لطالما كانت الشخصية الشريرة «villian» أحد أبرز عوامل الجذب في أفلام عصر نهضة ديزني في التسعينيات (1989-1999). امتلك كل شرير فقرة غنائية خاصة وتصميم شخصية آسرًا، واختير لكل منهم أداءات صوتية مميزة بلغات مختلفة. لم يرد أحد للشرير أن ينتصر أو يتغير للأفضل فذلك ليس دوره في القالب المتكرر الذي صبت فيه الأفلام لكن كونه سيئًا دون رجعة هو ما جعل مشاهدته ممتعة.

تميز أشرار تلك الحقبة بشعبية تطغى على شعبية الأبطال مثل« سكار» في الأسد الملك 1994، و«جافار» في علاء الدين 1992، و«أورسولا» في حورية البحر الصغيرة 1989، لكن في الحقبة التي سبقت ذلك كان الأشرار أكثر كلاسيكية وارتبط تركيب شخصياتهم بقصص الأخوين جريم الخيالية فهن غريمات الأميرات الجميلات، يملكن في تركيبهن سمات الساحرة الشريرة النمطية التي تغار من الجمال والصبا نظرًا لبناء تلك الشخصيات حسب رؤية أساطير العصور الوسطى وما بعدها للخير والشر خاصة في النساء.

استمرت شركة والت ديزني في تقديم قصص الأميرات المعتمدة على الأساطير التي نقلها الأخوان جريم حتى أوشكت الشركة على الإفلاس بسبب فيلم الجميلة النائمة 1959 ذي الطابع البصري المتميز والفاره برسومه العصر وسطية الدقيقة واهتمامه بالتفاصيل، ولتعويض تلك الخسارة قررت الشركة اقتباس كتاب أطفال ناجحًا، عن عائلة مستقرة تهوى تربية الكلاب واختارت للفيلم طابعًا بصريًا بسيطًا يعتمد على الارتجال والألوان المائية والخلفيات ذات الطبيعة الانطباعية وبذلك الفيلم بدأ اتجاه تصميم شخصية الشرير الكاريزماتي الذي ميز فترة التسعينيات لكن قبلها بعقدين.

اعتمد تصميم الشخصية الشريرة على امتلاكها دوافع وطموحًا أكبر مما يسمح به عالمها وذات متضخمة وحس أزياء مثالي يدمج بين ما هو أنثوي وما هو رجولي، ومن يمثل تلك السمات أفضل من شخصية كرويلا شريرة الفيلم الشهير 101 كلب منقط (1961) 101 dalmatians؟

الشرير/البطل

نجح الفيلم في حصد إيرادات أرجعت الثقة للشركة مرة أخرى، كما أنه خلق شعبية لواحدة من أشهر الشخصيات الشريرة، مما جعل صناع الأفلام التالية يولون عناية خاصة لتلك الشخصيات وتأثيرها. شخصية كرويلا ذات طابع بصري متميز بشعرها ثنائي اللون وصوتها الحاد، قوامها الهيكلي النحيف وطلتها الآسرة.

وعلى عكس أبطال الفيلم الذين يملكون وجوهًا عادية يسهل نسيانها فإن ملامح كرويلا متفردة وأيقونية، حتى أنه يمكن إرجاع بداية هوس الشركة بإنتاج نسخ جديدة لأفلام الرسوم المتحركة الناجحة إلى عام 1996 الذي أعادت فيه صناعة 101 كلب بقرار واعٍ باستخدام وجه كرويلا لتسويق الفيلم.

كرويلا في عام 1961
كرويلا في عام 1961

لعبت الدور الممثلة جلين كلوز، وعلى الرغم من كونها بطلة الفيلم فإنها احتفظت بالجوانب الشريرة للشخصية بل أصبحت أكثر شرًا ونهايتها أكثر قسوة، لكن لم يقلل ذلك من شعبيتها وجماهيريتها. ستمضي أعوام قبل أن تقرر الشركة إنتاج فيلم مستقل لإحدى شخصياتها الشريرة الأيقونية ثانية، ويصبح ذلك أشبه باتجاه أو نوع سينمائي مستحدث.

