يعد موقف جماعة الحوثي اليمنية هو الأكثر ديناميكية قياسًا بمواقف ما يسمى بـ «محور المقاومة» بقيادة طهران؛ فقد تطور دور الميليشيا بشكل سريع خلال فترة قصيرة بشكل لافت ومؤثر، واستطاعت لفت انتباه العالم بقوة، وإثارة قلق المراقبين.

ففي البداية اعتذر الحوثي عن المشاركة في دعم فصائل المقاومة الفلسطينية، ثم بعد أيام أطلق صاروخًا تم اعتراضه قيل إنه كان يتجه نحو إسرائيل، ثم بدأت الميليشيات تستهدف ميناء إيلات جنوب الكيان الصهيوني بالصواريخ والطائرات المسيرة، لكن أيًّا منها لم تُصب هدفًا أو توقع ضررًا ذا قيمة، بل أصاب بعضها الأراضي المصرية والأردنية.

ثم انتقل الحوثي إلى مرحلة جديدة تتمثل في استهداف السفن المارة قرب اليمن التي يملكها أو يديرها أشخاص إسرائيليون أو ترفع علم الاحتلال، بغض النظر عن وجهتها أو مسارها، ثم أخيرًا وسع مجال عمله في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، ليشمل أي سفينة تتجه لإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها.

وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الميليشيا، إن قواته نجحت في منع السفن الإسرائيلية من الملاحةِ في البحرين الأحمر والعربي، وسوف تمنع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية إن استمر حصار قطاع غزة ومنع الغذاء والدواء عنه، محذرًا جميع السفن والشركات من التعاملِ مع مواني إسرائيل، على أن يكون تطبيق هذا القرار من لحظة إعلانه يوم السبت.

وفي يوم الثلاثاء 12 ديسمبر/كانون الأول، أصدر الحوثيون بيانًا أعلنوا فيه تنفيذهم «عملية عسكرية نوعية ضد سفينة ‘استريندا’ تابعة للنرويج، كانت محملة بالنفط ومتجهة إلى الكيان الإسرائيلي، وقد تم استهدافُها بصاروخ بحري مناسب».

وأضاف البيان أن الميليشيا نجحت على مدى يومين في منع مرور عدة سفن استجابت لتحذيراتها، وأنها لم تلجأْ لاستهداف «السفينة النرويجية المحملة بالنفط إلا بعد رفض طاقمِها كافة النداءات التحذيرية»، وأن الجماعة «لن تتردد في استهداف أي سفينةٍ تخالف ما ورد في البيانات السابقة».

وقال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز إن الهجوم وقع على بعد نحو 111 كيلومترًا شمال مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن، وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في منشور على منصة إكس (تويتر سابقًا)، أن صاروخًا حوثيًّا أصاب ناقلة ترفع علم النرويج، فأبلغت عن وقوع «أضرار سبَّبت حريقًا على متنها».

وقال الجيش الأمريكي إن مدمرته البحرية، ماسون (USS MASON)، استجابت لاستغاثة الناقلة وساعدت طاقمها الذي كان يكافح الحريق، ولم يوقع الهجوم أي إصابات بشرية.

وفي ذات اليوم أصدرت وزارة الدفاع الفرنسية بيانًا قالت فيه إن فرقاطتها، فريم لانغدوك، دمرت طائرة مسيرة يمنية كانت تهدد الناقلة النرويجية.

وأظهرت بيانات تتبع السفن أن السفينة استريندا قامت بتحميل زيت نباتي ووقود حيوي من ماليزيا، وكانت متجهة إلى البندقية في إيطاليا، وأكدت شركة الطاقة إيني الإيطالية أن السفينة كانت تحمل 15 ألف طن من مخلفات معالجة الزيوت النباتية متجهة إلى المصافي الحيوية التابعة للشركة.

وقالت الشركة النرويجية Mowinckel Chemical Tankers، المالكة والمشغلة للناقلة، إنها لم تكن متجهة لإسرائيل ولم تكن تحمل نفطًا، كما زعم الحوثيون، بل كانت تنقل وقودًا حيويًّا إلى إيطاليا، لكنها أجرت اتصالًا بميناء أسدود الإسرائيلي، حيث كان من المقرر أن تنقل شحنة منه الشهر المقبل.

ولم تكشف الشركة عن هذه التفاصيل في الساعات التي أعقبت الهجوم مباشرة، وقالت في بيانها: «وفق توصية مستشارينا الأمنيين تقرر حجب هذه المعلومات إلى أن تصل السفينة وطاقمها إلى المياه الآمنة»، وأكد جير بيلسنيس، الرئيس التنفيذي للشركة، عدم وقوع أي إصابات.

