يمكننا النظر إلى العام السينمائي المصري 2021 على مستويين، فمن ناحية، هذا العام هو استثنائي على مستوى السينما المستقلة؛ إذ كان للسينما المصرية ظهور في المهرجانات السينمائية الكبرى، إذ بدأ العام بمشاركة “كباتن الزعتري” في صندانس، ومشاركة “ما لا نعرفه عن مريم” و”توك توك” في كليرمون فيران، ثم اختيار “سعاد” في برلين، مرورًا بمشاركة “حمام سخن” لمنال خالد في ساوث باي ساوث ويست و”ريش” في مسابقة أسبوع النقاد الدولية لمهرجان كان وفوزه بالجائزة الكبرى لها في إنجاز غير مسبوق، تبع ذلك مشاركة “أميرة” لمحمد دياب في مهرجان فينيسيا وفوزه بثلاث جوائز، وأخيرًا اختيار فيلم عمرو سلامة الأحدث “برا المنهج” ليكون فيلم ختام المهرجان العربي الوليد (البحر الأحمر السينمائي). 

أضف إلى ذلك، مشاركات لأفلام في مهرجانات مصرية كبرى، ومنها “العودة” لسارة الشاذلي الذي عُرض عالميًّا للمرة الأولى في مهرجان الجونة، واختير بعدها للمشاركة في مهرجان جيهلافا للأفلام الوثائقية، أو “من القاهرة” لهالة جلال الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مسابقة آفاق السينما العربية بمهرجان القاهرة، أو الفيلمان المصريان القصيران اللذان عرضا أيضًا للمرة الأولى في الجونة واختيرا للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كليرمون فيران، وهما “خديجة” لمراد مصطفى و”القاهرة برلين” لأحمد عبد السلام،  ناهيك عن فيلم روائي مذهل عُرض عالميًّا للمرة الأولى في نفس المهرجان هو “أبو صدام” لنادين خان، وفاز ممثله الرئيسي محمد ممدوح بجائزة أفضل ممثل في المهرجان العريق. 

على الجانب الفني يمكن اعتبار هذا العام مبشرًا وواعدًا للغاية، لكن ماذا على الجانب التجاري؟ عادت قاعات السينما للعمل بكامل طاقتها وحققت بعض الأفلام فيها ما يقارب 60 مليون جنيه، لكن بعيدًا عن الأرقام، فإنه يمكن وصف معظم الأعمال التجارية هذا العام بالعادية، رغم وجود بعض التجارب الطموحة، ويرجع نجاحها معظم الوقت لغياب المنافسة القوية، وإقبال الجماهير على السينما نفسها كنوع من أنواع الترفيه بغض النظر عن الفيلم.

اختيار الفيلم العائلي المناسب أو ذي النجم الأشهر هما العاملان اللذان يمكن ملاحظتهما في جميع الأعمال الناجحة تجاريًّا، سواء في أفلام مثل “العارف” من بطولة أحمد عز، أو”البعض لا يذهب للمأذون مرتين” من بطولة كريم عبد العزيز، أو “الإنس والنمس” من بطولة محمد هنيدي، أو “وقفة رجالة” الذي هو فيلم عائلي يصلح للأسرة بأسرها، بينما لم ينجح “موسى” – رغم محاولته مضاهاة عوالم مارفل – الموجه للمراهقين في تحقيق نفس النجاحات في شباك التذاكر. 

ملاحظة أخرى يمكن رصدها، هي تواجد عوالم الإنترنت بشدة، سواء على الشكل أو المضمون، ففيلم “وقفة رجالة” يعتمد بشكل ظاهر على تيك توك والمقاطع التي يصنعها أبطاله أثناء رحلتهم، والتي هي مقتبسة بالحرف من مقاطع تيك توك رائجة بالفعل، مع إضافة أداء الممثلين إليها ليس إلا. في فيلم “الإنس والنمس” يمكننا رؤية الزوجين المرحين اللذين يستخدمان تيك توك لتصوير مقالب عائلية، وهي التفصيلة التي تستخدم في نهاية دراما الفيلم، وتستخدم للإضحاك أيضًا بشكل منفصل طوال أحداث الفيلم، ومقتبسة بالحرف من عوالم تيك توك أيضًا. أضف إلى ذلك الاستخدام الخلاق لوسائط التواصل الاجتماعي في “سعاد” لآيتن أمين، والذي تحدثنا عنه بالتفصيل في مقال سابق نُشر هنا

الملاحظة الأخيرة هي التركيز في الأفلام التجارية تحديدًا على خلق عوالم بصرية مُفخمة مهما اختلفت أنواع تلك الأفلام، أو سواء احتاج المخرجون لتلك العوالم أم لا، كما يمكن القول إن الاهتمام الأكبر كان لمصلحة تحقيق صورة خلابة – أو المحاولة – على حساب كتابة سيناريوهات متماسكة متناسبة مع الصورة المخلوقة، وهذا قد يكون السبب في غياب جودة الأفلام التجارية هذا العام.  

