مشهد 1: «بورتريه كوميدي لرجل مهزوم»

الرجولة حالة غير مستقرة، يصعب اكتسابها، يسهل خسارتها.
من مقال منشور على موقع psychological science

في عام 1996 قدم الثلاثي «وحيد حامد» و«شريف عرفة» و«عادل إمام» فيلم «النوم في العسل»، والذي يُعد الفيلم الأخير في خماسية جريئة ناوشت السلطة طوال عقد التسعينيات.

يبدأ الفيلم بحفل زفاف لشاب مفتول العضلات، ننتقل لليلة الدخلة حيث يعجز العريس عن أداء مهمته الزوجية لينتهي به الأمر بعد صراع عنيف مع الخزي للمضي بعزم رجولي نحو قطار مسرع، عزم يناقض العنة التي أصابته في البداية، وتُختتم الحكاية بانتحاره تحت عجلات القطار!

جعل «وحيد حامد» الضعف الجنسي معادل كوميدي سوداوي لحالة القمع الاجتماعي التي فرضتها السلطة، والتي جعلت المواطنين في النهاية لا يرون أنفسهم أحرارًا حتى لامتلاك سلطة منح اللذة لأنثى في غرفة مغلقة.

يتساءل المحقق بسخرية مريرة لماذا قتل الشاب نفسه لسبب كذلك؟ لماذا لم يتعامل مع الأمر باعتباره وعكة صحية لا تلبث أن تزول؟ ما الأثقال التي رزح أسفلها فبات الموت حلًّا أكثر خفة؟ 

بدأ «وحيد حامد» الفيلم بمشاهد الفرح، الفرح الشعبي هو حفل تعميد الذكر لدخول عالم الرجال، لا تصير فحولة الذكر الجنسية في هذا اليوم شأنًا خاصًّا بغرفة مغلقة، إنما هو احتفاء جماعي علني يمنح فيه المجتمع المقبولية ويخلع فيه صفة الرجولة على أحدهم، لذا خذلان هذا الاحتفاء ولو بعجز طارئ يطرد صاحبه من السردية المقبولة مجتمعيًّا لما يجب أن يكون عليه الرجل، تلك السردية هي المظلة التي يلهث الذكور طوال الوقت وراء الانتماء لها، يُحلل هذا المقال ما يعنيه أن تكون الرجولة سردية مجتمعية يمنحها لك المجتمع ويسحبها منك في مفاوضة مستمرة قلقة طوال الوقت. 

في سبيل الانتماء للسردية المقبولة مجتمعيًّا لما يجب أن يكون عليه الرجل، يعتنق الرجال خصائص بعينها، يتمثلونها بإخلاص حتى لو قمعت شخصيتهم الأصلية واحتياجاتهم الأساسية، وهذا ما يُعرفه علم النفس بالرجولة السامة، يصير الإحساس بالرجولة رهين حالة غير مستقرة تزداد وتنقص بقدر تمثل الرجل لتلك الخصائص أو بعده عنها، تُحول الرجولة السامة الذكور لكينونات مذعورة ترتدي أقنعة هشة لكنها تخفي خوفًا عميقًا من أن هذا القناع قد يسقط لأقل حادثة عابرة، وبسقوطه ستتبدى هشاشة الرجل وسيتم طرده عندها من نادي الرجال السري.  

يحصر الباحثون الرجولة السامة في ثلاثة خصائص:

  • الصلابة، لا بد أن يكون الرجل مُكتفيًا بذاته، لا تتسرب منه ذرة ضعف، يُمكنه الاستغناء عن أي شخص أو موقف يُمكن أن يُبرز هشاشته.
  • لا للتأنيث، الرجال لا يبكون، لا يُعبرون عن احتياجاتهم، لا يعتذرون، لا يخافون، لا يشكون كالنساء.
  • القوة المُهيمنة، الطريقة الوحيدة لاكتساب الاحترام هي أن يكون الرجل مُهيمنًا على الآخرين، خاصة الأنثى، وإذا تعرض لموقف يجعله الأضعف فلا بد أن يستعيد صدارته لتراتبية القوة التي يفرضها هذا الموقف ولو بالعنف.

تلك طقوس تعميد الرجال في المجتمع وقبولهم، على أساس تمثلها يوصفون بالرجولة، وعلى أساس مخالفتها يُنبذون لأوصاف الدياثة والخنوثة والأنوثة، وكل التوصيفات التي يُمكن لرجل أن يواجه قطار مسرع شره لدهسه ولا يواجهها مثلما فعل الشاب في سينما وحيد حامد.

 لا يخضع كل الرجال لابتزاز تلك السردية، يقاومها كثيرون، لكن لا أحد يُفلت من التعاطي مع ضغوطها المُجتمعية وإكراهاتها المستمرة، لا يهدف المقال للتعميم بقدر ما يهدف لمُقاربة ما يُمكن أن تفعله سردية ضاغطة كتلك في رؤية الرجال لأنفسهم وللأنثى وللعالم.