في عام 2014 أنتجت والت ديزني فيلم ماليفسنت maleficent وهي الشريرة التي سبقت كرويلا في فيلم الجميلة النائمة، تتوسط ماليفسنت بطولة الفيلم ويعين لها قصة خلفية جديدة تجعلها أكثر عمقًا وتصنع مبررات لشرها المطلق ترجعه إلى عقد طفولية تتعلق بالخيانة وفقدان الثقة في البشر، مما يجعل الشر دائرة يصعب الفكاك منها أو كسرها، وتتحول الشخصية الشريرة ثنائية البعد إلى شخصية دائرية أكثر قدرة على إثارة التعاطف.

بعد نجاح الفيلم بزغت رغبة في استغلال نجاحات الماضي في صنع نسخ جديدة من الأفلام المحبوبة ذات الجماهيرية الواسعة المضمون نجاحها، صاحبت تلك الإنتاجات نزعة لمراجعة تاريخية لأخطاء الماضي مثل التلميحات العنصرية أو الاتجاهات الذكورية، واعتمدت تلك الموجة على إعادة رواية قصص البطلات المحبوبات مثل الجميلة والوحش وسندريلا ومولان.

كرويلا على أحد ملصقات فيلم التسعينيات
كرويلا على أحد ملصقات فيلم التسعينيات

في عام 2021 عاد اهتمام الشركة بصناعة قصص خلفية للأشرار المحبوبين بفيلم كرويلا cruella على غرار ماليفسنت، أخرج الفيلم جريج جيليسبي وقامت بالدور الرئيسي الممثلة الأمريكية إيما ستون، يبدأ الفيلم مثل ماليفسنت بقص طفولة كرويلا والصعوبات التي تعرضت لها كونها مختلفة عمن حولها، فأصبحت سردية الفيلم تتعلق بصعوبة الوجود في عالم يكره الاختلاف ويقمع المختلف.

ولدت بشعر ثنائي اللون وطبيعة عنيفة متمردة لكن قامت بتربيتها أم رقيقة عكسها، وحينما تشهد موت والدتها تلك في جريمة قتل متعمد، تبدأ شخصيتها الشريرة الحقيقية في الظهور والانتقام، تعتمد سرديات قصص الأشرار الجديدة على حكايات انتقامية، يصبح الشرير الذي تعرفه منذ طفولتك في حالته تلك لأنه تمت خيانته من أول شخص وقع في حبه أو لأن إمبراطورة بيوت أزياء لندنية قتلت أمه.

كرويلا 2021
كرويلا 2021

تكمن مراجعة الفيلم التاريخية في إلغاء ما جعل كرويلا شخصية شريرة ومثيرة للاهتمام من الأصل وهو تعطشها لقتل الحيوانات لصنع الملابس الفارهة، وجعلها بدلاً من ذلك مصممة أزياء موهوبة بالفطرة تملك حسًا أسلوبيًا خاصًا، كان من الممكن استخدام ميزة كرويلا الرئيسية في التعليق على طبيعة صناعة الأزياء المعاصرة وميلها للاستغلال العنيف لكل من الحيوانات والبشر، لكنه اختار أن يحيد تمامًا عن أي جريمة يمكن أن تصعب من عملية التعاطف مع بطلته المتحولة حديثًا من الشر المطلق إلى التمرد الأليف.

تستغل تلك الموجة من الأفلام ميل المزاج العام الجماهيري وطبيعة السرديات الحداثية إلى تفضيل أبطال ذوي تعقيدات أكبر من الأبطال المثاليين الخارقين ذوي الأخلاقيات الصارمة التي تجعل من البطل نموذجًا أسطوريًا أو إلهيًا لا يمكن التفاعل معه، على عكس ضد البطل anti hero على سبيل المثال الذي يملك أخطاء وتعقيدات أخلاقية وقيم غير تقليدية أو غير متفق عليها اجتماعيًا، فيمكن للفرد أن يتوحد معه ويجد فيه ذاته كمنبوذ ضد التيار وليس جزءًا من المؤسسة السائدة.

