أحياناً تحدث مصادفات في الحياة، أحياناً تكون هذه المصادفات لطيفة كالمصادفة التي حدثت في عام 2007، والتي كانت في صالح السينما العالمية بلا شك، فقد كان هذا العام من أثرى الأعوام سينمائياً على مستوى القرن الحادي والعشرين، الكثير من الأفلام التي ما زالت أيقونات إلى الآن والتي لم تغادر الذاكرة السينمائية، في هذا التقرير سوف نقدم لك قائمة بأبرز الأفلام التي صدرت في 2007 والتي ما زالت تحمل نفس قيمتها وتحتفظ بمكانتها حتى بعد أكثر من عشر سنوات من صناعتها.


1. No Country For Old Men

القاتل البارد ذو العينين الناعستين، العملة ذات الوجهين المتشابهين التي يلقيها في الهواء ليقرر مصير رجل عادي صادفه في طريقه والذي سيقتله في الحالتين. فيلم لا يمكن أن ينسى بسهولة. أداء خافيير بارديم الذي استحق الأوسكار عن دوره كممثل مساعد في هذا الفيلم، وأداء تومي لي جونز في دور البطولة، ملحمة حقيقية.

حصل فيلم الأخوين كوين على ثلاث جوائز أوسكار أخرى في الكتابة والصورة والإخراج، وترشح لأربع فضلاً عن حصده لأهم الجوائز السينمائية العالمية، وقد كان No Country For Old Men نقطة تحول حقيقية في رحلة خافيير بارديم الفنية، والبوابة التي ولج منها بمنتهى السهولة إلى عوالم هوليوود الجذابة.


2. There Will Be Blood

رحلة صعود رجل النفط دانيال بلانفيو الذي ﻻ يتوانى عن فعل أي شيء للوصول لهدفه، في قصة عن العائلة، والدين، والكراهية، والنفط، والجنون. أهم أفلام المخرج المتميز «بول توماس أندرسون»، المرشح لثمانية جوائز أوسكار من بينها جائزة أفضل فيلم في العام، حصد منها اثنتين إحداهما لدانيال داي لويس كأفضل ممثل في دور رئيسي، والتي استحقها عن جدارة، والأخرى للمصور السينمائي «روبرت إلسويت».

ورغم أن هذا الفيلم مقبض ومخيف بشكل ما، فإنه في فئة الأفلام التي لا يمكن أن تراها ولا تعجب بكل تفصيلة فيه حتى لو لم يكن من نوع أفلامك المفضلة، هذا لأن الفيلم مصنوع جيداً والشيء المصنوع بحرفية عالية لابد أن يلاقي التقدير حتى لو لم يحصل على الحب.


3. Ratatouille

ولأفلام التحريك نصيب.

«أنا مبحبش الأكل..أنا بعشقه» الجملة التي يتذكرها كل من شاهد فيلم Ratatouille الشهير بنسخته المدبلجة بالمصرية باسم «خلطبيطة بالصلصة»، عالم «جوستو»، والفأر الطباخ «ريمي»، والآنسة «كولييت». أثار الفيلم ضجة كبيرة عندما صدر بلغته الأصلية وحصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة، وترشح لأربع جوائز أوسكار أخرى، من بينها جائزة النص الأصلي، وجائزة الموسيقى، وجائزتي الصوت، في سابقة نادرة لفيلم تحريك.

ما زال Ratatouille محتفظاً بمكانته كفيلم من أفضل أفلام الرسوم المتحركة حتى بعد صدور الكثير من الأفلام بعده والتي حظيت بشهرة واستحسان كبيرين، ولكن ما زال الولد المتخبط الذي يخبيء الفأر في قبعته ويطبخ أشهى الأكلات مفضلاً عند الجمهور رغم مرور السنوات.


