في العام 1862م، تزوّج الأديب الروسي تولستوي بِفتاة مفعّمة بالثقافة والحيوية، هي سونيا ابنة طبيب المحكمة أندرييفنا بيرس (اشتهرت في الترجمات الغربية بالنطق الغربي لاسمها «صوفيا»)،والتي أحبها ليو منذ أن كانت طفلة في الرابعة عشرة من عُمرها.

تمتعت الفتاة الصغيرة بشخصية مبهرة، أمّنتها لها التربية الجيدة التي تلقتها في كنف والدها أندريه بيرس طبيب الأسرة القيصرية، فأجادت ثلاث لغات أجنبية وهي الفرنسية والإنجليزية والألمانية، كما تعلمت العزف على البيانو واطلعت على الآداب العامة، وأتقنت تذوقها ونقدها، وهو ما دفع تولستوي ليتحدث عنها لصديقه قائلاً: «لو كانت أكبر بأربع سنوات، كنت سأصارحها الآن».

وهو ما فعله تحديدًا، فلم يُصارحها بحبه ويرتبط بها إلا بعدما أتمَّت 18 عامًا، وهو ما مثّل إحراجًا شديدًا لعائلة زوجته؛ لأن والدها كان يعتقد طوال الوقت أن ليو يُحبُّ ابنته الكبرى ليزا إلا أنه خيّب توقعاته وطلب الارتباط بأختها الصغرى، ولما أبدى الطبيب اعتراضه هدّد تولستوي بأنه سيقتل نفسه بالرصاص إن لم يفعل.

زوج مثالي.. ولكن!

وفي هذه الأثناء، كان الجميع يتنبأ بأن تولستوي سيُصبح أديب روسيا الأعظم، بعدما تُرجمت أعماله إلى اللغات الأجنبية وذاع صيته في كافة الأنحاء.

تزامن هذا مع ما تمتّع تولستوي به من ثراء فاحش، برغم أحلامه المستمرة بالعدالة الاجتماعية، فامتلك ضيعة مساحتها 4 آلاف فدان يُسيّرها 300 عبدٍ، والتي عاش فيها الزوجان بعدها قرابة 48 عامًا حافلة بالمجد والقسوة والسعادة والأحزان.

كان على سونيا/صوفيا أن تتجاهل العديد من العيوب في شخصه، أولها فارق السن بينهما فكانت في الثامنة عشر من عُمرها بينما كان هو قد تجاوز 34 عامًا.

وثانيها هوسه الجنسي الذي دفعه ليُصارح زوجته بأنه لا توجد امرأة في قريتهما لم يسعَ إليها ولم يمنعها عنه، وهو ما أصابه بكومة من الأمراض التناسلية وآثام علاقات الحب الفاضحة التي ورّطته سابقًا في الارتباط بفلاحة تعمل في أرضه، وأنجبت منه طفلاً.

وثالثها مشاكل زوجها مع حكومة بلاده القيصرية بسبب آرائه حول الإصلاح الاجتماعي فوضعته الشرطة تحت مجهرها وأخضعته لمراقبتها، وتجرؤه على سُلطان الكنيسة الأرثوذكسية الروسية فطردته من معيتها.

ورابعها أهمها، التقلبات المزاجية الحادة في شخصية تولستوي، والتي كلّفتها أيامًا حزينة مليئة بالغضب والوحدة بلا سبب إلا طبيعة زوجها المتباينة كجذر البحر، فعندما حملت أخبرها بفجاجة أن بطنها المنتفخ جعلها تشبه الدمية الصينية، ورفض الاقتراب منها طوال فترة الحمل وهو ما أحزنها بشدة وجعلها تعتبر أن كل جهودها في التقرب منه لا فائدة منها، أو مرة أخرى غضب فيها على أبنائه واعتبرهم «بغيضين ومثيرين للشفقة، واعتبر أنه كان أفضل له ألا يُنجب على الإطلاق».

