في جنوب لبنان، وعلى مساحة تزيد على ثلاثة آلاف كيلومتر مربع، تقع منطقة جبل عامل ذات الحضور العميق والمؤثر في المخيال والتاريخ الشيعي الإمامي.

المنطقة التي تمثل ثلث مساحة الدولة اللبنانية الحالية، عُرفت قديماً بعدة أسماء، من أهمها بلاد بشارة أو جبل بشارة، نسبةً إلى الأمير حسام الدين بشارة، الذي تولى حكم تلك الولاية بتكليف من صلاح الدين الأيوبي بعد تحريرها من الصليبيين في القرن السادس الهجري، وتوارث أبناء وأحفاد حسام الدين حكمها من بعده طوال العصرين الأيوبي والمملوكي.

على الرغم من صغر مساحة تلك المنطقة فإنها قد تمكنت من إثبات وجودها في التاريخ الشيعي الإمامي، إذ لعب علماؤها دوراً محورياً في نشر التشيع، وصياغته في بلاد الشام، كما أسهموا في تقوية دعائم الدولة الصفوية في إيران في القرن العاشر الهجري، عندما حملوا إليها علوم المذهب ومعارفه.

جبل عامل في المخيال الشيعي الإمامي

حظيت منطقة جبل عامل بمكانة مهمة ومُعتبرة في المخيال الشيعي الإمامي، إذ نُظر إليها على كونها إحدى البقاع الأكثر قداسة في الثقافة الشيعية، مثلها في ذلك مثل النجف الأشرف وكربلاء والكاظمية وسامراء والحلّة وقم ومشهد.

في كتابه المهم «أمل الآمل في علماء جبل عامل»، تحدث محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى 1104هـ، عن بعض خصوصيات منطقة جبل عامل، والتي أهّلتها لتحظى بتلك المكانة السامية في المخيال الشيعي. على سبيل المثال، يربط الحر العاملي تشيع منطقة جبل عامل بإحدى أهم الشخصيات المُبجلة في التاريخ المبكر للتشيع، ألا وهو الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري. يقول الحر العاملي شارحاً تلك النقطة:

إن تشيعهم– يقصد أهل جبل عامل- أقدم من تشيع غيرهم، فقد روي أنه لما مات رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لم يكن من شيعة علي، عليه السلام، إلا أربعة مخلصين وهم: سلمان، والمقداد، وأبو ذر، وعمار، ثم يتبعهم جماعة قليلون اثنا عشر، وكانوا يزيدون ويكثرون بالتدريج حتى بلغوا ألفاً وأكثر، ثم في زمن عثمان لما خرج أبو ذر إلى الشام بقي أياماً فتشيع جماعة كثيرة ثم أخرجه معاوية إلى القرى، فوقع في جبل عامل فتشيعوا منذ ذلك اليوم… فظهر أنه لم يسبق أهل جبل عامل إلى التشيع إلا جماعة محصورون من أهل المدينة، وقد كان أيضاً في مكة والطائف واليمن والعراق والعجم شيعة قليلون، وكان أكثر الشيعة في ذلك الوقت أهل جبل عامل.

وبعد أن يثبت الحر العاملي أسبقية أهل تلك المنطقة إلى التشيع، فإنه يعمل على تأويل بعض الآيات القرآنية لإثبات البركة الإلهية التي حلت بتلك البقعة الجغرافية على وجه التحديد، من ذلك استشهاده بالآية رقم 21 من سورة المائدة: «يا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِين»، وتعليقه عليها بأن «جبل عامل داخلة في الأرض المقدسة أو متصلة بها»، وكذلك استشهاده بالآيات الأولى من سورة الإسراء: «سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ»، وتعقيبه عليها «أن بلاد جبل عامل بلاد مباركة،متصلة ببلاد بيت المقدس التي تدخل في عموم الآية».

وكعادة المرويات الشيعية التي تنسب للأئمة بعض التوقعات والنبوءات الغيبية الطابع، يذكر الحر العاملي نقلاً عن الإمام الشيعي السادس جعفر الصادق المتوفى 148هـ، قوله المشيد بأهل جبل عامل:

تمحل البلاد دون بلادهم…. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويعرفون حقوق الله ويساوون بين إخوانهم…. وان فيهم رجالاً ينتظرون، والله يحب المنتظرين.

