عندما تسمع متعمدًا أو صدفة موسيقى فيلم العرّاب ومطلعها من خلال «البوق – Trumpet»، تندفع أحداث الملحمة في رأسك، في تداخل سلس وممتع، تتذكر دون فيتو وعروضه التي لا يمكن رفضها، وكيف صعد مايكل كورليوني، متجاوزًا شخصه إلى آخرٍ يمثّل الضد، وفي جزئي الفيلم الثاني والثالث، تتذكر الصعود الملحمي للدون فيتو كورليوني، من قلب صقلية وحتى تسيّد كبار رجال المافيا في الولايات الأمريكية.  

نشاهد فيلم «العراب – The Godfather» كثيرًا، ونراه متجددًا ومعاصرًا مع مرور الزمن، يضيف مع كل مشاهدة جديدة للجمهور بعدًا كان مختبئًا في المشاهدات السابقة. كوبولا كان فذًا في إخراج الفيلم بهذا الشكل، آل باتشينو بشّر بموهبة استثنائية، مثلما فعل دينيرو، ومارلون براندو كان في ذروة تمكّنه من شخصية الزعيم.

 كل هذه أشياء جميلة، حاضرة بالفعل في الفيلم، لكننا نجهل ما وراء صناعته، كيف وصل لنا؟ وكيف كانت الصعوبات والعقبات الكارثية التي اعترضته منذ نشوئه؟ 

يد تلتقف غارق في المحيط

بدأت حكاية فيلم العرّاب عند الروائي الأمريكي من أصول إيطالية ماريو بوزو. قبل البدء في الرواية، كان ماريو مثقل بديون كثيرة، بسبب إدمان القمار، وأيضًا لأن الكتابة لم تكن قد أنصفته ماديًا بعد. يحكي ماريو في مقدمة كتبها للرواية بعد صدور الفيلم ، أنه حتى سن الخامسة والأربعين، كان قد كتب روايتين فقط، أحدهما (The Fortunate Pilgrim) دار جزء من أحداثها حول المافيا، وشخصية تعمل بها وتعول عائلة. عمل ماريو بنصيحة أحد محرري جريدة Adventure Magazine حينما أخبره أن هناك شخصية –أي شخصية زعيم المافيا- موجودة في روايته الصادرة آنذاك، يمكن أن يخلق من خلالها عمل جديد وقوي، وربما ذلك كان الميلاد الأول، مبكرًا جدًا، للدون فيتو كورليوني.

عقب الحماس الكبير تجاه فكرة الرواية الجديدة والعمل عليها لفترة، بحث الروائي الإيطالي عن ناشر يعرض عليه الفكرة، يتلقى منه مقدّمًا ماديًا، كي يستطيع أن يعول أسرته ويتفرغ للكتابة بعيدًا عن العمل النقدي والصحفي. محاولات كثيرة لم تنفع، أُغلقت أبواب مكاتب الناشرين دون دفع دولار واحد، حتى عرض ماريو الفكرة على أحد زملائه الصحفيين، تحمس لها، وأوصله بناشر jp botumn sons، الذي فاجأته طزاجة الفكرة، و انبثاقها من واقع المجتمع الأمريكي المعاصر، والحضور القوي والمختلف للمافيا في المدن الأمريكية.

حصل ماريو، أخيرًا، على مقدّم 5000 دولار، وهو يحاول التفكير، في كيفية إنهاء هذه الرواية بصورة جيّدة، لأنها ربما تمثّل خلاصه الأدبي الذي لو تلاشى، سيتلاشى معه ماريو بوزو أيضًا.

اختلفت الأقوال بين المواد البحثية والمعلومات والحكايات شديدة الخصوصية التي ضمّنها ماريو بوزو في روايته. نتحدث هنا عن مجتمع منغلق، يستبق العنف، وعن مسيرة رجل مافيا بدأ من صقلية في إيطاليا حتى أصبح زعيم، بنفوذ ضخم في نيويورك، يتودد إليه مختلف كبار الرجال من مختلف الولايات.

