في إطار تسليط الضوء على قوة الخليج العربي من جوانب مختلفة؛ تناولنا في موضوعات سابقة قوة الخليج العربي من الناحية الاستراتيجية، و الإقتصادية، وأيضًا دورها الذي لعبته إيزاء ماحدث في المنطقة في أحداث الربيع العربي. اليوم؛ نسلط الضوء على أبرز الجوانب؛ وهي القوة العسكرية لثلاث دول، هي السعودية، الإمارات، وقطر.


القوة العسكرية للسعودية

نشأت القوات المسلحة السعودية في عهد الملك «عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود» حيث شكل قوة صغيرة مكونة من 60 رجلًا، بهدف استعادة «الرياض» عام 1902. بعد ذلك تم تنظيم هذا الجيش الذي زاد عدده حتى وصل إلى فرق محاربين، حيث تم تشكيل فرقتين إحداهما سميت «جيش الجهاد» (رجال الحاضرة)، والأخرى «جيش الإخوان» (رجال البادية)، فكان ذلك النواة لتكوين الجيش العربي السعودي.

في عام 1348هـ/ 1929م بدأ الملك «عبد العزيز» في تشكيل أول نواة لوحدات الجيش السعودي النظامي، حيث تكونت هذه النواة من 3 قطاعات سميت «أفواج المشاة، والمدفعية، والرشاشات». أخذت هذه القوة النظامية تنمو تدريجيًا بجانب جيش «الجهاد، والإخوان» إلى أن أسس بالعام نفسه مديرية للأمور العسكرية تعني بشؤون الجند، وتشرف على أمور هذه القوة النظامية، وكان مقرها الرئيسي في «مكة المكرمة» تتبع وكالة المالية في ذلك الوقت، حيث كانت أول نواة لتكوين الجيش النظامي.

ثم بعد ذلك توالت عمليات التنظيم والبناء للقوات السعودية، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن. وفيما يلي استعراض لنقاط القوة في القوات السعودية:

بحسب تقرير عسكري نقله موقع «بيزنس إنسايدر» النسخة الهندية، أنه حصل على قائمة لأقوى 35 جيشًا على مستوى العالم، وفقًا لتقييم مؤشر «جلوبال فاير باور» المتخصص بالشؤون العسكرية. أخذ المؤشر في الاعتبار أكثر من 50 عاملًا في تقييمه للجيوش الـ 35 الأقوى؛ منها الميزانية العسكرية، والعنصر البشري المتاح للتجنيد، وكمية المعدات العسكرية لكل دولة، وترسانة الأسلحة، وإمكانية توفير الموارد.

وبحسب ادعاء التقرير، حل الجيش السعودي في المركز الـ25 عالميًّا، والثاني عربيًّا بعد الجيش المصري، يليهما الجيش السوري. السبب في ذلك؛ هو امتلاك السعودية قوى بشرية عسكرية واحتياطية تقدر بـ 15 مليونًا و246 ألفًا و588 فردًا. كان -وبحسب التقرير- عدد الجنود 233,000 جندي، بخلاف 1095 دبابة، و652 طائرة عسكرية، و4890 مدرعة؛ بينما يبلغ عدد الطائرات الحربية 977 طائرة، والقطع البحرية 23 قطعة، وتمتلك السعودية 4 غواصات، فيما تبلغ ميزانية الجيش السعودي ما يزيد على 56 مليار دولار!.

بالنسبة للتسليح؛فمن المعروف عن الجيش السعودي هو شراؤه للأسلحة المتطورة المختلفة بصفقات خيالية. من أبرز هذه الصفقات صفقة الدبابات الأمريكية طراز «M1-A1» بقيمة 3 مليارات دولار. جرى اتفاق أمريكي – سعودي على توريد 84 طائرة من طراز «F-15SA»، وكذلك صفقة شراء 72 طائرة قتالية بريطانية الصنع «يورو بيتر تايفون» بقيمة 7.9 مليار دولار، كذلك يمتلك سلاح الجو السعودي طائرات «F-15S» المطورة أمريكيًا.

الخبرات الحربية

1. المشاركة في حرب 48 في فلسطين.

2. المشاركة في حرب الوديعة: استرجاع منفذ الوديعة مع اليمن الجنوبي عام 1969.

3. المشاركة في حرب أكتوبر ضمن الجبهة السورية وفي معركة «تل مرعي» عام 1973.