ولم يطلق الحوثيون سراح طاقم السفينة جالاكسي ليدر المملوكة لإسرائيلي وتشغلها شركة يابانية، التي استولوا عليها الشهر الماضي، ولم يوضحوا سبب استمرار احتجاز طاقمها المكون من 25 شخصًا، ولا تزال سفينتهم راسية في ميناء الصليف غرب اليمن.

وقال هيروكازو ماتسونو، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، إن حكومته تعمل على تأمين الإفراج عن السفينة وطاقمها الذي يضم مواطنين من المكسيك وبلغاريا والفلبين وأوكرانيا.

وتجدر الإشارة إلى أن الحوثيين، رغم تعرضهم لسفينة بمجرد اتصالها بميناء إسرائيلي للتوجه له الشهر المقبل، تجنبوا تمامًا حتى الآن التعرض لأي شخص إسرائيلي، أو إلحاق الأذى بأي أهداف عسكرية صهيونية مباشرة، كالقاعدة الموجودة في أرخبيل دهلك بإرتيريا غرب البحر الأحمر قبالة الساحل الغربي لليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون.

قوة المهام المشتركة

يعد باب المندب من بين أكثر الممرات ازدحامًا في العالم، ويمر به نحو 8.8 مليون برميل من النفط يوميًّا، ويستحيل على واشنطن والقوى الغربية تجاهل ما يجري في هذا الممر الدولي بالغ الأهمية، وكشفت تقارير إعلامية أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تخطط لتوسيع دائرة عمل قوة المهام المشتركة 153 لحراسة الملاحة في باب المندب من خلال مرافقة السفن المدنية، واعتراض الصواريخ والقذائف الحوثية الموجهة إلى السفن العابرة، ويشمل نطاق عملها البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، الجنرال باتريك رايدر، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء: «التصرفات التي رأيناها من جانب قوات الحوثيين مزعزعة للاستقرار … إنها خطيرة … لذلك فهذه مشكلة دولية تتطلب حلًّا دوليًّا».

وكشف رايدر أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، سيسافر إلى المنطقة الأسبوع المقبل، وسيزور إسرائيل وقطر والبحرين، لمناقشة سبل حماية حرية الملاحة في المنطقة.

ويضم التجمع المذكور 39 دولة عضوًا، ويقع مقره الرئيسي في البحرين حيث تتمركز قيادة الأسطول الأمريكي الخامس، وفي العام الماضي انطلقت مهمة تابعة لقوة المهام المشتركة مكونة من السعودية ومصر والإمارات والأردن والولايات المتحدة بهدف مراقبة وحماية حرية الملاحة في المياه الممتدة من المحيط الهندى إلى قناة السويس، وتولت مصر قيادة هذه القوة البحرية في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2022، واستلمت منها الولايات المتحدة القيادة في 12 يونيو/حزيران 2023.

وبالإضافة إلى التحركات الأمريكية، قال الجيش الإسرائيلي إنه نشر إحدى سفنه الحربية الأكثر تقدمًا، وهي كورفيت من طراز ساعر 6، في البحر الأحمر في أعقاب الهجوم الأخير.

وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ناقش التهديد الحوثي مع قادة الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وأوضح لهم أن «إسرائيل ستمنح العالم وقتًا لتنظيم نفسه لصد هذا التهديد».

الحوثي كقوة صاعدة

رغم تجنب الحوثي استهداف أي شخص إسرائيلي حتى اليوم، لكن تلك الهجمات البحرية كان لها بعض الأضرار على الكيان الصهيوني، فرفعت تكلفة الشحن ورسوم التأمين على السفن؛ إذ صنفت سوق التأمين في لندن منطقة جنوب البحر الأحمر على أنها «عالية المخاطر»، ويتعين على السفن دفع قسط إضافي وإخطار شركات التأمين عند الإبحار فيها، وقررت بعض الشركات إرسال سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح للالتفاف حول أفريقيا بعيدًا عن اليمن، مما أدى إلى إطالة أزمنة الرحلات وفرض تكاليف إضافية.

وأدت تلك الأحداث إلى مزيد من عسكرة باب المندب وزيادة نفوذ المحور الإيراني والوجود العسكري الإسرائيلي في هذه البقعة التي تقع في قلب المنطقة العربية، دون إحداث أي تأثير ميداني على الوضع في غزة رغم قوة وكثافة الدعاية الحوثية بهذا الصدد.

