في نفس الشهر تقريبًا يصدر فيلمان أحدهما من إنتاج استوديوهات «مارفل» والثاني من إنتاج «دي سي»، ولأول مرة من وقت طويل تكون تلك المقارنة في صالح الأخيرة. فثيمة الظلام بين «The batman» و«Morbius» لا يختلف أحد أن النسخة المثالية منها كانت في فيلم «مات ريفز».

تحذير: يحتوي المقال على حرق لأحداث الفيلم.

موربيوس: محاولة سوني الفاشلة لاستغلال نجاح مارفل

صدر فيلم موربيوس في الأول من شهر أبريل الجاري، وبالرغم من التزامن مع الموسم الرمضاني الدرامي الأشهر في الوطن العربي، إلا أن الفيلم حصل على جزء من الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وإن كان ذلك الاهتمام مبني على الآراء السلبية الناقدة بشدة للعمل، ولكن أيًّا يكن. الفيلم من إخراج دانيال إسبينوزا ومن بطولة جاريد ليتو، مات سميث وأدريا أرخونا وتعتمد أحداثه على مجموعة من الكومكس تحمل نفس الاسم صدرت في عام 1971 من تأليف روي توماس وجيل كين، في هذا العدد يظهر موربيوس كأحد أعداء سبايدرمان. من المنتظر بشدة صدور فيلم Doctor Strange in the Multiverse of Madness في بدايات مايو المقبل، فنرى في مشهد منتصف التتر بفيلم موربيوس وكذلك مشهد بعد التتر بسبب تعويذة دكتور سترينج في فيلم Spider-Man: NWH انتقال أدرينا توماس شرير فيلم  Spider-Man: Homecoming الجزء الأول من أفلام سبايدرمان في عالم MCU إلى عالم سوني.

لينهي ذلك الشائعات التي انتشرت قبيل الفيلم أن يكون من المحتمل ظهور موربيوس في فيلم سترينج القادم، ويتأكد أن موربيوس سيكون جزءًا من عالم سوني فقط الذي سيعتمد على نسخة النجم أندرو جارفيلد من سبايدرمان.

بغض النظر عن الخط الزمني القادم لشخصية موربيوس، هنالك أمر آخر لا يمكن تجاهله فيما يتعلق بشخصية موربيوس كبطل خارق. وهو الثيمات المشتركة بينه وبين شخصية باتمان الشهيرة من إنتاج شركة دي سي.

موربيوس: محاولة فاشلة لنسخ باتمان

 أول تلك الثيمات بين العملين هو علاقة البطل الخارق بحيوان الخفاش، حيث يستمد كل منهما من صفات هذا الحيوان. في حين يظهر في موربيوس سمات خفاشية جسدية مثل القدرة على تحديد الأماكن عن طريق تردد الأصوات، السمع الخارق والطيران باستخدام التيارات الهوائية، يظهر على باتمان سمات خفاشية أخرى يمكن مجازًا تسميتها معنوية، وأهمها السمعة السيئة التي تطارد الخفاش لكونه حيوانًا مؤذيًا، في حين أنه في الواقع حيوان مفيد للتوازن البيئي بشكل كبير، حيث إنه يطير ليلا ليقتات على الحشرات التي تتغذى على المزروعات، أي إنه يطير ليلًا ليحقق العدالة والتوازن بشكل أو بآخر.

ولكن بغض النظر مؤقتًا عن التحليل النفسي لشخصية كل من البطلين الخارقين، لا يمكننا تجاهل الثيمات المشتركة في فيلم موربيوس وباتمان إنتاج 2022. فمثلًا الظلام واللون الأسود الذي يمكنك بسهولة رؤية تأثيرهما في العملين، كذلك في تنفيذ بعض مشاهد المواجهات معتمدين على التطويل في الأحداث، مع فرق الدقة في التنفيذ، لنجد في فيلم باتمان مشهد المواجهة مع ذا بينجون غرضه إيصال المشاهد لأقصى درجات الترقب، أما في مشهد المواجهة الأول بين موربيوس ومايلو نجد تطويلًا ومشاهد بطيئة بلا أي معنى درامي واضح.

