شهد الأحد 24 نوفمبر العرض الثاني لفيلم «الشيخ جاكسون» ضمن فعاليات النسخة الأولى من مهرجان الجونة السينمائي بعد أن عُرض الفيلم للمرة الأولى عقب حفل افتتاح المهرجان، أعقب عرض الفيلم -الذي خطف ترشيح مصر لمسابقة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي- حوار مفتوح بين الجمهور وصناع الفيلم، حيث تواجد كل من المخرج «عمرو سلامة»، الكاتب «عمر خالد»، بالإضافة لأبطال الفيلم «أحمد الفيشاوي»، «أحمد مالك»، «بسمة».

في التقرير التالي ننقل إليكم أهم ما جاء في هذا اليوم، بين أسئلة طرحتها إضاءات على صناع الفيلم، وأسئلة طرحها الجمهور.


سألت عمرو سلامة: نلاحظ أنك غير ملتزم بأسلوب إخراجي واحد، بين «زي انهارده»، «أسماء»، «لا مؤاخذة» ،«صنع في مصر»، .. رحلة طويلة ومختلفة، والآن مع «الشيخ جاكسون» تصنع فيلما عن مرحلة شخصية حينما كنت متدينا أو ربما أقرب للسلفية كما ذكرت عقب عرض الفيلم، هل هذا فيلم ضد «عمرو سلامة» القديم؟

عمرو سلامة: أعتقد أن سؤالك فيه قدر كبير من الذكاء والملاحظة لأعمالي السابقة. لا أستطيع أن أصف المرحلة التي مررت بها بأنني كنت سلفيا ولكني كنت متدينا في وقت ما أثناء الجامعة، كما كنت معجبا بمايكل جاكسون في وقت ما أيضا، من الممكن ألا يكون ذلك بنفس الدرجة التي شاهدناها في الفيلم، ولكنها في النهاية مرحلة مررت بها حتى حظيت بتجربتي الخاصة ووصلت لقناعات مختلفة.

لكن بالتأكيد كنت أفكر أثناء صناعة هذا الفيلم في عمل شيء، لن أستخدم لفظ «ضد»، أو «محاربة» الذي ذكرته، ولكني سأستخدم «تصالح»، هو تصالح مع كل الشخصيات التي كنت عليها، عشت كل هذه المراحل، ومررت بكل هذه الشخصيات، ولهذا فقد كان هذا الفيلم بمثابة تصالح مع هذا الماضي.

في أحد مشاهد الفيلم تسأل الطبيبة النفسية التي جسدتها «بسمة» شخصية «الشيخ جاكسون» عن جثث بداخله لم يتم دفنها بعد. بالمثل فهذا الفيلم كان محاولة دفن، تصالح مع شخصياتي القديمة.

كأحد محبي مايكل جاكسون افتقدت وبوضوح تواجده في الفيلم، ويبدو أن الأمر كان ملحوظاً لآخرين حيث وجه أحد المشاهدين سؤالا لعمرو سلامة عن سبب خلو الفيلم تماما من موسيقى وأغاني مايكل جاكسون؟

عمرو سلامة: حاولنا شراء الحقوق ولكننا لم ننجح، لم يطلبوا مقابلا ماديا كبيرا حتى، الشركة المالكة لحقوق أغاني مايكل رفضت بيعها تماما.

سؤال آخر قادم من الجمهور: كيف تتوقع أن يستقبل الجمهور الشيخ جاكسون؟ وخصوصا السلفيين؟

عمرو سلامة: حتى الآن تم عرض الفيلم فقط لجمهور مهرجان تورنتو، وحاليا مهرجان الجونة، مازلت منتظر رد الفعل الجمهور حينما يتم طرح الفيلم للعرض التجاري آخر شهر سبتمبر/أيلول، أتمنى أن يتم استقباله بشكل جيد، وأعتقد أن الإسلاميين طالما تم تقديمهم في السينما المصرية في صورة تم شيطنتها أو تجريمها، لكني حاولت تقديم معالجة إنسانية.

وجهت بعدها مجموعة من الأسئلة لصاحب فكرة الفيلم المؤلف «عمر خالد» والذي شارك في كتابته برفقة عمرو سلامة.

أول مشاركة في الكتابة لفيلم روائي طويل، ما الذي يمكنك أن تخبرنا به عن هذه التجربة؟

عمر خالد: قد تكون بالفعل أول مشاركة في عمل روائي طويل ولكن سبقها عدة تجارب فيلمية قصيرة من كتابتي، أنا في الأساس خريج معهد سينما قسم إخراج، ولكني الآن أحاول الدخول لعالم أكثر اتساعاً هو عالم الأفلام الروائية الطويلة.

هل تملك أيضا ماضيا شخصيا قريبا من قصة الفيلم؟

عمر خالد: قد لا تكون الحكاية قريبة من الماضي الخاص بي ولكنني عشتها من خلال تجارب بعض أصدقائي ومنهم مخرج الفيلم عمرو سلامة، كانوا يحبون مايكل جاكسون وبعدها تحولوا لسلفيين، من هنا بدأت الفكرة.

إذا مددنا خط الحكاية عقب النهاية المفتوحة، هل تعتقد أن الشيخ خالد الذي أطلق العنان لنفسه للحظة لسماع موسيقى مايكل جاكسون مرة أخرى سيترك مظهره المتدين تماما، سيحلق لحيته ويخلع جلبابه أم أنه سيستمر في هذا التناقض؟

عمر خالد: أعتقد أن الوصول لجواب نهائي أمر صعب، يمتلك كل إنسان مجموعة من التناقضات ونظل طوال الوقت في حالة تأرجح بين مكوناتها، قد تكون مجرد لحظة يريد أن يحياها ويحاول خطفها، ليس إلا، خصوصا وأن الحكاية تدور حول شاب سلفي دعوي وليس سلفي جهاد وهذا ما يغفله كثيرون، كما أنه أيضا من طبقة اجتماعية مرتفعة نسبيا، لدينا إذن شاب سلفي ولكنه منفتح بعض الشيء.

وجه الجمهور نفس السؤال لبطل العمل أحمد الفيشاوي، فأجاب: «إنها نهاية مفتوحة، يمكنك أخذها في الاتجاه الذي تختاره».