في الربع الأخير من العام الماضي 2015 بدأت العروض الدعائية الأولى لأفلام الأبطال الخارقين والمقتبسة من القصص المصورة، في الظهور وخصوصًا بين عالم «dc comics» وعالم «marvel». ترقب شديد من قبل محبي السينما وخصوصًا سينما الأكشن ومحبي الأبطال الخارقين للعام الجديد. فعام 2016 سيشهد ظهور «باتمان» و«سوبر مان» و«وندر ومون» و«الجوكر» و«هارلي كوين»، وعلى جانب آخر سيظهر «كابتن أميريكا» و«إيرون مان» «وأنتي مان» و«سبايدر مان» و«بلاك بانتر» و«دكتور سترانج»، بالإضافة لـ«ولفرين» و«بروفسر إكس» و«ماجنيتو». عام حافل ووجبة دسمة لا شك، ومع نهاية هذا العام من الطبيعي أن نختتم تقاريرنا عن أحداث العام بتقييم تلك الأفلام، وما هي الأفلام التي أنصفت منتظريها وما هي الأفلام التي خذلتهم.


Suicide Squad

فيلم Suicide Squad

استحق المركز الأخير عن جدارة نظرًا لخيبة الأمل الشديدة التي سببها لمترقبيه مع بداية عرضه في السينمات. فمنذ بداية الدعاية له قبل عرضه بعام ترقبه الجمهور بشدة وخصوصًا لدور الجوكر «جاريد ليتو» ولاسم مخرجه ومؤلفه «ديفيد أير» الذي أخرج العديد من الأعمال المميزة كفيلم «fury» لبراد بيت.

ولكن مع بداية عرضه ظهر الضعف الشديد في البناء الدرامي وتناول الأحداث، والأداء السيئ لأغلب الممثلين باستثناء «مارجوت روبي» و«ويل سميث»، وظهور ضعيف لجاريد ليتو حيث لم يظهر سوى في بضعة مشاهد على الرغم من بناء دعايا الفيلم بالكامل على شخصية الجوكر، وهذا ما اعتبره مترقبو الفيلم نوعًا من التضليل الدعائي. بالإضافة لضعف البناء الدرامي لجانب الشر ودوافعه، والبناء الدرامي للشخصية الشريرة في أفلام الأبطال الخارقين يعتبر من أهم العناصر التي تؤثر علي تقييم الفيلم، وتسطيح جانب الرمزيات السياسية والمعضلات الأخلاقية التي ظلت تحافظ الأفلام المقتبسة من مجلات DC على تقديمها دائمًا.

(لقراءة مراجعة كاملة للفيلم: من هنا)


x-men: apocalypse

كان حال فيلم «أوبكاليبس» أفضل من suicide squad ولكنه لم يكن كافيًا ليأخذ مكانة متقدمة، فالفيلم لم يحظَ بالنجاح النقدي أو الرضاء الجماهيري وخصوصًا من عشاق سلسلة «x-men»، وفي نفس الوقت لم يصل النقاد أو المشاهدون لحالة الغضب من مستواه. فعلى الرغم من نجاحه في خلق أحداث سريعة ومثيرة، وتقديم أكثر شخصيات السلسلة شرًا وقدرة على التدمير «أبوكاليبس»، إلا أنه ظهرت فيه جميع المشاكل السابقة للسلسلة، كإعادة تقديم الشخصيات بشكل جديد عن شكلها المعتاد، وإعادة شخصيات من الموت بحيل غير مبررة، وهذا ما أثر في صراع الفيلم الرئيسي الذي ظهر فجأة؛ لأن الفيلم ظل لوقت طويل يبني قصته ويعيد الأموات للحياة، …إلخ.

على جانب آخر تميز الفيلم بأداء مميز من طاقم التمثيل، وعلى رأسهم «مايكل فاسبندر» في دور «ماجينتو»، و«أوسكار أسحق» في دور أبوكاليبس، و«جيمس مكافوي» في دور بروفسر «أكس» بالإضافة لظهور مميز لطاقم الممثلين الأصغر سنًا كـ«صوفي تيرنر».


Batman vs Superman: Dawn of justice

Best-Superman-Batman-Fights-Comic-Books

في المركز الرابع يأتي ثاني أفلام عالم «DC» بعد الفيلم الأول «man of steel»، ويعرض هذا الفيلم مجريات الصراع الذي حدث بين باتمان وسوبر مان والذي قام بإشعال هذا الخلاف رجل الأعمال «لكس لوثر» الذي لديه رغبات للسيطرة على الجنس البشري بالإضافة لاضطراباته النفسية. مثل suicide squad أحبط الفيلم الكثير من الجماهير ولاقى تقييمات نقدية ما بين المتوسط والضعيف، فالفيلم عانى بشكل واضح من كثرة تقديم الشخصيات، فقدمت شخصية باتمان لأول مرة وشخصية «لكس لوثر» وشخصية «وندرومان» وهذا أثر على تقديم الشخصيات بشكل جيد، كما أن عقدة الفيلم الرئيسية ظلت تتغير في أغلب الأوقات.