ظهر ذلك في ميل شركات الإنتاج الكبرى التي تقتبس أفلامها من القصص المصورة مؤخرًا إلى صنع أفلام تتناول فيها القصص الخلفية لأشرارها المحبوبين ذوي الشعبية الجارفة، بدأ ذلك عندما صدر فيلم فارس الظلام the dark knight عام 2008 وفاقت فيه شعبية شخصية جوكر التي لعبها هيث ليدجر شعبية باتمان البطل الثري ذي القيم البرجوازية التي يتحداها فقط في الظلام، بينما يتحدى جوكر ذو الرؤى الأناركية المائل لكل ما هو شعبوي المؤسسات في وضح النهار.

لا يبالي بقيود المجتمع ويملك حججًا مقنعة لشره المرعب، أصبح لجوكر فيلمه الخاص في عام 2019 من بطولة واكين فينكس وإخراج تود فيليبس أعطاه الفيلم قصة خلفية مؤثرة لكنه لم يحرمه مما جعله شخصية محبوبة من البداية، غضبه وحنقه على المجتمع الذي يؤدي به لارتكاب شرور شنعاء بشكل غير اعتذاري، فانتقامه مبرر وشعبيته لا تحتاج إلى تحويله إلى شخصية طيبة.

أما أفلام مثل عصبة الانتحار suicide squad فمالت لتأطير أشرارها كأطفال خطائين يملكون ماضيًا قاسيًا لكنهم على استعداد لمجابهة شرور أكبر من ذواتهم واختيار مساعدة المؤسسات السلطوية لخدمة المصلحة العامة، يتضمن الفيلم نسخة من شخصية جوكر وحبيبته هارلي كوين والتي صنع لها فيلمًا خاصًا بشخصيتها اللعوب الشريرة لكن القادرة في الوقت ذاته على التفريق بين الشر المبرر وغير المبرر.

تسعى تلك الموجة الجديدة التي لحقت بها ديزني إلى تحويل الأشرار من أشرار كلاسيكيين إلى أضداد أبطال، في حالة كرويلا فإنها بالأساس أحد أكثر الشخصيات شرًا وجاذبية لا تملك اهتمامات خارجة عن مظهرها وحريتها ومستعدة للذهاب لأكثر الطرق ظلامًا في سبيل تحقيق هوسها بالأزياء حتى إذا تحتم عليها سرقة 101 كلب لصنع معطف ضخم، كرويلا راديكالية مثل الجوكر في معاداتها لقيم الحياة الاجتماعية لكنها على عكسه تملك الأموال لصنع ذلك لكن اختار الفيلم أن يجعلها أقرب إلى التناول الجديد لهارلي كوين، تفقد كرويلا هوسها بالقتل وتصبح نسخة أليفة من ذاتها القديمة لكن هوسها بالملابس يبقى هو محركها الأساسي حتى وإن أصبحت أقل تطرفًا.

مارجو روبي في دور هارلي كوين
مارجو روبي في دور هارلي كوين
إيما ستون في دور كرويلا
إيما ستون في دور كرويلا

جماليات التمرد

عندما تغمر الملابس الشخصيات والقصة، يخلق ذلك فراغًا في جوهر الفيلم.
من مقال «كرويلا يوجد فراغ في جوهر الفيلم».

يشبه تصميم شخصية كرويلا شكليًا وموضوعيًا شخصية «هارلي كوين» والتي حصلت على فيلمها الخاص مؤخرًا، حيث تم تحجيم شرها وجنونها الفطري لصالح سردية تحتفي بالاختلاف وقدرة الشرير على أن يكون أقل شرًا، بل وأن يفعل الصواب في النهاية.

يمركز كرويلا أحداثه في توقيت تاريخي يبرز طبيعة شخصيتها المتمردة ظاهريًا بشكلٍ رئيسي وهي فترة السبعينيات في لندن وتحديدًا مشهد البانك punk والذي يتميز بالأزياء الجامحة والتمرد على القواعد المجتمعية في المظهر العام والميول الجنسية والسيولة الجندرية في الملبس، تمثل البانك حركة ضد سلطوية وضد مؤسسية ويتجلى ذلك بشكل رئيسي في اختيارات الشباب للأزياء والتمرد على ما تفرضه المؤسسات على الفرد.

