منذ أن انتقل إلى مصر في عام 2009، كان لديه قرار بأن يكون صاحب أدوار مميزة، وذا مكانة فنية مختلفة، لدى الجمهور المصري، الذي قابله بكل حب، كانت بدايته مع الأدوار الصعيدية التي تمكن منها وهي «حدائق الشيطان»، و«أفراح إبليس»، ثم «سيدنا السيد»، ثم قدم «قصة حب» و«أفراح القبة» و«زي الشمس».

ليقدم هذا العام مسلسل «الطاووس»، الذي يدور حول قضية اغتصاب فتاة من أربعة شباب من أسر ثرية، ورحلتها لمحاولة الحصول على حقوقها من هؤلاء بطريقة قانونية، ومع ما أثير حول هذا المسلسل من تحقيقات وجدل وتهديد بالوقف عن العرض، حاورنا في «إضاءات» الفنان السوري جمال سليمان، وتعرفنا على موقفه من المسلسل وما أثير حوله، كما تحدثنا عن مشواره الدرامي مع الراحل حاتم علي، وعن الدراما الرمضانية في 2021.

لماذا قمت باختيار مسلسل «الطاووس» لتقديمه هذا العام؟

يتوقف اختياري للعمل على عدد من العوامل، وهي أن تكون هناك رسالة يتم تقديمها للجمهور، وأن يكون به جانب من التشويق والإثارة التي تجذب المشاهد وتساعده على استمرار المشاهدة، وهذا ما وجدته بالفعل في السيناريو والقصة اللذين قدمهما لي المؤلف محمد ناير.

إضافة إلى أنه من أهم العوامل التي أعتمد عليها، هو أن يكون هناك مخرج متميز وذو رؤية فنية واضحة وقوية، وقد تعاملت مع المخرج رؤوف عبد العزيز من قبل حين كان مساعد مخرج، وتابعت أعماله بعدها، وأثناء التصوير وجدت مخرجًا واعيًا، ويعرف جيدًا ما يقدم، وبالتالي فالعمل كان به كل ما أبحث عنه.

هل تعاونك مع المؤلف محمد ناير للمرة الثالثة من أسباب موافقتك على العمل؟

محمد ناير من المؤلفين ذوي الأفكار الراقية، والذين يبحثون عن تقديم شيء جديد، ولقد تعاونا من قبل في مسلسل «صديق العمر»، وقد قدم لي معالجة المسلسل في البداية وأعجبتني الفكرة، ومع تعاونه مع «كريم الدليل» بورشة الكتابة وهو إنسان رائع وحساس وجاد، فشجعني ذلك على الموافقة على العمل أيضًا. كما أننا تعاونا معًا في فيلم «الكاهن» الذي سيُعرض بعد شهر رمضان المبارك.

تجربة «الطاووس»، أغلبها شباب وليسوا نجومًا كبارًا ما رأيك في ذلك، وما تأثيره عليك؟

أرى أن العمل لا يتوقف على كون ما يقدمه نجوم أو شباب، الأساس في تقديم أي عمل هو حجم الموهبة التي يتمتع بها القائمون عليه، والعنصر الأهم هو المخرج الذي يقود المسلسل، فهو من يستطيع إحكام كافة الأمور الفنية سواء كان العاملون شبابًا أو نجومًا.

وفي مسلسل «الطاووس»، على الرغم من صغر سن العاملين به فإنهم يعون جيدًا القضية التي يقدمونها ومدى حساسيتها، وقاموا بالعمل عليها وتقديمها دون افتعال أو مبالغة.

ما أصعب المشاهد التي واجهتها في المسلسل؟

أصعب المشاهد تأتي في سياق بناء الثقة بيني كمحام وموكلتي في المسلسل وهي «سهر الصايغ»، بعد أن تفقد تلك الثقة، وتحول وجهة النظر السلبية عن الشخصية التي أقدمها إلى إيجابية، إضافة إلى مشهد المرافعة الذي سيشاهده الجمهور في الحلقة الأخيرة، والذي سيظل راسخًا في ذهنهم.