وبالنظر إلى التأثير الميداني الحقيقي للتحركات الحوثية، سنجد أنها تحول دور الجماعة تدريجيًّا من ميليشيا محلية إلى قوة ضاربة تتحكم في أحد أهم مسارات الشحن العالمية، بما يستتبع ذلك من تأثير قوي على أسواق الطاقة وسلاسل التوريد خاصة بين أوروبا وشرق آسيا.

وبالنظر إلى استهداف الحوثي في البداية للسفن الإسرائيلية ثم توسيع نطاق الاستهداف ليشمل السفن المتجهة لإسرائيل من أي جنسية، فإنه من المحتمل جدًّا أن يستمر تطور الموقف ليشمل نطاق الاستهداف سفن دول عربية حليفة للولايات المتحدة، اتساقًا مع سلوك الجماعة وخطابها على مدى السنوات بل العقود الماضية.

وهو ما ردده صراحةً المحلل السياسي الإيراني، نجاح محمد علي، حين سُئل في لقاء تليفزيوني، في أكتوبر الماضي، عن دور إيران في نصرة غزة، فقال إن الرد على جرائم إسرائيل سيكون بضرب السعودية عن طريق اليمن! مضيفًا: «أتحدث عن حلفاء الإسرائيليين وإن زعموا أنهم انسحبوا حاليًّا من التطبيع … أقول لك بكل صراحة: ستكون السعودية هدفًا رئيسًا».

وهدد زعيم الميليشيا، عبد الملك الحوثي، من قبل بشن هجمات عسكرية ضد إسرائيل إذا تم تجاوز ما أسماه «الخطوط الحمراء»، ويسعى الحوثي للحفاظ على سرديته الأساسية، إذ يصور نفسه كحركة مقاومة ضد إسرائيل وأمريكا وأذنابهما المحليين والإقليميين، وليس حركة انفصالية تابعة لطهران، وتلقت هذه السردية الحوثية دعمًا كبيرًا بعدما نشر الإعلام الصهيوني أخبارًا عن عرض عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من الإمارات، استعداده لحماية طرق الشحن في البحر الأحمر مقابل اعتراف كيان الاحتلال بحق تقرير المصير لجنوب اليمن.

ومن الواضح أن الجماعة الموالية لطهران تستغل الأحداث الحالية لزيادة نفوذها واكتساب تأثير أكبر خارج حدود أراضي اليمن، فقد طالب محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا بالجماعة، السفن العابرة بعدم التوجه إلى إسرائيل، مشددًا على عدم السماح لأي سفينة تمر بالمنطقة بإغلاق أجهزة الراديو بها، وأن على كل السفن الاستجابة بسرعة لمحاولات الميليشيا للاتصال بها، وحذرت الميليشيا من «تزوير هوية» سفن الشحن أو رفع أعلام مختلفة عن دولة مالكيها.

وبالنظر إلى سياق تحرك «محور المقاومة» الذي يمثل الحوثيون أحد أعضائه، يتضح أن إيران تستطيع بعد استعراض القوة هذا أن تمارس نفوذًا أكبر على شبه الجزيرة العربية، وقدرة أكبر على مسارات الشحن العالمية المارة بقناة السويس.

وكانت وكالة تسنيم الإيرانية وفضائية الميادين المقربة من طهران، نقلتا تصريحات للخبير السياسي الإيراني، محمد صادق الحسيني، بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء منذ تسع سنوات، يقول فيها إن باب المندب أصبح يضيق الخناق على البحر الأحمر وقناة السويس، وإن قوى محور المقاومة، الممتد بين طهران ودمشق وبغداد ولبنان وصنعاء، أصبحوا السلاطين الجدد للبحر المتوسط، وهذه القوى هي التي ستصنع خريطة البحر الأحمر والمنطقة، مؤكدًا أن الحوثي أصبح سيد الجزيرة العربية.

وقال وزير الدفاع الإيراني، العميد محمد رضا أشتياني، الخميس 14 ديسمبر، إن «البحر الأحمر يعتبر جزءًا من منطقة إيران، وبالتأكيد لا يمكن لأحد أن يناور في المنطقة التي نسيطر عليها».

وفي تصريح لوكالة إيسنا الإيرانية، علق على خطط واشنطن لإنشاء قوة بحرية دولية في البحر الأحمر قائلًا: «المنطقة ليس بها مساحة لأي شخص للتحرك أكثر وسيكون صراع قوى، بالتأكيد لن يفعلوا مثل هذا الشيء، وإذا أرادوا أن يتصرفوا بمثل هذا الغباء، فسوف يواجهون مشاكل هائلة».