أفضل 10 أفلام مصرية في 2021 – اختيار إضاءات:

10. الإنس والنمس – شريف عرفة

الفيلم الكوميدي الأعلى تحقيقًا للإيرادات يعتمد على حبكة تروي قصة تعارف بين إنسان بسيط ساذج (محمد هنيدي) وبين جنية تحاول الإنجاب (منة شلبي)، تقع حادثة بينهما ويلمس دمه جلدها، فيصبح هو فرصتها الأخيرة في الإنجاب، فتبدأ باستدراجه للزواج منها، ويبدأ هو في الهبوط إلى عوالم الجن والتعرف عليها.

الكوميديا المستخدمة في الفيلم معتمدة بالأساس على كل الفكاهات المتعلقة بعوالم الشياطين والإرث الثقافي، سواء الساخر أو غيره من تلك العوالم، أو بعض إيفيهات سوء فهم تقال من حين لآخر، لكن الشيء المميز في الفيلم هو مزجه بين عوالم الرعب والكوميديا في آن، وبناؤه لعالم بصري متماسك، ما بين مواقع تصوير وأزياء ومؤثرات بصرية، ما يجعله فيلمًا جيد الصنع، لكن على مستوى الكوميديا وخاصة أداء محمد هنيدي، فلا يمكن القول بحدوث أي تطور. 

9. العارف – أحمد علاء الديب

الفيلم الأعلى تحقيقًا للإيرادات هذا العام، من بطولة أحمد عز، يستخدم عوالم الاستخبارات المعلوماتية وتفاصيل الاختراق الإلكتروني، إضافة إلى مشاهد معارك متنوعة الأساليب البصرية والقتالية، ومطاردات منفذة جيدًا ومواقع تصوير في دول عدة، خلطة تذكرك بأفلام جيمس بوند أو المهمة المستحيلة.

هذا الفيلم لا يعدو أكثر من تسلية سينمائية تقليدية، رحلة بطل يسعى للانتقام ممن قتلوا أهل زوجته، تشوبها مخاطر وتحديات عدة، وشرير قوي على الناحية الأخرى مع كل الشخصيات المساندة من زوجة لا حول لها ولا قوة ورفيقة معارك تُمثل المرأة المُهلكة أو femme fatale، مع إيفيهات ذكورية تجعل من دور أحمد عز غير مختلف بشكل كبير عن دوره في فيلم “الخلية”. فيلم صُنع بالكامل للاستعراض البصري دون الالتفات إلى إضافة أي عمق على حكايته، ما يجعله تسلية ممتازة لجماهير مواسم الأعياد، وهو الأمر الذي أثبته شباك التذاكر بالفعل. 

8. موسى – بيتر ميمي

بيتر ميمي صاحب سلسلة “الاختيار” الأعلى نجاحًا في الدراما التلفزيونية، يعود هذا العام مُعلنًا صناعة أول جزء من تجربة طموحة هي سلسلة “المستضعفون” السينمائية، يحاول بها مضاهاة أفلام مارفل ذات الإنتاج الضخم، وأولها فيلم “موسى” من بطولة محمود كريم عبد العزيز في دور شاب جامعي مضطهد يصنع روبوتًا للانتقام من قتلة أبيه، ثم يبدأ في استخدامه للانتقام من “العالم القديم” كما يُطلق عليه داخل الفيلم.

سيناريو ملفق بالكامل، مشابه في قصته لأفلام سبايدر مان، لإقحام أكبر قدر ممكن من مشاهد الروبوت وتجربة استخدام كل المؤثرات البصرية المذهلة لخلق عالم مشابه لعوالم البلوك باستر، أضف إلى ذلك اهتراء السيناريو من ناحية تحديده للشرير الأكبر المواجه للبطل، أو من ناحية خلقه لشخصيات مُركبة فعلًا، يتجاهل المخرج كل ذلك لصنع ملحمة بصرية يتخيلها تستطيع جذب جماهير المراهقين لمشاهدة فيلمه بدلًا من الأفلام التجارية الهوليوودية الضخمة. 

ربما تكون التجربة قد نجحت في اجتذاب عدد لا بأس به من الجماهير، وتحقيق إيرادات متوسطة، لكن التجربة ينقصها عنصرا “الجودة” على مستوى الكتابة والتنفيذ، و”المصرية”؛ إذ لا وجود لعنصر واحد يمكن وصفه بالمصري أو حتى العربي، لا من ناحية القصة أو مواقع التصوير أو حتى طريقة حديث الشخصيات. العنصر الوحيد المختلف هو اللغة، ما يجعل تلك التجربة اقتباسًا رديئًا بصريًّا على مستوى الشكل مع دبلجة للغة العربية.

