ينتهي عام 2019، ومعه نجمع أوراق حصاد الدراما العالمية في هذا العام الذي استمر فيه التطور الدرامي في جودة المسلسلات التليفزيونية، والمسلسلات المصنوعة خصيصًا لمنصات العرض المنزلي، مثل هوللو ونيتفلكس وديزني بلس، لتتفوق بعض هذه المسلسلات على المستوى الفني والجماهيري على أفلام سينمائية ذات إنتاجات ضخمة.

المسلسلات التليفزيونية إذن هي المستقبل، وهي الأكثر تأثيرًا وقوة بين الإنتاجات الفنية البصرية في هذا الزمان، كما أنها بين أكثر المواد قابلية للإدمان أيضًا. لأجل هذا كله نجمع لكم في التقرير التالي اختياراتنا لأفضل 10 مسلسلات عالمية في عام 2019.

10. The Mandalorian

في المركز العاشر يأتي المسلسل الذي انطلقت من خلاله منصة Disney Plus للعرض المنزلي، والذي نجح وعلى خلاف توقعات الجميع في تقديم معالجة جديدة مبهرة لقصة تدور في عالم Star wars، وهو الأمر الذي فشلت فيه أفلام السلسلة الجديدة التي حاولت اجترار ذكريات أفلام حرب النجوم في سبيعينيات القرن الماضي.

المسلسل من صناعة محبوب جماهير القصص المصورة في العالم، وهو الممثل والمخرج والكاتب جون فافريو، وعلى الرغم من أنه يدور عن حكاية جديدة لصائد جوائز يتجول في حدود المجرة، فإنه يعتمد على كل نقاط القوة في عالم ستار وورز الذي أحبته الجماهير من قبل، وعلى الرغم من كل ذلك فهو مناسب تمامًا أيضًا لمن لم يشاهد أيًّا من أفلام السلسلة من قبل.

9. Doom Patrol

عالم آخر يعاني وبشدة على مستوى السينما لكن يتم إنقاذه هنا على مستوى التليفزيون هو عالم DC، في المركز التاسع يأتي مسلسل Doom Patrol الذي تدور أحداثه عن رجل يعمل كعالم مثالي يتهمه الناس بالجنون، فيما يبدأ رحلته في جمع فريق من المنبوذين أصحاب القوى الخارقة.

المسلسل يمزج بمهارة عالية بين عالم الأبطال الخارقين وبين الأجواء الحزينة القاتمة والأبوكالبتية لعالم DC، وهو من صناعة الكاتب والمنتج جيرمي كارفر، وبطولة ديان جوريرو، تيموثي دالتون، وبطل سلسلة أفلام Mummy الذي يعود من عالم النسيان برندن فريزر.

8. Stranger things 3

مسلسل الحنين للثمانينيات يعود وبقوة ليحتل المركز الثامن في قائمتنا، في الجزء الثالث من Stranger things، الذي كتبه وأخرجه الأخوان دفر، يعود الأصدقاء في صيف عام 1985، لتستمر المغامرة في عالم تختلط فيه الحقيقة بالماورائيات، ويظهر في الصورة شر جديد، متأثر بلا شك بالحرب الباردة التي سيطرت أجواؤها في تلك الفترة.

المسلسل نجح في العودة للطريق الصحيح بعد جزء ثانٍ مضطرب قليلًا، بالإضافة لأنه قد حصد جائزة أفضل مسلسل في عام 2019 طبقًا لتصويت People Choice Awards لهذا العام.

7. The morning show

في المرتبة السابعة يأتي المسلسل الذي عادت من خلاله جنيفر أنيستون لشاشة التليفزيون، لتجتمع مع ريز ويزرسبون وستيف كاريل، في مسلسل قد يظن كثيرون أنه كوميدي حينما يقرؤون أسماء طاقمه التمثيلي للوهلة الأولى، لكنه في الحقيقة على العكس من ذلك تمامًا.

مسلسل The Morning Show قد يكون أبرز الإنتاجات التليفزيونية التي تعرضت لقضية التحرش الجنسي في المجتمع الفني والإعلامي الأمريكي، وهي القضية التي تفجرت مع حركة Me too التي بدأ من خلالها العديد من النساء العاملات في هذا الوسط بالإعلان عما تعرضن له من تحرش وابتزاز جنسي من أجل الاستمرار على الشاشة. هنا يمزج صناع المسلسل أيضًا «جاري كارسون وكيري إيرين» بين هذه المأساة وبين استغلال بعض المنصات الإعلامية للحركة لتصفية حساباتها مع بعض الرجال العاملين في حقل هوليوود، كل شيء يمكن أن يتحول لوسيلة لجذب المشاهدات، وهذا هو ما يهم من يملكون الشاشات، لا أكثر ولا أقل.

6. La casa De Papel 3

يعود البروفيسور ورفاقه في الجزء الثالث من مسلسل La casa De Papel، الأمر هذه المرة لا يسير وفقًا لخطة محكمة كالعادة، لكنه يخضع أكثر للعاطفة، الحدس، والصدف. نعلم جميعًا أن البروفيسور لا يريد أن يدخل في حرب مع الشرطة، مع النظام، لكن الحرب هنا يتم فرضها فرضًا عليه.

