في أبسط تعريفات العنف يرى روبرت ماكافي أنه انتهاك للشخصية، والمنتهك هنا يختلف باختلاف العملية والهدف منها، فتارة ترى العنف موجه من الحكومة أو النظام تجاه مجموعة أو جماعة بعينها بهدف ضمان استمرار النظام وتقليص عدد المعارضة ويسمى في تلك الحالة عنف رسمي، من ناحية أخرى يكون العنف من قبل المواطنين ضد النظام بداية من الاضطرابات والتظاهرات ومرورا بالاغتيالات وحوادث القتل وقد يصل للانقلاب ويسمى في تلك الحالة عنف غير رسمي، هنالك أيضا العنف بين أفراد النخبة وكذلك العنف بين جماعة وأخرى في المجتمع، الشاهد والأمر الهام هنا أن التاريخ أثبت بصورة قاطعة أن ثمة علاقة طردية تجمع ما بين العنف الرسمي والعنف غير الرسمي.


ظهور حركة المقاومة الشعبية

نحن مجموعة من الشباب لا نتبع أيَّ فصيل سياسي، ولا نهتم بالسياسة، وبياناتنا الصحفية هي العمليات التي ننفذها على الأرض، وكل ما نسعى إليه هو تحقيق العدالة والقصاص لدماء الشهداء.كان هذا التصريح لـ محمود السيد أحد أعضاء حركة المقاومة الشعبية عقب ظهور الحركة من رحم اعتصام رابعة العدوية كغيرها من القوى التي أسست آنذاك لرؤيتها أن الجماعة الأم «الإخوان المسلمون» تنتهج نهجًا خطئًا في التعامل مع الوضع القائم مما تسبب في مقتل العديد باعتصامي رابعة والنهضة واعتقال غيرهم.وعلى الرغم من ادعاء الحركة السلمية إلا أنها كانت ترى أن اعتبار قطع الطرق والهجوم المسلح على مؤسسات الدولة لا يعد أعمالا تخريبية، مستشهدين في ذلك بكون قطع الطرق من قِبل الطلاب في أندونيسيا كان السبب الرئيسي لإسقاط الديكتاتور سوهارتو.وعليه ترى الجماعة أن انتهاجها للعنف ما هو سوى وسيلة للقضاء على نظام ديكتاتوري – في وجهة نظرها – يعمل على ترهيب وقتل المواطنين، ودورهم هنا القصاص والثأر للشهداء ليس إلا.


أهداف الحركة من واقع عملياتها

لفهم تنظيم إرهابي عليك بشيئين: خطابهم وعملياتهم على الأرض، والخطاب المعلن للمقاومة الشعبية يوضح بصورة أساسية أنه تنظيم ضد الكل، والعمليات الإرهابية التي قاموا بها توضح ذلك سواءً من ناحية استهداف أمناء الشرطة وإطلاق هاشتاج #اطعن_حاتم، وكذلك استهداف رجال الأعمال


تجاهل رسائل التنظيم

نقول لمن يتابعنا الآن حاولوا اختراق المقاومة ودس أفراد، وفشلوا وسيفشلون. عمل المقاومة الشعبية مستمر وسط كم من المؤامرات التي تحاك ضدنا، نحن نعمل لوجه الله لا نريد ذكرًا أو شهرةً، فقط إسقاط الانقلاب العسكري وعودة البلاد إلى مسارها الطبيعي، تحملنا الكثير ابتغاء وجه الله وفقدنا المئات بل سنقدم المئات أيضا، وكل أفراد المقاومة الشعبية حتى تطهير البلاد من المجرمين حسبة لله. اصبروا وعليكم بالثبات فإن النصر بات قريبا بفضل الله ثم بثبات الأحرار ودعوات المظلومين. الله أكبر على الظالمين.كانت تلك رسالة موجهة من قبل حركة المقاومة الشعبية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يوم 5 مايو، تؤكد فيها الجماعة أنها على دراية بمحاولات جهاز الأمن لاختراقها وأنها ما زالت تعمل لتحديد أهدافها.من ناحية أخرى وضعت الصفحة يوم 4 مايو 2016 منشورًا نصه:

في رسالة موجهة من الحركة للجهاز الأمني بأن هناك المزيد من العمليات قادمة، وكالعادة تجاهل الجهاز الأمني ذلك العنصر لتقوم الجماعة في اليوم التالي بعملية أخرى «باستهداف قطار محمل بالسولار بمركذ سملوط بالمنيا بعدد من عبوات المولتوف».