مشهد 2: «بنتان من مصر، تراجيديا بطلها الواقع»

في بداية هذا العام ظهر تريند «بسنت فتاة الغربية» التي تعرضت لابتزاز إلكتروني بصور مفبركة لها من بعض شباب قريتها، صور جعلتها في لحظات مثار سخرية  واحتقار رجال قريتها ورفض تام لتصديق كونها ضحية، حصار نفسي كانت قشته الأخيرة حسب أقوال أسرتها هو سخرية مدرس منها لكونها «بقت تريند» لتُقرر بسنت منح حكايتها نهاية تراجيدية بأن تبتلع حبوب غلة لتودع بها عالمًا كاملًا مُدمنًا لحبوب النفاق، أدانها دون محاكمة.

تلا تريند بسنت، حادثة «معلمة المنصورة» التي صورها أحدهم خلسة، وهي ترقص بمرح في رحلة نيلية مدرسية، عشر دقائق انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي كانت كفيلة باتخاذ الإدارة التعليمية قرارًا بنقلها، تبرأ أشقاؤها منها، وأخيرًا قرر زوجها تطليقها لأنه «لا يستطيع أن يستمر في دعمها تحت الضغوط التي يتعرض لها».

تُجسد الحادثتان السمة الأولى من الرجولة السامة، وهي الصلابة أو ضرورة أن يكون الرجل صلبًا كفاية ليستغني عن أي موضع يُمكن أن يُظهره هشًّا، لم تعد الضحية هي مركز تلك القضايا، المركز هو انعكاس مأساة الأنثى على وضع الرجال في عالمها، يُطلق الرجل زوجته لأنها أفقدته قناع الصلابة خاصته، عشر دقائق من التخفف والمرح ستظل شرخًا أبديًّا في هذا القناع، وسيصير الرجل متبوعًا للأبد كنعت لاسم زوجته، هو زوج السيدة التي رقصت في رحلة نيلية وشاهدها الملايين.

بينما في قصة بسنت، تُضحي الفتاة بنفسها لحفظ قناع الصلابة الخاص بأهلها، لكي يزول حضورها المعنوي كمادة للنميمة والتندر والاتهام لا بد من زوالها هي المادي بالموت.

في الرجولة السامة الرجل دومًا مُهدد بفقدان قوته، يحيا في مُفاوضة مُستمرة على تثبيت قناعه، هذا التعريف السام يجعل الأنثى دومًا في فلكه مصدر قلق وتهديد مُحتمل لمقبوليته المجتمعية، السردية المُجتمعية للفتاة الصالحة لا تجعلها مسئولة عن عفتها وحسب بل عن كل عار يُحتمل أن يلحق بها، هي مسئولة عن المعاكسات والتحرش والنظرات والمكائد التي قد تتعرض لها، لهذا كثيرًا ما يُستحب أن تختفي الأنثى ماديًّا ومعنويًّا من كل السياقات لكيلا تسبب للذكور الذين يدورون في فلك عالمها سواء أب أو أخ أو زوج أي عار مُحتمل مُستقبلًا، لذلك انتحرت بسنت بانسحاب مُفجع من السياق، وانسحب الأشقاء والزوج في الحكاية الثانية تاركين المعلمة وحيدة مع خزيها، كلها نهايات لا تهتم بالجناة أو الضحايا بقدر ما تحفظ كينونة قلقة للرجال الذين وُجدوا على هامش الحكاية. 

تتطلب الرجولة السامة أن يرتدي الرجل قناع الاستغناء عن كل ما يُهدد صورته، لا يُثمن المجتمع الذكر الداعم لسردية قد تعرضه للخزي والهشاشة ولو لإنش، بل رجولته في التخفف من تلك السردية وشخوصها ولو كانت زوجة أو ابنة.

مشهد 3: «أن يبكي كابتن جاك سبارو»

أخبر العالم، قل أنا جوني، أنا الرجل، ضحية عنف منزلي، وانظر كم شخص سينحاز لك أو يُصدقك حتى؟ أنت الأضخم والأقوى، هل سيصدقون أن امرأة تزن 115 باوند آذتك؟
تسجيل صوتي لآمبر هيرد

ضم تسجيل صوتي تلك العبارات على لسان الممثلة «آمبر هيرد» خلال نزاعها القضائي مع طليقها «جوني ديب»، والذي بدأ عام 2019 عندما رفع ديب قضية ضدها مُطالبًا بتعويض 50 مليون دولار عن تشهيرها به في تصريحات للواشنطن بوست، لترفع آمبر دعوى تشهير مضادة وتطالب بتعويض 100 مليون دولار.

