انتشر بين محبي السينما مصطلح أفلام «Mind-blowing»، وهو مصطلح يطلق عادة على الأفلام صعبة الفهم، لتشابك خيوط قصتها، أو لحدوث مفاجآت غير متوقعة، أو لعدم فهم الأسلوب السردي للفيلم، أو كشف حقيقة مغايرة عما كان يفهمه المشاهد سابقًا. تعتبر هذه الأفلام من أكثر الأنواع جاذبية للمشاهد، فهي تحتوي على الغموض والإثارة، والصدمة في نهاية أحداث الفيلم.

نقدم لكم هذه القائمة لبعض أفلام الـ«Mind-blowing»، مع توضيح لماذا تم اختيار هذه الأفلام دون غيرها، لا تدعي القائمة أن هذه الأعمال هي الأفضل، بل هي من الأفضل في هذا التصنيف، ورُوعي فيها التنوع واختلاف المرحلة الزمنية والمدارس الإخراجية قدر الإمكان. وبعض الأفلام كانت تستحق أن تدرج في هذه القائمة ولكننا تحدثنا عنها في مواضيع مستقلة سابقة، أو هي مشهورة بالقدر الكافي ولا تحتاج لتعريف كأفلام «كريستوفر نولان» على سبيل المثال.


Donnie Darko: 2001

بالرغم من عدم شهرة هذا الفيلم جماهيرًا، إلا أنه من أهم الأفلام التي تندرج تحت هذا التصنيف، فنهاية الفيلم لها أكثر من قراءة وأكثر من نظرية، بل تعتبر من أقوى النهايات التي قد تشاهدها، وهو في مجمل أحداثه مليء بالغموض وعلامات الاستفهام. لهذه الأسباب دخل هذه القائمة بالإضافة للأبعاد الفلسفية المميزة التي يتناولها الفيلم.

الفيلم من تأليف وإخراج «ريتشارد كيلي» وهو أول فيلم روائي طويل له، كما أنه من بطولة واحد من أكثر الممثلين موهبة في الوقت الحالي وهو «جاك جيلينهال»، بالمشاركة مع «جينا مالون»، و«ماغي جيلنهال».

الفيلم يتحدث عن «دوني داركو» المراهق الذي يعاني من حالة السير أثناء النوم، بالإضافة لعلاقة مضطربة مع أسرته. في أحد الأيام يظهر له أرنب عملاق يقوده لخارج منزله، وعندما يعود يجد أن مقدمة طائرة منهارة وقعت على المنزل وبالتحديد غرفته. بعدها يبدأ بالتحدث عن صديقه من البعد الآخر الذي يخبره أن العالم سينهار بعد 28 يوم وعليه إنقاذه من الانهيار المرتقب، يتحول داركو لمصدر سخرية للجميع، ولكنه يستمر في محاولته لإنقاذ العالم. إلى أن نصل للنهاية التي لم يُتفق على تفسير ثابت لها حتى الآن.


Eraserhead: 1977

هو فيلم سيريالي من إخراج وتأليف المثير للجدل دائمًا «ديفيد لينش»، ولأننا سبق وأن تحدثنا عن «طريق مولوهلاند» ، فاخترنا هذا الفيلم بدلا منه. «رأس الممحاه» هو أول أفلام لينش والذي استغرق العمل عليه فترة طويلة نظرًا للصعوبات الإنتاجية التي واجهت الفيلم.

نستطيع أن نقول أن هذا الفيلم يعبر فيه «لينش» عن تخوفاته من العلاقات الإنسانية في ظل التقدم الصناعي وتطور الآلة، ومع تطور الآلة أصبح كل شيء آليًا بما فيها العلاقات الجنسية، التي أصبحت مشوهة وميكانيكة. وصف «لينش» هذا الفيلم بأنه أكثر أفلامه ذاتية.

«لينش» من أهم المخرجين الذين قدموا أفلامًا من هذا التصنيف، فهو لا يسرد أفلامه بالطريقة التقليدية، وفي هذا الفيلم سرد تخوفاته هذه بطريقة سريالية خالصة، وعلى المشاهد خوض رحلة شديدة العمق وشديدة الغرابة حتى يسبر أغواره.

