محتوى مترجم
المصدر
the conversation
التاريخ
2018/06/30
الكاتب
بارفين أختار

أن تستخف بالموت شرط أساسي في السياسة الباكستانية. أغتيل رئيس الوزراء الأول في البلاد، لياقت علي خان، وتشارك عدد من القادة اللاحقين نفس المصير، حيث أُعدموا بأشكال مختلفة بأمر من الدولة، كانفجار الطائرات أو في التجمعات السياسية.في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، وصفت مجلة التايمز حكم باكستان بإحدى أقسى الوظائف في العالم. ومع ذلك، أمضى الرجل الذي أُختير ليكون رئيس الوزراء التالي للبلاد، عمران خان، أكثر من عقدين سعيًا لهذا المنصب. في الواقع؛ طرأ خان على الموت والسياسة. وكان رده: «عليك أن تذهب في وقت ما» – وفضَّل أن يذهب لسببٍ ما.

اقرأ أيضًا: عدوى الانقلابات تجتاح العالم: هذا الصباح من باكستان

ولد خان في لاهور عام 1952، وتلقى تعليمه في كلية أيتشيسون رفيعة المستوى – من بقايا الإمبراطورية الواقعة في الأراضي الخضراء الجميلة في البنجاب، قبل أن يدرس في جامعة أوكسفورد. وبطبيعة الحال، بدأ التعليم الأوكسبريدجي* طريق العمل السياسي للكثير من قادة العالم، بمن فيهم الأب المؤسس لباكستان، محمد علي جناح، وعدد من الخلفاء.لعب خان دور الزعيم من قبل، حيث كان كابتن فريق الكريكيت في باكستان، عندما فاز بكأس العالم عام 1992. بعد نجاحه في الكريكيت، انشغل بالسياسة، وأسس حزبه من أجل العدالة «باكستان تحريك إنصاف** (PTI)» في عام 1996. كانت رحلته السياسية طويلة، لكن مثابرته بدأت تؤتي ثمارها الآن، وسيتولى رئاسة الدولة التي يدعي أنه استلمها على حافة الفشل بعد سنوات من الفساد.


كاسر السلالة الحاكمة

كان الاختيار الانتخابي قليلًا في تاريخ باكستان القصير. وفي سبعين عامًا من حكمها، حُكِمَت على نحو متقطع من السلالات السياسية والجيش.ينتقد خان هذا التراث: «ليس لبلد نخبة حاكمة لمنفعة شخصية وخيانة للشعب كما في باكستان». وأعلن نفسه كمرشح «مناهض للوضع الراهن» – مكافح للفساد والمحسوبية.لدى خان بالطبع الكثير من النقاد، ويزعم البعض أنه خلال سعيه إلى السلطة السياسية، أقام تحالفات مع المتشددين المحافظين، بما فيهم طالبان وغيرها ممن يرون فوزه انتصارًا للجيش الباكستاني الأكثر أهمية. وعلى المستوى الشخصي، كتبت زوجته الثانية، – تزوجها منذ أقل من عام، كتابًا عنه، والذي لم يظهره كشخص جيد على الإطلاق. وقال عن ماضيه المستهتر «لم أدعي أبدًا أنني ملاك». من المريب أن يصنع ملاك هذه السياسة الباكستانية. لكن زوجته الأولى، السيدة البريطانية جيميما غولدسميث، أم ولديه والتي كان متزوجًا منها لما يقرب من عقد من الزمان، هنأته علانية على فوزه.

اقرأ أيضًا: جيولوجيا النزاعات الدولية – باكستان نموذجًا

شغل خان منصب مستشار جامعة برادفورد بين عامي 2005 و2014، في المدينة البريطانية التي لديها واحدة من أعلى تركيزات المواطنين من أصل باكستاني. ووصف نائب رئيس جامعة برادفورد خان بأنه «قدوة رائعة لطلابنا»، وأنه بطل للباكستانيين في الشتات منذ ذروة نجاحه في الكريكيت في الثمانينات. كان هذا هو العقد الذي شهد ظهور الباكستانيين في بريطانيا على عناوين الأخبار باعتبارهم «مجتمع مشكلة». أشعلت مديرة المدرسة المثيرة للجدل، راي هونيفورد، الانقسام مع التعليقات حول التأثيرات الضارة للتعددية الثقافية. بعد ذلك، لاحقًا، اختار الكاتب سلمان رشدي موضوع فتوى لكتابه «آيات شيطانية». ما أصبح يعرف باسم «قضية رشدي» والذي أدى إلى أن يُرى المجتمع الباكستاني البريطاني كمجتمع مسلم غير قادر وغير راغب في الاندماج في الحياة البريطانية.في باكستان، ناشد خان لأول مرة الطبقة الوسطى الصغيرة المتعلمة التابعة له والتي رأت فيه فرصة لتغيير الحديث السلبي الدائم عن بلادهم. في عام 2011، وصف المذيع أندرو مارر باكستان بأنها «مكتظة ومسلحة نوويًا، ومتأثرة بطالبان، ومصابة أحيانًا بجنون العظمة» – بالكاد كانت مقبولة كوجهة لقضاء العطلات. ومع ذلك، فإن السياحة جزء من رؤية خان لباكستان جديدة.يعلن خان نفسه كالزعيم السياسي الوحيد في باكستان الذي يجمع أموالهم خارج باكستان، بينما يبقيها في باكستان. و باع شقته في لندن لشراء غابة على مشارف إسلام أباد، بها أبقار للحليب واللبن، وبقعة خضروات، وحتى حبوب قمح – وهي صورة للاكتفاء الذاتي المثالي. عليه الآن فقط أن يعيد خلق شيء من هذه الرؤية للبلد الذي تم اختياره ليحكمه.


* مصطلح يشير لأكثر جامعتي إنجلترا عراقةً، جامعة أوكسفورد وجامعة كمبردج. فإذا استُخدم فإنه يشير لأيٍ من الجامعتين.

** اسم الحزب باللغة الأردية، وهو بالعربية يعني حركة الإنصاف الباكستانية.