علاوة على اقتناعه الغريب بأن الأم المرضعة يجب ألا تخرج للناس أبدًا، وبسبب هذا التفكير تكاد سونيا لم تبارح دارها طيلة زواجهما، لأنها لم تتوقف عن الدخول في حملٍ جديد قبل أن تنتهي من رضاعة آخر أطفالها، وهو ما كان له تأثير كبير على الاعتناء بهوايات منزلية كالسماع إلى الموسيقى والانكفاء على أدبه، ولم يعد لها شاغل إلا معاونته على إنجاز مؤلفاته.

برغم ذلك، كانت صوفيا على العهد، وتخلّت عن كل هذا وبدأت صفحة بيضاء مع فخر الأدب الروسي أنجبت خلالها 13 طفلاً، مات منهم 4 وهم أطفال، وبخلاف ذلك كانت هي حجر الزاوية الذي ارتكز عليه تولستوي ليُنتج روائعه التي أتحفت العالم ولا تزال تفعل حتى الآن، فعملت له سكرتيرة وناسخة ومديرة مالية ووكيلة أعمال وقارئة وناقدة أدبية.

يروى عنها أنها ذات مرة أنهكت نفسها في نسخ وتنقيح رواية «الحرب والسلام» باليد 8 مرات (يتجاوز عدد صفحاتها الذي بلغ ـ2300 صفحة)، تحلّت خلالها بالدقة الشديدة لتضمن خروج العمل كأفضل ما يكون، حتى أنها كانت تستعين بعدسة مكبرة بتفهم خط زوجها بالغ السوء، مُتحدية حمى النفاس التي كانت تعاني منها، حتى أوشكت على إزهاق روحها، فكتب لها ذات مرةٍ في رسالة: «لقد أعطيتني ما لم أكن قادرًا على تقديمه، لقد أعطيتِ الكثير من حب الأم والتضحية بالنفس، ومن المستحيل ألا أقدِّر كل ذلك».

فلنخلد قصتنا في رواية من صُنعنا

في كل هذا الزحام، فإن الوجود بدونك يشبه تركك بلا روح. يمكنك وحدك إضافة الشعر والسحر إلى كل شيء، ورفع كل شيء إلى مستوى الارتفاع. بالنسبة لي، كل شيء ميت بدونك. أنا فقط أحب.. ما تحب.
صوفيا تولستوي تتحدث إلى زوجها

اعتقد بعض النقاد أن قصة الحب التي جمعت بين كيتي وليفين في رواية «آنا كارنينا» مُستمدة من علاقة تولستوي بزوجته، فجعل البطل يفعل العديد من الأحداث التي سبق وأن قام بها مع زوجته كمنحها مذكراته خلال فترة الخطبة لتعرف عنه كل شيء بما فيها تاريخه الأسود المليء بالخمر والنساء، لم تغفر سونيا هذه الفِعلة لزوجها أبدًا، وعاشت فترة ضباب قبل حفل زفافهما بـ3 أيام، وفيما بعد كتبت في يومياتها: «أتذكر كيف كنت محطمة بسبب تلك اليوميات، كان من الخطأ أن يفعل هذا. لقد بكيت عندما رأيت ما كان عليه ماضيه».

وهو ما اعتبره تولستوي «طقس اعتراف» يعينه على التوبة عمّا فعل، ففعله رغم كل قسوته وأجبر بطل روايته على فِعل المثل.

كما أجبره على أن يسير على خطاه في التصريح لفتاته بحبه عبر الكتابة إليها بالطباشير فوق الطاولة، والمأزق الذي وقع فيه ليلة زفافه حين فقد قميصه فاضطر للبحث عن آخر ما أخّره على عروسه، مرورًا بكافة المشكلات التي تعرّض لها البطل خلال شهر العسل والحمل تربية ابنهما البكر، كل هذه الأحداث من وحي تجربة تولستوي وسونيا.