من جهة أخرى، فإن الروايات الشفهية التي يتناقلها الشيوخ والعجائز حتى الآن في جبل عامل، قد اعتادت أن تؤكد الدور الكبير الذي لعبته منطقة جبل عامل في التاريخ الشيعي بطريقة مختلفة نوعاً ما، إذ اعتاد العامليون على الترويج لقصة مقتل الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية بن أبي سفيان في منطقة وادي جهنم الموجودة في جبل عامل، وهكذا تظهر تلك المنطقة اللبنانية النائية وكأنها البقعة المباركة التي وقع فيها الثأر المقدس من الخليفة السفاح المسؤول عن ذبح حفيد الرسول والتنكيل بأسرته.

كيف تشيعت جبل عامل؟

يتفق المؤرخون والباحثون على صعوبة إيجاد تفسير واضح لانتشار التشيع في منطقة جبل عامل، على سبيل المثال، يقول محمد جابر آل صفا في كتابه تاريخ جبل عامل «إن البحث في تاريخ جبل عامل بوجه خاص عسير جداً، وعمل شاق، يكتنفه الغموض، ويحيط به الإبهام لقلة المستندات وضياع الوثائق». الأمر نفسه أكد عليه الشيخ جعفر المهاجر في كتابه التأسيس لتاريخ الشيعة في لبنان وسوريا، في قوله: «إن وجود الشيعة الإمامية في جبل عامل، يُعتبر من الألغاز التاريخية، التي لم يُقدم لها تفسير مقنع حتى الآن».

ما يتفق عليه أغلبية الباحثين، أن رد تشيع أهل جبل عامل إلى الصحابي أبي ذر الغفاري، لا يعدو أن يكون أسطورة تمجيدية ليس لها أي علاقة بالتاريخ الحقيقي، وأن أول من روج لها كان الحر العاملي بعد مضي ما يقرب من الألف عام على وقوع تلك الأحداث.

يمكن القول، إن الإرهاصات الأولية لتشيع جبل عامل، قد تمت في القرن الخامس الهجري، عندما تزايد النفوذ الفاطمي على لبنان، ومن ثم تحول كثير من سكان الساحل الشامي في طرابلس وصور إلى المذهب الشيعي الإسماعيلي.

بحسب ما يذكر علي حب الله في دراسته المعنونة «أبو ذر الغفاري أسطورة نسبة التشيع في جبل عامل إليه»، فإن كبار علماء الشيعة الإمامية الإثني عشرية في العراق، قد أرسلوا ببعض وكلائهم لنشر التشيع الإثني عشري في طرابلس وما حولها، وفي هذا السياق، وصل أبو الفتح الكراجكي المتوفى 449ه إلى تلك المنطقة، وبدأ سعيه الحثيث في نشر التشيع الإثني عشري.

الكراجكي الذي درس على يد أساطين التشيع الإمامي في هذا العصر، ومن أهمهم كل من الشيخ المفيد المتوفى 413هـ، والشريف المرتضى المتوفى 436هـ، ومحمد بن الحسن الطوسي المتوفى 460هـ، نجح في مهمته بشكل كبير فتحول كثير من السكان إلى التشيع الإمامي، وتركوا المذهب الإسماعيلي الذي ضعف مع ضعف الدولة الفاطمية في مصر.

حتى تلك اللحظة التاريخية، كانت جبل عامل غير مأهولة بالسكان على الأرجح، ولكن ما شهدته تلك المناطق تزامناً مع الغزو الصليبي لعب دوراً فارقاً في إعمار جبل عامل، ذلك أن سكان صور وطرابلس وطبرية الذين تركوا قراهم ومدنهم فراراً من الصليبيين، نزحوا باتجاه جبل عامل، واستوطنوها، وظلوا بها حتى بعد أن تعرضت للغزو الصليبي هي الأخرى.

الشهيد الأول والشهيد الثاني

يمكن القول، إن أول اتصال وقع بين جبل عامل من جهة، والمراكز العلمية الشيعية الكبرى من جهة أخرى، كان ذلك الذي تم في القرن السادس الهجري، عندما رحل أحد أبناء جبل عامل، ويُدعى إسماعيل بن الحسين العودي الجزّيني إلى مدينة الحلّة في العراق– والتي كانت تُعدّ أحد أهم المراكز الشيعية في تلك الفترة- فدرس على يد مجموعة من علمائها ومشايخها، ثم رجع إلى جبل عامل لينشر بها ما استفاد به من علوم ومعارف.

هذه الخطوة فتحت الباب أمام العديد من الرحلات العلمية المماثلة، والتي يمم فيها العامليون وجوههم إلى الحلّة، وكانت رحلة الفقيه نجم الدين طومان العاملي إحدى أهم تلك الرحلات، بسبب إقامته الطويلة–ثماني سنوات- في الحلّة، وكونه أول فقيه عاملي ينال رتبة الاجتهاد، كما كان أول فقيه عاملي يفتتح مركزاً للتدريس في جبل عامل عند رجوعه من سفره.

