للأفلام والمسلسلات مواسم في العالم بأكمله، ولدينا في مصر يُعتبر رمضان والعيد من أشهر هذه المواسم، في العيد نرى الإصدارات الجديدة للعديد من الأفلام ولبعض النجوم، أما في رمضان فنرى عشرات المُسلسلات المُختلفة والمتنوعة إلى حدٍ كبير، كان هذا هو الوضع السائد حتى وقتٍ قريب، فسبقنا العالم وأضفنا موسمًا جديدًا لكننا لا ننتظر فيه الأفلام أو المسلسلات، بل الإعلانات والدعاية، وموسم الإعلانات لدينا هو رمضان أيضًا، ففي كل رمضان نجد باقة شديدة التنوع من الإعلانات تضُم مجموعة كبيرة من الفنانين والمشاهير، وتُقدم بأشكال مُختلفة ولكل الأذواق حتى نجد أنه قد تتكون روابط عاطفية بيننا وبين إعلان ولا تتكون بيننا وبين مُسلسل، بل يصل الأمر أحيانًا إلى أننا ننتظر إلى أن يخرج مُمثل مُعين عن وجهه المألوف، بل يصل الأمر في بعض الأحيان إلى أننا نجد عودة لمُمثلين تركوا الفن منذ سنوات، مثلما قدمت لنا شركة فودافون العام الماضي، من هذه الأشياء، يصعُب علينا عدم ملاحظة الإعلانات الرمضانية والتأثير الكبير الذي تتركه في شعب بأكمله.

إعلانات رمضان.. فنٌ جديد يشقُ طريقه

تُعد الإعلانات واحدة من أهم مُحركات عالمنا اليوم، هي من تُحرك الاقتصاد وهي من تُحركنا نحنُ شعُوريًا ولا شعوريًا أثناء عملية الشراء، تعرف الشركات هذا جيدًا ولذلك تضع الشركات الكُبرى في عالمنا 70% أو أكثر من أرباح الشركة في الإعلانات.

في بداية تعلم «الماركتنج» يخبرك المُعلم أن أهم شيء في عملية الإعلان هو معرفة العميل المُستهدف، إذا عرفت الشخص الذي تُريده استطعت أن تُقنعه بشراء مُنتجك، والحقيقة أن هذه العملية لا تتم «بالبركة» ولا تترك الشركات الفرصة للصدف والعشوائية في هذه الأمور، فقبل إعداد أي إعلان يتم عمل «بيرسونا» والبيرسونا عبارة عن شخصية متخيلة للعميل الذي تُريد الشركة أن تُقنعه بالشراء، من هذه النقطة يمكنك أن تعرف أن كل شيء يتم حسابه وموازنته، تختلف وسيلة الإعلان أيضًا حسب المُنتج والمُستهلك، يمُكن أن تأخذ منشورًا ورقيًا للسلعة، أو تراها أمامك على لوحة ضخمة على الطريق أو تراها في التلفاز، عدم الاعتماد على الإعلانات المُباشرة كانت لُعبة ذكية لعبها مُسوقون كبار، كان يتم الترويج للسجائر والسيارات والعقارات دون أي حديث مُباشر عنهم، ويمكنك أن تلاحظ في أيامنا هذه ما تفعله شركات مثل «أوبر»، وذلك حيث أصبحت تُشارك الأبطال بطولتهم، وأتذكرُ هنا مشهدًا جاء أمامي بالصدفة على التلفاز لأحد أبطال مسرح مصر وهو مُحاط بعصابة تُطلق عليه النار، وحينما لم يجد أمامه مخرجًا أخبر صديقه أن يطلب لهم أوبر، لأنها فقط من يمكنها أن تخترق النيران وتأخذك من بين المصاعب وتوصلك بسلام إلى المكان الذي تُريده!

