هي أحد الوجوه المصرية الأصيلة التي ميزتها ملامحها بأن تكون قريبة من الجمهور وتستحوذ على محبتهم وانتباههم لها، الذي أتى مع تقدمها بالعمر، لتكون الأم والخالة والصديقة بالأدوار المتعددة التي قدمتها والتي وصلت إلى 150 عملاً فنيًا ما بين أفلام ومسلسلات ومسرح.

إنها سلوى محمد علي أو «الخالة خيرية»، الاسم الذي اشتهرت به بعد مشاركتها ببرنامج الأطفال الشهير «عالم سمسم»، قدمت خلال مشوارها الفني عددًا من الأدوار المميزة والتي كان منها مسلسل «سجن النسا» و«ذات» و«حارة اليهود» وأفلام مثل «فتاة المصنع» و «قبل زحمة الصيف» وغيرهم الكثير، ليتم تكريمها مؤخرًا بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، عن مجمل أعمالها.

قمنا في إضاءات بإجراء حوار مع سلوى محمد علي للتعرف على مشاركتها الدرامية الأخيرة وسر غيابها عن الأضواء، ومشاركتها في المسلسل العالمي «رامي».

كيف جاءت مشاركتكِ في مسلسل «رامي» ، الذي فاز من خلاله رامي يوسف بجائزة الجولدن جلوب؟ وما رأيك في المسلسل بشكل عام؟

جاءت مشاركتي في هذا المسلسل عن طريق شركة الإنتاج والتي يمتلكها رامي يوسف بطل ومخرج العمل، وكانت هذه التجربة جيدة ومميزة، حيث إن رامي طموح ويسعى لتقديم شيء جديد، حصل من خلاله على جائزة عالمية مثل الجولدن جلوب.

وأرى أن العمل بشكل عام تجربة جيدة تؤكد تطور صناعة الدراما والفكر المصري، خاصة أنه شارك بها عدد من الجنسيات المختلفة فكان من مصر أنا وعمرو واكد ومن فلسطين هيام عباس،وغيرنا.

هل هناك نية لإنتاج جزء جديد من المسلسل؟

نعم.. هناك حديث عن جزء ثانٍ من المسلسل، ولكن ليس لدي أي تفاصيل حاليًا عنه، لعدم ظهور ملامح واضحة للأمر.

هناك جيل من الشباب ما زال مرتبطًا بذكريات جميلة مع عالم سمسم ودورك «الخالة خيرية»، في رأيك ما سبب استمرار هذا النجاح؟ ولماذا توقف نجاح برامج الأطفال المصرية حاليًا؟

دوري في هذا البرنامج هو ما حقق لي الشهرة الأكبر، فما زال هناك من يناديني حتى الآن ب«خالة خيرية» وكان البرنامج ككل حالة خاصة جدًا، بكل محتوياته وقد يكون هذا هو سبب النجاح، وأتمنى أن يتم إنتاج جزء جديد منه وأشارك به.

أما عن توقف نجاح برامج الأطفال المصرية فهذا يعود إلى الانفتاح الذي وصلنا إليه وأن كل طفل يشاهد ما يحبذه ويرفض غيره عن طريق الإنترنت، فقديمًا لم يكن هناك الانتشار الهائل من الإنترنت والبرامج المختلفة التي تجذب الأطفال، وكان واحدًا أو اثنين فقط.

ما شعورك تجاه أول تكريم لكِ بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير؟

سعيدة جدًا بهذا التكريم، وخاصة أنه أ٩تى لي على النوعية من الأفلام التي أفضلها والتي قدمت منها ما يقرب من 100 فيلم، والتي أفضل مشاهدتها، بالإضافة إلى أن المهرجان نتاج عمل شباب مصري مجتهد ودؤوب.

كانت آخر مشاركاتك في فيلم حبيب، القصير.. لماذا غبتِ وعدتِ بفيلم قصير؟

على مستوى الأفلام القصيرة أنا لم أغب مُطلقًا عنها، فأنا أقدمها بشكل مستمر لدرجة أنني أنسى الأفلام التي أقدمها وكان آخرها (آمن جدًا)، الذي حصل على جائزة مالمو.

هل توقعتِ رد فعل الجمهور تجاه فيلم حبيب؟

هل ترين أنه أصبح لدينا جمهور للأفلام القصيرة؟

لم أتوقع أن يصل إلى هذه الحفاوة مطلقًا، كان باعتقادي أن يهتم به المتخصصون في الأفلام القصيرة فقط، ولكن رد الفعل المعاكس أسعدني جدًا وخاصة أني منحازة للأفلام القصيرة على حساب الروائية الطويلة.