لا يهتم المقال بتتبع نزاع قضائي لا زالت مُفاجآته  تتكشف يومًا بعد يوم، إنما يعنى المقال بالسمة الثانية التي تصف الرجولة السامة وهي ألا يتسم الرجل بالضعف أبدًا.

لا يتعلق الموقف الفلسفي لتلك العبارات التي وجهتها «آمبر هيرد» بشماتة لزوجها في مشاجرة بالحقيقة المجردة إنما بالحقيقة المقبولة مُجتمعيًّا، يصعب أن يُصدق أحد أن كابتن جاك سبارو الذي يُجيد التوازن برقصته السكيرة المُتخايلة على متن سفينة وهو يُبارز قراصنة يُمكنه أن يفقد توازنه بلكمة من حسناء رقيقة تزن 115 باوند.

تُراهن «هيرد» على إيمان القضاة والمُحلفين بالرجولة السامة، يُمكن لزوجها الدفاع عن نفسه، لكن عليه أن يخون التصور الجمعي عن الرجولة، خاصة لو كان الزوج مُمثلًا غذى كثير من أفلامه صورة الرجل الوسيم القوي المُستغني، تقف «هيرد» بعين الخيال كقبطان يُطبق عقاب القراصنة، موجهة سيفها بابتزاز لزوجها الذي يتأرجح على حافة المركب، إما أن يعود لقارب نجاته معها حتى لو كان حياة مسيئة وإما أن يقذف نفسه في ساحة العلن، ليصير «طفلًا باكيًا»عاريًا من رجولته كما وصفته في تسجيل آخر،  يصعب التعاطف مع رجل يُجاهر بضعفه وتعرضه للتعنيف من زوجته، يصعب التعاطف مع رجل يبكي ويُساوم ويتوسل، تلك صور تناقض ما يجب أن يكون عليه الرجل لذا لن تُصدقها العقلية الجمعية لأنها لا تريد أن تصدقها.

تراهن «هيرد» على غريزة ذكية تعرف كيف توزعت الأدوار الجندرية وتجذرت في مسرحية الوجود منذ أزمنة ولت، تعرف مصير من يُساير تلك الأدوار بنعومة ومصير من يُخالفها؟ تُراهن على مُحلفين لن يبحثوا عن الحقيقة بقدر السردية المُهيمنة على تصوراتهم للحقيقة.

مُمثل اشتهر بكونه حرباء يُتقن الأدوار كافة، يُمكنه أن يخسر مُدخرات عمره بأكملها في مسرحية مُجتمعية يعجز فيها عن أداء دور الرجل وما تُمليه نصوص ذلك الدور، لا ندري من البريء ومن المذنب في تلك القضية؟ لكننا ندري أن هذا التساؤل قد لا يحسمه الانحياز للحقيقة التي حدثت بقدر الانحياز للطريقة التي نرى بها الواقع. 

مشهد 4: «صفعة أوسكارية بطلها رجل مذعور»

العنف العدواني هو التكتيك الأمثل لاستعادة الرجولة.
من مقال منشور على موقع psychological science

في تجربة ذكية عُهد لمجموعة من الرجال بأنشطة أنثوية مثل جدل ضفائر الفتيات في مُقابل مجموعة أخرى عُهد لها بأنشطة رجولية مثل جدل حبل غليظ، بعد مُمارسة تلك الأنشطة لوقت طويل، تم تخيير المجموعتين بين لعب الملاكمة أو البازل، اختارت المجموعة الأولى الملاكمة ومارسوها بعدوانية لا تُناسب هدوء تجربة علمية.

تخلص التجربة لكون الرجولة حالة ذهنية قلقة على الدوام، تُشبه مُصطلح فرويد الشهير «قلق الخصاء» وهو قلق الذكر الدائم بعد معرفة تميز أعضائه عن الأنثى من أن يفقد قضيبه ويصير مثلها، يُرسخ المُجتمع تلك الفكرة بجعل الرجولة حالة قلقة يُمكن فقدانها حال التعرض لأي موقف مُهدد، حال حتى مُمارسة نشاط ينتمي لعالم الأنثى لفترة من الزمن مثل جدل الضفائر، تستنتج التجربة أن أسرع طريقة يستعيد بها الرجال نفسيًّا ذكورتهم هي مُمارسة العنف.

في حفل الأوسكار 2022 ألقى الكوميديان «كريس روك» دُعابة عن جايدا زوجة الممثل«ويل سميث» لكونها صلعاء تُشبه الممثلة «ديمي مور» في «G I JANE»

 كل مُتابع لحفلات الأوسكار يُدرك طبيعة تلك الحفلات التي يستضيفها كوميديان يجلد الضيوف بدعاباته اللاذعة، في تقليد تجاري يجذب الرعاة، وكذلك في تقليد فني عريق حيث مُمثلون يُكرمون لأنهم يأخذون عملهم على محمل الجد، لكنهم لا يأخذون أنفسهم على محمل الجد، مثلما ينهلون من العالم مادة لحكاياتهم يُمكن أن يكونوا في هذا الحفل موضوعًا لحكاية أو لدعابة.

