أسدل الستار في الساعات الأولى من صباح اليوم على حفل جوائز الجولدن جلوب الخامس والسبعين، حيث سيطرت أجواء موجة ثورة النساء داخل مجتمع هوليوود ضد التحرش على الحفل الذي تنظمة جمعية هوليوود للصحفيين الأجانب Hollywood Foreign Press Association.

فرضت إذن الملابس السوداء، دبابيس التضامن ضد التحرش، والخطابات النسوية المتحمسة سطوتها بشكل مكتمل على أجواء بيفرلي هيلز. وسط كل هذا تابعنا نتائج الجوائز الفنية، والسينمائية بشكل خاص، لنقدم لكم اليوم تحليلنا لما فاتكم في صباح يوم 7 يناير/ كانون الثاني من عام 2018.


Three Billboards outside Ebbing: أربع جوائز لأم غاضبة

استطاع هذا الفيلم صاحب العنوان الطويل والسيناريو الطريف والملتوي أن يحصد أربع جوائز جولدن جلوب دفعةً واحدة، ليخرج من حفل الجولدن جلوب الخامس والسبعين وهو الفائز الأكبر.

تدور أحداث الفيلم عن أم تواجه رجال الشرطة عقب فشلهم في حل قضية قتل واغتصاب ابنتها الصغيرة، تتطور أحداث الفيلم عقب ذلك في مسارات مختلفة، عن الانتقام، البحث عن العدالة، التسامح، والجروح التي لا تلتئم.

فاز المخرج والكاتب «مارتن ماكدوناه» بجائزة أفضل سيناريو، كما حصد الفيلم جائزتي تمثيل، الأولى، عن فئة أفضل ممثلة رئيسية في عمل درامي للممثلة الخبيرة «فرانسيس ماكدورماند»، والثانية، عن فئة أفضل ممثل في دور مساعد للممثل الذي انتظر جائزته الأولى طويلًا «سام روكويل».

قبل أن تختتم الليلة بتتويج الفيلم بجائزة أفضل فيلم درامي في العام.


Lady bird : جائزتان لرحلة فتاة بين بيت الأسرة والاستقلال

على الجانب الآخر استطاع هذا الفيلم النسوي كتابة وإخراجاً وبطولةً، والذي يجمع بين الحس الفكاهي والعاطفي في آن واحد انتزاع جائزتي جولدن جلوب في حفل هذا العام.

تدور أحداث الفيلم الذي كتبته وأخرجته جريتا جيرويج في تجربتها الإخراجية الأولى عن حكاية فتاة في نهاية المدرسة الثانوية في مدينة سكرامنتو، عن العلاقات الأولى، الشغف بالرحيل عن الأسرة، مطاردة أحلام الانتقال إلى نيويورك، بين شابة متعطشة للمستقبل وأم تحاول التحكم في حاضرها.

فازت سيرشا رونان صاحبة الثلاثة وعشرين عامًا بجائزة أفضل ممثلة عن دور رئيسي في عمل كوميدي أو موسيقي. كما نافست ميتكالف على جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد، ولكنها خسرتها في النهاية لأليسون جاني عن دورها في I Tonya.

كما تم تتويج Lady bird بجائزة أفضل فيلم فيلم كوميدي/ موسيقى في العام.

اقرأ أيضا:فيلم «Lady bird»: هل أنتِ جاهزة للطيران؟


The Shape of Water : جائزتان لحكاية حب بين امرأة ووحش

لم يخرج فيلم المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو من صراع الجولدن جلوب خالي الوفاض، استطاع الفيلم حصد جائزتين بعد أن دخل الحفل بسبعة ترشيحات.

تدور حكاية الفيلم في إطار رومانسي فانتازي كما اعتدنا من ديل تورو وفي تيمة قريبة من فيلمه الشهير Pan’s Labyrinth الفائز بثلاث جوائز أوسكار في عام 2006.

استطاع ديل تورو أن يحصد جائزة الإخراج عن هذا الفيلم، هذه الجائزة التي انتظرها لأكثر من 25 عامًا.

كما استطاع الموسيقار الفرنسي أليكساندر ديسبالت والفائز بجائزة الأوسكار من قبل عن موسيقى فيلم The Grand Budapest Hotel على حصد جائزة أفضل موسيقى تصويرية هنا أيضًا.