بالفعل أصبح لدينا مؤخرًا جمهور لهذه النوعية من الأفلام، وخاصة بوجود سينمات تعرض هذا النوع من الأفلام مثل سينما زاوية، كما أنه أصبح جمهور أيضًا للأفلام الوثقائية.

شارك عدد من النجوم في أفلام قصيرة مؤخرًا.. هل هذا هو سر نجاحها؟

لا.. ليس شرطًا مطلقًا، فهناك أفلام لم يشارك بها نجوم ولكنها كانت هامة جدًا فيما تقدمه من محتوى، ونجحت بشكل قوي.

ما سر اختفائك عن الساحة الفنية خلال الفترة الماضية؟

لم يكن هذا الاختفاء طبقًا لرغبتي مطلقًا، ولكن الأدوار التي يتم عرضها عليّ من الأساس قليلة، فقلة إنتاج الأعمال الدرامية أثر على حجم الأدوار المعروضة على الجميع.

عدد المسلسلات الدرامية أصبح أقل خلال موسم رمضان.. هل تحبذين هذا؟

لا أحبذ هذا أبدًا.. فتقليل إنتاج الأعمال الدرامية خلال الموسم الرمضاني أدى إلى قلة الأدوار المعروضة على الفنانين، وكذلك أدى إلى قطع أرزاق الكثير من العاملين بالصناعة التي تضم أكثر من 100 مهنة حرفية منهم النجارون والعمال والكوافير والماكيير لنصل إلى عمال البوفيه، وبالتالي واجهوا تعثرًا في حياتهم.

كما أن طريقة العرض هذه، أدت إلى زيادة إقبال الجمهور على المسلسلات العربية والتي يتزايد الإقبال عليها عامًا بعد عام، على حساب المسلسلات المصرية.

– هل ترين أنه تم تعويض عدد الأعمال خلال باقي العام؟

أرى أن عرض مسلسلات خارج السباق الرمضاني أمر هام جدًا، ولكنه لن يعوض قلة الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان، الذي كان يحتوي على ما يقرب 70 مسلسلاً، ويعتبر احتفالية كبيرة للفنانين والجمهور الذين ينتظرون مشاهدة الجديد خلال هذا الشهر.

ما هي المشكلات التي تتعرض لها صناعة الدراما من وجهة نظرك؟

أصبحنا دائمًا في تطور مستمر في مجال الصناعة، من حيث التصوير والإخراج والسيناريوهات أيضًا، ولكن لابد من النظر حولنا على أعمال الدول الأخرى وما يحدث بالأعمال الدرامية الأخرى والاستفادة منها ككل كي نظل في دور الريادة، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج.

كيف ترين غياب الراحل محمد خان؟

رحمه الله.. كان قامة إخراجية وفنية كبيرة، وكان أستاذًا في الدقة والتفاصيل، وخاصة تركيزه مع تفاصيل السيدات، والتي دائمًا ما كانت تظهر على الشاشة، وكان هذا واضحًا في فيلم زوجة رجل مهم وفتاة المصنع وغيرهما الكثير.

من هو المخرج الذي ترينه مميزًا في هذا الجيل؟

مروان حامد هو الاسم الأول الذي يأتي في خاطري، فهو من يقدم أعمالاً سينمائية مميزة بالإضافة إلى أنه يحقق المعادلة بتحقيق أعلى الإيرادات.

السينما العربية تشهد مؤخرًا طفرة، وهناك أفلام من لبنان وتونس والسودان وفلسطين وحتى سوريا تصل لمنصات الجوائز العالمية، ماذا ينقصنا في مصر؟

ينقصنا زيادة عدد الأعمال المنتجة سنويًا والتي يمكنها أن تنافس بقوة عالميًا، والمميزة في مجال التمثيل والإخراج والسيناريو، والتي تحاكي قضايا هامة، لكي تشارك في المحافل العالمية. 

تصريحاتك مؤخرًا عن محمد رمضان أثارت جدلاً، ما رأيك في ردود الفعل؟ وما رأيك مجملًا في الأداء الإعلامي له ولنجوم جيله؟

ردود الأفعال دائمًا ما أصبحت تأتي بشكل أكبر من الأمر الذي يتم تداوله وهذا يرجع إلى السوشيال ميديا التي تتيح للكل فرصة التعبير وأصبح لدينا المؤيد والمعارض، وأرى أنه لابد أن يكون هناك مستشار إعلامي لمحمد رمضان يدير له  التواصل مع الجمهور، كما يحدث بدول العالم الخارجي.

ما هو الدور الذي ما زلتِ تحلمين بتقديمه؟

دور المرأة المصرية العادية، فمع كل ما تم تقديمه من أدوار تخص المرأة إلا أنه ما زال هناك الكثير من الحالات النسائية التي لم يتم التعبير عنها في الدراما بشكل جيد أو لم يتم التعبير عنها بالأساس.