لولا السينما الإيرانية ما كنا لنعرف ما الممكن في الفن، فما نعرفه أن للفن شرطًا أساسيًّا، وهو ألا يكون له شروط، يجب أن يكون للفنان حرية كاملة، وكلما ازدادت رقعة الحرية حسُنَ الفن، وأصبح أكثرَ قدرة على التحليق، لكن ما رأيناه في السينما الإيرانية كان غير ذلك كله، فقد قصت الرقابة أجنحة الأفكار، ووضعت أصفادًا ضيقة على اليد.

تأثرت السينما الإيرانية بسبب تبعات الثورة الإسلامية، وبعد صراع طويل استقر الأمر على أن تكون هناك سينما، ولكنها تحت أعين الرقابة، سينما بلا جنس، وبلا سياسة، وبدون حديث عن الدين والدولة، كما لا يُسمح بظهور شيء من المرأة إلا الوجه والكفين، ولم يسلم من الرجل إلا شعره والقليل من يده وقدمه، بعد القيود القاسية التي أثقلت السينما الإيرانية، كان من المفترض أن تنزل بها للأرض السابعة، وتُدفن هناك بلا رجعة، لكن الغريب هو أن العصفور انتفض بعد أن خسر جناحيه، وبدأ يسير على قدمه، وأمام ذهول الجميع وصل العصفور إلى وجهته التي أرادها من البداية، والتي قُص له جناحه حتى لا يصل إليها. في هذا المقال سنرشح بعض أهم الأفلام الإيرانية التي جذبت أنظار العالم إلى هذه السينما.

اقرأ أيضًا: بعيدًا عن هوليوود: قصة السينما الإيرانية و الثورة الإسلامية

1. A Separation

تم إصدار الفيلم عام 2011، والفيلم من إخراج أصغر فرهادي، ومن بطولة شهاب حسيني، وليلى حاتمي، وسارة بيات، وسارينا فرهادي، وعلى الرغم من وصول الكثير من الأفلام الإيرانية إلى العالمية فإن هذا الفيلم كان أول الأفلام التي حصدت الأوسكار، وكان ذلك بمثابة أمل جديد يشير إلى المسافة التي يمكن أن تصل لها الأفلام الأصيلة والجيدة.

يحكي لنا الفيلم عن بعض الأوضاع الاجتماعية الإيرانية، ويشير بشكل خاص إلى مشاكل الزواج وما يفرضه على المرأة، ونرى ذلك من خلال قصة سمين التي تريد السفر إلى خارج إيران، ولكن الدولة لا تسمح لها بالسفر وهي متزوجة إلا إذا سافر معها زوجها، ومن هنا تبدأ سمين في رحلة مرهقة في المحاكم حتى تحصل على الطلاق وتسافر كما شاءت،  أما عن نادر فهو لا يستطيع السفر لأنه يرعى والده المريض. وفي الوقت الذي تترك فيه زوجته المنزل نرى المشادة الكلامية التي تحدث بين نادر والخادمة راضية التي تعمل في منزله وترعى والده، وذلك بعد أن تركت المنزل وأغلقت على والده العاجز غرفته فكاد يموت. يتطور الأمر بعد ذلك بدفعها على سلم المنزل؛ وفجأة يجد نادر نفسه مُتهمًا بقتل الطفل الذي كان ينمو في رحم الخادمة، من هنا تتضافر الأحداث لتصنع واحدًا من أهم الأفلام الإيرانية الحديثة.

اقرأ أيضًا: فيلم «A Hero»: معضلة الأخلاق عند «أصغر فرهادي»

2. Turtles Can Fly

الفيلم من إخراج وتأليف باهمان غوبادي، ومن بطولة سوران إبراهيم، وأفاز لطيف، وصدام حسين فيصل، وهيريش فيصل الرحمن، تم إصدار الفيلم عام 2004 بعد سقوط العراق ونظام صدام حسين في أيدي الولايات المتحدة الأمريكية.

