصابته الدهشة في البداية نتيجة النقلة البصرية، وبعد ذلك تم تجاوز الأمر، وبدأ التفكير في الأفكار المطروحة خلال المسلسل.

لماذا تركتِ النهاية شبه مفتوحة؟

تم ذلك عن عمد، إذ أتمنى أن تكون هناك أجزاء أخرى، وإن لم يحدث ذلك سنكون أمام حقيقة واقعة وهي أنها مستمرة في رحلة البحث عن ذاتها كما سنستمر جميعًا في هذه الرحلة طوال حياتنا.

أثيرت ضجة حولكِ بعد ما قمتِ به من عملية تبنٍّ في الفترة الأخيرة..هل هذا كان مفيدًا أم لا؟

كان هناك تعليقات كثيرة من الناس بشكل عام، وكان هناك الكثير من التشجيع للأمر، ومتابعة بشكل كبير، وهذا مفيد في العموم؛ حتى تنتشر فكرة الاحتضان أكثر وذلك لإيجاد فرص للجمع بين الأمهات التي تحتاج إلى أبناء، والأطفال التي تحتاج إلى آباء وأمهات في حياتهم.

وما تأثير ذلك عليكِ؟

قام بتغيير حياتي بشكل كبير، أصبح هناك هدف وحب كثير وسعادة متواجدة في الحياة.

متى سنرى عملاً لغادة عبد العال في السينما؟

ليس لدي حظ كبير في مجال السينما، فقد تعاقدت على أكثر من عقد ولكن لم تتم الأعمال، ولكني في الانتظار.

وهل ستستمرين في الأعمال ذات الخط النسوي؟

أنا لا أعتبر أن أعمالي ذات خط نسوي، بل أعدها على أنها ذات خط اجتماعي، فأنا في عام 2014 قمت بتقديم مسلسل «إمبراطورية ميم»، وهو لم يكن ذا وجهة نظر نسوية على الإطلاق بل كان يقوم بعرض التغيرات الاجتماعية التي ألمت بالمجتمع المصري وخاصة بعد فترة الثورة.

هل علا عبد الصبور في جزأيها الأول والثاني هي غادة عبد العال؟

في الجزء الأول كان بها جزء كبير مني بالفعل، أما الجزء الثاني فأنا لم أتزوج ولم أنجب، ولكني طوال الوقت أحاول اكتشاف ذاتي، وأحاول أن أرى أهدافي في الحياة وأعود إليها، كما أني أحاول أن أتفهم من حولي والفروق بين الأفكار والأجيال.

ما سر التغير في شخصية علا عبد الصبور الذي عاب عليه البعض؟

أرى أنها شخصية علا عبد الصبور المحافظة ذاتها، أصبحت فقط ترتدي ملابس أفضل، وامتلكت سيارة، ولكنها ما زالت تحاول أن ترضي المجتمع وتجد لنفسها مكانًا وسطه، لتكتشف أنها تحتاج أن ترضي ذاتها وأن تكتشف ما تريده، أفضل من تأخذ نيشانًا من المجتمع.