Coco : أفضل فيلم رسوم عن حكاية مكسيكية

فيلم المخرج الأمريكي لي أونكريش، الفائز سابقًا بجائزة أوسكار عن فيلمه Toy Story 3.، هذا فيلم عن الأحلام، العائلة، والكثير من الشغف بالموسيقى.

استطاع الفيلم، الذي تدور حكايته حول طفل صغير محب للموسيقى، يكتشف عالم الأشباح أثناء احتفالات يوم الموتي في إحدى مدن المكسيك، انتزاع جائزة أفضل فيلم في العام. ليتفوق على فيلم Loving Vincent الذي تدور أحداثه عن الرسام الهولندي الشهير فينسنت فان جوخ.


In The Fade: فاتح أكين/ الألماني من أصل تركي يحصد جائزة أفضل فيلم أجنبي

انحازت جمعية الصحفيين الأجانب هنا لرحلة انتقام امرأة فقدت زوجها نتيجة حادث كراهية، تطارد هذه السيدة الألمانية مجموعة من النازييين الجدد، تجد نفسها وسط صراع عدالة عقب قيامهم بتفجير راح ضحيته زوجها صاحب الأصول التركية وابنها الصغير، يفضي الصراع القضائي للاشيء تقريبًا، وبعد فترة من الحزن تقرر هذه الشابة الانتقام.

استطاع المخرج الألماني من أصل تركي فاتح أكين برفقة الممثلة ديان كروجر الفائزة بجائزة أفضل ممثلة من مهرجان كان عن دورها في الفيلم، انتزاع جائزة أفضل فيلم أجنبي في مفاجأة غير متوقعة خصوصًا وأنه كان ينافس الفيلم السويدي The square الفائز بجائزة سعفة كان، والفيلم الروسي Loveless الفائز بجائزة لجنة التحكيم من نفس المهرجان.


أفضل دور درامي لوينستن تشرشل وأفضل دور كوميدي للممثل الأكثر فشلًا

بعد سنوات طويلة من الانتظار استحق أخيرًا الممثل الإنجليزي «جاري أولدمان» جائزة أفضل ممثل عن دور رئيسي في عمل درامي، وذلك عن دوره في فيلم Darkest hour.

تدور أحداث الفيلم عن الأيام الأولى في الحرب العالمية الثانية، حينما توقف مصير إنجلترا وأوروبا الغربية بشكل كبير على قرارات رئيس الوزراء البريطاني المُعين حديثًا حينها وينستن تشرشل.

على جانب آخر نجح رهان الممثل الأمريكي جيمس فرانكو الغريب على أسوأ أنواع الفشل، قرر فرانكو أن يصنع فيلمًا عن كواليس صنع فيلم فاشل للغاية يُسمى The room صنع في عام 2003 وتلقى حتى الآن تقييمًا نقديًا كارثيًا، ويكفي ذكر أنه حصد 9 نقاط من مائة على موقع metacritic النقدي.

فاز جيمس فرانكو بجائزة أفضل ممثل عن دور رئيسي في فيلم كوميدي أو موسيقى، وذلك عن الفيلم الذي أخرجه بنفسه بعنوان The Disaster Artist، صعد تومي ويسو وهو الفنان الكارثة الحقيقي الذي قام فرانكو بتأدية دوره على المسرح أثناء تسلم فرانكو للجائزة ولكنه لم يسمح له بالوصول للميكروفون.


النساء يسيطرن على التليفزيون أيضًا!

امتدت السيطرة النسائية سواء على مستوى الصناعة أو على مستوى الحكايات على جوائز الدراما في هذا العام أيضًا، ليتصدر مسلسل Big Little Lies الفائزين بأربع جوائز، ويفوز مسلسل The Handmaid’s tale بجائزة أفضل مسلسل تلفزيوني درامي، كما فاز أيضًا مسلسل The Marvelous Mrs. Maisel بجائزة أفضل مسلسل تليفزيوني كوميدي.

وفي إحدى أكثر لحظات الحفل صخبًا تم تكريم المذيعة والممثلة الأمريكية أوبرا وينفري بجائزة Cecil B. DeMille Award عن مجمل ما قدمته على المستوى الصحفي والفني والإعلامي، لم تفوت أوبرا الفرصة بالطبع لتشارك في ثورة النساء المتشحات بالسواد.