أغلب مشاهدك تدور في المحكمة، ألم يكن هذا مخاطرة؟

لا أعتقد ذلك، فالعمل يضم مشاهد رائعة تخص المرافعات والمحاكم، وتعاون مع العمل مستشار قدير في القانون كان مشرفًا على كل تلك التفاصيل، كونه موضوعًا حساسًا له جانبان، الأول إنسانى اجتماعي وعاطفى، وجانب آخر، تقني ومهني يخص طبيعة عمل المحامي وتصرفاته والأوراق التي يتقدمون بها، وما إلى ذلك من تفاصيل دُققت، حتى في طريقة الأداء، ووجوده كان إضافة كبيرة، ووُجِد معنا في تصوير كل المشاهد بالنيابة والمحكمة، وبالمناسبة أعظم الدراما تخرج من المحاكم.

ما ردك على أن المسلسل يتشابه مع أحداث قضية الفيرمونت؟

لم يكن حادث الفيرمونت حادثًا فرديًا، بل إنه يحدث في كافة المجتمعات، في أوروبا أيضًا وغيرها، وبالتالي فلم يتوقف الأمر على مصر فقط والفيرمونت بشكل فردي، فهذه الحوادث زادت في المجتمع بشكل كبير، حتى أنه ظهرت، مؤخرًا أيضًا، حوادث اغتصاب وتحرش بالأطفال.

وكيف ترى ما تعرض له المسلسل من تحقيق وتهديد بالإيقاف؟

كل الأمر أن المسلسل تم وضعه محل التحقيق، وبعد أن جرى التحقيق لم يستطع أحد أن يُثبت أي إساءة لأي طرف من الأطراف، ففي النهاية الدراما خيال، ولا يمكن السيطرة على خيال مؤلف أو صناع فن.

كيف ترى تعامل المسلسل مع عملية الاغتصاب؟

تم التعامل مع الأمر بحذر شديد، حتى تستطيع كافة الأعمار مشاهدة العمل، ولكي نصل إلى ذلك قمنا بنقل المشكلة دون الخوض في تفاصيلها، ولم نضع المسلسل تحت تصنيف عمري حتى تستفيد كافة الأعمار منه.

كيف ترى المنافسة في شهر رمضان هذا العام؟

يوجد هذا الموسم مسلسلات كثيرة ومتنوعة، ما بين الكوميدي والتراجيدي، والروايات، ومع هذا الزخم يظل الحكم في النهاية للجمهور، ولكن مع هذا أرى أنها منافسة صعبة وغير عادلة بالمرة، فبعض الأعمال يتم اعتبارها أفضل الأعمال، وأخرى لا يُنظر إليها رغم جودتها، والعكس صحيح، وهذا ما يحدث على مدار التاريخ خلال رمضان بشكل دائم.

كما أن هناك عوامل عدة تساعد في مشاهدة الأعمال بالنسبة للجمهور، ومنها الإعلانات والسوشيال ميديا، وحجم القناة المعروض عليها العمل، وحجم الدعاية التي تتم للمسلسل، والنجاح من وجهة نظري مرتبط بنسبة النجاح الجماهيري، إضافة لعناصر بحجم الدعاية والمحطة وتوقيت العرض كلها عوامل تساعد على تحقيق النجاح لكنها ليست مقياسًا لمدى قيمة العمل التي يحكم عليها الزمن.

هناك ظاهرة هذا العام، وهي عودة البطولات الجماعية ما رأيك فيها؟

البطولة الجماعية هي القاعدة الأساسية في تقديم عمل فني، فلا يمكن أن يقوم مسلسل أو فيلم على بطل واحد دون غيره، أو أن يكون باقي فريق العمل دون المستوى، حتى يظهر البطل، فالجمهور في الوطن العربي يبحث بشكل دائم أن يرى مجموعة من الفنانين في عمل واحد، وهذا يحفزه أكثر للمشاهدة وينفر من نرجسية البطل الأوحد وهذا ما أثبتته التجربة.

كيف أثرت كورونا عليك؟

أعيش معها في حالة من الخوف، وذلك بسبب نجلي الذي يذهب إلى المدرسة وخروجي للعمل، فأنا في حالة خوف دائم على أسرتي.