تدور أحداث الفيلم على الحدود الإيرانية التركية، مع مجموعة من الأكراد الذين يعيشون تبعات الغزو الأمريكي. أبطال هذا الفيلم هم مجموعة من الأطفال، أولهم هو ساتلايت، وهو المسئول عن تركيب المستقبل الهوائي حتى يستطيع الناس مشاهدة التلفاز، ونراه في الفيلم وهو يضبط الهوائي لنستقبل على التلفاز خبر سقوط العراق، المختلف في هذا الفيلم هو أننا لا نرى الأطفال في ثوبهم الملون الذي اعتدناه، بل نرى أن الأطفال يحمي بعضهم البعض ويعمل بعضهم مع بعض، وحتى يحصل الأطفال على قوت يومهم وعلى القليل من المال، يضطرون للعمل في الألغام التي زرعتها الولايات المتحدة الأمريكية.

نرى خلال الأحداث تأثير هذا العمل على الأطفال، فبعضهم خسر يده، وبعضهم خسر قدمه، والكثير منهم خسروا حياتهم بالكامل، في أفلام مثل هذا نحكي عن البشاعة المبتكرة في السيناريو، والتي ترمز لحياة الأطفال في الحروب، غير أن هذا الأمر لا يحدث هنا، فالأحداث ليست رمزية، فقد تم تصوير الفيلم بمجموعة من الأطفال غير المحترفين، والذين لديهم إعاقات حقيقية، نتيجة عملهم في الألغام، كما تم تصوير الفيلم تحت حراسة عسكرية مشددة، لكن لم يؤثر هذا في النجاح الكبير الذي وصل إليه الفيلم.

3. The Cow

تم إصدار الفيلم عام 1969، وهو من إخراج داريوش ميهرجويي، ومن كتابة غلام حسين ساعدي، وقد اقتبس غلام حسين السيناريو من روايته التي تحمل نفس الاسم، كما يظهر من التاريخ أن الفيلم قبل الثورة الإيرانية، وقبل أن تصفد السينما الإيرانية بالكثير من القيود، لكن تم إدراج الفيلم في هذه القائمة لأنه يعتبر من أهم الأفلام الإيرانية، ويرى الكثير من النقاد أن الموجة الجديدة للسينما الإيرانية قد بدأت من هناك.

ينطلق الفيلم من الواقع الإيراني ويعبر عن مشاكل المواطن وحياته بأكثر الطرق الواقعية الممكنة، فبدلًا من أن نرى بطلًا سينمائيًّا على الشاشة، نرى الفلاح الإيراني حسن وبقرته التي لا يملك غيرها، ونشاهد خلال الأحداث العلاقة القوية بين حسن وبين بقرته، فهي من يذهب إليها للشكوى، وهي من يلعب معها وتخفف عنه وحدته، كما أنها ثروته وماله، وعلى الرغم من الخير الكثير الذي يراه حسن في البقرة ويرضى به، تحمل البقرة، وتزداد فرحة حسن وأهالي القرية، وينتظر بسعادة المولود الجديد، إلا أنه يضطر للنزول إلى المدينة، وأثناء غيابه تحدث المفاجأة.

4. Taste of Cherry

تم إصدار الفيلم عام 1997، والفيلم من إخراج المخرج الإيراني الكبير عباس كيارستمي، ويعتبر طعم الكرز أحد أشهر أفلامه، ويناقش المخرج من خلال الفيلم فكرة الموت والانتحار وفقدان الأمل في الحياة بأكثر طريقة بسيطة ممكنة.

