«لا يمكننا السفر عبر الزمن إلا من خلال القصص»، هكذا كتبت الأديبة بثينة العيسى في روايتها حارس سطح العالم، نظرية من الممكن أن تكون خيالية وشاعرية، لكن حوارنا اليوم يثبتها، السفر في الزمن ممكن حقاً عبر القصص، قصص المحبة والتحقق. لحظة محبة وسعادة يمكنها أن تعود بك ثلاثين عاماً أو أكثر.

ضيفنا اليوم ظهر بشكل مفاجئ أمام الجمهور عام 2018، في فيلم «ليل خارجي» ليحصل على لقب أفضل ممثل بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن هذا الفيلم، إنه شريف الدسوقي، الكوميديان عن جدارة، والذي ابتلع سوق الكوميديا في دراما رمضان 2020 من خلال دوره بمسلسل «100 وش»، دور عم سباعي أو كما يحب جمهوره أن يناديه «سبعبع».

عاش شريف الدسوقي سنوات متنقلًا بين قصور الثقافة بمدينة الإسكندرية والفرق المستقلة، تميز في الحكاية فكان من كبار الحكاءين، وقدم عدداً من الأفلام الروائية القصيرة، والتي عرفه من خلالها المخرج أحمد عبد الله ليختاره في فيلم «ليل خارجي».

كيف تم اختياره في البطولة الجماعية لمسلسل بـ100 وش؟ وكيف يشعر بأثر الشهرة التي جاءته متأخرة؟ كيف يحضر لأدواره؟ وما الذي يمكننا انتظاره منه في المستقبل؟ والأهم وما أثر المحبة الكبيرة التي تصله من الجمهور اليوم بعد سنين من المحاولات؟ كل هذا وأكثر في حوارنا اليوم.

كيف جاءت مشاركتك في مسلسل بـ100 وش؟

عن طريق اختيار المخرجة كاملة أبو ذكري لي، بعد أن شاهدت فيلم «ليل خارجي»، فقامت بمطالبة المنتج جمال العدل بأن أكون ضمن فريق عمل المسلسل. وهي من المخرجات اللائي يعملن بالطريقة الأجنبية، بأن نقوم بعمل «بروفات ترابيزة»، لمدة 4 أسابيع كتحضير للمسلسل، حتى رأى المسلسل النور مرة أخرى.

يقال إن الكوميديا تتأثر بشدة بروح فريق العمل، هل كان هذا صحيحاً في هذا المسلسل؟

بالطبع تتأثر بروح الفريق، وهذا ما أشاد به الجمهور الذي دائمًا ما أكون بينه وأستمع إليه، وقد استقبلت العديد من الإشادات بأن المسلسل به كوميديا جيدة ومحترمة ومنضبطة.

كيف كانت أجواء العمل مع نجوم بحجم نيللي كريم وآسر ياسين والمخرجة كاملة أبو ذكري؟

كاملة أبو ذكري مخرجة عبقرية ولديها مستوى ثقافي وفني فوق الوصف، كنت أحلم بأن أقف في مشهد أمامها منذ سنوات، فهي تحب الممثل، ولديها بعد نظر لما بداخل الممثل من موهبة قد لا يكون هو يعلمها، بالإضافة إلى الثقة التي تعطيها للممثل أمامها.

أما آسر ياسين ونيللي كريم فأجد منهما تحفيزاً وتشجيعاً فوق الوصف، وجاء ذلك من عملي على الدور فوجدا أمامهما ممثلاً يعيش داخل الشخصية التي يقدمها.

ما تأثير رد فعل الجمهور تجاه المسلسل عليك؟

سعيد جدًا برد فعل الجمهور، فهو مجهود مذاكرتي لشخصية سباعي منذ سبعينيات القرن الماضي،تاريخ الشخصية، فهو متواجد منذ هذه الآونة، وهو يمثل كل شخص يتعرض لموقف سيئ في الحياة فيلجأ لشيء ينفس به عن نفسه مثل سيجارة أو زجاجة بيرة، هذا نموذج متواجد منذ سنوات، وكنت أتمنى أن أقدمه.

حدثنا عن معنى الشهرة بالنسبة لك حينما تأتي في مرحلة عمرية كبيرة؟

أنا أشعر حاليًا أني في أوائل العشرينيات، الشهرة نصيب، أتت لعبد الوارث عسر وحسن عابدين وصلاح منصور وغيرهم وهم كبار في السن، وبالتالي هذا هو النصيب الذي كتبه الله لكل شخص.

العام الماضي قدمت دوراً رائعاً في مسلسل من بطولة حنان مطاوع وهذا العام مع نيللي كريم، ما رأيك في البطولات النسائية، هل يمكننا القول بأن السيدات «وشها حلو عليك»؟

على مدى عمري الـ52 عاماً، العنصر النسائي في حياتي أكثر من العنصر الرجالي على مستوى الأصدقاء والمعارف، وهم دائمًا العنصر الأذكى، والأهدى، وأنا سعيد بأن نجاحاتي جاءت من خلالهن.

ليل خارجي مع أحمد عبد الله، كان نقطة البداية للشهرة الحقيقية، ما مشاعرك وذكرياتك عن هذا الفيلم؟

مشاعري تجاه فيلم «ليل خارجي» هي أنني أشعر أنني ما زلت أقوم بتصوير الفيلم، وذلك للحالة التي تم توفيرها لي عن طريق هالة لطفي وأحمد عبد الله، وكل النجوم الذين عملت معهم في الفيلم. فشعوري الذي أعمل به اليوم، نتيجة الدفعة التي قدمتها لي هالة لطفي المنتجة وأحمد عبدالله خلال الفيلم.

