مما لا شك فيه أننا نعيش اليوم عصر الهجرة إلى ألمانيا.

ألمانيا التي استقبلت خلال العامين الماضيين ما يزيد عن المليوني مهاجر، وهو العدد الأكبر من المهاجرين فى تاريخها، ألمانيا التي بدت وكأنها الملجأ الأخير للفارين من الحروب والصراعات والتضييق السياسي في الشرق الأوسط، ألمانيا التي تبدو اليوم وكأنها الحصن الأخير للعالم الحر، خصوصًا بعد أن وصل «دونالد ترامب» بكل ما يحمله من عنصرية وكراهية إلى سدة الحكم فى البيت الأبيض.

يحاول اليوم الآلاف من الشباب العرب تعلم الألمانية ومعرفة المزيد عن الحياة في ألمانيا. ولأن السينما كانت ولا زالت نافذة على حيوات أخرى لم نعشها، فسنحاول اليوم أن نرشح لكم مجموعة من الأفلام الألمانية التي دارت حول المهاجرين وحياتهم؛ لنرى سويًا كيف يرانا الآخر.


1. Almanya: Welcome to Germany

من إنتاج عام 2011 للمخرجة الألمانية من أصل تركي «ياسمين سامديرلي». تدور أحداث فيلم «Almanya» عن حكاية عائلة تركية من المهاجرين تعيش في ألمانيا. نتابع الحكاية عبر ثلاثة أجيال، الجيل الأول الذى وصل لألمانيا أيام هجرة العمال ولكنه ظل محتفظًا بكل عاداته الأصلية، والجيل الثاني من الأبناء الذين رافقوا آباءهم في رحلتهم فجمعوا بين أصولهم التركية وما عاشوه في ألمانيا، والجيل الثالث جيل الأحفاد الذي تعرّف على الدنيا بالألمانية منذ ميلاده.

تستمر أحداث الفيلم في رحلة عبر الأجيال الثلاثة في إطار يجمع بين الدراما والكوميديا، إطار يسخر من الصور النمطية كما يطرح تساؤلات عن اختيارات كل جيل.فازت الأختان ياسمين ونسرين سامدرلي بجائزة أفضل سيناريو عن هذا الفيلم في حفل جوائز رابطة النقاد السينمائيين الألمان فى=ي عام 2012.


2. The Edge of Heaven

«على حافة الجنة» بالإنجليزية، أو «على الجانب الآخر» بالألمانية. فيلم من إنتاج عام 2007 للمخرج الألماني «فاتح أكين» الذي ولد في هامبورج لأبويين تركيين. تدور أحداث الفيلم حول حكايات متداخلة لأب تركي مهاجر وابنه ألماني الجنسية تركي الأصل، وفتاة تركية هاربة من التضييق السياسي في موطنها، وأسرة ألمانية تتكون من أم محافظة وفتاة تبحث عن شغفها دون خجل ودون قيود.

أحداث الفيلم درامية ويتوالى فيها تداخل الحبكات والتواءتها. فاز فاتح أكين بجائزة أفضل مخرج من مهرجان «أنطاليا» عن هذا الفيلم.


3. Shahada

فيلم «شهادة» من إنتاج عام 2010 للمخرج الألماني «برهان قرباني». تدور أحداث الفيلم حول ثلاثة شباب مسلمين يعيشون في ألمانيا. عن اختياراتهم وتطلعاتهم، والصراع بين هويتهم الدينية وما تمليه عليهم وبين عالم منفتح تمامًا يحاولون الاندماج فيه. يتعرض الفيلم أيضًا للعلاقة بين مسلمي ألمانيا والمهاجرين المسلمين من الخارج.

فاز برهان قرباني بأحد جوائز مهرجان برلين عن هذا الفيلم.


4. Ali: Fear Eats The Soul

فيلم «علي: الخوف يأكل الروح»، من إنتاج عام 1974 للمخرج الألماني رينيه فيرنر فاسبيندر. تدور أحداث الفيلم حول حكاية حب بين مهاجر مغربي وسيدة ألمانية. حكاية الحب تفاجئ الجميع وخصوصًا حينما يقرر الثنائي الزواج. بين مقاومة رفض المجتمع ومحاولة الاندماج بين روحين من عوالم مختلفة تستمر أحداث الفيلم.