يلائم ذلك شخصية كرويلا التي تسعى للقضاء على قاتلة والدتها التي يتضح أنها تملك إمبراطورية لصناعة الأزياء، تتسلل لعالمها وتحاول تفكيكه من الداخل لكن حبها للأزياء يجعلها تزدهر في ذلك العالم أيضًا وتصبح جزءًا من المؤسسة التي تحاربها فتجابهها فقط باختيارها لأزياء أكثر تحررًا وتحديًا لكنها تحصل على القبول من عدوتها ويرضي ذلك القبول غرورها وطموحها المهني.

كرويلا شخصية متمردة داخليًا وخارجيًا، هي في جوهرها ضد مجتمعية لا تشبه الآخرين ولا تنصاع لتوجيهاتهم لكنها في النهاية تنقلب على المؤسسة المتمثلة في البارونة لكي تكون هي الوجه الجديد للمؤسسة ذاتها، لا يملك تمردها دوافع أبعد من كونه يبدو مثيرًا ويسهل بيعه للمراهقين فهو يشبه التصورات السطحية للتمرد الجامح ويمكن بسهولة صنع منتجات ربحية من تصميم شخصية على تلك الشاكلة.

ليس من السيئ أن يهدف التمرد للقيم الشكلية المتعلقة بالأسلوب والأزياء بشكل رئيسي، فلطالما ارتبطت الحركات الثورية في كل عصر بامتلاك حس مخالف في المظهر، لكن الفيلم اختار أن يهاجم نموذج المرأة العاملة الوحشية، ويصنع واحدة جديدة في صورة أصغر وأكثر تحررًا من ناحية الأسلوب والخيارات الشكلية، دون أن يعطي لتمرد كرويلا وزنًا حقيقيًا.

على اليسار تصميم لألكسندر مكوين 2001
على اليسار تصميم لألكسندر مكوين 2001

تأثرت مصممة أزياء الفيلم جيني بيفن بأزياء البانك وبالمصممين المعاصرين الذين امتلكوا روحه فيما بعد مثل البريطاني ألكسندر مكوين الذي اشتهر بإثارته للجدل وصنعه لقطع فنية متفردة وتحديه لكل سائد في مجال الأزياء طيلة حياته المهنية القصيرة، حسب كلام مخرج الفيلم جيلسيبي فإن مكوين كان أحد المرجعيات فيما يخص كرويلا كمصممة أزياء، فهي مثله تسعى لإحداث الدهشة بأكثر الوسائل تطرفًا إذا تطلب الأمر، تلعب الملابس في الفيلم دورًا مزدوجًا، صممت بيفن أزياء الفيلم بالكامل لكن أزياء كرويلا هي جزء من شخصيتها فيجب أن تشبه أفكارها وما تمثله، لكن ذلك الاهتمام بالملابس وإن كان مثيرًا تحول إلى بذخ بصري غمر الفيلم حتى أعماه عن امتلاك أي وجهة نظر أو اتجاه محدد فكريًا.

يستغل الفيلم جاذبية الفترة صوتيًا كذلك ويغمس مشاهده في أغنيات روك الستينيات والسبعينيات الأيقونية، لكنه لا يذهب بتلك الجماليات المتطرفة لأبعد من ذلك فهو يحتفي باختلاف وتمرد شخصيته الرئيسية دون أن يمارس أي اختلاف على مستوى السرد أو النوع، في جوهره هو فيلم تقليدي يتبع عملية دقيقة وقديمة للغاية سيطرت على سرديات أفلام ديزني وهي رحلة البطل في إيجاد ذاته فيما يشبه أفلام النضوج التي تبدأ من الطفولة أو المراهقة، وتمثل خيارات مثل نزع العنف الأصلي عن شخصية كرويلا ثغرة تقلل من خصوصية الشخصية فيمكن أن تحل محلها شخصية جديدة تمامًا ولن يشكل ذلك فارقًا.