حصلت على لقب أحسن ممثل بمهرجان القاهرة السينمائي، ماذا كان تأثير ذلك عليك وعلى مشوارك؟

نسيت حصولي على تلك الجائزة، بعد انتهاء حفل توزيع الجوائز، وهذا ما تعلمته من أساتذتي الكبار، كي أستطيع أن أقدم جديداً وبشكل ينال إعجاب الجمهور.

أنت ممثل قادم من المسرح، على مستوى الأداء، ما الفارق بين التمثيل في المسرح والتمثيل في السينما أو التلفزيون؟

المسرح هو أساس كل الفنون، كما أن المسرح يعطي عُمراً وثقافة ولباقة للممثل، فتجعله دائمًا ذا حس قوي فهو يتعامل مع الجمهور بشكل مباشر، وعلى من يجلس في الصف الأخير أن يصله إحساس من يجلس في الأول.

هل يجد الممثل المسرحي صعوبة في التواجد في صناعة السينما والتلفزيون في مصر لأسباب فنية أو لأسباب تتعلق بالصناعة نفسها؟

قديمًا كانت إدارة قصور الثقافة تستغل من تجد فيه الموهبة حتى يظل معهم، وبالتالي يكون ضاع من عمر الممثل الكثير، بالإضافة إلى أنه قديمًا كان عدد المسلسلات أقل، وبالإضافة إلى ذلك لم يكن هناك مكاتب كاستينج، وما إلى ذلك، فالأمر يتعلق بكافة هذه الأسباب.

بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين يؤثرون على المواهب في عالم الهواة أخطر منهم في عالم الاحتراف.

يجد المشاهدون والنقاد في أدائك تجسيدًا واقعيًا لحياتهم ولأشخاص يعرفونهم بالفعل، هل تعتمد فعلًا على الارتجال في أدائك؟ وكيف تحضر لأدوارك؟

جاء ذلك من معايشتي للشخصية التي من المفترض أن أؤديها، فإذا كان من المقرر أن أؤدي شخصية تاجر في السوق فأنزل لأعيش في السوق وأعمل بهذه المهنة، وعاهدت نفسي منذ الصغر أن أقوم بذلك بكافة المهن لكي أقوم بتخزين شخصيات لأنها ستنفعني يوماً ما، وهذا ما يحدث بالفعل.

فأنا أقوم بالتدريب على الأدوار جيدًا حتى يختفي شريف دسوقي من أمام الجمهور وتبقى الشخصية فقط.

ككاتب مسرحي أيضًا، ما رأيك في كوميديا الإفيه اللفظي أو «الألش»، وهل مل الجمهور منها؟

قُدم قديمًا «ساعة لقلبك» وقدمه مجموعة من كبار الكوميدينات والذين اعتمدوا على شخوصهم، ونجح ولو قُدم حاليًا لنجح أيضًا، ولكن الآن إذا كنت أنا عضو من أعضاء مسرح مصر، فيجب أن أشعر أنني فهمت الكوميديا خطأ، فلقد شاهدنا في مسرح مصر أن التنمر يصنع الضحك، وما إلى ذلك، ولذا أشعر حاليًا أن الناس أخرجوهم من «حقيبة الكوميديا»، فإذا لم يعوا ما يقدمون سيندمون، وكل من انتهج هذه الطريقة في تقديم الكوميديا سيندم على موهبته ندماً شديداً.

كيف يمكن لممثل جاد أن يقدم كوميديا تضحك الجماهير؟

أساتذتنا كانوا يقولون، إن إضحاك الناس أصعب من إبكائهم، فهي موهبة من الله أن تكون كوميدياناً.

اشتهر مؤخرًا عدد من الفنانين الحكاءين، نذكر منهم سيد رجب، حدثنا أكثر عن هذه المهنة، وما أثر الخبرة كـ«حكاء» على الأداء التمثيلي؟

كنت أتحدى الكثير من فناني جيلي بأن الحكي سيكون أداة مهمة جدًا للتمثيل، فلا يوجد ممثل يريد أن يظل حضوره ناضجاً مع الناس ويعيش مدة طويلة معهم دون أن يلجأ للحكي، لاحتوائه على كل الفنون التي نتعلمها في التمثيل.

ما نصيحتك للممثلين الموهوبين غير المشاهير في مصر؟

ألا تطرق الأبواب المعتادة للفن، والتي منها معهد التمثيل ومكاتب الكاستينج وما إلى ذلك إذا لم توفق بها بشكل كبير، فهناك الأفلام القصيرة والروائية الطويلة التي تُخرج الكثير من المواهب، إذا أغلق أمامكم باباً فابحثوا عن غيره إذا كانت لديكم الموهبة بالفعل.

ما خططك وأعمالك القادمة؟

أشارك في مسلسل «ما وراء الطبيعة» مع المخرج عمرو سلامة، وفيلم «2 طلعت حرب» مع المخرج مجدي أحمد علي.

وكيف ترى حال السينما والدراما في مصر حاليًا؟

أرى أنها جيدة، وإن كنا نمر بأزمة، فنحن لا نبدع إلا في الأزمات.

كتب أحد الشباب -بالمناسبة هذا الشاب طبيب في مستشفى جامعة طنطا- على موقع تويتر أنك ممثله المفضل في رمضان، وحصدت التغريدة رد فعل كبيراً، بماذا شعرت عند قراءتك لها؟

كنت سعيداً جداً بهذا وأتمنى أن أكون عن ظن الجمهور بي دائماً.

أخيرًا ما هي رسالتك لمحبيك ولجمهور عم سباعي بشكل خاص على السوشيال ميديا؟

«عايز أحضن كل حد كتب كلمة حلوة عليا، ومش هصدق إني الممثل الفظيع عشان أقدر أبدع وأقدم كل جديد طول الوقت».