يزداد مُعدل ممارسة الرياضة لدى أعضاء الجيم بـ 14 مرة مقارنة بغير الأعضاء.

لا أحد يُنكر فوائد ممارسة الرياضة؛ بدءًا من خسارة الوزن ووصولًا إلى الحصول على مظهر جذاب، ولكن العقبة الوحيدة التي تقف أمامنا هي المواظبة. فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية هناك شخص واحد من كل 4 أشخاص بالغين في العالم لا يزاول النشاط البدني على نحو كافٍ، كما أن أكثر من 80% من المراهقين في العالم يُعانون من نقص النشاط البدني.

لهذا ينصح الباحثون من جامعة ولاية آيوا بضرورة الاشتراك في الجيم لتلتزم بخططك المستقبلية ولتُحقق أهدافك الرياضية.

أُجريت التجربة على 405 متطوعين ممَّنْ يتمتعون بصحة جيدة بأعمار تتراوح بين 30 و64 عامًا، على أن يكون نصف المتطوعين لديهم اشتراك في الجيم في آخر 30 يومًا، أما النصف الآخر فلم يشتركوا في أي جيم لمدة آخر 3 أشهر.

قبل بداية التجربة قام الباحثون بقياس عِدة أمور منها: ضغط الدم، ومعدل نبضات القلب، وحساب مؤشر كتلة الجسم. كما طُلب من المتطوعين ملء استطلاع رأي عن الوقت الذي يقضونه في ممارسة الرياضة أو الجلوس أو القيام بأي نشاط آخر أثناء يومهم.

ومن ثَمَّ قام الباحثون بتحليل تلك البيانات لتحديد أي المجموعتين يتبعون الحد الأدنى من توصيات منظمة الصحة العالمية –للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عامًا– والتي تنص على:

  1. ينبغي لهم مزاولة النشاط البدني المعتدل لمدة 150 دقيقة على الأقل على مدى الأسبوع، أو النشاط البدني الحاد لمدة 75 دقيقة على مدى الأسبوع، أو مزيج من النشاط المعتدل والنشاط الحاد بما يُعادل ذلك.
  2. للحصول على فوائد صحية إضافية، ينبغي للبالغين زيادة فترة مزاولتهم للنشاط البدني المعتدل إلى 300 دقيقة أسبوعيًّا، أو ما يعادل ذلك.
  3. ينبغي مزاولة الأنشطة المقوية للعضلات التي تستهدف المجموعات العضلية الرئيسية، في يومين أو أكثر من أيام الأسبوع.

«النتائج مُدهشة»

هذا ما صرَّح به الدكتور «لي»، الأستاذ المساعد بقسم «علم الحركة» بجامعة ولاية آيوا. ويُضيف:

افترضنا قبل بداية التجربة أن رواد الجيم ممن لديهم عضوية سيشعرون بالتعب بعد ما بذلوه من مجهود، أو أنهم سيشعرون بالرضى عمَّا حققوا. إلا أننا صُدمنا بالعكس.

فلقد وجدنا أن 75% من المتطوعين ممن لديهم عضوية في الجيم يتبعون الحد الأدنى من التوصيات العالمية بشأن النشاط البدني من أجل الصحة مُقارنة بـ 18% من المتطوعين من غير الأعضاء. كما زاد مُعدل ممارستهم للرياضة إلى 300 دقيقة أسبوعيًّا، أي ما يعادل 6 ساعات إضافية من مزاولة النشاط البدني مقارنة بغير الأعضاء.

إليكم بعض التغييرات التي ظهرت عليهم:

  1. انخفضت احتمالية الإصابة بالسمنة: فخسارة الوزن هي السبب الرئيسي للانضمام إلى الجيم.
  2. قلَّ مُحيط الخصر بما يُقارب 1.5 بوصة.
  3. انخفض معدل ضربات القلب أثناء الراحة بما يعادل 5 نبضات مقارنة بغير الأعضاء.
  4. ارتفع مستوى اللياقة البدنية وتحسنت صحة جهاز القلب والأوعية الدموية: كوظيفة الرئتين وقدرة القلب على ضخ الدم.

ارتياد الجيم ليس مقياسًا للياقة البدنية

هناك فرضية رئيسية مفادها أن منْ يذهبون إلى الجيم هم أشخاص رياضيون بطبيعتهم يتمتعون بصحة جيدة أو يحبون الحركة والنشاط، بينما يُفضِّل الآخرون البقاء في المنزل. ولكن يجب أن نلاحظ أن التجربة السابقة أُجريت في بيئة حضرية مليئة بالصالات الرياضية، لذا سيكون من السهل الذهاب إلى الجيم بخلاف المناطق الريفية التي قلَّما نرى فيها أماكن مخصصة للتمرن.

ويجب مُلاحظة أيضًا أن هناك الكثير ممن لديهم عضوية في الجيم ولكن نادرًا ما نراهم يتمرنون، مُجرد عضوية شرفية لا أكثر. والعكس صحيح، فهناك من يُفضل التمرن في الهواء الطلق ويتبعون الحد الأدنى من الإرشادات ويواظبون على الرياضة، فالذهاب إلى الجيم ليس مقياسًا للياقة البدنية.

نصائح للشركات

وظائفنا اليومية مملة رتيبة، مُجرد الجلوس أمام المكتب لثماني ساعات متواصلة دون بذل أي مجهود بدني يُذكر. من هنا قرَّرت بعض الشركات الكبرى توفير أماكن مُخصصة للتمرن من أجل موظفيها بداخل مقر الشركة، أو خصم على اشتراك في الجيم كشكل من أشكال الحافز أو المكافأة.

يرى الكاتب «جريج ويلك» أن توفير مثل هذه الفُرص تُحسِّن من صِحة الموظفين ما يُقلل من أيام الإجازات المرضية أو حتى التأمينات الصحية عليهم، بالطبع مثل تلك الأمور تعود بالنفع على أصحاب الشركات. ويُضيف:

توفير صالات للتمرن أو حتى مُجرد فرص للذهاب إلى الجيم تُحفز الموظفين على أخذ المبادرة وتحمل مسئولية صحتهم والمواظبة على التمرن. لكن على المُديرين مراعاة أن هناك جوانب أخرى بجانب الرياضة منها تقليل الضغط على الموظفين وتوفير تغذية مناسبة لهم.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.