ورغم اقتصار الحوثي على استهداف سفن لها علاقات بإسرائيل، فإن تهديد الملاحة في باب المندب من المحتمل أن يسبب خسارة اقتصادية لمصر فتحول السفن عن المرور بباب المندب يعني تلقائيًّا خصمًا مباشرًا من إيرادات قناة السويس التي يمر بها 12% من التجارة العالمية، و5% من النفط، و8% من الغاز المسال، و 30% من حركة الحاويات العالمية.

وحققت قناة السويس في العام المالي 2022-2023، إيرادات قياسية بلغت قرابة 9.4 مليار دولار، وتتحدث الصحافة الإسرائيلية عن تأثير سلبي كبير لهجمات الحوثي على القناة، لكن هذه الدعوى لا تزال مبالغًا فيها بالنظر إلى الواقع الحالي، لذا تبدو أقرب إلى توقعات منها إلى حقائق، وحذر محللون مصريون من تهويل الإسرائيليين فيما يخص مخاطر استهداف السفن المتجهة إلى قناة السويس، مؤكدين أنها محاولة للضغط على مصر لقبول التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة.

وكشفت الصحافة الإسرائيلية مؤخرًا عن توقيع اتفاق بين الإمارات وإسرائيل لإنشاء جسر بري بينهما لنقل البضائع من دبي مرورًا بأراضي السعودية والأردن وصولًا إلى ميناء حيفا، وأن هذا الخط الجديد يوفر أكثر من 80% من تكلفة النقل عبر قناة السويس، وبالتالي فإن أهمية هذا الخط تتناسب طرديًّا مع ازدياد تهديد الحوثي للسفن الإسرائيلية أو حتى الملاحة في باب المندب بصفة عامة.

مخاطرة أم تصعيد مدروس؟

بينما وجهت الولايات المتحدة وبريطانيا أصابع الاتهام إلى إيران في تهديد الملاحة في باب المندب، يرفض الإيرانيون ذلك ويقولون إن الميليشيا اليمنية تتخذ قراراتها بشكل مستقل، وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، بأن الحوثيين لا يهاجمون إسرائيل بناءً على أوامر من إيران.

لكن تقييمات السياسة الخارجية لا تؤخذ من التصريحات الدبلوماسية، فمن البديهي وجود تنسيق بين طهران والحوثي، وبالنظر إلى خريطة محور المقاومة نلاحظ أن الحوثي يطور من درجة تصعيده ولا يبدو خائفًا من إجراءات انتقامية إسرائيلية أو أمريكية، بخلاف الأذرع الأخرى في سوريا والعراق ولبنان، ويمكن تفسير سلوك الحوثي جزئيًّا، الذي يبدو كمغامرة خطرة، وفقًا للسياق الجغرافي والتاريخي؛ فالموقع الجغرافي لليمن وتضاريسه يجعل اجتياحه بريًّا غير وارد بخلاف وضع حزب الله في جنوب لبنان وسوريا، وكذلك العراق الذي يضم قواعد أمريكية وتنتمي فيه قوات الحشد الشعبي رسميًّا إلى الحكومة.

كما أن العشر السنوات الأخيرة تقريبًا أمضاها الحوثيون في حرب مفتوحة وعاشوا تحت القصف الجوي معظم تلك المدة، لذلك التعرض لضربة جوية لا يحمل نفس تأثير الصدمة كما هو الحال في لبنان بوضعه الدقيق والهش.

وقد سبق واختبر الحوثيون ذلك في أكتوبر/تشرين الأول 2016 حين قصفت الولايات المتحدة راداراتهم بعد هجومهم الفاشل على السفينة ماسون.

ويمتلك اليمن موقعًا استراتيجيًّا أهم من لبنان، ومساحة أكبر منه وموارد بشرية أضخم، وهو ثري بالاحتياطات النفطية والغازية والموارد الطبيعية، ومع مرور الوقت، يمكن أن يتفوق الحوثي على حزب الله بالنظر إلى هذه الإمكانيات المتاحة لديه.

وحقق الحوثيون كل إنجازاتهم بميزانية ضئيلة نسبيًّا وتحت حصار دولي لم يمنع إيران من تهريب الأسلحة والصواريخ، والاستثمار في هذه الجماعة حتى صارت قوة ضاربة يُحسب لها حساب، وتمارس نفوذها على أعالي البحار.