حتى أن اسم البطل نفسه ليفين مشتق من الاسم الأول لتولستوي.

هذا الاتجاه أكّدته سونيا نفسها في مذكراتها بعبارة عابرة قالت فيها: «ليفين هو ليو، لكن بدون الموهبة».

يوميات الحب والشقاء

مرَّ الزوجان معًا بتجربة فريدة يندر أن تمر بها أسرة، وهي أنهما امتلكا نافذة تعبير غير مباشرة، فكانا يحرصان على كتابة يومياتهما بشكلٍ منتظم ثم يتبادلانها فيما بينهم، بما فيها رأي كل منهما في تصرفات الآخر، وهو ما مكّن كل واحدٍ من مخاطبة الآخر دون أن يتورّط في مواجهته بشكلٍ مباشر.

فيما بعد تم جمع هذه اليوميات، ونشرت في كتبٍ منفصلة تؤرّخ لشكلٍ غير محكي من الحياة بين الزوجين.

يقول ليو، في إحدى يومياته:

لقد تحدتني أن أعترض على ملابسها، ولقد اعترضت، ولم أنل إلا الدموع والتفسيرات المبتذلة، وفي النهاية قمنا بتصحيح الأمور بطريقةٍ ما. ألا أكون راضيًا عن نفسي في هذه المواقف. أشعر أنها مكتئبة، لكني أشعر بالاكتئاب أكثر منها، ولا يمكنني قول شيءٍ لها. أنا فقط بارد، وأخاف أن تتوقف عن محبتي، أنا على يقين من ذلك، لكن الشيء الوحيد الذي سينقذني هو ألا تقع في حب شخصٍ آخر.

فيما تحكي سونيا في يومياتها المؤرخة 9 يناير/كانون الثاني 1863:

لم أشعر في حياتي بما أشعر به الآن من البؤس والندم، لم أتخيّل أنني يمكن أن ألومه كثيرًا، لقد اختنقت من الدموع طوال اليوم. أشعر بالاكتئاب الشديد. أخشى التحدث إليه أو النظر إليه.

وكتب ليو عنها يوم ١٥ يناير/كانون الثاني 1863:

ترك الشجار الأخير بعض الآثار الصغيرة (غير المحسوسة)، كل شجار على هذا الشكل، مهما كان تافهًا، هو ندبة على جدار الحب. فأي شعور بالعاطفة أو الانزعاج سيمرُّ لكن الندبة، مهما كانت صغيرة، ستبقى للأبد. أنا أعرف هذا، وسأعمل لأحافظ على سعادتنا، وأنتِ تعرفين ذلك أيضًا.

وبعد عقودٍ من التبادل الكتابي، قرّرت سونيا أن تنسخ يوميات زوجها حفاظًا عليها للأجيال القادمة، تقول سونيا عن موقفٍ جمعها به يوم 31 يوليو/تموز 1868:

يجعلني أضحك لقراءة مذكراتي. يا لها من تناقضات كثيرة يقوم بها، ولكن من يُمكن أن يكون أكثر سعادة منّي؟ أنا أدعو الله أن يمحني المزيد من سنوات السعادة، صحيح أنني أكتب دائمًا في مذكراتي أننا نتشاجر، لكننا لن نتشاجر لو لم نكن نحب بعضنا. لقد تزوجت منذ ست سنوات، لكني لا زلتُ أحبه بنفس القدر العاطفي والمحموم الذي كنت عليه في بداية الزواج.

كما كتبت صوفيا يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 1866:

لقد قضينا وقتًا ممتعًا في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر سبتمبر لدرجة أنني قمت بشكل غريزي بقمع كل الأفكار السيئة. عندما لا أفتح مذكراتي لفترة طويلة أفكر دائمًا كم هو مؤسف أنني لا أسجل الأوقات السعيدة. أقضي الآن معظم وقتي في نسخ رواية الحرب والسلام، والتي أقرأها لأول مرة. إنه لمن دواعي سروري العظيم. لا شيء يلمسني بعمق مثل أفكاره وعبقريته.