في هذا الإنتاج الإسباني الأشهر عالميًّا، يخطو المسلسل على يد صانعه أليكس بينا خطوة أخرى على طريق المجد، حيث يتخطى المسلسل كونه مسلسل تشويق في هذا الجزء، وينجح في أن يضيف بعدًا إنسانيًّا واجتماعيًّا لأشخاصه، أشخاصه الذين ارتبط الجمهور بهم فتعاطفوا معهم حتى وإن كانوا في النهاية مجموعة من اللصوص، لكنهم بالتأكيد ليسوا بنفس خطورة اللصوص الذين يديرون الحكومات.

5. Dark 2

في المركز الخامس يأتي الموسم الثاني من مسلسل Dark الألماني، الذي يكمل رحلة الموسم الأول في معالجته لقصة مدينة ألمانية صغيرة، تتعرض لسلسلة متتالية من حوادث اختفاء الأطفال، لكن الحكاية وراء جرائم هذا الاختفاء تتطور لتصبح ذات علاقة بإدراك البشر للزمن، الحياة، والموت.

هذا المسلسل يتم إغفال قيمته في الكثير من الأحيان نتيجة عدم شهرة الإنتاجات الألمانية التليفزيونية عمومًا، إلا أنه يثبت وبلا شك أن الألمان قادرون على صناعة حبكة شديدة التعقيد، وشديدة الإمتاع في ذات الوقت.

4. Fleabag 2

في المركز الرابع يأتي الموسم الثاني من المسلسل البريطاني Fleabag، والذي تقوم بكتابته وبطولته الممثلة البريطانية فيبي والر بريدج، قد يبدو هذا المسلسل كوميديًّا للوهلة الأولى، لكنه في الحقيقة أكثر بكثير من ذلك.

هنا نتابع رحلة بطلة تعاني من أزمات نفسية وشخصية متتالية، في نفس الوقت الذي تحاول فيه أن تجد معنًى جديدًا لحياتها بعد أن فقدت أحد أقرب الأشخاص إليها. هذه الرحلة البديعة من الفقد والمضي قدمًا يتخللها بالطبع لحظات من كسر حائط الإيهام بين البطلة والمشاهدين، تتحدث لنا بشكل مباشر، نشاركها بنفس القدر الذي تشاركنا فيه هي الأخرى رحلة تغير وجهة نظرنا عن العالم كلما شاهدنا ما يحدث في المسلسل.

3. Mr. Robot 4

صناعة موسم أخير من مسلسل ذي جماهيرية ضخمة هو أمر صعب للغاية، لا مثال أوضح من خيبة الأمل المكتملة التي أصابت محبي مسلسل Game of thrones نتيجة سوء مستوى الجزء الأخير من المسلسل هذا العام، على العكس تمامًا يقدم لنا هنا المخرج والمؤلف المصري الأمريكي «سام إسماعيل» نهاية لا يمكن أن نحلم بأفضل منها لحكاية Mr. Robot.

الجزء الرابع الذي ربما سيكون الأخير من المسلسل لم تكتمل حلقاته حتى اليوم، ولكننا مجبرون على إضافته لهذه القائمة، نتيجة للتقييمات المرتفعة التي وصلت للعلامة الكاملة في بعض الأحيان، والتي حظى بها هذا الموسم من المسلسل على مواقع التقييم من الجمهور والنقاد.

دون حرق للأحداث فنقطة قوة سام إسماعيل الأهم هي قدرته على الاقتباس والمزج بين لحظات سينمائية وفنية قد عشناها من قبل، ليقدم لنا وجبة دسمة بصريًّا وسمعيًّا وفكريًّا، تدور كلها في فلك حكاية عن صراع مستمر لجيل من الشباب المنعزل عن العالم في مواجهة دول وأنظمة وشركات تحكم العالم عبر وضعه تحت المراقبة دون ترك أي هامش للحرية أو المفاجآت.

2. When they see us

الدراما التليفزيونية ليست فقط للترفيه، ولكنها تملك نقطة قوة هائلة تميزها عن السينما، ألا وهي قدرتها على الوصول للملايين في بيوتهم، وبشكل أسرع وأكثر سهولة من الأفلام في دور السينما.

هذا المسلسل يجسد هذه الأهمية الاجتماعية والسياسية للدراما التليفزيونية، فمن خلاله نتعرف على الحكاية الحقيقية لخمسة من الشباب الأمريكي ذوي الأصل الأفريقي، والذين تم سجنهم لمدة تقترب من 20 عامًا نتيجة اتهامهم بجريمة اغتصاب سيدة أمريكية في حديقة سنترال بارك، وهي الجريمة التي ثبت عقب مرور كل هذه السنوات أنهم أبرياء منها، وأن السبب الرئيسي لتلفيق التهم لهم هو عنصرية المحققين ورجال الشرطة.

1. Chernobyl

في المركز الأول تأتي هذه التحفة الفنية التي تطرح سؤالًا واحدًا هامًّا، ألا وهو (ما هي كلفة الأكاذيب؟). في هذا المسلسل الذي أنتجته شبكة HBO الأمريكية نتعرف على الإجابة باهظة الثمن لهذا السؤال. حيث يعيد الكاتب الأمريكي كريج مازين صناعة العالم الذي شهد انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي في صيف عام 1986.

المسلسل ورغم كونه يدور بالإنجليزية فإنه يبدو موهمًا بالحقيقة كما لو كنا نشاهد وثائقيًّا عما كان يحدث في جنبات الاتحاد السوفيتي في هذا الوقت.

رعب تشيرنوبل يقع بالأساس نتيجة عدم معرفة الضحايا أنهم يعيشون وسط كارثة، الكل يحيا حياته الطبيعية فيما أصبحت المدينة بالفعل قطعة من الجحيم.