التطور الأهم وقع في النصف الأول من القرن الثامن الهجري، على يد الفقيه محمد بن مكي الجزّيني، المشهور بلقب الشهيد الأول.

بحسب ما يذكر الشيخ جعفر المهاجر في كتابه «جبل عامل بين الشهيدين»، فقد ولد محمد بن مكي في قرية جزّين– من أعمال جبل عامل- ورحل إلى الحلّة كما هو شائع بين شيوخ موطنه، وفي 751هـ، تلقى الإجازة الأولى من شيخه محمد بن الحسن بن المطهر الحلي– الشهير بفخر المحققين- وبعدها تلقى مجموعة من الإجازات الأخرى في علوم متعددة.

بعد ست أو سبع سنوات من الإقامة والدراسة بالحلّة، انطلق الشهيد الأول في رحلة واسعة النطاق، فزار كل من بغداد ودمشق والقدس والقاهرة ومكة والمدينة، ويقال إنه قد درس على يد عدد كبير من العلماء، أربعون منهم من أهل السنة والجماعة.

في 760هـ، عاد ابن مكي إلى موطنه في جزّين، وكانت العودة مهمة وفارقة في مستقبل تلك المنطقة، فبحسب جعفر المهاجر «لأول مرة يكون بجبل عامل من يكون له حضور القطب، بما ينطوي عليه معنى القطب من قوة جذب نحو المركز».

على مدار ما يقرب من الربع قرن، حظيت جزّين بمكانة مهمة في المذهب الشيعي، إذ قصدها كثير من الطلبة والشيوخ للدرس على يد ابن مكي، الذي وضع الخطوط العريضة الأولى لنظرية ولاية الفقيه في كتابيه الذكرى واللمعة الدمشقية، عندما تحدث عن سلطة الفقيه الجامع للشرائط ووصفه بنائب الإمام، وشجع الشيعة على دفع الأخماس.

تلك التوجهات التي تتعارض مع سلطة الدولة، دفعت المماليك المتشحين بالعباءة المذهبية السنية، للقبض على محمد بن مكي وحبسه، ثم قتله وصلبه في 786هـ.

رغم غياب ابن مكي عن المشهد، فإن البذور التي بذرها– مع غيره من العلماء الشيعة العامليين- قد أينعت، فظهرت العديد من المراكز العلمية الشيعية في جبل عامل، ومن أهمها تلك التي تأسست في كل من جزّين، وعيناتا، والكرك، وميس، ومشغرة، وجُباع.

الحضور الطاغي لجبل عامل في المذهب الشيعي، تكرر مرة أخرى بعد ما يزيد على القرن من لحظة مقتل الشهيد الأول، وذلك مع بزوغ نجم زين الدين الجُعبي، الشهير بلقب الشهيد الثاني.

زين الدين، قضى ثلاثين سنة في أسفاره العلمية إلى مصر والعراق والشام والحجاز، ورجع إلى بلده عالماً متبحراً، ويتحدث عنه الحر العاملي في أمل الآمل فيقول واصفاً إياه «أمره في الفقه والعلم والفضل، والزهد والعبادة والورع، والتحقيق والتبحر وجلالة القدر، وعظم الشأن، وجمع الفضائل والكمالات أشهر من أن يُذكر، ومحاسنه وأوصافه الحميدة أكثر من أن تُحصى وتحصر، ومصنفاته مشهورة… وكان فقيهاً مجتهداً، ونحوياً حكيماً، متكلماً قارئاً، جامعاً لفنون العلوم، وهو أول من صنف من الإمامية في دراية الحديث».

مصير زين الدين الجُعبي لم يختلف كثيراً عن مصير محمد بن مكي الجزّيني، إذ أعدمته الدولة العثمانية في 965هـ بأمر من الصدر الأعظم، وإذا كان الشهيد الأول قد راح ضحية المنافسة المذهبية السنية- الشيعية، المُمثلة في الصراع بين المماليك السنة والمغول الإيليخانيين الشيعة في القرن الثامن الهجري، فإن الشهيد الثاني قد راح ضحية نفس المنافسة المذهبية، وإن كانت ممثلة هذه المرة في الصراع بين العثمانيين السنة والصفويين الشيعة في القرن العاشر الهجري.

علماء جبل عامل والدولة الصفوية

في القرن العاشر الهجري تأسست الدولة الصفوية في إيران، وأعلن الشاه إسماعيل الأول اعتناق الدولة المذهب الشيعي الإمامي الإثني عشري، ولم يمض كثيراً من الوقت، حتى استُغل المذهب الرسمي في التعبئة والحشد ضد الجار العثماني السني.