4. La vie en rose

يكفي أن تعرف أن الفيلم يحكي قصة حياة أيقونة الغناء الفرنسي «إديث بياف»، أما عندما تعرف أنه من بطولة أيقونة أخرى هي «ماريون كوتيار» سوف تتأكد أنه فيلم يستحق المشاهدة، خاصة إذا عرفت أيضاً أنه ترشح لثلاث جوائز أوسكار حصل منها على اثنتين، أوسكار أفضل ممثلة في دور رئيسي لماريون كوتيارد، وهي أول من يفوز بهذه الجائزة في فيلم ناطق بالفرنسية، والثانية عبر التاريخ لدور غير ناطق بالإنجليزية، وأوسكار أفضل مكياج.

اقرأ أيضا:ماريون كوتيار: أفروديت تملك الجمال والموهبة معًا

الماكياج كان عاملاً أساسياً فعلاً في نجاح الفيلم، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار الفجوة الكبيرة بين مستوى جمال ملامح ماريون كوتيارد مقارنة بالمطربة إيديث بياف، فمهما كان تمثيلها وأداؤها متقناً لم يكن الفيلم ليخرج بروعته هذه دون مكياج على أعلى درجة من درجات الاحتراف.


5. Atonement

هذا فيلم جيد فعلاً، طريقة السرد والتبديل في الأحداث، مشاهد المعارك المتقنة جداً رغم أن الفيلم درامي في المقام الأول، ولكن الاهتمام بصناعة المشاهد الحربية كان كبيراً، هذا بالإضافة إلى صوت الآلة الكاتبة الذي استخدم في صناعة الموسيقى التصويرية للفيلم والذي كان كفيلاً بتحفيز عقلك طوال الأحداث، الفيلم فعلاً يستحق مكانته كفيلم من أهم الأفلام التي صدرت في هذا العام المزدحم بالإنجازات السينمائية. ترشح الفيلم لسبع جوائز أوسكار من بينها أفضل فيلم في العام، وحصل على جائزة وحيدة هي أفضل موسيقى تصويرية للإيطالي داريو ماريانيللي.


6. Sweeny Todd

شكل جوني ديب مع المخرج تيم برتون ثنائياً استثنائياً، صنعوا أفلاماً أقل ما يقال عنها أنها مجنونة، ولكنه جنون جميل تحب أن تراه، الجنون النابع من عبقرية فنية تعرف ما يمكن أن تصنعه في الخيال، وقد كان الفيلم الموسيقي «سويني تود» أحدها، والذي ترشح لثلاث جوائز أسكار حصل منها على جائزة أفضل تصميم فني.

قصة يمكن اعتبارها جزءاً من الأدب الشعبي العالمي، قدمت في قالب موسيقي استعراضي من بطولة جوني ديب وهيلينا بونام كارتر، في جو قاتم وملابس بالية وديكورات كئيبة، تتناسب تماماً مع قتامة مضمون القصة وقسوتها، وأنت ترى كل ذلك وتسمعه في أغنيات تستطيع أن تراهن أن من شاهد الفيلم في 2007 يستدعي رتمها حتى الآن.


كل هذه الأفلام كانت نتاجاً لعام واحد دسم جداً سينمائياً، في وقت كان التنافس فيه شرساً جداً على جوائز الأوسكار حيث إن الأكاديمية وقتها لا ترشح سوى خمسة أفلام فقط للتنافس، قبل التعديل الذي أجرته في قوانين الأوسكار بعدها والذي رفع عدد الأفلام لتكون من خمسة لعشرة أفلام بدءاً من عام 2012.

وبعيداً عن الأوسكار وفي كل الأحوال، يجب أن نشير إلى أفلام أخرى جيدة جداً كانت نتاجاً لنفس العام 2007 ولكنها ليست على نفس مستوى الأيقونية للقائمة السابقة نذكر منها مثلاً أفلاماً مثل: «The Assassination Of Jesse James By The Coward Robert Ford»، و«Into The Wild»، وأيضاً «American Gangster».