صفحة تعليمية

الشاهد الأهم في مقاومة الإرهاب السيبراني – الإرهاب على الإنترنت – يتمثل في متابعة الصفحات ذات الميول الإرهابية وحالما يكون لها ميول للتحريض على العنف تقوم الدولة تلقائيًا بمحاولة إيقافها.وبتتبع صفحة المقاومة الشعبية يمكن وصفها بأنه معسكر تدريب إلكتروني على غرار المعسكرات التي ظهرت منذ العام 2000 داخل الجماعات الإرهابية، فتجد تارة التنظيم يوضح كيفية صناعة قنبلة:

وتارة أخرى يشرح التنظيم كيفية التعامل مع المدرعات حال الاشتباك:

وتارة أخرى توضح الحركة كيفية تأسيس جماعات إرهابية صغيرة والبدء في العمل تلقائيًا دون التواصل مع الحركة الأم:


جيش الرب والمقاومة الشعبية

في العام 1980 ظهرت جماعة إرهابية مسيحية تدعى جماعة جيش الرب التي نصبت نفسها خصمًا وقاضيًا تجاه كل من يقدِم على القيام بعملية إجهاض نظرا للتحريم الديني لها.نشرت صفحة المقاومة الشعبية على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك اليوم 8 مايو توضيحًا لأسباب استهداف سيارة رجال الأمن، مفسرة ذلك بأن معاون المباحث المستشهد «محمد حامد» قد قام باغتصاب بينتين من حلوان من قبل وهذا بمثابة الثأر، من ناحية أخرى أعربوا أن الهدف من عمليتهم تلك هو مرور 1000 يوم على فض اعتصام رابعة العدوية كنوع من أنواع القصاص للشهداء.

العمليات القادمة للتنظيم

والتهديد باستهداف النخبة الإعلامية واستهداف الإسلاميين خاصة من حزب النور، وهذا ما ظهر في تبنيها لحرق مركز ملابس بمحافظة أسيوط تابع لأحد أعضاء حزب النور، واستهداف الأفراد بقتلهم شابًا يدعى«
والتهديد باستهداف النخبة الإعلامية واستهداف الإسلاميين خاصة من حزب النور، وهذا ما ظهر في تبنيها لحرق مركز ملابس بمحافظة أسيوط تابع لأحد أعضاء حزب النور، واستهداف الأفراد بقتلهم شابًا يدعى«
فتحي علي فودة» بالمنصورة بحجة أنه تعاون مع الجهاز الأمني، وقد أظهر تقرير أعده المرصد العربي للحقوق والحريات أن الجماعة مسئولة عن 59% من العمليات الإرهابية التي وقعت في إحياء ذكرى 25 يناير بالعام 2015.

تُظهر المنشورات الموجودة على صفحة التنظيم أنه مستمر تلك الفترة في التصدي لرجال الأمن والأفراد المتعاونيين معهم من ناحية، ومحاولة إسقاط النظام عن طريق الخسائر الاقتصادية من عمليات الحصار الاقتصادي التي يقوم بها التنظيم، ثم يعلن أن المرحلة التالية لذلك من وجهة نظرهم تتمثل في مقاومة الكنائس، وما قاموا به عن طريق جماعات البلاك بلوك التابعة لهم من حرق مقرات للإخوان المسلمين.ختاما: الرسائل الموجودة على صفحة التنظيم تدفع فعليا نحو ثلاث احتمالات، الأول: تجاهل النظام تلك الجماعة فعليا في الوقت الذي أغلق فيه العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، والثاني: أن الدولة لا ترى في الجماعة مهددا بصورة كافية يدفع نحو إيقافها كمساعد لها في الأخذ بمبدأ بعبع الإرهاب في تبرير فشل النظام أو عدم الرضاء الكامل عنه، والثالث: احتمال أن تكون الدولة هي المحرك لتلك الجماعة خاصة في حال المقارنة بين طبيعة العمليات وتوقيتها.