هذا الثراء يخنقني

كانت زوجة وأمًا لطيفة ومخلصة، لكن من سوء حظها أنها تزوجت من إنسان يمتلك أهدافًا أكبر إسعاد عائلته.
تولستوي متحدثًا عن زوجته

بالرغم من طول فترة زواجهما إلا أن كثيرًا من جوانب حياتهما ظلّت خفية على الأعين، فلم ينجح أحد في تشخيص سبب المشاكل العارمة التي زلزلت حياتهما رغم الحب الكبير الذي كنّه كل واحد للآخر.

أنصار تولستوي زعموا أن الأديب الروسي ضحية لزوجته البرجوازية المتسلطة، فيما اعتبر آخرون أن سوفيا أفنت حياتها لخدمة أديب مجنون لا يكف عن إطلاق الآراء العجيبة.

وخلال هذه العلاقة المعقدة بين الطرفين، مرَّا بالعديد من التقلبات، فالزوج لا يكتفي بنفسه أديبًا وإنما يُعلن الحرب على الكنيسة ويُشهر سيفه وقلمه ضدها، فيتكاثف حوله الأنصار ليس كأديبٍ وإنما كواعظ وهو ما كلّفه نقمة الكنيسة طوال حياته وتبرؤها منه بعد وفاته.

انتقدت صوفيا فيه هذه المساعي التي شغلته عنها، فكتبت له: «أتريد تغيير العالم ومع ذلك لا تقضي وقتًا كافيًا مع أطفالك؟!».

انهمكت صوفيا في إدارة أعمال زوجها الزاهد عن كل شء، فتعاملت مع فلاحي أرضه وتعاركت مع ناشريه الذين لا يعطونه حقوقه الأدبية، وخلال تعرض الروس لمجاعة كبرى في تسعينيات القرن التاسع عشر، حثّت تولستوي على تنظيم عمليات إغاثة كبرى للفلاحين.

وعندما أمرت الحكومة بحظر رواية «سوناتا كروتزر» عام 1891م، جاهدت لتظفر بموعدٍ مع القيصر ألكسندر الثالث في سان بطرسبرج حيث أقنعته بأن يرفع الحظر عن زوجها.

بالرغم من أن هذا العمل، تحديدًا، حمل جانبًا من الدراما المعقدة التي شهدتها حياتهما في سنينها الأخيرة بسبب تباين وجهات نظرهما في كل شيءٍ، بدايةً من تعليم الأطفال والمكان الذي يجب أن يعيشوا فيه وحتى القيم الأخلاقية لحياتهما.

شيئًا فشيئًا لم تتوقف العلاقة بينهما عن التشابك، وصبَّ عليها تولستوي مزيجًا من جنونه وحبه، فإذا رآها تبتعد عنه وتُغدق أطفالها بالحب اعتبر أن مشاعرها الأمومية «مجرد حب للحيوانات» لا يُقارن بمشاعره السامية نحو الإنسانية ذاتها، وحتى عندما رغبت في إقامة علاقة صداقة بريئة بملحنٍ شاب هو عازف البيانو سيرجي إيفانوفيتش غار منها، وأمرها بقطعها خوفًا من تطورها لما هو أكثر، رغم أن حياته لم تتوقف مطلقًا عن التعامل مع النساء.

صنع الرجل قوانينه الإيمانية المسيحية الخاصة به، وفسّر تعاليم المسيحيين بشكلٍ خاص دفعه إلى أزمة روحية شديدة رغب بموجبها في التخلي عن كل شيء في حياته باعتباره عديم الجدوى، بما فيها حقوقه الأدبية، اعتقد الرجل أنه أكثر من مجرد أديب.. هو مصلح اجتماعي مُلهم أو نبي يجب أن يتكاثف حوله الأتباع، كتب ذات مرة لصديق: «أتمنى أن أعيش وحيدًا في دير، وهو ما كنت أستطيع فعله بسهولة لو لم أكن متزوجًا».