7. برا المنهج – عمرو سلامة

فيلم عمرو سلامة الأحدث، الذي يعود بفيلم عائلي يحكي قصة ولد صغير متحذلق جبان مُتعرض للتنمر من زملائه – كما هي العادة في أفلامه – يعيش في قرية صغيرة بها بيت يُقال إن شبحًا يسكنه، يقابل الطفل ذلك الشبح ليبدأ في اكتشاف أن الأوهام موجودة في عقول البشر فقط من خلال الحكايات التي يسردها له ذلك الشبح، ورغم أن الفكرة تبدو مثيرة للاهتمام، إلا أن معالجة كتابة القصص الفرعية في الفيلم بل حبكة الفيلم المتوقعة للغاية يجعلان منه فيلمًا عاديًّا، كان يمكن قبوله من المخرج قبل صناعته لفيلمه الفائت “الشيخ جاكسون”.

الشيء الوحيد المميز في الفيلم هو في استخدامه لأشكال بصرية لم تستخدم كثيرًا في السينما المصرية من عرائس مسرحية متحركة في حكي الحواديت التاريخية، أو استخدامه للضبابية على الشاشة ليشعرنا بكيف يرى بطل الفيلم العالم. 

6. كباتن الزعتري – علي العربي

الفيلم الوثائقي الوحيد في القائمة، شارك في مهرجان صندانس، واحد من أكبر المهرجانات السينمائية في الأمريكيتين، وفاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي عربي في مهرجان الجونة، ويحكي قصة محمود وفوزي اللاجئين الكائنين بمخيم الزعتري الحالمين باحتراف لعب الكرة.

على مدى 8 سنوات، يتابع المخرج علي العربي قصة الثنائي ويصورها عن قرب بما فيها من لحظات نجاح وإحباط متتالية، ويخلق فيلمًا يقارب في إيقاعه للفيلم الروائي، بل يستطيع خلق تأثير خارج عوالم الفيلم ليبدأ في جولة مع الثنائي للترويج للفيلم، ومحاولة خلق فرصة حقيقية لهما خارج أسوار المخيم الخانقة. 

5. القاهرة برلين – أحمد عبد السلام

الفيلم القصير الفائز بجائزة أفضل فيلم عربي قصير في مهرجان الجونة السينمائي، يحكي حكاية شابة تحاول الهروب من عالمها الكئيب والفرار إلى عالم أفضل.

فيلم يحدث بأكمله في الليل، نشعر بحبسة الشخصية بين براثن المجتمع والموظفين، بل حتى صديقها، من خلال إضاءته الحادة ومواقع تصويره التي تشتمل على ممرات المترو ومكاتبه المضاءة بنيون يعطيها زرقة توحي بالموت، مرورًا بالموسيقى الإلكترونية للدي جي المصري “الوايلي” التي توحي بخطورة تلك الرحلة التي تستغرق بضع ساعات في وقت القصة وبضع دقائق على الشاشة، ما يجعل الفيلم تكثيفًا للحظة هروب قد تتماس مع أو يتخيلها الكثير من المشاهدين، بل تحكي قصة جيل بأكمله دون اللجوء إلى سطور حوار زائدة أو تطويل. 

4. أميرة – محمد دياب

يختار محمد دياب فلسطين موقعًا لأحداث فيلمه الذي يحكي عن مراهقة فلسطينية ابنة مناضل قابع خلف أسوار الاحتلال الإسرائيلي لفترة طويلة، وأم وحيدة ترعاها وترى زوجها فقط من وراء زجاج السجن، كما تنتمي لعائلة ذات تاريخ نضالي منقسمة بين مناضلين وأفراد عاديين يقومون بأشغال عادية. ربما توحي تلك المقدمة بأنه فيلم سياسي، لكنه ورغم أن القضية الفلسطينية تشكل جزءًا من نسيج الفيلم، إلا أن حكاية أميرة وصراعها لإيجاد هويتها إنسانية بامتياز. سؤال واحد يلخص قصة الفيلم: لو ولدت لأب ينتمي لصفوف العدو، هل ستختار نفس اختياراتك؟ فكرة واعدة نُفِّذت بأسلوب بصري ينقل بحساسية شديدة الحالة النفسية لأميرة، ما بين استخدام الصور الفوتوغرافية والفوتوشوب، والظلال القاتمة التي تجعل الفيلم شبيهًا بأفلام “النوار”، والألوان الزرقاء الباردة في نقاط التفتيش والسجن، أو البرتقالية الجهنمية التي تصور حالة الجحيم الذي تعيش فيه  العائلة، بما فيهم أميرة، ونهاية بضوء الشمس الساطع في وجه الكاميرا في نهاية الفيلم عند تكشُّف الحقائق كلها، ذلك الضوء المماثل لضوء الشمس الذي لم يتحمله سجناء كهف أفلاطون عند خروجهم منه.