لا يضم الفيلم عددًا كبيرًا من الممثلين، كما لا يتشكل من عدد كبير من مواقع التصوير، وعلى الرغم من هذا فالفيلم مليء بالصور الجميلة، واللوحات السينمائية المبهرة، وعلى الرغم من أن بعض النقاد يرون أن الفيلم ممل بسبب إيقاعه البطيء، فإننا نرى ما رآه معهد الفيلم البريطاني عام 2012، وذلك بوضع هذا الفيلم في قائمة أفضل 10 أفلام في التاريخ، ولا نرى أن الإيقاع بطيء في بعض الأحيان بسبب مشاكل في السيناريو أو التصوير، بل لأن المخرج يحاول خلق مساحة كبيرة للمشاهد نفسه داخل الفيلم، بل ترى أحيانًا أنك أنت نفسك البطل، أو حتى أنت الشخص الذي يكلمه البطل ولا تظهر الكاميرا من هو.

تبدأ أحداث الفيلم مع بديعي رجل مكتئب وحزين، قد فقد نظارته الملونة، فأصبح لا يرى الحياة إلا سوداء قاتمة، وهكذا نرى الفيلم المليء بالغبار والصحراء والفراغ، بل لا نسمع فيه إلا ما يحدث في خلفية المشاهد، مع غياب للموسيقى. وبناءً على رؤيته للحياة قرر بديعي أن يتركها، الانتحار هو وسيلته الأسرع للتخلص من كل هذا، بعد التفكير توصل إلى أنه سيأخذ بعض الحبوب المنومة، ثم سيدخل داخل حفرة أو بشكل أكثر دقة داخل قبر، ثم يغادر الحياة، لكن مشكلة هذه الخطة أنها تحتاج إلى شخص آخر مع بديعي حتى يهيل التراب عليه، ومن هنا ينطلق بديعي في رحلة للبحث عن الشخص الذي سيوافق على هذه المهمة مقابل مبلغ من المال.

5. Children of Heaven

الفيلم من إخراج وتأليف مجيد مجيدي، ومن بطولة بهاري صدقي، وأمير فاروق هاشميان، تم إصدار الفيلم عام 1997، وقد حصد العديد من الجوائز العالمية، كما أنه رُشح لجائزة الأوسكار لكنه لم يفُز بها.

يبدأ الفيلم عند بائع الأحذية الذي يذهب إليه الطفل علي ليأخذ حذاء أخته الصغيرة زهراء. بعد أخذ الحذاء يذهب علي لشراء بعض حاجات المنزل، وعند بائع الخضروات يترك الحذاء خارج المحل، وتشاء الأقدار أن يمر جامع قمامة أعمى في هذا الوقت فيأخذ الحذاء مع القمامة، يعرف علي بعد ذلك أن الحذاء قد ضاع لكنه يخاف من أن يعرف والداه، خصوصًا أن والده لن يستطيع شراء حذاء آخر، يذهب علي للبيت فيجد صاحب المنزل يتشاجر مع والدته بسبب الإيجار، في النهاية يخبر أخته ما حدث ويتفق الاثنان أنهما سيعيشان بالحذاء نفسه، ومن هنا نرى الطفلين علي وزهراء في مواجهة العالم بأكمله بحذاء واحد.

نرى تأثير ذلك على ذهابهما للمدرسة، وعلى  حديثهما أثناء جلوسهما في البيت ومحاولة إخفائهما لما حدث، ومن خلال أحداث الفيلم أيضًا يبدأ المخرج بإظهار الطبقات الاجتماعية المختلفة في إيران، خصوصًا حينما يصطحب الأب علي معه إلى العمل، حينها ولأول مرة في الفيلم سنرى السيارات والمباني الشاهقة، والنظافة والرفاهية، وكأننا انتقلنا إلى فيلم آخر.

6. The Salesman

الفيلم من إخراج أصغر فرهادي، وقد تم إصداره عام 2016، وفاز هذا الفيلم أيضًا بجائزة الأوسكار، ليصبح رصيد المخرج جائزتي أوسكار، والفيلم من بطولة ترانة عليدوستي، وشهاب حسيني، وبابك كريمي.