التقليدي/الحداثي

تحاول الموجة الجديدة من أفلام الأشرار الكلاسيكيين مثل ماليفسنت وكرويلا صنع سرديات مضادة لسرديات مرجعياتها الأصلية التي تعتمد على وجود بطل خير وشرير مطلق يتصارعان لينتصر البطل، لكن ينتهي بها الأمر لتكرار نفس السردية مرة أخرى في نفس القالب بنفس الأنماط لكن بأبطال ذوي سمات أكثر حدية ويملكون ماضيًا من الشر نعرفه جيدًا، وتصنع في المقابل أشرارًا جددًا مطلقين وكلاسيكيين، يجعل ذلك الخروج من دائرة إعادة الإنتاج غير نهائي لأنه سيتوجب عليهم صنع أفلام أخرى تبرر تصرفات الأشرار الجدد.

في فيلم كرويلا تتمحور القصة حول كونها عبقرية في تصميم الأزياء تحاول إيجاد فرصة عمل لتحقق حلمها، يستغل الفيلم نجاح فيلم آخر في سلسلة الإحالات التي يعتمد عليها وهو الشيطان يرتدي برادا the devil wears prada والذي يدور في عالم الأزياء كذلك ويصنع شخصية شريرة جديدة (البارونة) تلعب دورها إيما تومسون مشابهة للشخصية الرئيسية في الفيلم الشهير.

تكاد تكون البارونة هي كرويلا نسخة التسعينيات وتملك اهتمامات وعنف كرويلا نسخة الستينيات فهي سيدة أعمال متطلبة وعنيفة، مسيطرة بشكل رأسمالي على مؤسسة ضخمة، وفي فصل الفيلم الثالث تلتوي الحبكة بشكل ميلودرامي لتكشف أن البارونة المتعجرفة هي في واقع الأمر والدة كرويلا البيولوجية وذلك يبرر جنونها وتصرفاتها السيكوباتية فالشر متأصل في جيناتها لكنها مثل مالفسنت تكسر دائرة الشر.

إيما تومسون في دور البارونة
إيما تومسون في دور البارونة

تتنوع جودة الأداءات التمثيلية خاصة في الشخصيات الرئيسية، تؤدي إيما ستون شخصية كرويلا بلهجة إنجليزية ثقيلة ومصطنعة وهي التي من المفترض أن تمتلك كاريزما غامرة وتثير في النفس مزيجًا بين الكراهية والانبهار والخوف، تحاول ستون إعادة إنتاج السمات المميزة للشخصية مثل الصوت العميق لكن يأتي الأداء الصوتي غير ملائم لفئتها العمرية فصوت كرويلا على الرغم من ارتباطه بشخصيتها فإنه جزء من كونها سيدة وليست شابة صغيرة، وفي المقابل تعيد إيما تومسون تعليب وإنتاج شخصية ميريل ستريب في الشيطان يرتدي برادا بالإضافة إلى أدائها السابق في إنقاذ السيد بانكس saving mr banks.

تملك تومسون لهجة إنجليزية طبيعية وتؤدي جملها بنرجسية محببة رغم كونها متوقعة، لكنها لا ترقى لأن تكون شريرًا بديلاً عن كرويلا رغم التشابهات بينها وبين الشخصية الأصلية فهي لا تملك الجاذبية نفسها على الرغم من الاهتمام بملابسها الأنيقة التي تملك نزعة متمردة بجانب أناقتها الخمسينية المحافظة، إلا أنه تم حصرها في دور نجحت فيه أخريات من قبل ولم يعد يملك نفس القدر من التأثير، نمط سيدة الأعمال المتسلطة التي تكره المسؤولية العائلية و تهتم فقط بمسيرتها المهنية وما يصاحب ذلك من ربط بين اهتمام ونجاح السيدات بأعمالهن بكونهن مجردات من الإنسانية وهو من التنميطات المؤذية التي كان من الممكن مراجعتها إذا كنا في عصر المراجعات التاريخية.

يمثل فيلم كرويلا تجربة مسلية وممتعة خاصة فيما يتعلق بالخيارات البصرية المتميزة والخيارات الصوتية التي تعلي من المشاهد التقليدية الكلاسيكية وتجعلها أكثر إثارة للاهتمام وأكثر ديناميكية، لكنه وعلى الرغم مما يدعى من تمرد على سرديات الشركة القديمة إلا أنه يرسخها من جديد فقط بقلب الأدوار وتسكينها مرة أخرى في نفس القوالب المعتادة لكنها مغلفة بجماليات جديدة متمردة ظاهريًا.