ومن أكثر العيوب الملحوظة هو ضعف الأداء التمثيلي خصوصًا من «جيسي أيزنبرج» لشخصية لكس لوثر الذي ظهر أداؤه باهتًا ومصطنعًا. كذلك انشغال مخرج العمل «زاك سنايدر» باللقطات الدعائية، فسنايدر يهتم بأن يكون شكل اللقطة مبهرًا حتى لو لم تكن مبررة دراميًا أو مبالغ فيها، كما لم يلتزم الفيلم بالخط الرئيسي للأحداث في القصص المصورة الأصلية. ومع ذلك عالجت النسخة الممتدة للفيلم الكثير من الأخطاء، فالمشاهد الزائدة المضافة جعلت الفيلم أفضل دراميًا إلى حد كبير؛ مما جعل الفيلم يستحق المركز الرابع.

(لقراءة مراجعة كاملة للفيلم: من هنا)


Deadpool

المركز الثالث بكل تأكيد يستحقها مفاجأة العام في أفلام الأبطال الخارقين، «deadpool» الفيلم ذو الميزانية المنخفضة، وهو أقل فيلم من حيث تكلفة الإنتاج في كل أفلام القائمة، بالإضافة لكونه التجربة الإخراجية الأولى لـ«تيم ميلر». فيلم لم تهتم شركة «marvel» كثيرًا به من حيث الميزانية وطاقم العمل، ولكن المخرج تيم ميلر مع مؤلفي الفيلم والممثل الذي أعاد اكتشاف نفسه «رايان رينولدز» قدموا أحد أفضل أفلام العام من حيث الكوميديا.

لم يلتزم ميلر بتقديم الفيلم بالطريقة التقليدية، بل بدأ الفيلم من منتصف الأحداث وجعل بناء القصة يحدث من خلال «flash back». وعلى الرغم من الميزانية المنخفضة إلا أن الفيلم تميز بمؤثرات بصرية مقبولة، ويظل الجانب الأكثر طرفة في الفيلم هو الكسر الدائم للحائط الرابع ومخاطبة الجمهور. فديدبول يسخر من منتجي الفيلم ومن ضعف الميزانية في وسط الأحداث، كأن ميلر أراد الانتقام من مارفل لعدم اهتمامها بالفيلم. لا شك أن مارفيل والجمهور خرجوا سعداء من مستوى الفيلم.


Doctor Strange

ويأتي في المركز الثاني آخر أفلام مارفيل لهذا العام، إذ تقدم شخصية جديدة في عالمها السينمائي وهو دكتور «ستيف سترانج». الفيلم استحق هذه المكانة لأنه متقن في أغلب عناصره الفنية، ونجح في جميع التحديات المطلوبة منه. تميز هذا الفيلم بطاقم تمثيل يمتلك في تاريخه أربعة ترشيحات للأوسكار وفوزًا وحيدًا، ولذلك جاء التمثيل كأحد أقوى عناصر الفيلم خصوصًا من «بندكت كامبرباتش»، و«تيلدا سوينتن»، و«مادس ميكلسن».

وعلى عكس أفلام مارفيل التي تهتم عادة بالجانب الترفيهي فقط، استغل كتاب السيناريو فكرة «عالم المثل» لأفلاطون كتأصيل فلسفي لفكرة الفيلم، وهذا ما جعل الحوارات أكثر عمقًا من المعتاد في أفلام مارفيل. أما الجرافيك فكان المفاجأة الحقيقية. فيلم «dr strange» متوقع ترشيحه بقوة لجائزة المؤثرات البصرية في الأوسكار، ولن يكتفي بالترشح بل ربما يفوز بالجائزة فهو حتى الآن المرشح الأبرز هو وفيلم ديزني «كتاب الأدغال». استغل طاقم المؤثرات البصرية أفكار «كرستوفر نولان» وخصوصًا في فيلم «Inception» مع تطويرها وزيادة نسبة الإتقان والإبهار فيها. كل هذه الأسباب تجعل هذا العمل من أفضل أفلام مارفيل من حيث الجودة الفنية.


Captain America: civil war

أفيش فيلم Captain America: Civil War

وفي المركز الأول جاء آخر أجزاء فيلم «كابتن أميركا» الذي يحدث فيه خلاف بين كابتن أميركا و«إيرون مان»، ويؤدي ذلك لانقسام أغلب الأبطال الخارقين في عالم مارفيل السينمائي بين مؤيد لكابتن أميريكا ومؤيد لإيرون مان. لحظة صادمة شديدة القسوة في عالم مارفيل السينمائي، إذ نرى صراعًا بين أبناء جانب الخير في عالم مارفيل.

تميز الفيلم بوجود أغلب الأبطال الخارقين، وكل منهم أخذ مساحته المميزة التي برع فيها وقدموا جميعهم أداءً مميزًا، كما ظهر لأول مرة سبايدر مان (نسخة الـ mcu) وبلاك بانتر. بالإضافة للنص المميز والإخراج المفاجئ من «الأخوين روسو» اللذين قدما أقوى جهد إخراجي في عالم مارفيل السينمائي وأفضل المعارك وأكثرها تنويعًا وتعقيدًا؛ ولذلك سيظل لهذا الفيلم مكانة مميزة ستستمر لأعوام بين أفلام الأبطال الخارقين، وهو الفيلم الذي أثبتت فيه مارفيل قدرتها على تطوير قصصها وزيادة تعقيدها.

(لقراءة مراجعة كاملة للفيلم: من هنا)