لكن اختيار فلسطين موقعًا للأحداث، واستخدام فكرة “النطف المهربة” قذفا باتهامات الخيانة والتطبيع في وجه صناع الفيلم، رغم أن الفيلم ينفي أن تكون قصته قد حدثت في الحقيقة.

3. سعاد – آيتن أمين

في فيلمها الروائي الطويل الثاني، تغير آيتن أمين من أسلوبها المستخدم في فيلمها “فيلا 69″، وتنتقل إلى حكايات طازجة تدخل إلى عمق عوالم المراهقات، ومنهن سعاد وجيلها، بأسلوب بصري مميز ووجهة نظر معاصرة.

ثلاثة عناصر تميز الفيلم – الذي شارك في مهرجاني كان وبرلين في سابقة نادرة – أولها الشخصيات التي يمكن اعتبارها الأكثر معاصرة للزمن الذي نعيش فيه بأدواته الرقمية وتأثيرها على تلك الشخصيات، وثانيها أسلوبه البصري والسمعي الذي يمزج بين الروائي والوثائقي المستخدم لعناصر مرتبطة بالأدوات الرقمية أيضًا من “ستوريز” إنستجرام ورسائل واتس آب الصوتية، وثالثها نسوية وجهة نظره وتعرضه لنماذج مختلفة من المراهقات المعاصرات بما يحملنه من هموم ومشاغل. 

2. أبو صدام – نادين خان

يتتبع فيلم نادين خان الأحدث قصة سائق التريلا أبو صدام وتابعه المراهق، في رحلة طريق تركز على فحص تلك الشخصيات بدلًا من الاهتمام بحكاية تضم تلك الشخصيات. من خلال ذلك اليوم، نراقب نوعين مختلفين من الذكور، أحدهما من النوع المسيطر (ألفا)، والآخر من النوع الخاضع (بيتا)، يخوضان رحلة على طريق صحراوي خشن، ويتعرضان لمواقف عدة خلال ذلك اليوم تنكأ جراح أبو صدام الناتجة من ذكوريته الهشة.

السائق الذي يبدو مسيطرًا في بداية الفيلم تتحطم صورته المتخيلة أمامه على مدى الرحلة، من خلال مواقف مع نساء أو محورها الحديث عن نساء، ليذكرك بنموذج من الرجال تكثر رؤيته يقود بسرعة جنونية على الطريق أو يسعى لفرض السلطة بشكل تعسفي أو بطرق ملتوية فقط ليثبت رؤيته لذاته في المرآة للعالم بأسره مهما تكلف الأمر من جنون أو خسائر. هكذا فيلم نادين خان، يمكن وصفه بأنه مرآة لذكر هش. 

1. ريش – عمر الزهيري

منذ أفلامه السابقة انشغل عمر الزهيري بصياغة أسلوب سينمائي مختلف، وبدلًا من التأثر بالموجة الرومانية الجديدة والسينما الواقعية الخشنة التي تمزج بين الوثائقي والروائي، قرر أن يستخدم أسلوبًا عبثيًّا هو أقرب لروي أندرسون وجاك تاتي في شكله.

في “ريش” نرى عالمًا غريبًا تمامًا، فلا وجود لألفة مع مكان أو شخص ولا حدث، ولا اسم لشخصية واحدة أو حتى صورة يمكن تخيلها عن موقع تلك الأحداث. يمزج الزهيري بين كل تلك الغرائبيات مع عناصر “مينمالية” من الماضي المصري: أجواء عيد الميلاد الثمانينية المبتذلة والسيارات الفولكس القديمة وموسيقى نوستالجية لهاني شنودة، إضافة إلى حوار مفخم بشكل كاريكتوري لحوارات مستوحاة من البيروقراطية المصرية، حيث الرجولة المتخيلة السامة والقوانين التي تدهس عنق المنطق والكليشيهات التي تخنق أي مساحة لحياة حقيقية كما دخان سيارة رش المبيد.

يحكي الزهيري عن امرأة وحيدة تنتقل السيطرة عليها من يد رجل إلى آخر، ومن سلطة إلى أخرى. فرادة الأسلوب المستخدم هي أكثر ما يميز الفيلم، إذ يختلف الزهيري عن معظم أبناء جيله في معالجته العبثية التي تطرح منظورًا مختلفًا لقضايا النساء، منظورًا قد يضحكك في البداية، لكن مع مرور الوقت ربما تدرك مدى تشابه كل تلك السخرية مع عالمنا الذي نعيش فيه. 

اقرأ أيضًا: أهم 5 أفلام مصرية في عام 2020