تدور قصة الفيلم حول عماد وزوجته رنا، تبدأ الأحداث بإنذار لإخلاء مبنى آيل للسقوط، مما يدفع الزوجين لتأجير منزل آخر، غير أن هذا المنزل الجديد صاحب سمعة سيئة، بسبب امرأة كانت تعيش فيه، وبسبب هذه السمعة يدخل رجل على رنا فجأةً ويعتدي عليها، يعرف الزوج ما حدث، ويخاف من الفضيحة، لكنه يخاف أكثر من ألا ينتقم، ومن هنا يبدأ عماد في مغامرة تستمر خلال أحداث الفيلم، يحاول فيها الوصول للمُعتدي على زوجته حتى يأخذ لها حقها، بالتوازي مع هذه القصة نرى حياة عماد ورنا العملية، وذلك حيث يعمل الاثنان في مجال المسرح، فالزوجان ممثلان مسرحيان، والفيلم نفسه مُقتبس من مسرحية “Death of a Salesman” لآرثر ميلر.

واقعية هذا الفيلم هي ما يميزه، وبُعده عن الحبكات الدرامية المُعتادة، فالفيلم يُبعدنا عن الأحكام السريعة والعاطفية على الأشياء، ويتركنا حائرين لا نعرف ماذا نفعل في مشاهد تذوب فيها الفروق بين الشر والخير، ويبقى أمامنا الإنسان بنزواته ووهنه.

7. Close-Up

تم إصدار الفيلم عام 1990، والفيلم من إخراج وتأليف عباس كيارستمي، ومن بطولة حسين سابزيان، ومحسن مخمالباف، وعباس كيارستمي.

يحكي الفيلم قصة حقيقية، وهي قصة محاكمة حسين سابزيان، عاشق السينما الذي انتحل شخصية مُخرجه المُفضل. في أحد الأيام استقل حسين سابزيان حافلة وفي يده سيناريو فيلم سائق الدراجة وهو من الأفلام المميزة للمخرج الإيراني محسن مخمالباف، لاحظت المرأة التي تجلس بجانبه هذا السيناريو، فتحدثت مع سابزيان عن الفيلم وتحدثت عن حبها للفيلم والمخرج، وهنا يجد سابزيان نفسه وهو يخبر السيدة أنه هو نفسه المخرج الكبير مخمالباف، من هذا الموقف تطورت العلاقة مع السيدة آهنخه، التي يعرف سابزيان حب عائلتها لأفلام المخرج، فيذهب معها إلى منزلها، ويخبر العائلة أنه يريد استخدام منزلهم لتصوير فيلمه القادم، يظل سابزيان يتردد على العائلة وفي أحد المرات يأخذ من أحد الأبناء 1900 تومان، لكن لا يستمر هذا الوضع كثيرًا، وذلك بعد أن يشك الأب فيما يحدث، خصوصًا بعد مشاهدة صورة للمخرج في سن أصغر، يقرر السيد آهنخه أن يستيعن بصديقه الصحفي حسين فارازماند، والذي يؤكد له بالفعل أن هذا الشخص المتواجد في منزله ينتحل شخصية المخرج.

يذهب الأب بعد ذلك للشرطة ليبلغهم بما حدث، كما يتابع صديقه الصحفي هذه القضية المثيرة ليكتب عنها مقالًا بعنوان “القبض على مخملباف المزيف”، ومن خلال المحاكمة نعرف الدوافع التي دفعت سابزيان لذلك، كما نرى عباس كيارستمي وهو يتعمق في النفس البشرية بشكل لما يُظهره من قبل، فذاع صيته عالميًّا بسبب هذا الفيلم.

