نظمت جمعية اللغة العربية للفنون والثقافة، بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية بجمهورية موريشيوس، حفلًا ثقافيًّا عرض من خلاله أول مسرحية باللغة العربية الفصحى تمثلها معلمات اللغة العربية أمام جمهور لا يقل عدده عن 300 شخص، من بينهم أساتذة اللغة العربية ومحبوها.

علمًا أنه في جزيرة موريشيوس تنظم سنويًّا مسابقات وطنية في المسح تؤدى بجميع اللغات التي تُدرّس في المدارس الحكومية، ومن بينها: اللغة الإنجليزية، والفرنسية، والأردية، والهندية، والصينية، والكريلوية (اللهجة المحلية)، ولكن للأسف الشديد لم يكن للغة العربية نصيب في ذلك. ولهذا السبب أرادت الجمعية أن تعرض أول مسرحية على النطاق الوطني حتى تثبت للحكومة أنها قادرة على الانضمام إلى المسابقة، ليكون للغة العربية دور حيوي إلى جانب اللغات الأخرى في جمهورية موريشيوس. وبالإضافة إلى ذلك، قرر المعلمون أن يدرسوا فن المسرح للتلاميذ حتى يتدربوا على التحدث باللغة العربية بطلاقة.

وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن اللغة العربية تدرس في المدارس الابتدائية والثانوية منذ 1980م بعد أن تم الاتفاق بين جمهورية مصر العربية وجمهورية موريشيوس على إرسال المدربين المصريين إلى موريشيوس لتدريب المعلمين المحليين حتى يتمكنوا من التدريس في المرحلة الابتدائية. ولحسن الحظ فإن هذه الاتفاقية متاحة إلى يومنا هذا، حيث يستفيد الكثير من مدرسي العربية بخبرة الأساتذة من مصر.

لقد عقد الحفل الثقافي في تاريخ 13 من شهر ديسمبر/كانون الأول 2017م في تمام الساعة الواحدة والنصف في مسرح سيرج قسطاطين بمدينة فاكوا. وكان ضيف الشرف معالي سفيرة جمهورية مصر العربية، السيدة «آية سعد». وأبدت السفيرة إعجابها الشديد بما قدم على خشبة المسرح من قبل الناطقين بغير لغة الضاد، ومن خلال كلمتها التي ألقتها سعادة السيدة آية سعد أكدت تشجيعها الدائم للعلاقة الوثيقة بين الدولتين في جميع المجالات، ومن بينها الفنون والثقافة.

إن قصة المسرحية تدور حول زيارة مندوبة من شركة التأمين لأرملة، وتخبرها أنها ستنال مبلغًا كبيرًا، حوالي 20 مليونًا، ولما سمعت بنت الأرملة بالمبلغ جنت وأرادت أن تأخذ المال لنفسها وحدها، وتحاول أن تقتل أمها والمندوبة، وفي النهاية تبعث إلى مستشفى المجانين، والأرملة تسافر إلى باريس مع المبلغ.

وشارك في المسرحية من الممثلين كل من؛زيبا وإشرت ومشيرة ونفيسة ونبيلة، أما المخرج فكان السيد راشد، ونائبا المخرج هما طسين ونزهة.

وبعد النجاح اللافت لهذه المسرحية قررت الجمعية أن تعقد مسرحيات أخرى في السنة المقبلة، إلى أن توافق الحكومة على انضمامها إلى المسابقات الوطنية. ويتمنى الممثلون أن يشاركوا في مسابقات عالمية في فن الدراما أو أمام جمهور عربي في بلد عربي. وكذلك تتمنى جمعية اللغة العربية للفنون والثقافة أن يقيم المتخصصون من جمهورية مصر العربية ورشات خاصة بتقنيات المسرح الحديثة، بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون الموريشيوسية وسفارة جمهورية مصر العربية.