يسخر ويل سميث في البداية ثم يرى الامتعاض على وجه زوجته ليفاجئ الجميع بصفع كريس روك، في الليلة نفسها يتصدر تويتر هاشتاج يصف صفعة ويل بأنها toxic masculinity أو الرجولة السامة، آلاف التغريدات لا تستسيغ دعابة كريس روك، وتنتقد حساسية السخرية من شخص مريض لكون جايدا مريضة بالثعلبة، لكنها ترى أن رد الفعل لا ينبع من رجل مُحب يحمي زوجته من الإساءة، إنما رجل مذعور رجولته مُهددة، وعليه قرر أن يستعيدها بأكثر التكتيكات النفسية بدائية وهي العنف، الجوهر الذي يجعل هذا الجانب من الرجولة سام بالأساس أن دافع صاحبه للعدوان هو أنانيته الذاتية، خشيته على صورته أكثر من أي شيء، لا يتعلق الأمر بتسجيل موقف أخلاقي ضد السخرية من المرضى، والذي لو تم بشكل مختلف كان ليسجل نقطة لصاحبه، لكن يتعلق الأمر بهوية مجتمعية متخيلة يتقمصها الرجل، تم شرخها بعنف، وعليه استعادتها بأسرع وقت وبأي ثمن، هذا ما جعل اللكمة رغم عنفوانها وسينمائيتها تصرفًا مذعورًا لرجل عالق في تصور خيالي سام عن نفسه أكثر من كونها تصرفًا شهمًا. 

تلك هي السمة الأخيرة من تصور الرجولة السامة، الهيمنة، ضرورة أن يتصدر الرجل تراتبية القوة في أي موقف، أفقدت الدعابة البطل توازنه للحظات وهذا هو جوهر الكوميديا بالأساس، إنها طريقة غير سامة للتعامل مع مفارقات الحياة.

يرى «فرويد» أن النكات تعبيرات مقبولة مجتمعيًّا للميول العدوانية اللاواعية فثمة أشياء محبطة في الحياة بيد أن المحاذير الاجتماعية تمنعنا من التصرف حيالها بشكل مباشر لذا نلجأ للدعابة، للحظات يكتسب الكوميديان مكانة متفوقة حيال موضوع دعابته، وهذا ما لم يغفره ويل سميث، فكان رده على تكتيك ذكي مثل الدعابة هو استعادة القوة بتكتيك بدائي.

أسطورة الرجال الذين لم يعودوا كذلك

الجندر دور اجتماعي وليس بيولوجيًّا.
سيمون دي بوفوار

في مشاهد من السينما والواقع، أبطالها فتاة قروية ومعلمة ترى أشباههم كل يوم وأساطير هوليوودية قد تموت دون أن تراها، نجد الوجود رهين مسرحية أبطالها رجال أسرى دور خانق، لم يولدوا به، إنما تمثلوه كثمن واجب دفعه للانتماء ولتعميدهم في المجتمع برجولتهم

دور تثقل تبعاته السامة صاحبه وجميع من يدورون في فلكه، الحياة بهوية مُهددة والحاجة للمفاوضة عليها طوال الوقت وعدم التسامح مع الهشاشة والضعف وكل ما يجعل الإنسان إنسانًا هي وصفة مثالية للمرض النفسي، كثير من الرجال يُثمنون إنسانيتهم بهشاشتها وقوتها ويتمردون على تلك السردية وكثير من الرجال يرتعدون من النبذ من التعريف المجتمعي للذكورة، النبذ لأسطورة معيبة، أسطورة الرجال الذين تبدت إنسانيتهم من شروخ أقنعتهم الرجولية، أسطورة الرجال الذين لم يعودوا كذلك.

 يُدرك الرجال في فيلم «النوم في العسل» أن أزمتهم لا تحلها حبة مقوية أو وجبة مغذية إنما هي أزمة عميقة لكل رجل في علاقته مع السلطة، حتى لو كانت السلطة هنا سردية مجتمعية متجذرة تحتفي بمن يتمثلها وتنبذ بالوصم من يُخالفها، لذا تكون الثورة هي في خلع الأقنعة الكاذبة، أقنعة الصلابة والقوة والرجولة السامة،  ينتهي فيلم «النوم في العسل» بصيحة جماعية يسير فيها الذكور مُعبرين عن التعب وحسب، يخرج كل رجل من فردانيته ويختبر مع الآخرين شعور مشاركة الهشاشة، يتحطم للحظات التعريف الجمعي للرجولة ويصير الرجال بشرًا وحسب.