بنك مصر.. احتكار العسيلي

لم تختفِ هذه الطُرق القديمة من الإعلانات في رمضان، ولكن لم يعد المُعلنون بحاجة للمواربة، لأنه كما أوضحت أصبح المُشاهد «مُخلصًا» للإعلانات، لا نحتاج إلا طريقة ذكية أو اختباء خلف مشهد درامي، نحنُ نعرف أن «العسيلي» سيغني مع «بنك مصر» للمرة الألف، ليس هذا فقط بل يمكننا أن نتنبأ بمعظم كلمات الأغنية التي سيغنيها مثل : أنا، أنت، تقدر، النور، الضلم، الأمل، تهزم، جناحات، بُكرة، المستقبل، مُعجزة، بهذه الطريقة وجد بنك مصر ضالته، وعرف ما سيفعله لسنوات قادمة، إنها المُعادلة التي توصل لها «زاب ثروت» قبل سنوات عديدة، بالكلمات نفسها، وبنفس الأجنحة التي يصعُب كسرها، والمستقبل المُضيء كالسماء ساعةَ النهار.

روبي.. النسخة الواحدة التي لا يُمل منها

لم يكُن بنك مصر هو الوحيد الذي يعتمد على شكل مُعين للظهور كُل عام، لدينا أيضًا روبي، فروبي هي روبي، تُغني كروبي، وتُمثل كروبي، وتُعلن كروبي، فتاة جميلة ترتدي فُستانًا قصيرًا وتعرف كيف تُلين الأحجار وتُدمي المحاجر؛ يستهوي الورق تأوهها، ويذيب الصخر تنهدها، وتجورُ بذي اللبانةِ عن هواهُ إذا ما ذاقها حتى يلين، هكذا تعرف هي جيدًا والمُعلنون من ورائها فعلها في النفوس، كما خرجت لنا روبي في كليب «نمت ننه» خرجت لنا في إعلان رمضان، «الدلع» نفسه والأسلوب نفسه، وهكذا الموسيقى، ما تركوه هو كلمات عزيز الشافعي ، وبدلًا من الصورة التي كانت لدينا عن سيدة شعبية تُحاول أن تُغري زوجها، أصبحنا نسمع كلمات إعلان «فريش»، والحقيقة أن الإعلان يعتبر امتدادًا للأغنية نفسها، فإذا أغلقنا الصورة واستمعنا للكلمات سنظُن أنه مقطع ثالث، أو مقطع محذوف من الأغنية، هي المرأةُ نفسها، وما زالت تدعو زوجها للفراش، غير أن كلمات هذه المرأة يُمكن أن تُفهم أنها دعوة لشراء مُنتجات فريش.

شيرين رضا.. العصير الأشد تعقيدًا في العالم

في رمضان عشرات الإعلانات، لكل منها طريقه الخاص، هناك إعلانات مُباشرة مثل إعلانات الصدقات، والمؤسسات الخيرية والمستشفيات وبنك القاهرة، وهناك إعلانات شديدة الغموض مثل إعلان شيرين رضا، الذي لم يُرد أن يُفصح عن نفسه من الأساس، ومثله مثل محاولات فهم مارتن هايدجر تبوء بالفشل في النهاية، وبعد العديد من المحاولات التي ارتدى فيها أصحابها قناع كونان للتفتيش خلف الإعلان، توصل الجميع أنه إعلان «شاي العروسة» لكننا عرفنا بعد مرور نصف رمضان أنه إعلان عصير لا أكثر ولا أقل! التلفاز في رمضان يعني المسلسلات والإعلانات، ويُعتبر المقال إلى هنا عاديًا يُمكن أن يُكتب مثله عند التحدث عن أي إعلانات في العالم، يبدأ الأمر بالخروج عن المألوف فقط حينما نبدأ بالتحدث عن إعلانات الكومبوندات، هذا العالم الخاص للغاية، والكاشف للغاية لحقيقة المُجتمع.

رحلتنا من «المحارة!» إلى «البشر!»