الفيلم عن رجل يعيش حياة رتيبة، وأثناء عودته لمنزله في أحد الأيام، تخبره جارته أن عشيقته تدعوه على العشاء مع والديها، يذهب لهم وهناك توضع له وجبة من الدجاج «المطهي والحي» في نفس الوقت، ثم تخبره والدة عشيقته بأنها أنجبت طفلًا ويجب عليه أن يتحمل مسؤليته، وحين يذهب للمستشفى يجد طفلًا مشوهًا يشبه «الحيوان المنوي»، ثم يستمر الفيلم في جو سريالي خالص.


The Mist: 2007

هذه المرة ترشيح لفيلم رعب، مقتبس عن رواية للكاتب البارز «ستيفن كينج» تحمل ذات الاسم، ومن إخراج وتأليف «فرانك دارابونت»، وهو أفضل من نقل روايات كينج للسينما فهو مخرج فلمي «the shawshank redemption»، و«the green mile»، الفيلم من بطولة «توماس جين» و«لوري هولدين» و«مارسيا غاي هاردن».

ربما يظن المشاهد أن هذا فيلم رعب كلاسيكي، حيث تغزو كائنات فضائية إحدى المدن وتقتل أغلب سكانها ما عدا بعض المحتمين بأحد المحلات التجارية ولكن هذا الاحتماء مؤقت فبعد بضع ساعات سوف تستطيع الكائنات الفضائية اختراق المحل. يستمر الفيلم بهذه الطريقة إلى أن نصل للنهاية الصادمة، «The Mist» يمتلك واحدة من أصعب النهايات التي قد تراها في حياتك وأكثرها صدمة.


Coherence:2013

أما هذا الفيلم فينتمي لنوعية الخيال العلمي، وهو من الأفلام المستقلة، حيث صور في منزل المخرج «جيمس وارد بيركيت» وبكاميرته الشخصية، أما طاقم التمثيل فهم أصدقاؤه، لم يكتب سيناريو كامل للفيلم بل كتبت الخطوط العريضة والحوارات الهامة فقط، أما بقية الحوارات فتركت لارتجال الممثلين حسب الموقف.

الفيلم هو محاولة تجريبية لعرض أمثلة على نظرية «ميكانيكا الكم» وتجربة «قطة شرادنجر» التي هزت الأوساط العلمية وما زالت حتى الآن. هو فيلم يمثل نموذجًا مميزًا على قدرة المبدع تنفيذ أصعب الأفكار بلا إمكانيات تقريبا، فالفيلم فكرته شديدة التعقيد ولكن نفذت بسلاسة وأبداع.

يدور الفيلم حول مجموعة من الأصدقاء ذهبوا لحفلة في منزل صديقهم، في نفس وقت مرور أحد المذنبات في السماء، وينقطع النور فجأة ثم تبدأ بعض الأحداث المؤسفة والغامضة.


Enemy: 2013

نعود للمرة الثانية مع الممثل «جاك جلينهال» في فيلم من بطولته وبمشاركة «سارة جودون» و«ميلاني لوران»، الفيلم مقتبس عن رواية للكاتب البرتغالي الحاصل على جائزة نوبل للأدب «جوزيه سراماجو»، وترجمت الرواية بعنوانين مختلفين «الشبيه» و«الآخر مثلي»، كتب السيناريو «خافير جولين»، وأخرجه المتميز بهذه النوعية الغامضة «دانيس فلينوف»، ويعتبر هذا الفيلم من أكثر الأفلام غموضا، وقدرة على تصدير الارتباك للمشاهد.

يتحدث هذا الفيلم عن الأستاذ الجامعي الذي يلقي محاضرة عن الدكتاتورية وأشكالها المختلفة وتأثيرها في الحياة حتى مع إنتهائها، ثم يُنصح بمشاهدة فيلم ما، فيجد أن الفيلم من بطولة شخص يشبهه لدرجة التماثل، وهنا تبدأ رحلة بحثه عن هذا الشخص، وتحدث العديد من الأحداث الصادمة وغير المفهومة.

استحق الفيلم مكانه ضمن هذه القائمة نظرًا لأسلوب سرده المختلف، لم يحدث اتفاق على تفسير واحد لأحداث الفيلم، ولا مضمونه، فقد تراه فيلمًا يتحدث عن الشهوات الجنسية، وقد تراه فيلمًا يتحدث عن أنماط الدكتاتوريات الجديدة، وهذا هو مكمن الإبداع في مثل هذه النوعية من الأفلام.