عودة محببة، هو كان فين من زمان.

انتشرت هذه العبارة خلال الأيام الماضية عقب عودة الفنان ذي التاريخ الكبير محمد ثروت إلى الساحة الغنائية بعد غياب لسنوات، بأغنية «يا مستعجل فراقي»، التي حققت أكثر من مليونين و700 ألف مشاهدة، منذ طرحها للجمهور الشهر الماضي.

ومع عودة «محمد ثروت» للغناء مرة أخرى، ووعده بأن هذه الأغنية لن تكون الأخيرة ضمن رحلة عودته للغناء الرومانسي مرة أخرى، وأنه سيعود للتمثيل أيضًا، أجرينا في إضاءات هذا الحوار الخاص.

ما سر العودة حاليًّا بأغنية «يا مستعجل فراقي»؟

أنا لا أعتبر نفسي ابتعدت يومًا عن الغناء من الأساس، فقد كنت أقوم بالغناء في حفلات، وكان آخرها «مناجاة 2» العام الماضي، وحققت نصف مليون مشاهدة على اليوتيوب، ولكن مع وجود كلمات وألحان مناسبة لي قمت بتقديم هذه الأغنية، وكان عيد الحب مناسبًا لطرحها.

ما رد فعلك تجاه ترحيب الجمهور بعودتك إلى الغناء الرومانسي؟

أنا لديَّ قناعة أن عبارة «الجمهور عايز كده» خاطئة تمامًا، وبالتالي توقعت أن تنجح الأغنية، ولكن لم أكن أتوقع أن تنجح بهذا الشكل، وهو ما أكد لي أن ذوق المصريين ما زال كما هو، وأن السامعين في حالة من التعطش لسماع أغنيات ذات مستوى جيد.

لمَ ابتعد محمد ثروت عن الساحة الغنائية كل هذه السنوات؟

قلت إنني لم أعتبر نفسي ابتعدت عن الساحة الغنائية، ولكني كنت أحاول أن أقوم باختيار كلمات وألحان مناسبة، أرى أنها تتناسب معي، وبمجرد وجود كلمات أغنية لائقة قدمتها على الفور، والحمد لله لاقت إعجاب عدد كبير من الجمهور.

هل ستكون أغنية «يا مستعجل فراقي» بداية العودة مجددًا، أم أنها جس نبض للساحة حاليًّا فقط؟

أنا لست بحاجة إلى طريقة جس النبض وما شابه ذلك، فأنا لي تاريخي المعروف، وبالتالي لن أفكر في هذا الأمر مُطلقًا، وبالتأكيد ستكون بداية لعدد من الأعمال القادمة.

من وجهة نظرك ما الاختلافات الجوهرية التي حدثت في سوق الغناء عن ذي قبل؟

لا أهتم مُطلقًا بما يحدث حولي، وأرى أن الاختلاف والتطور التكنولوجي جاء في صالح المجتمع ككل، وليس في صالح الغناء فقط، وأظن أن هذا جيد حتى إن كانت له بعض الآثار السلبية أحيانًا. 

ما السبب وراء اختيار التعاون مع نجلك في إنتاج الأغنية؟

لم يكن هذا التعاون هو الأول بيني وبين أحمد ثروت نجلي، فقد قدمنا من قبل معًا عددًا من الأعمال، كان منها حفل «مناجاة 1» و«مناجاة 2»، وهو بالأساس قام بإخراج العديد من كليبات الشرطة، وقدمنا معًا فيلمًا قصيرًا عن الشهيد، ولكن هذا هو التعاون الأول في كليب غنائي، وأحمد شاب مجتهد يمتلك رؤية فنية واضحة، ونجح بشكل مُبهر في الأعمال الوطنية التي قدمها من قبل.

من الذي يجذبك لسماعه في الفترة الحالية من المطربين الجدد؟

أنا أستمع إلى الكثيرين، منهم الأقدم وهناك جدد، مثل أنغام، وآمال ماهر، وجنات ومروة ناجي، وريهام عبد الحكيم، ومي فاروق، وتامر حسني، وهيثم شاكر، وغيرهم كثيرون.

ما رأيك في أغاني المهرجانات؟

أنا لا أعرف أصلًا «يعني إيه أغاني مهرجانات!» أنا أستمع إلى أغنيات ذات مستوى مختلف تمامًا، أنا ليس لي علاقة بهذه الأغنيات من قريب أو من بعيد، ولا أود حتى الحديث عنها، وأؤكد أنه لا يوجد شيء يسمى الجمهور «عايز كده»، حتى لو نجحت هذه الأغنيات، فحين يُقدم للجمهور عمل فني جيد فهو ما ينجح ويستمر . وبعض تلك الأغنيات فيها ما هو خادش للحياء، وأعتبر من يقوموا بتأديتها خفافيش تعيش في الظلام.