8. The White Balloon

تم إصدار الفيلم عام 1995، والفيلم من إخراج جعفر بناهي، ومن كتابة عباس كيارستمي، ومن بطولة عايدة محمد خان ومحسن كافيلي، ويعتبر الفيلم من أهم الأفلام الإيرانية على الرغم من أنه الفيلم الطويل الأول في مسيرة المخرج جعفر بناهي، وقد صنفت صحيفة الجارديان الفيلم كواحد من أهم 50 فيلمًا عائليًّا في التاريخ. وتدور أحداث هذا الفيلم أيضًا حول أخ وأخته، تذهب الفتاة الصغيرة راضية مع أمها إلى السوق، وفي طريقهما للمنزل تُعجب الفتاة بسمكة ذهبية لكن ترفض الأم شراءها، وعند عودتهما للمنزل نجد أن علي شقيق راضية قد اشترى شيئًا عن طريق الخطأ، يتحدث الأطفال بخصوص السمكة الذهبية ثانية مع الأم، وفي النهاية توافق الأم أن تحصل راضية على السمكة، وبالفعل أعطتها آخر الأموال الموجودة في المنزل، وشددت على الاثنين أن يعودا بباقي المال.

يخرج الطفلان من المنزل وفي الطريق تشاهد راضية حاويًا يلعب مع الثعابين، تنتبه له راضية ويأخذ عقلها، وحين تنتهي راضية مما تشاهده تجد أن الأموال قد ضاعت، وبالطبع يمكن عمل أي شيء الآن إلا أن يعود علي وراضية إلى المنزل ليخبرا أمهما بما حدث، لذلك تبدأ رحلة الطفلين في البحث عن المال، ليعودا به إلى المنزل.

9. Bashu, the Little Stranger

تم إصدار الفيلم عام 1989، والفيلم من إخراج بهرام بيضائي، ومن بطولة عدنان عفراويان، وسوسن تسليمي. تدور أحداث الفيلم حول باشو، الطفل الصغير الذي يخسر عائلته في الحرب القائمة بين إيران والعراق، وللهروب من القصف قفز باشو في سيارة شحن، لا يعرف إلى أين تذهب، وفي النهاية وجد نفسه في عائلة إيرانية من أم وطفلين، وأب قد سافر بحثًا عن عمل، حاول الجميع تحذير الأم من الطفل، خصوصًا أن لونه مختلف عن سكان هذه المنطقة، كما أنه طفل عربي، ووجوده فقط سيجلب الكثير من المشاكل، لكن الأم تضرب بهذا الكلام عرض الحائط، وتقرر أن تربي باشو مع أولادها.

10. About Elly

تم إصدار الفيلم عام 2009، والفيلم من إخراج أصغر فرهادي، ومن بطولة ترانه عليدوستي، وغلشيفته فراهاني، وشهاب حسيني، وغيرهم، ويحكي الفيلم قصة ثلاث عائلات يذهبون في رحلة إلى البحر، ويصطحبون معهم إيلي وأحمد، وذلك بنية أن يتعرفا بعضهما على بعض، مما قد يؤدي إلى ارتباطهما في المستقبل. إيلي هي مُعلمة ابنة زبيدة التي تحاول أن تجلب فتاة لصديق العائلة المطلق أحمد، وعلى الرغم من أن زبيدة تعرف إيلي، فإن أحداث الفيلم ستتكشف على حقيقة أبعد ما تكون عن ذلك، في هذه الرحلة ستختفي إيلي، وسيظن البعض أن البحر قد ابتلعها، وعلى الرغم من أن إيلي قد اختفت فإن حياتها وتفاصيلها ستبدأ في الظهور.

نرى من خلال الفيلم الواقع الذي تعيشه المرأة الإيرانية، وكيف تُفرض عليها قراراتها، حتى أكثر القرارات خصوصية، وفي نهاية الفيلم سيظهر لنا بطل آخر، وعلى الرغم من كلماته المعدودة فإن حياته ستنقلب رأسًا على عقب، وسيخسر سنوات من حياته مقابل كلمة واحدة.

اقرأ أيضًا: في أثر «حسين سابزيان»: الرجل الذي باع روحه للسينما