يذكر كتاب the godfather legacy أن ماريو بوزو اعتمد في الرواية على كتب باللغة الإنجليزية عن المافيا، بينما يقول ماريو إن كثيرًا من شخصيات الفيلم التقاها في صالات القُمار،  لكننا لا يمكن أن نجهل أصول الكاتب  الإيطالية، وأنها تضع احتمال جمّع كثير من هذه الشخصيات من خلال حكايات سمعها من أهله، بخاصة وأن والدته كان لها تأثير كبير عليه، حتى في الكتابة، إذ إن الجملة الشهيرة في الفيلم « i’m gonna give him an offer he can’t refuse – سأعرض عليه عرضًا لا يمكنه رفضه» وهي جملة دون فيتو الأيقونية، اقتبسها ماريو من أمه، كانت تتحدث بحكمة وذكاء نافذ، واعتادت أن تقول هذه الجملة حتى التقطها ولدها منها وجعلها جملة عالمية توثّق لملحمة كبيرة.

بعد أن كتب ماريو بوزو نحو 100 صفحة من الرواية، تدخل ستوديو بارامونت في مصير الرواية الناشئة وقام بشراء حقوق تحويلها إلى فيلم. خلال مرحلة الستينيات، عملت الاستوديوهات على خلق تشويق ينتج عن شراء أفكار أدبية في رؤوس أصحابها، والترويج لها سينمائيًا، لأن سينما هوليوود خلال هذه الحقبة كانت تتداعى، لم تكن آثار الحرب العالمية الثانية تم تجاوزها، والعالم الخارج من حرب كبرى، لم تعد تعجبه أفلام التسلية والإثارة الخفيفة. يذكر “إرث العرّاب” أن سينما هوليود في 1963 لم تنتج سوى 142 فيلمًا فقط، وتداعت نسب المشاهدات في السينما نحو 18 مليون مشاهد في الأسبوع الواحد.

شراء فكرة العرّاب كان اقتراحًا ناجحًا من قبل بارامونت، لأن الترويج للرواية زاد من قيمتها في مزاد علني، بيعت فيه الحقوق الأدبية للرواية بنحو 400 ألف دولار.

تحولت رواية «مافيا» في المسودة الأخيرة إلى عنوانها الذي رأيناه في الرواية والفيلم، وصدرت طبعتها الأولى في 1969 بعد أن أحدثت ضجّة كبيرة، يد عليا تلعب بقطع ماريونيت، تبدو خيوطها فقط، كانت عوامل الترويج كافية لأن تأخذ الرواية فرص قراءة جيدة، لذلك شغلت صدارة الأكثر مبيعًا في النيو تايمز لمدة 67 أسبوعًا من صدورها.

عودةً إلى استوديو بارامونت و شراء حقوق تحويل النص الأدبي إلى فيلم، لماذا يجازف استوديو الإنتاج بشراء عمل ما زال جزء كبير منه في رأس كاتبه؟ لم يكن أمام شركات الإنتاج خلال هذه المرحلة سوى المجازفة واللعب خارج الصندوق، يمكن لنصوص كتّاب مجهولين أن تنتج جديدًا ينقذ الشركة من حالة الإفلاس الجماعي المرتقب. لذلك تبنّت بارامونت هذه الفكرة بمنهجية دقيقة، يتم شراء الأفكار وتبنّي تطويرها، مع وجود مسؤول يتابع تطورات الكتابة والالتزامات الوقتية مع الكاتب كي تنتهي الرواية في أقرب وقت.