 وعودة للتحليل النفسي للأبطال مرة أخرى، يمكن رؤية عقدة الذنب التي تحرك كل منهما، كأنهما يدفعان ثمن خطأ بسيط غير مقصود يقلب الأمور رأسًا على عقب. بالطبع مع اختلاف عمق كل قصة على حدة. فلا شك أن شخصية باتمان مركبة للغاية، حيث نرى أن الخطأ/ الذنب الذي يحمله بروس وين هو في الأساس خطأ والده، ولكنه يجد نفسه مجبرًا على إصلاحه بسبب ارتباطه العاطفي الشديد به، وبسبب متلازمة الإله التي يعاني منها، على عكس موربيوس الذي يمكن تصنيفه على أنه شخصية ذات بعد واحد فقط، فدوافعه واضحة سواء في إنتاج التركيبة، محاربة مايلو وأخيرًا إيجاد المصل. وبالرغم من هذا الوضوح إلا أنه يظهر سقطات شديدة في كتابة السيناريو والترتيب المنطقي للأحداث مما يؤدي إلى ضعف واضح في دوافع موربيوس، يجد المتفرج نفسه في منتصف الفيلم لا يستطيع فهم نوع الشخصية بالضبط، هل هو بطل خارق؟ هل هو بطل مخالف للعرف – anti hero، أم إنه شرير الفيلم؟ ويرجع ذلك للقفزات غير المنطقية في الأحداث التي لم تعطِ الفرصة المناسبة للبطل لتوضيح كل جوانب شخصيته.

احذر ألف مرة إذا رفعت سقف توقعات جمهورك

بدأ العالم السينمائي لمارفل في عام 2008 مع فيلم iron man، وانقسم لثلاث مراحل، ومع كل فيلم يظهر تطور واضح، سواء على مستوى الحبكة، الإخراج، تنفيذ مشاهد الأكشن، وحتى في كتابة الشخصيات نفسها وعمقها الدرامي. ويظهر ذلك في المستوى الذي خرج به فيلم سبايدرمان الأخير، حيث حاز على إعجاب الجميع، بغض النظر عن جمهور مارفل أصحاب الولاء العالي لأي منتج تقدمه مارفل، فحتى النقاد أصحاب الموقف المتحفز لأفلام الأبطال الخارقين أشادوا بالعديد من الأمور في الفيلم.

وكان من المتوقع أنه إذا تزامن عرض فيلم من إنتاج مارفل وفيلم آخر من إنتاج دي سي في نفس الوقت فبالتأكيد فيلم مارفل سيكون صاحب المستوى الأعلى نظرًا لتفوق مارفل في الأعوام الماضية، ولكن الفيلمين السابق ذكرهما كسرا تلك القاعدة، حيث تفوق فيلم باتمان بكل تأكيد. الحقيقة أن فيلم موربيوس ما هو إلا جزء أول من سلسلة تشرف عليها سوني، من المفترض أن يمهد لعالم جديد من الأبطال الخارقين يكون سبايدرمان/ جارفيلد هو البطل الأساسي له. مع ذلك لا يمكنك استنكار أن يقدم عمل سطحي بهذا الشكل وفقير على كل الأصعدة يحمل اسم استديوهات مارفل التي منذ خمسة أعوام تقريبًا اعتدنا منها تقديم أعمال مترابطة ذات مستوى مرتفع. لدرجة أن موربيوس يذكرنا بعبثية وتخبط الأجزاء الأولى من سلسلة الأفنجرز الشهيرة التي مر على إنتاجها أربعة عشر عامًا.

وبنظرة سريعة على الإنتاج الأخير لشركات سوني وهو فيلم venom let there be carnage الصادر في أكتوبر الماضي، لم يكن كذلك على نفس مستوى ما تقدمه استوديوهات مارفل مؤخرًا، ولا حتى على نفس مستوى الجزء الأول من فينوم. حيث يوجد بالفيلم العديد من المشاكل أهمها سقطات قوية في المبررات المنطقية لقرارت الأبطال التي تحرك الأحداث، وبالأخص فيما يتعلق بخط كليتوس وتحوله لكرانيج، كذلك علاقته بفرانسيس التي ظهرت في النهاية على أنها محاولة فاشلة لنسخ علاقة الجوكر وهارلي كوين الشهيرة من أفلام وكومكس دي سي. وكأن الجزء الجديد من فينوم ما هو إلا وسيلة لربط شخصية ومؤديها توم هاردي بعالم مارفل السينمائي فقط، الذي من المتوقع أن يشارك في الأحداث القادمة من فيلم دكتور سترينج. كل تلك الأمور كانت سبب توقع فشل فيلم موربيوس، وكذلك سبب الآراء الناقدة اللاذعة التي لاحقت الفيلم من الجمهور والنقاد، فالمقارنة الدائمة بين مستوى الأعمال التي تقدمها مارفل وسوني ستكون دومًا في غير صالح الأخيرة، وعليه قد يفشل الفيلم قبل حتى صدوره رسميًّا في السينمات، فيكفى أن يحمل اسم سوني حتى يوجه ضده عداء مباشر من الجمهور، وبالأخص الجمهور المحب لمارفل.