الجدير بالذكر أن التعامل مع العرب وأصحاب الأصول العربية كان سيئًا للغاية في زمن الفيلم مقارنة بالوضع الحالي. فاز الفيلم بإحدى جوائز لجنة التحكيم من مهرجان «كان» في عام 1974.


5. When We Leave

فيلم «عندما نغادر» بالإنجليزية، أو «الغريبة» بالألمانية. من إنتاج عام 2010 للمخرجة النمساوية «فيو ألاداج». تدور أحداث الفيلم حول فتاة ألمانية من أصل تركي تنفصل عن زوجها ثم تهرب منه برفقة ابنها. تحاول أسرتها إجبارها على العودة دفاعًا عن شرف العائلة ولكنها تتمرد على ذلك وتعيش بشكل مستقل في أحد دور رعاية المرأة في ألمانيا.

بين التقاليد الأسرية التي تحملها وضغوط أفراد العائلة، وبين رغبتها في حياة حرة تملك فيها خياراتها الشخصية، تستمر أحداث الفيلم. حصد الفيلم إحدى جوائز مهرجان برلين في عام 2010.


6. Distant Lights

فيلم «أضواء بعيدة» من إنتاج عام 2003 للمخرج الألماني «هانز كريستيان شميت». تدور أحداث الفيلم حول مجموعة أحداث تقع على الحدود الألمانية/البولندية. بين مجموعة من اللاجئين الأوكرانيين الذين يحاولون الدخول إلى ألمانيا، وشركة تبني مصنعًا جديدًا، وسائق بولندي يكافح لكسب بعض المال لشراء فستان جديد لطفلته.

تستمر حكاية الفيلم بين عالمين يفصل بينهما حدود ونهر. وفي حين تختلف الظروف الاقتصادية والاجتماعية يظل البشر متشابهين. فاز الفيلم بإحدى جوائز مهرجان الفيلم البافاري في عام 2003.


7. Head-On

فيلم «مقابل الحائط» من إنتاج عام 2004 للمخرج ألماني الجنسية، تركي الأصل «فاتح أكين». تدور أحداث الفيلم حول فتاة ألمانية من أصل تركي تحاول الهرب من قيودها العائلية من خلال زواج وهمي من رجل تخلى عن كل أصوله التركية وأصبح مدمنًا للكحول. تحاول الفتاة الهرب من حياتها البائسة برفقة أسرتها كما يحاول الرجل أن يجد معنى جديدًا لحياته التي حاول أن ينهيها أكثر من مرة.

مرة أخرى يحاول فاتح أكين طرح أسئلة حول الاختيارات المختلفة للأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين الأتراك في ألمانيا. فاز فاتح أكين بجائزة «الدب الذهبي»، الجائزة الكبرى لمهرجان برلين عن هذا الفيلم.


8. Kebab Connection

Ali-1
Ali-1

فيلم «التواصل بالكباب» من إنتاج عام 2004 للمخرج الألماني «أنو سول». تدور أحداث الفيلم حول شاب من أصل تركي يحاول صناعة أول فيلم كونغ فو ألماني، في حين أنه لا يملك أي تجربة إخراجية سوى في صنع إعلانات خاصة بمطعم الكباب الخاص بعمه.

يلاحق الفيلم قصصًا عديدة أبطالها ألمان ومهاجرون يجمعهم حب الطعام التركي المسمى «دونر كباب»، هذا الطعام الذى اخترعه المهاجرون الأتراك في ألمانيا وأصبح الآن الأكلة السريعة الأولى في العديد من الدول الأوروبية. شارك «فاتح أكين» أيضًا في كتابة قصة وسيناريو الفيلم، وحصد الفيلم جائزة الجمهور من مهرجان «نورنبرج» للسينما في ألمانيا.