لم أذكر مرة عدد المباريات التي تلاعبت بنتائجها، ولكنها بين الـ 80 والـ 100 تقريبًا.
«ويلسون راج بيرومال» أحد أكبر المتلاعبين بنتائج المباريات

قام الكاف مؤخرًا بإيقاف الحكم الزامبي «جاني سيكازوي» جراء التحقيق حول إلغائه هدفًا صحيحًا لبريميرو دي أوجستو الأنجولي أمام مُضيفه الترجي التونسي، الهدف الذي كان كفيلًا – لو احتُسب – بخروج الترجي الذي فاز بالأميرة الأفريقية في النهاية، ناهيك عن ضربة جزاء مشكوك في صحتها لأبناء باب سويقة، هدف أُلغي دون سبب غير مسار كأس كبرى بطولات القارة.

هذا وقد تم إيقاف حكم المباراة النهائية التي تلت السابق ذكرها مباشرة، الجزائري «مهدي عبيد»، والتي أقيمت في القاهرة، بعد رفضه استخدام تقنية حكم المساعد بالفيديو «Var» في ركلتي جزاء ثار حولهما لغط كبير فيما بعد.

الواقعتان تبدوان مهمتين لأهمية الـ «شامبيونزليج» الأفريقي، ولكن الأهم هو تكرار الحوادث الأكثر وضوحًا، والتي لا تحتاج لإثبات من رشاوى واتفاقات علنية للتلاعب بنتائج مباريات، والمحزن أن معظم الحالات من أفريقيا.


أنس أريمياو أنس: السؤال والجواب

صحفي غاني مشهور بفريقه الذي يقوم بتحقيقات واسعة وتحريات كبيرة دون أن يكشف عن وجهه ليظل غامضًا، عندما قرر «أنس أريمياو أنس» كشف فساد أشخاص مهمين في الكرة الأفريقية، وأثبت كل اكتشافاته بالفيديو. بالتعاون مع «شبكة BBC» تمكن من الإيقاع بالكثيرين.

اقرأ أيضًا:«أنس أريمياو أنس»: الصحفي الذي زلزل عرش الكرة الأفريقية

حسب ما ذكرته الإذاعة البريطانية أن عددهم يتجاوز مائة مسئول، لكن الصيد الثمين كان رئيس الاتحاد الغاني ونائب رئيس الاتحاد الأفريقي وأحد أهم رجال الكرة الأفريقية «كيوسي نيانتاشي»، الذي قام بخداعه أحد رجال الفريق الصحفي على أنه أحد العاملين بمجال الرعاية، وأعطاه 65 ألف دولار على سبيل الهدية، وتم تصويره بالفندق وهو يضعهم في حقيبة سوداء.

بالطبع تم توقيع غرامة 500 ألف فرانك سويسري وحرمانه مدى الحياة من ممارسة النشاط الرياضي، الأغرب أنه تم الإيقاع به مسبقًا وتم تصويره وهو يعترف أنه يمكنه التعاون من أجل التلاعب بنتائج المباريات.

https://www.youtube.com/watch?v=SQYws0IUJRQ

شكرًا لهديتك، ولكن الأهم هو علاقتنا وأننا تعارفنا.

«ماروا» حامل الراية الكيني الذي أوقع به رجال أناس وصُوِّر وهو يتلقى 600 دولار بيديه قبل كأس العالم 2018

بالإضافة إلى أنه تم إيقاف الحكم الكيني «ماروا»، وهو حامل راية تم ضبطه وهو يتقاضى 600 دولار كرشوة قبل كأس العالم 2018، وهو ما ظهر في أحد الفيديوهات المسربة لتلك العملية.

بنفس الطريقة، تم الإيقاع بـ «إبراهيما جالو» الحكم الجامبي الذي تورط بنفس الطريقة قبل مباراة غانا ومالي في كأس أمم غرب أفريقيا، الأغرب والمثير لحفيظة الكثيرين هو أنه لفظ تقريبًا نفس جملة الكيني قاصدًا نفس المعنى. شيء مرعب أن يكون الحكم مُتصالحًا مع ما يفعله لدرجة تجعل حد قبول الرشوة عنده شيئًا روتينيًّا.