بدأت إعلانات الكومبوندات في رمضان منذ بضع سنوات، في البداية كانت الإعلانات مقبولة إلى حدٍ مُعين، نعم كان أبطال الإعلانات بعيدين عن عامة الشعب، لكنهم بعيدون في الحدود التي يُمكن فهمها، وربما أشهر مثال على ذلك إعلان «معمار المُرشدي» فعندما كان الإعلان يُعدد مزايا الكومبوند ظهرت فتاة مُقبلة على الزواج وهي تسأل «إيه المحارة دي أصلًا ؟» وقد هُوجمَ هذا الإعلان بشدة، كُتب عنه في العديد من الصفحات على الفيسبوك، كما أصبح تساؤل الفتاة «ميم» ومادة للسخرية فكيف لفتاة مصرية ألا تعرف ماهي «المحارة» لكن وبعد وقتٍ قليل للغاية، انتقلنا من هذه المرحلة التي يجهل فيها سُكان الكومبوندات مُصطلحات الشعب، إلى كونهم يجهلون الشعب بالكامل، بل يحاولون الانسلاخ منه والابتعاد عنه قدر المستطاع، وكما كنا نجد أن ظهور موضة مُعينة أو التشبه بتصرفات أو نُطق كلمات مُعينة معناه إشارة خضراء للدخول في طبقة مُعينة، أصبحنا نرى الآن هذه الطبقات موجودة وملموسة، هذه الحدود بين الغني والفقير وأصحاب الطبقة المتوسطة وأصحاب الثروات الفاحشة، تخطت حاجز الأفكار وأصبح لها تماثل مادي ملموس، وفوائد الإعلانات التي نراها يوميًا هي التأكيد على هذا، كل إعلان كومباوند عبارة عن مقطع تعريفي لشكل البشر وطرق تعاملهم وسيارتهم، عبارة عن حديث عن الخدمات المتوفرة، وهنا لا أتحدث عن الخدمات التي نُريد جميعًا أن نحصل عليها، مثل مطعم قريب من المنزل أو مقهى قريب.

إذا أردت الصراحة.. ربما لا يتوفر لدينا مقابر!

الخدمات التي وصلنا إليها في الإعلانات الآن وصلت إلى النُقطة التي تُقنعك بأنك لن تحتاج إلى الخروج من مُجمعك السكني من الأساس، وربما خير مثال على ذلك هو إعلان مدينتي الذي ظهر فيه كريم عبدالعزيز أربع دقائق متواصلة حتى يشرح لنا بشكل تفصيلي العالم المحجوب عنا، تحدث كريم عبدالعزيز عن السكن، وعن الرفاهيات الموجودة فيه، عن المزروعات والمسطحات المائية، بل وأخبرنا أننا يجب أن نطمئن لنظام الري وطريقة استجابة مدينتي للأمطار، أربع دقائق كاملة تحدث فيها عن كل شيء، إلى أن وصل في حديثه عن وجود مركز للشرطة ونقطة إسعاف، عند هذه النُقطة ظننتُ أنه سيصمت لأنه أكد فكرته، في معظم أيامنا لن نخرج من التجمع السكني الكبير «مدينتي» ، لكنني تفاجأتُ حينما تحدث عن وجود مدارس خاصة، ومدارس إنترناشيونال، هنا فقط ستشعر بعدم الراحة، هذا التأكيد المستمر والمزعج من إعلانات التجمعات السكنية أن أصحاب المساكن هناك لن يحتاجوا للخروج، ولن يتعاملوا مع الحياة القبيحة الفاسدة في الخارج، ولا مع البشر الأقل منهم بكثير في المستوى الثقافي والاجتماعي، أو بصياغة أدق، مع الشعب !