في هذه الفترة كانت صوفيا هي الوحيدة التي تمتلك الحق في إدارة أعماله، بفضل التوكيل الرسمي الذي منحه لها، وبفضل ذلك أدارت عائدات النشر الكبيرة على رعاية بيتها، وهو ما لم يعد لائقًا في نظر تولستوي.

فهو يُبشر بالعدالة الاجتماعية ونصرة الفقراء فأخبرها بأنه يرغب في التنازل عن كافة هذه العوائد وكل ممتلكاته! قاومت هذه الخطوة بكل حسم، وهو ما جلب عليها سخط كافة أتباعه الدينيين، وزاد من هوة الشقاق بين الرجل وزوجته.

لبس تولستوي ثياب الفلاحين وتوقف عن الاستحمام تضامنًا مع حالة العوز التي يعيشونها، وفي سنواتها الأخيرة كادت أن تجنّ حين علمت أن زوجها يُخطط للتنازل عن ممتلكاته لتلميذه فلاديمير تشيرتكوف، كتبت له: «لقد تخليت عني من أجل تشيرتكوف.. كُن بصحة جيدة»، ثم هددته بإزهاق روحها تحت قطار كما فعلت بطلته آنا كارنينا.

تزامنت حالة التطرف الفكري التي عاشها الرجل مع سقوطه في حالة من الوهن الصحي بسبب معاناته من أمراض الروماتيزم وآلام الأسنان والتهاب الأمعاء، علاوة على تخوفه الدائم من الموت بمرض السُل كما حدث مع اثنين من إخوته، وهو ما كان قريبًا منه بعد إصابتين متتاليتين بالملاريا والتيفويد وبعض السكتات الدماغية البسيطة جعلت صدره أوهن من بيت عنكبوت.

وهو ما وصل بحياتهما إلى ذروة خلافٍ لم يُحسم هذه المرة، بعد أن ضجَّ تولستوي بعدم انصياع زوجته لتعاليمه الإيمانية الجديدة وتمسّكها باتّباع الكنيسة هي وأطفالها، فآثر الهروب من المنزل إلى كوخٍ صغير عاش فيه بضعة أيام حتى مات، بعد أن ترك لها رسالة كتب فيها:

آمل من كل قلبي أن تدركي الأسباب التي تدفعني إلى ذلك الرحيل، ولم تكن أمامي وسيلة سواه لتلافي مأساةٍ قد تكون مفجعة. لقد غدا وضعي في هذا البيت غير محتمل يا صوفي. لم أعد قادرًا على ممارسة الحياة اليومية في هذه الرفاهية التي تحيط بي، وبات الثراء يخنقني.

وهو ابن ثمانين عامًا، ترك تولستوي منزله في ليلة قارصة البرودة، وهو يرتدي ملابس الفلاحين الخفيفة، وكان يخطط لركوب القطار، لكنه ما إن وصل إلى المحطة حتى أصابه التهاب رئوي استدعى عزله في كوخ صغير بقي فيه حتى مات.

وفي 20 سبتمبر/أيلول من العام 1910م، وجد تولستوي حلاًّ أخيرًا لمعاناته بعدما رحل عن الدنيا مخلفًا وراءه شعبية كاسحة في أرجاء البلاد، دفعت الطلاب للتظاهر والقيام بأعمال شغل في العديد من المدن حزنًا عليه، ولزوجته إلى أن تكتب عن نفسها:

ليسامح الناس تلك المرأة التي ربما كانت عاجزة، منذ أعوام الشباب، على أن تحمل على كتفيها الضعيفتين تلك المهمة الرفيعة، أن تكون زوجة رجل عبقري وإنسان عظيم.