لم تكن المرة الأولى التي تؤدي بها دور محام.. فما الاختلاف في «الطاووس» من وجهة نظرك؟

أرى أن كل منهما مختلف عن الآخر تمامًا، فتقديمي لدور محام في مسلسل «الفصول الأربعة» كمحام مدني لا يذهب إلى محكمة خلال الأحداث وله حياته الشخصية المختلفة عن كمال في «الطاووس» الذي يعيش كمحامي تعويضات وحيدًا ومنسجمًا مع حياته وله سمعة سيئة بعض الشيء ويتغير وتظهر مشاعره في القضية التي يترافع فيها خلال أحداث المسلسل، فالأمر مختلف تمامًا.

ما رأيك في الحملات النسوية مثل me too التي تحاول من خلالها النساء فتح ملفات الاعتداءات التي تعرضن لها، هل تعتقد أن هذه الحملات من الممكن أن تصنع تغييرًا في مجتمعنا أيضًا ؟

المجتمع أصبح به حالة من الوعي بشكل عام، وبخاصة في تلك القضايا، بعض هذه الحملات بالفعل بدأ يترك أثرًا ويساهم في زيادة وعي الفتيات وجرأتهن في الحصول على حقوقهن.

ما رأيك في الأعمال السورية الحالية، وهل استطاعت أن تتخطى أزمة الحرب التي مرت بها سوريا؟

الأعمال السورية حاليًا تحاول أن تتنفس مرة أخرى، أرى بعض التجارب التي أشهد لها بالاحترام، ولكنني أرى أنها ما زالت تحاول أن تلتقط أنفاسها مما تعرضت له خلال السنوات الماضية.

ما رأيك في تخفيض أجور الفنانين؟

هو أمر طبيعي نتيجة الأزمة الاقتصادية التي يعانيها العالم، والتي أثرت بالطبع على سوق الدعايا والإعلانات، وهذا جعلنا لا نستمع إلى الأرقام الخيالية التي كنا نستمع إليها خلال السنوات الماضية، والتي كان يحصل من خلالها البطل على 70% من تكاليف العمل.

هل ترى أن المنصات الرقمية مستقبل الفن المقبل؟

بالطبع ستقوم بتغيير المشهد تمامًا، وذلك بسبب قلة عدد الحلقات والمواضيع المستخدمة ودقة المنتج، ويجب علينا أن ننتبه، وأن نساعد أنفسنا على التوقيت الذي سنضطر فيه أن نواجه تلك المنصات بشكل حقيقي، وأن نسد ما لدينا من ثغرات حتى نستطيع المواجهة.

شاركت مع المخرج الراحل حاتم علي في أعمال تاريخية مهمة مثل «ربيع قرطبة» و«ملوك الطوائف» و«التغريبة الفلسطينية»، ما ذكرياتك حول هذه الأعمال، وهل في رأيك ما زالت الفرصة متاحة لتقديم أعمال مشابهة في المستقبل؟

حاتم علي هو صديق عزيز وأخ شاركت معه في كثير من أعماله، وله كثير من الذكريات مع والدي ووالدتي، حتى أن مثواه الأخير جاء إلى جوارهما حتى يأنسوا معًا، أعتقد أن هناك بعض البوادر من شركات الإنتاج لتقديم أعمال تاريخية، وهذا أمر جيد وينبئ بأن هناك احتمالية لوجود أعمال مشابهة.

صنعت ضجة كبيرة ونجاحًا جماهيريًا ونقديًا مع بطولتك المصرية الأولى في مسلسل «حدائق الشيطان»، كيف تقيم تجربتك في الدراما المصرية من حينها وإلى الآن؟

أرى أنها كانت قوية وقدمت أكثر من عمل بشكل متواصل صنع لي شعبية في مصر، ولكن مع ابتعادي عن الساحة الفنية لفترة وعدم تقديم أعمال جديدة، خلق هذا بالطبع حالة من الجفاء مع الجمهور، ولكن أحاول أن أعيدها مرة أخرى، ولكن الأهم أن تعود بعمل يحترم تاريخي ويحترم جمهوري.