خطة عمل بارامونت، كانت مناقضة تمامًا للصورة التي رأينا الفيلم عليها. بدأ العرض التشويقي للفيلم المقتبس عن الرواية، خلال تسيّد الاخيرة صدارة قوائم الكتب الأكثر مبيعًا في أمريكا، جاء الإعلان دون وجود أي مسؤولي إنتاج، أو مخرج، أو حتى تحديد من سيكون كاتب العمل؟

الخطة الأولية للفيلم المقتبس، دارت حول إنتاج فيلم عصابات تقليدي، يكون بنفس عنوان الرواية، مع عمل اختلافات بسيطة “لمواكبة الوضع المعاصر”، فبدلًا من الالتزام بـحقبة الأربعينيات، زمن الرواية، سيتم كتابة الفيلم في مطلع السبعينيات، وبتكلفة إنتاجية لا تتجاوز مليوني دولار فقط.

بعدما وجدت بارامونت مدير الانتاج الناشيء إل رودي، الذي قال عن سبب طلبه لذلك المشروع إنه -مدير إنتاج غير مكلّف- كان كوبولا غارق في ديون كثيرة، ومشروعه السينمائي المستقبلي مشرف على الانتهاء قبل أن يبدأ، لذلك وافق على طلب آل رودي لإنتاج الفيلم بدلًا من إفلاس شركة كوبولا الإنتاجية التي افتتحها بالشراكة مع المخرج الأمريكي جورج لوكاس.

غير أن الأمور لم تؤل إلى مواكبة طموح استوديو بارامونت محدود الإنفاق، ولم يكن كوبولا على دراية بمدى الصعوبات والتهديدات التي ستعترضه.

المافيا تعترض 

عندما بدأ الإعلان للفيلم، واقتراب المراحل الأولى من تصويره، كانت الصحافة الفنية بالولايات المتحدة قد روّجت كفاية لفيلم جديد عن المافيا الإيطالية في الأربعينيات في نيويورك. وقتها كانت مرحلة الستينيات، التي كان للمافيا خلالها نفوذ قويّ في الشؤون الداخلية للمدينة.

من بين الأشخاص الذين لم يعجبهم هذه الإساءة إلى رجال المافيا في أمريكا، كان جو كولومبو أكبر المعترضين على صناعة الفيلم، بل والمقاومين بشدة لفكرة اكتماله وعرضه.

كولومبو وكيل عقاري معروف بنيويورك، قاد رابطة الحقوق المدنية الإيطالية الأمريكية، واستخدمها للاحتجاج على صورة المافيا في سينما هوليوود.

في فيلم the godfather and the mob ومسلسل the offer تُعرض حيثيات الخلاف بين المافيا الإيطالية في أمريكا وصنّاع الفيلم. بدأ الأمر بخطاب تهديد من كولومبو إلى صورة المافيا الإيطالية في السينما الأمريكية عامة، وأشار في أكثر من حوار له أن ذلك ربما يضع السينما في ورطة تقليص الاستثمار في الإنتاج وحدوث مشكلات في عمالة صناعة الأفلام.

كولومبو، الذي كان شخصية كورليونية بامتياز –نسبة إلى عائلة كورليوني في فيلم العرّاب- كان يثبت التطابق بينه كنموذج، وأحداث الفيلم، حينما يدلي بأي تصريحات صحفية.

اعتاد كولومبو المراوغة من أي اتهامات حول الأعمال غير المشروعة للمافيا الإيطالية في أمريكا، ودائمًا، كان يشير إلا أنه ليس أكثر من رب عائلة وهذا هو كل شيء بالنسبة له. يمكننا الآن أن نتذكر دون فيتو كورليوني، الذي كان يرى أن العائلة هي كل شيء.

بلغ نشاط كولومبو  وتأثير في الرأي الأمريكي العام، إلى إزالة كلمة (مافيا إيطالية) من نصوص التلفزيون، وكان يشرف على ذلك مكتب التحقيق الفيدرالي. لكن في العرّاب بدت الأمور مختلفة قليلًا، لأن كولومبو لم يلجأ إلى الحوار والنقاش كحل للموازنة إلا بعد وقت طويل.