Egyptian Psycho

في ثمانينيات القرن الماضي بدأ مصطلح الــ«Yeppie Culture» بالاناشار في الولايات المُتحدة الأمريكية، ويصف هذا المُصطلح ببساطة الاهتمام بالمظاهر والشكل الخارجي الذي انتشر في أمريكا، فحتى تكون إنسانًا ناجحًا يجب عليك أن تتمتع بصفات جسدية جيدة، وأن تعمل في وظيفة بمرتب كبير، ويفضل أن تكون شركة إنترناشيونال، كما يجب أن تملك سيارة فارهة، وأن تعيش في مجتمع سكني يُشبهك، هذه الأشياء في الثمانينيات كانت تُحدد الإنسان والطريقة التي سيظهر بها الإنسان بشكل كبير، وهنا يُمكننا أن نغير في القول الفلسفي الشهير ليصبح «قُل لي نوع سيارتك، ومكان سكنك أقل لك من أنت»، من هذا المصطلح ومن هذه الأزمة المنتشرة في أمريكا خرج لنا فيلم «American Psycho» الذي يتحدث من دقائقه الأولى عن جوهر الإنسان الذي ينذوي ويختفي حينما نُعلي من شأن المظاهر ويعظمها، ونجد هذا في المشهد الأول حينما يظن «باتريك بيتمان» وأصدقاؤه أن الرجل الذي يجلس أمامهم في المطعم هو صديقهم، بينما في الحقيقة هو غريب عنهم، ولكن اختلط عليهم الأمر لأن الرجل يرتدي نفس «الماركة» التي يرتديها صديقهم سواءً في البذلة أو النظارة، هنا فقط نُدرك أن الإنسان لم يصبح إنسانًا ولكن أصبح ملابس، ونظارات وساعات، ويتكرر هذا الأمر معنا على طول الفيلم، بل نجد أنه في أحد المشاهد يسأل أحدهم باتريك عن مكان سكنه، وهنا يتحدث باتريك بشغف عن شقته وعن مكانها، وهنا نعود لإعلانات رمضان مرة أخرى.

حياة جديدة بدلًا من عالمٍ فاسد

تُحاول إعلانات رمضان الخاصة بالمُجتمعات السكنية، أن تُبين أهمية المظاهر، بل يُمكن أن نقول إن بعض الإعلانات ليس لها هدف غير هذا، وذلك حيث تكون الكمباوندات تم بيعها بالكامل، ومع ذلك ما زال يتم عرض الإعلانات، وهذا لأن العديد من هذه الإعلانات لا يهتم بالبيع كاهتمامه بترسيخ شكل المجتمع والطبقة التي يُروج لها، فحينما يُخبرك صديقك أنه قرر أن يشتري سكنًا في هذه الأماكن ستختلف نظرتك عنه فورًا، وستشعر أنه دخل عالمًا جديدًا تراه لسنوات على التلفاز، و من المثير للسخرية، أن هذه الأماكن لا تُعد الأغلى أو الأفضل في مصر، فهناك الكثير من الأغنياء لديهم «فلل» و «قصور» في شوارع حية وفي وسط المُدن، هذا غير أن لكل شخص تفضيلات مُعينة في المنزل الذي يُريده، هناك من يريد منزلًا على البحر، وهناك من يريدُ منزلًا وسط الخضار الطبيعي للأرض والنباتات، ما أقصده أن التجمعات السكنية ليست هي الخيار الأمثل بالتفكير المنطقي البسيط، ولكن يتم إظهارها بصورة غير هذه تمامًا كما تفعل شركة «آبل» مع مُستخدمي الـ«iOS» لا تلعب الشركة على بيع مُنتجاتها، بقدر ما تحاول خلق مُجتمع وصورة مُعينة للأشخاص الذين يملكون مُنتجها، والجدير بالذكر أن هذه الطريقة من طرق التسويق الفعالة، وهي طريقة مُستخدمة في العديد من الشركات العالمية، لكن الفرق هنا في مصر، أننا نقوم بالأمر نفسه مع المكان الذي نعيش فيه، ولا نحاول خلق ولاء للمُستهلك مع تكنولوجيا جديدة أو قطعة ملابس، بل مع المكان الذي سيعيش حياته فيه، وهنا تكمن المشكلة، لأن بيع حياة جديدة، تفرض بالضرورة التخلي عن الحياة القديمة، وحيث أن القديم هو العادي إلى وقت قريب، أصبحنا نرى هذه الشروخات بين الطبقات الاجتماعية، وأصبح الفرق بيننا حادًا وواضحًا بشكل فج يصعب تجاهله.

