الجمعة، العشرين من يناير/كانون الثاني الجاري، تابعت الولايات المتحدة والعالم مشهدًا مهيبًا، تسلم خلاله الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهامه الرئاسية، في لحظة يبدو فيها الشارع السياسي الأمريكي فوضويًا ومنقسمًا؛ جماهير تُبدي امتعاضها من تنصيب الرجل، الحائز على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي، في ظل تأخره في التصويت الشعبي بما يقارب مليوني صوت.

تصريحات الرئيس وحملته الانتخابية هما ما صنع هذه الفوضى، فالرجل جاء ليهدم المؤسسة الأمريكية، في ظل نعرات قومية، تُرهب العالم وترهب الكثير من الأمريكيين أنفسهم.

الكثيرون ممن يؤمنون بالمؤسسية الأمريكية توقعوا لها أن توقف الرجل أو تحد من تصرفاته الشعبوية، وأن تغير ولو بدرجة ما شراهته المفرطة في العدائية، المبالغة في الحمائية الداخلية، لكن بعد أسبوع واحد من تسلم ترامب مقاليد البيت الأبيض، والمقعد الخاص به على المكتب البيضاوي، يبدو أنه لا شيء من ذلك قد تحقق، سوى أن ترامب ماضٍ في وعوده لا يلتفت. وفي هذا عرضٌ موجز لأبرز القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي، فقط في سبعة أيام من توليه السلطة!


1. التخفف من أعباء الرعاية الصحية (الجمعة)

لطالما اعتبر ترامب قانون الرعاية الصحية لسلفه، أوباما كير، والذي يعتبره الأمريكيون أبرز ما خلفه الرئيس السابق، عبئًا على عاتق الدولة، يكلف ميزانياتها الكثير من الأعباء، التي يمكن التخفف منها، وهو ما أقدم على تنفيذه مباشرةً بعد حفل تنصيبه بدقائق، في أول أيامه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية. واعدًا الأمريكيين بالعمل على استصدار مشروع بديل للرعاية الصحية، يوفر لهم الرعاية اللازمة، ويزيح عن كاهل الدولة الأعباء التي يُنتظر أن يثقلها أوباما كير إذا ما استمر العمل به.


2. تجميد كل القوانين المعلقة (الجمعة)

أمر ترامب بتجميد كل القوانين المعلقة، التي لم يُبت بشأنها، لحين عرضها على إدارته الجديدة، وتشمل هذه القوانين بعض قوانين الرعاية الصحية والمالية والأمن الوطني.


3. إعادة العمل بما يسمى سياسة «مدينة ميكسيكو» (الاثنين)

هذه السياسات التي أقرها للمرة الأولى الرئيس رونالد ريجان، وتقضي بمنع استخدام أموال الضرائب للإنفاق على المنظمات غير الحكومية، التي تدعم الإجهاض، ويتعاقب الرؤساء الأمريكيون على هذه السياسات بالإقرار والتعطيل، باختلاف انتماءاتهم الحزبية، يقرها الجمهوريون ويعطلها الديمقراطيون.


4. الانسحاب من مفاوضات اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ (الاثنين)

وتعتبر الاتفاقية هي الأخرى شاهدةً على جهود الرئيس السابق، إلا أن ترامب يعتبرها تنتهك الحق الأمريكي على حساب دول أخرى لا تعنيه مصالحها، وتخضع الاتفاقية لجدل واسع في الأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية، لكن على أي حال، وقع ترامب قرارًا بوقف المفاوضات والانسحاب.


5. تجميد القوة العاملة ووقف عمليات التوظيف الفيدرالية (الاثنين)

لا مواقع فارغة يمكن ملؤها في السلم الوظيفي، ولا مواقع جديدة يمكن خلقها بأمر من الرئيس دونالد ترامب، ويُستثنى من ذلك المؤسسة العسكرية، والمواقع القيادية في العمل، وكل ما يتقاطع مع الأمن القومي والسلامة العامة للمواطنين.


6. مواصلة العمل على مد خطوط البترول (الثلاثاء)

أصدر ترامب قراره بإعادة العمل على مد خطي أنابيب النفط، داكوتا، وكيستون إكس إل، وكان الرئيس السابق قد أوقفهما لأسباب بيئية، ويشترط ترامب لبدء العمل فيهما أن تكون المواد المستخدمة في الخطين أمريكية، وتكون العمالة القائمة على المشروعين كذلك أمريكية.


7. ضرورة تعجيل المراجعات البيئية لمشروعات البنية التحتية (الثلاثاء)

أصدر ترامب مذكرةً يحث فيها على ضرورة تعجيل المراجعات البيئية لمشروعات البنية التحتية، مؤكدًا أن العديد من المشروعات الإنشائية تعطلت في السابق بحجج الإضرار بالبيئة، ما أهدر العديد من فرص الاستثمار المحلي، وشدد على ضرورة استثناء المشروعات ذات الأولوية القصوى من المراجعات البيئية.


8. خطوط الأنابيب «صُنع في أمريكا» (الثلاثاء)

أصدر الرئيس ترامب مذاكرةً دعا خلالها وزيره للتجارة لخلق خطةٍ لصناعة وصيانة ومد أنابيب النفط محليًا. باستخدام مواد خام محلية، ومعدات مصنعة محليًا بقدر الإمكان، وشدد على ضرورة أن يكون الحديد والمعدن المستخدم منتجًا محليًا، من مراحل الإصهار الأولى وحتى مراحل التكسية النهائية.


9. الجدار العازل يدخل حيز التنفيذ (الأربعاء)

وقع ترامب قرارًا لتوجيه وزيره للأمن القومي، لبداية العمل على بناء الجدار الحدودي بين بلاده ودولة المكسيك، وبحث مسائل التمويل مع الإدارات الفيدرالية، والعمل مع الكونجرس لتدبير مزيد من التمويل.

ضرورة توظيف 5000 دورية حراسة لمراقبة الحدود، والعمل على تدبير التمويل اللازم لذلك. إنهاء العمل بسياسة «catch and release»، وتحديد المساعدات المالية الفيدرالية التي تلقتها الحكومة المكسيكية على مدى السنوات الخمس الأخيرة، والعمل على تدعيم القانون المحلي المختص بصلاحيات ضباط مكافحة الهجرة.


كانت هذه أبرز القرارات الصادرة عن ترامب في أسبوعه الأول رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، فيما يبدو للجميع أنه إصرارٌ على إنفاذ رؤية واضحة، لفرض سياسات أكثر انعزالية، بحثًا وراء ما يعيد أمريكا عظيمةً مرة أخرى!