مراهنات ووكلاء وأشياء أخرى

«كريستوفر فورسيث» أحد وكلاء اللاعبين المعتمدين من الفيفا

السنغافوري «ويلسون راج بيرومال» هو أحد أشهر من تورطوا بالمراهنات في كرة القدم، حتى تم سجنه في فنلندا في فبراير 2011، الطفل السنغافوري الذي كان يحلم بأن يُصبح جنديًا فأصبح أكبر مُفسدي اللعبة الأكثر شعبية يصدم الجميع في لقائه مع «CNN» عام 2015 حينما قال: إن المسئولين هم الهدف الأسهل دائمًا، حيث يسمحون لك بانتقاء الحكام، وأحيانًا يقابلونك في الاتحادات المحلية بأحضان مفتوحة.

لم يقف الأمر عند كبار رجال المراهنات، بل حتى وكلاء اللاعبين الذين تم تصوير أحدهم عن طريق صحفي مُتخفٍ وهو يقع في فخ استعراض القوى، وكونه يستطيع فعل أي شيء في المباراة، لأن كلمة «لا» غير موجودة في كرة القدم.

الوضع أصبح أكثر سوءًا والتلاعب دخل عالم المباريات الودية. في عام 2011 تم إيقاف 6 حكام ثبت تواطؤهم، حيث الطاقم البوسني الذي أدار فوز لاتفيا على البوسنة بهدفين لهدف، والآخر المجري الذي أشرف على تعادل بلغاريا وإستونيا. مباراتان دخل فيهما 7 أهداف، جميعها من ضربات جزاء، ليس هذا فقط، بل إعادة أحدها بعد أن ضاعت في المرة الأولى، تشعر أن الجميع مُستفيدون ومستمتعون.


لماذا أفريقيا؟

الحكام يستطيعون تغيير أي شيء، وهذا يحدث في كل مكان بالعالم.
كنت مستاءً جدًّا من التحكيم النيجيري، لم أستطع التأقلم مع القذارة المحيطة بالمجال التحكيمي، ولكنني كمدرس بالجامعة كان التحكيم هواية بالنسبة لي، ولكني تركته لأنني لا أستطيع تفضيل صاحب الأرض للفوز.
«أبو بكر كولمان» أحد الحكام النيجيريين

مشاكل القارة الأفريقية في مجال كرة القدم لا تخفى عن الكثيرين، من حيث الفقر ونقص الإمكانيات، لذلك من المنطقي والمنطقي جدًّا أن يكون الحكم جزءًا من المشكلة. في الطبيعي وفي الدول الكروية العظيمة يتحصل الحكم على أقل راتب بين كل عناصر اللعبة فما بالك بدوريات أفريقيا، خصوصًا السمراء، أو ما يطلق عليها ما تحت الصحراء الكبرى حيث الفقر الشديد.

أحيانًا كثيرة يكون هُناك عوامل أخرى بخلاف المال أو إلى جانبه، مثل عدم تلفزة المباريات مباشرة، مما يسهل التلاعب، إلى جانب الخوف من التعرض للخطر إذا خسر صاحب الأرض لغياب الأمن في أغلب الدول هناك. معظم تلك العوامل لا توجد في دول شمال أفريقيا، ما يعني أن دول أفريقيا السوداء لاتزال تُعاني من تشعب الفساد أكثر من غيرها.

الأبشع من الفساد هو عدم التضخيم الإعلامي له. لا يوجد آلة إعلامية قوية تشن حملات ضد التربح من كرة القدم والفساد التحكيمي والإداري، فلا يتم تضخيم الموقف إلا إذا تضرر منه نادٍ ذو شعبية كبيرة، مثل إيقاف «لامبتي»،الحكم الغاني صاحب فضيحة «مايكل إينرامو»، بعدها بسبع سنوات عندما ثبت تواطؤه مع جنوب أفريقيا ضد السنغال بتصفيات كأس العالم، فتم إيقافه مدى الحياة، حينها فرح جمهور الأهلي المصري لأنه تسبب في خسارتهم اللقب الأفريقي عام 2010، وهو ما جعله مشهورًا بالأساس، أما الآخرون والكثيرون فلا.