في تلك الظروف، هاجر العشرات من علماء جبل عامل إلى إيران، حيث حظوا برعاية واهتمام السلطة الصفوية، وتم توظيفهم لتثبيت مبادئ التشيع الإمامي في نفوس الإيرانيين. الشيخ جعفر المهاجر في كتابه «الهجرة العاملية إلى إيران في العصر الصفوي»، تحدث عن السياق التاريخي التي وقعت فيه تلك الهجرات، فقال:

هناك فكرة سائدة تقول، إن هجرة الفقهاء العامليين إلى إيران في العهد الصفوي، قد حدثت بدافع الإغراء، وما أتاحه حكامها الجدد من فرص للفقهاء الشيعة، لم تُتح لهم من قبل، لكننا، وقد عرفنا الظروف العامة للهجرة، سنعدل هذا الرأي، إلى آخر أقرب إلى الحقيقة، خلاصته: أنه إن كان العهد الجديد في تلك البلاد، قد جذب إليه كثيراً من أولئك الفقهاء، فإن الخوف والضغوط في بلدهم هو الذي دفع بهم إلى الهجرة.

رأي المهاجر يبدو أقرب للقبول إذا ما راجعنا المصادر التي ترجمت للعلماء العامليين المهاجرين. على سبيل المثال، سنجد أن 98 من أصل 143 عالماً شيعياً ترجم لهم الحر العاملي في كتابه أمل الآمل، هاجروا وتركوا جبل عامل، منهم 60 عالماً هاجروا إلى إيران تحديداً، معنى ذلك أن العامليين الواقعين تحت الضغط العثماني، قد اضطروا لترك وطنهم والهجرة إلى الأصقاع البعيدة، فلما وجدوا الصفويين يرحبون بهم، أقبلوا عليهم، وبذلوا ما في وسعهم لخدمة أغراضهم.

بحسب ما ورد في كتاب التشيع بين جبل عامل وإيران لعلي مروة، فإن أول علماء جبل عامل الذين هاجروا إلى إيران كان هو الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العال العاملي الكركي، المعروف بلقب المحقق الثاني.

الكركي الذي عاصر الشهيد الثاني، ولمس ما يتعرض له من ضغط من قِبل السلطة العثمانية، سافر إلى مصر ثم توجه للعراق فأقام زمناً في النجف الأشرف، ثم رحل إلى إيران بعد أن تلقى دعوة من الشاه إسماعيل الأول.

في بلاط الصفويين، حظي الكركي بكل تكريم حتى قيل إنه «كان يصل إليه كل سنة من الشاه إسماعيل سبعون ألف دينار شرعي ينفقها في تحصيل العلم»، كما أُطلقت يده فيما يخص تعليم المذهب الشيعي الإمامي، فاتخذ من كاشان مقراً له، ومنها أرسل الدعاة والشيوخ لتعليم الناس أصول التشيع، وظل على تلك الحالة من التعظيم حتى نهايات حكم إسماعيل الصفوي، عندما ترك إيران ورجع إلى النجف لمدة ست سنوات فلما مات إسماعيل وخلفه ابنه طهماسب، رجع الكركي إلى إيران مرة أخرى، وكتب له الشاه الجديد فرماناً، جاء فيه «أن معزول الشيخ لا يستخدم، ومنصوبه لا يُعزل»، في خطوة يعدّها كثير من الباحثين تجلياً واضحاً لنظرية ولاية الفقيه، وهي النظرية التي سيكتمل بناؤها النظري– وستتجسد عملياً على أرض الواقع- بعد ذلك بقرون على يد آية الله روح الله الموسوي الخميني قائد الثورة الإيرانية في 1979م.

بعد وفاة المحقق الثاني في 940هـ، ارتبط التشيع الصفوي الإيراني بمجموعة من كبار العلماء القادمين من جبل عامل، من أهمهم، كل من تلميذ الكركي، كمال الدين درويش محمد بن الحسن العاملي، الذي يوصف بأنه «أول من نشر أحاديث الشيعة في عهد الصفوية»، وعلي بن هلال الكركي، الذي خلف المحقق الثاني في ولاية منصب شيخ الإسلام في إيران، وحسين بن عبد الصمد الجُباعي، والذي رحل إلى إيران بعد مقتل الشهيد الثاني، والشيخ البهائي، بهاء الدين محمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي، الذي نال شهرة كبيرة في عموم إيران، وتقلد منصب شيخ الإسلام في عهد الشاه عباس الصفوي.