بداية من رسائل تحذيرية مُجهلة إلى فريق عمل العرّاب، لم يستجب لها أي منهم، لجأ كولمبو ورجاله إلى طرق أكثر حدّة واعتداء، تهديد وتهويش بالرصاص ذات مرة على أحد مسئولي إنتاج الفيلم، اتصالات وهمية بوجود قنابل في مكاتب المنتجين، ودائمًا كانت هناك سيارات تتعقّب كوبولا وإل رودي والتابعين لاستوديو بارامونت. يقول آل رودي عن مدى تأثير المافيا على تصوير الفيلم «دون مساعدة المافيا، كان من المستحيل التقاط صورة».

حينما رفض كوبولا أن يعمل على الفيلم في زمن الأربعينيات، وأصّر على تصويره في الستينيات، ثارت المافيا الإيطالية في أمريكا، لأن احتمالات التطابق، والإسقاطات الواقعة على خبايا حياتهم، بدت ظاهرة بشكل كبير.

بعد تعاقد طاقم إنتاج الفيلم مع عدّة محلّات ومطاعم لتصوير الفيلم، عادوا في اليوم الثاني ليفاجئوا برفضها وإلغاء أي اتفاقات، ودون إبداء أسباب، ويعود ذلك إلى مدى نفوذ المافيا في محلّات ومطاعم نيويورك، كانوا معتادين على أخذ إتاوات شهرية منهم مقابل الحماية.

وصلت محاولات التهديد بإيقاف تصوير الفيلم، أن كوبولا في مرة كان في جولة لأخذ بعض اللقطات التدريبية test shots، وحينما نزل هو ومساعده لمعاينة المكان، انطلقت سيارتهم التي ركنوها بالخلف وبها معدّات التصوير. كانت المافيا دائمًا، أقرب لفريق العمل، من أي قرارات كبيرة يمكن أن يأخذوها وتؤثر أكثر من ذلك على سمعة المافيا في نيويورك.

حينما بدت استحالة التصوير دون خلق حوار مع رجال المافيا، تواصل إل رودي مع جو كولومبو، والتقاه في أحد فنادق نيويورك، وهناك، وجد الأول نحو 600 رجل من أفراد العصابات.

حاول رودي أن يشرح لكولومبو أن الفيلم ليس تقليديًا مثل أفلام المافيا الأخرى، وأنه بشكل ما، فيلم عن رجل مخلص لعائلته –في ذلك الوقت لم تكن هناك نيّة لعمل موسم ثاني وثالث للعرّاب. وافق كولومبو بشرط قراءة السيناريو، ورغم أنه شيء مرفوض ولا بد أن يظل سرّيًا حتى لا يتم تسريبه، وافق رودي وأعطاه نسخة من سيناريو الفيلم، بشرط ألا يقرأها أحد غير كولومبو.

بعد موافقة جو كولومبو، تلقى رودي مكالمة أخرى منه ليلتقيا في مقر الجمعية الحقوقية، وهناك فوجئ بمؤتمر صحفي كبير، به كثير من مراسلي الصحف والقنوات الإذاعية الأمريكية. كانت ضربة قوية من كولومبو لإظهار مدى نفوذه، ولأي درجة يمكن أن تتوقف الأشياء، حينما يرفضها، وانتشرت مانشيتات الصحف في اليوم الثاني، أن استوديو باراماونت وصل أخيرًا لاتفاق  يرضي المافيا لإتمام فيلمه.

جميع الاتفاقات التي حدثت بعد ذلك، لحجز مواقع تصوير للفيلم كانت تتم من خلال رجال المافيا، حتى إن كوبولا اعتاد رؤية كثير من رجال المافيا موجودون خلال تصوير الفيلم. ربما لم يكن عليه وقتها سوى أن يدير الكاميرا تجاههم!

دفاتر كوبولا

في كتابه «The Godfather Notebook» يحكي كوبولا عن قصته المثيرة مع فيلم العرّاب، وكيف حصل على مسؤولية إخراجه.