هل تعتبرها ظاهرة يجب القضاء عليها أم احترامها؟

كل شخص يقدم ما يتمنى ويرغب، وفي النهاية يعيش ما هو فن حقيقي، فأغنية واحدة فقط قمت بطرحها استطاعت أن تجذب الجمهور وتحقق ملايين المشاهدات.

بعض المطربين حاولوا مواكبة هذه الموجة مؤخرًا وتقديمها؛ هل من الممكن أن نرى محمد ثروت يجري تجربة غناء المهرجانات بطريقته؟

أنا لا أتفهم بالأساس معنى مصطلح المهرجانات لكي أقوم بتقديمه، وكل واحد حر «يعمل اللي هو عايزه».

طوال هذه السنوات ألم تفكر في إعادة تجربة التمثيل؟

أفكر بالفعل في العودة إلى التمثيل مرة ثانية، بعد أن خضت تلك التجربة من قبل،ولكني أنتظر أن يُعرض عليَّ عمل جيد، كما عدت بأغنية «يا مستعجل فراقي»، وهذا سيكون قريبًا جدًّا.

ما رأيك فيما يقدم حاليًّا في أغنيات وطنية؟ و هل تفضل ما قُدم منذ سنوات أم ما يقدم حاليًّا؟

الغناء مسؤولية كل مغنٍّ، وليس لي أي علاقة بما يقدمه أي مطرب، ولكن إن لم تكن الأغنية الوطنية تسير في إطار حماسي يشعرك أنك في أجمل بلاد الدنيا، فلا قيمة لها ولا تأثير لها على الجمهور .

كيف ترى تأثير التغيرات السياسية العربية على الوضع الفني والغنائي بشكل عام؟

مما لا شك فيه أن العشر السنوات الماضية حملت علامات فارقة في حياتنا، سواء على مستوى مصر أو الوطن العربي بشكل عام، وما حدث يجعلنا ننظر حولنا جيدًا، ونعمل جاهدين للحفاظ على وطننا، وأن نساعد في الانتقال بهذا الوطن إلى مرحلة أخرى اقتصاديًّا وعسكريًّا وسياسيًّا.

أُطلق عليك «مطرب السلطة» في عهد الرئيس الأسبق مبارك؛ هل أفادك أم أضرك هذا اللقب؟

الضرر والنفع بيد الله وحده، وهذا اللقب لم يضرني في شيء؛ لأنني لم أكن مطربًا للسطة بالأساس، فأنا كنت أقوم بالغناء في حفلات قومية، مثلي مثل أي مطرب آخر، السؤال هنا هل كنتُ أنا مطربًا ناجحًا أم فاشلًا؟ وهل كانت مؤهلاتي تساعدني على النجاح أم لا؟

ظهرت إشاعات تفيد بأن غيابك عن الساحة جاء بسبب غضب نظام مبارك عليك في آونته الأخيرة؟

لا لم يحدث هذا أبدًا، فأنا كما قلت من قبل لم أبتعد أصلًا، وبالتالي لم يتدخل أحد بالأساس في ذلك.

كيف استقبلت حديث الجمهور عن مجمع ثروت الخيري؟

تم تأسيس هذا المجمع منذ 28 عامًا، وبالتالي لم يكن الحديث حديثًا، ولكن هذه الدار كانت «وش السعد» عليَّ، ولا أود الحديث عما أقوم به من أعمال خير، فهي في النهاية لله.

هل ترى أن هذه الأعمال الخيرية تشجع الأجيال الحالية على القيام بنظيرتها؟

أتمنى ذلك، فأعمال الخير تجعلنا مجتمعًا أفضل في كل الأحوال. 

ما هي النصيحة التي تقدمها للجيل الجديد من المطربين؟

لا أقدمها للمطربين فقط، ولكن لكل جيل الشباب بشكل عام، فعليهم أن يؤمنوا بأنفسهم وقدراتهم، وأنهم قادرون على صنع ما يريدون، ولكن عليهم أن يجعلوا إيمانهم بأنفسهم وقدراتهم وبالله في مستوى عالٍ.

ما هي خطواتك الفنية القادمة؟

سأقوم بإصدار عدد من الأغنيات خلال الفترة القادمة، ولكنني لمَّا أحدد موعدها الرسمي بعد.