الولادة المُجتمعية في مدينتي

لم تكتفِ مجموعة طلعت مصطفى بإعلان كريم عبدالعزيز الذي قارب الأربع دقائق، والذي من المُمكن أن ترشح به للأوسكار عن فئة الأفلام القصيرة، بل قامت بعمل إعلان آخر مع عمرو دياب، ويشبه هذا الإعلان الثاني، عملية الولادة التي نخرُج فيها من عالم قديم إلى عالم جديد، وهنا تبدأ الأغنية بجملة «لما تفتح عينك، وتشوف كل الجمال ده، قدامك بيناديك، والدنيا دي النهاردة تقريبًا بتهاديك، باللي أنت حلمت بيه» ، وتأتي جملة لما تفتح عينك، مع طفل صغير يقفز من سريره، ثم تنتقل الكاميرا من محيط الطفل للمحيط الخارجي الذي يعرض «مدينتي»، بعد هذا الميلاد الطبقي يقولها عمرو دياب صراحة «خلينا نعيش سوا، هنا» والحقيقة أن الترابط الإنساني القائم «أنا» و «الآخر» موجود في كل إعلانات التجمعات السكنية تقريبًا، وهناك أربعة إعلانات فكرتهم بالكامل عبارة عن قصة حُب قصيرة، وأثناء عرض هذه القصة تتم الكتابة في زاوية الشاشة بخط صغير وعلى خجل ما سنجده داخل المجمع السكني، إنها المشاعر الإنسانية الأوضح والأكثر بلهًا «الحب» وتر يسهل أن نلعب عليه فلمَ لا؟

أن تدخل التجمعات السكنية الفارهة في مصر، معناها أن تولد من جديد، معناها أنك ستجد حبك، أثناء قيامك بالشوبينج، كما يعني أنك ستكون في مكان آمن، خلف أسوار عالية و أمن هو «خميس بشرق الأرض والغرب زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمازم»، المكان بالكامل مراقب بالكاميرات، والجميع هنا هادئ ومسالم، الجميع يذهب للصالات الرياضية، والجميع على وجهه ابتسامة يستلم ملصقها على البوابة.

مع بداية صيف كل عام تبدأ السجالات حول الأماكن التي تسمح بالدخول بزي معين والأماكن التي ترفض ذلك، وعلى فترات متباعدة من الوقت ينبثق فجأة تريند يكون شديد الشراسة والحدة عن «الكود»المسموح به في أماكن مختلفة، لكن ها نحن نتفوق على هذه المسألة بخلق عالم بالكامل يقوم على التفرقة والفصل، والمصيبة الحقيقية في الأمر، أننا في وضع يجعل الإعلان يغرينا بالأمن، وبجيران لطفاء، يغرينا بوجود شُرطة ونقطة إطفاء، يُغرينا بوجود مدارس ومساحات خضراء، وشوارع مصممة حتى لا يُهلكها المطر، وكأن هذه الأشياء جميعًا ليست أقل من العادي في أي مكان في العالم.

إعلانات رمضان في مصر هي أقرب لأن تكون ظاهرة عجيبة مليئة بالتفاصيل والإشارات المهمة، عن الشعب وعن الذي توصلنا إليه، وعن رؤيتنا للحياة، وعن رؤية الطبقى العليا لنا، وكيف أصبحنا مُجرد «غلابة» إذا تعامل معنا أحدهم ووجدنا بشرًا نتكلم ونضحك، وهرع إلى تيك توك وانستجرام ليؤكد لأصدقائه أن العالم في الخارج ليس زومبي كما يتخيلون، وختامًا سأستعير قول عبدالرحمن الأبنودي في قصيدة «أحزان عادية»، ولكن لمقصد آخر واضح من المقال، إحنا شعبيين، شعبيين شعبيين، شوف الأول فين والتاني فين، وأدي الخط مابين الاتنين.