4. المشاركة في حرب الخليج الثانية أو ما تعرف بحرب «تحرير الكويت» خلال 1990-1991.

5. المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

6. قيادة التحالف العربي أو ما يعرف بـ«عاصفة الحزم» باليمن.


القوة العسكرية للإمارات العربية المتحدة

حظيت القوات المسلحة الإماراتية باهتمام خاص من قبل رؤساء الاتحاد وقياداته. حيث توحدت القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة في الـ 6 من مايو/ آيار عام 1976. كانت القوة العسكرية قبل الاتحاد تعرف باسم قوة «كشافة ساحل عمان – Trucial Oman Scouts» تحت القيادة البريطانية، وقد سلمت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971.

يُعد الجيش الإماراتي الـ5 عربيًا من حيث القوة، و42 عالميًا. وبحسب تقرير وتصنيف موقع «جلوبال فاير» المختص بالشؤؤن العسكرية؛ يبلغ عدد الجنود 65000 جندي، وعدد المدرعات 1549 مدرعة، وعدد الدبابات 545 دبابة. بينما بلغت عدد الطائرات الحربية 457 طائرة، وعدد القطع البحرية 70 قطعة بحرية، وعدد طائرات الهليكوبتر 140 طائرة هليكوبتر. بينما بلغت ميزانية الدفاع 15.2 مليار دولار.

تعاظمت القوة العسكرية الإماراتية من خلال اعتمادها على القوة الشرائية مثل باقي دول الخليج، حيث تعد الولايات المتحدة -بجانب دولة فرنسا- أبرز مصدّري السلاح لدولة الإمارات. قامت الإمارات بتعزيز قواتها الجوية بـ 63 طائرة حربية من طراز «ميراج 9-2000»، و80 طائرة قتالية من طراز «F-16E/F»، إلى جانب 30 طائرة من طراز «أباتشي». كما قامت مؤخرًا بالاتفاق على شراء 12 طائرة نقل تكتيكية من طراز «C-130J» و6 طائرات نقل إستراتيجية من طراز «جلوب ماستر».

الخبرات الحربية

1. المشاركة في قوات الردع العربية في لبنان أثناء الحرب الأهلية 1976 – 1979.

2. المشاركة في حرب «تحرير الكويت» خلال حرب الخليج 1990-1991.

3. المشاركة بكتيبة مشاة ضمن قوات المراقبة الدولية التابعة للأمم المتحدة (عملية إعادة الأمل في الصومال) 1993-1994.

4. المشاركة بالكتيبة الـ35 للمشاة المحمولة الميكانيكية ضمن قوات «الكيفور»، (عملية الأيادي البيضاء في كوسوفا) 1999.

5. إرسال قوة إلى فوج الكويت أثناء حرب العراق 2003.

6. مشروع التضامن الإماراتي لنزع الألغام من جنوب لبنان 2001-2003.

7. إرسال قوات لإغاثة الشعب الباكستاني من الفيضانات (2010).

8. إرسال قوات إغاثة الشعب الليبي إبان الثورة الليبية (2011).

9. المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

10. المشاركة في عمليات «عاصفة الحزم» باليمن.


القوة العسكرية لقطر

يبلغ عدد قوام القوات العسكرية القطرية نحو 11800 جندي مشاة، بالإضافة إلى 613 دبابة، و72 طائرة حربية، بينما يبلغ عدد القطع البحرية 80 قطعة حربية بحرية.

قدر «معهد أبحاث السلام الدولي» في ستوكهولم، الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط في عام 2014 بنحو 196 مليار دولار. أما بالنسبة لدولة قطر؛ بلغ إنفاقها العسكري منذ عام 2010 مقدار 1.9 مليار دولار. ومع توسيع تسليح الجيش القطري منذ عام 2012، والإعلان عن صفقات عسكرية طلبتها قطر تقدر بحوالي 23.9 مليار دولار، فإن ذلك يشير إلى زيادة كبيرة في النفقات العسكرية لها عن عام 2010.

بالنسبة للمشاركات والخبرات العسكرية والحربية للقوات المسحة القطرية؛ فهي ضعيفة وحديثة. فلم يعرف عن قطر أنها شاركت في عمليات عسكرية خارج حدودها إلا بعد عام 2011؛ بدءًا من دعم لوجستي في ليبيا، إلى مشاركة جوية في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وأخيرًا المشاركة في عمليات عاصفة الحزم في اليمن.