في صحيفة «نيويورك تايمز»، رأى كوبولا، صدفة، إعلان لعمل جديد، بغلاف ليد عليا تشير إلى التحكم في مقاليد الأمور من علٍ، يقول كوبولا إن غلاف الرواية أعطاه انطباع أنها كتاب عن الميكافيللية، أو ربما تكون رواية أوروبية طليعية.

بعد فترة قصيرة، تواصل مدير الإنتاج إل رودي مع كوبولا للنقاش حول إمكانية اخراج الفيلم، في هذا الوقت كان كوبولا مفلس، ولديه أفلام قليلة ناشئة وناجحة بشكل معقول.

مارلون براندو في المنتصف بين كوبولا وآل باتشينو

وافق كوبولا، مبدئيًا، لأنه لم تكن لديه فرص أخرى تنقذه من أزمته، وكذلك لأنه تحمّس لفكرة فيلم عن صراع بين عائلات المافيا، وعن دون إيطالي يقدّس العائلة ويريد أن يصنع لنفسه كتلة مؤثرة من خلال أبنائه وتجارته المشبوهة. ذهب كوبولا إلى المكتبة العامة واستعار مجموعة كتب عن المافيا الإيطالية والأمريكية، وصراع العوائل الكبرى، وكانت صورة اليد العليا الموجودة على الغلاف حاضرة في ذهنه طوال مرحلة القراءة والتحضير للفيلم.

حينما استلم كوبولا رواية العرّاب، فوجئ أنها ليست بحجم تصوراته، كانت مفعمة بحبكة رومانسية بدت له تقليديه. بدلًا من رفض المشروع، وافق كوبولا بشرط أن يكتب السيناريو مع ماريو بوزو، لكن من خلال أن يكتب كل واحد منهما نسخته الخاصة، ويلتقيان في جلسات لعمل نسخة واحدة متداخلة بين تصوّر كل منهما.

بعد الموافقة على كتابة سيناريو الفيلم وإخراجه، عمل كوبولا على قصقصة الرواية وإعادة توجيهها، استقطع منها مسار مركزي، هو الأب (الزعيم) وأبناؤه الثلاث، كل واحد منهم امتداد لأبيه في شيء.

لم تمض الأمور –حتى مع تجاوز مشكلات اعتراض المافيا- بهدوء طوال فترة عمل العرّاب، كانت هناك مناوشات بين كوبولا ماريو بوزو، وقد قال بوزو في مقدمة رواية العراب إن كوبولا كتب “شخصيات مفتعلة وحوارات سخيفة” في الفيلم، ناهيك عن الحرب الطويلة التي خاضها كوبولا مع استوديو باراماونت، ليوافقوا على إعطاء دور “دون فيتو” إلى الممثل مارلون براندو، الذي كان معروفًا عنه استهتاره بمواعيد التصوير ومناوشاته السياسية، ناهيك خلاف كوبولا مع الإنتاج حول ميزانية الفيلم. 

بعد مرور أكثر من 50 سنة على الجزء الأول من فيلم العرّاب، لا يزال الفيلم حاضرًا ومتجددًا، يشبه الأبدية، نشاهده كل مرة ونكتشف به إضافة لشخصية، بعد سياسي ذكي، واحتمالات لإعادة المشاهدة لا تنتهي.

قدّم العراب لكل من أسهم في عمله عرضًا لا يمكنهم رفضه، أنقذ استوديو بارامونت من الإفلاس، وأنقذ  الروائي ماريو بوزو من وطأة الديون، وكوبولا من شبح انقضاء مشروعه السينمائي قبل أن يبدأ، كما بشّر بنجوم جدد فارقين، آل باتشينو ودينيرو، ووضع مارلون براندو في مساحة تقترب من القداسة، بسبب أدائه الفذ لشخصية دون فيتو.

نستعيد هنا، أحد المواقف التي ذكرها فرانسيس كوبولا في كتاب مفكّرة العراب، أنه خلال أحد عروض الفيلم الأولى، مال عليه شخص مجهول وقال له «تذكّر أنك لم تصنعه، هو الذي صنعك!»